قطر- جريدة
الشرق- الخميس ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢ م، الموافق ٨
محرم ١٤٣٤ هـ-
المتقاعدون يشكون التهميش ويطالبون بإعادة النظر في المعاشات
بوابة الشرق- عادل
الملاح
معوقات كثيرة ومشاكل عديدة يواجهها عدد كبير من المتقاعدين في ظل التجاهل الواضح من
قبل مسؤولي هيئة التقاعد لمطالبهم حسب تعبيرهم، مؤكدين أنهم أفنوا حياتهم وعشرات
السنوات من عمرهم في خدمة الوطن، ورغم سنوات الخدمة التي قضوها في الوظائف المختلفة
ورغم إبراز مشاكلهم في وسائل الإعلام المختلفة إلا أنها لا تحرك ساكنا لدى الجهة
المعنية بالامر، رغم الظروف المادية والنفسية العصيبة التي يعيشونها بعد تقاعدهم،
تساؤلات عديدة تبحث عن أجوبة حقيقية من مسؤولي هيئة التقاعد في كيفية التعامل مع
مشاكل المتقاعدين.
قائمة الاشكاليات
وأشار متقاعدون الى أن مشكلتهم قائمة وتعرض بشكل دائم من خلال الصحف أو وسائل
الإعلام بشكل عام المتقاعدون وحتى الآن لم يروا حلاً لهذه القضية التي تشغل بال
العديد من العائلات مطالبين بايجاد حل لها فالمشكلة لا تخص شخصا واحدا بل هي عامة
على جميع المتقاعدين حيث تتشابه الوقائع أو تختلف حسب ظروف كل أسرة ولكن الذي يبقى
هو المعاناة الحقيقية للذين قدموا ما لديهم من أعمارهم وصحتهم في خدمة الوطن.
بدل السكن
وتبدأ هذه المشكلات كما يراها المواطن حمد سعود في سحب بدل السكن من المتقاعد وهو
الأمر الذي يصيب المتقاعد بحالة من الارق الشديد متسائلا: هل من المفترض أن يترك
المنزل الذي كان يعيش فيه أثناء تواجده في الوظيفة بعد سحب بدل السكن منه، ويرى أن
مشكلة بدل السكن تعتبر من أولويات المشكلات عند المتقاعد وتشعره بأنه أصبح بلا قيمة
بعد قيام الجهات بسحب البدل النقدي الذي كان يصرف له كبدل للسكن ويشير: ليس كل
المتقاعدين يعيشون حياة رفاهية فهناك الكثيرون ممن يعانون من الظروف المادية الصعبة
نتيجة الديون المادية والمسؤوليات الكثيرة الواقعة على أكتافهم فضلا عن القروض
المادية التي حصلوا عليها من البنوك وملتزمون بسدادها وبالتالي فإن بدل السكن مهم
بالنسبة لهم، ويشير حمد سعود متسائلا: أين يذهب المواطن بعد التقاعد لكي يتم سحب
بدل السكن منه؟ فهذا سؤال مهم يجب أن يطرحه المسؤولون من أجل آبائنا وأمهاتنا الذين
افنوا حياتهم في مجال وظيفتهم.
هزة حياتية
وأشار سعود الى أنه من الطبيعي أن تحدث للمتقاعد هزة قوية في حياته وتتحول معيشته
رأسا على عقب وتنقلب جميع موازين حياته وتختل بسبب خفض الراتب بهذا الشكل الكبير
لذلك لا بد من إيجاد حلول فعالة لهؤلاء المتقاعدين لأنه من الصعب أن نتركهم بهذا
الشكل غارقين في بحور الديون والأقساط الشهرية والقروض والإيجارات وغيرها من
متطلبات الحياة الأليمة الصعبة وسط غلاء الأسعار والإيجارات ليس فقط في قطر بل في
العالم بأكمله.
65 عاما
أما الكاتب سلمان السليطي فأكد أن المشاكل التي يتعرض لها المتقاعد تفوق تخيل اي
إنسان حيث ان هناك نوعية من المتقاعدين يعيشون حالة نفسية سيئة بعد خروجهم الى
التقاعد لشعورهم بانهم ما زالوا يرغبون في العمل والعطاء وأن جلوسهم في المنزل
يصيبهم بالكثير من الأمراض النفسية المختلفة وهذا أمر حقيقي حيث هناك البعض أصيب
ببعض الامراض النفسية بعد خروجه الى التقاعد نظرا لعدم تعوده على الجلوس في المنزل
حيث يشعر بأن لديه الكثير من الطاقات التي قد تستفيد منها جهة عمله بجانب الخبرة
الطويلة التي قضاها داخل الوظيفة، وطالب الكاتب الاعلامي سلمان السليطي المسؤولين
بهيئة التقاعد بإعادة النظر في قانون سن التقاعد وطالب بمد سن التقاعد إلى 65 عاما
بدلا من 60 عاما كما هو معمول به في الكثير من الدول.
مرهق للغاية
وأضاف السليطي: هذا بالاضافة إلى المشاكل المادية التي يتعرض لها بعض المتقاعدين
نتيجة خفض الراتب ورفع الكثير من الامتيازات عنه والتي كان يتمتع بها أثناء وجوده
في الخدمة وعلى سبيل المثال يفاجأ المتقاعد بتوقف صرف بدل السكن له ولاسرته وانه
مطالب بأن يسكن من الراتب الشهري وهذا أمر صعب ومرهق للغاية لأنه ليس لكل
المتقاعدين منازل تمليك فهناك الكثيرون يعيشون في منازل إيجار وكما يعلم الجميع فإن
الإيجارات مرتفعة وأن سوق العقارات متذبذب بشكل دائم بالنسبة للاسعار لذلك فإنه
يعيش محنة حقيقية بعد رفع بدل السكن وعدم صرفه له.
نادٍ اجتماعي
وتساءل السليطي: أين الامتيازات التي كان يتمتع بها المتقاعد اثناء وجوده في الخدمة
ولماذا يتم رفعها بعد حصوله على التقاعد رغم انه خدم الوظيفة الكثير من سنوات عمره
وقدم العطاء والتفاني لوظيفته لذلك يجب تكريمه من خلال زيادة المزايا التي كان يحصل
عليها من قبل وليس إلغاءها، وطالب بضرورة توفير ناد اجتماعي ورياضي للمتقاعدين وان
يكون له أكثر من فرع في مناطق مختلفة من الدولة وان يكون لهم تعامل خاص اثناء إنهاء
معاملاتهم المختلفة في اي جهة من جهات الدولة، كما طالب السليطي بضرورة عمل تخفيض
50 في المائة على أية معاملات يقوم بها المتقاعد في اية جهة من جهات الدولة
المختلفة وهذا انطلاقا من أهمية المتقاعد وتقديرا للجهود الكبيرة التي بذلها أثناء
الخدمة.
مستوى معين
فضلا عن عدة إشكاليات أخرى تتمثل في تعود المواطن على مستوى معين من المعيشة وكذلك
دخل شهري معين استطاع من خلاله أن يرتبط بمستلزمات وواجبات معينة ومن الصعب أن يجد
نفسه فجأة عاجزا عن سداد الاحتياجات المطلوبة منه سواء كان قرضا من البنك أو قرضا
خاصا بالسيارة بالإضافة إلى النفقات الخاصة بالأبناء وغيرها من مستلزمات المنزل في
توفير المأكل والمشرب في ظل غلاء مستوى المعيشة، وأشار الى أن هناك من يواجه عقوبات
بالسجن نتيجة عجزه عن سداد أقساط القرض البنكي التي كان يدفعها في الماضي وتحديدا
أثناء وجوده في الوظيفة أما بعد إحالته إلى البند المركزي فيصبح عاجزا عن قيمة
القسط الشهري حيث تكون قيمة قسط القرض أعلى من المعاش الذي يحصل عليه، وبالتالي يجب
أن يتم النظر إلى زيادة المعاشات بالنسبة للمتقاعدين بشكل يتلاءم مع ظروف الحياة
الاقتصادية وغلاء المعيشة الموجود حاليا.
الشعور بالتهميش
ومن جانبه أكد المواطن مفرح علي عجيان الحبابي ضرورة توفير مستلزمات الحياة
المعيشية للمتقاعد ومنحه امتيازات اضافية له سواء كانت مادية أو اجتماعية تقديرا
للجهود وسنوات الخبرة والعطاء التي منحها لجهة عمله لذلك لا بد من إعادة النظر في
التعامل مع مشكلات المتقاعدين حيث ان هناك الكثير منهم يعانون من اشكاليات مادية
ونفسية واجتماعية بسبب شعورهم بالتهميش من قبل المسؤولين والغاء بدل السكن الذي
كانوا يحصلون عليه أثناء تأدية الخدمة والذي يعد عاملا مهما بالنسبة لحياتهم
المادية، أما بالنسبة للناحية النفسية فهناك الكثير من المتقاعدين ممن لا يحبون
الجلوس في المنزل وان هذا الأمر قد يصيبهم بالمرض النفسي لذلك لا بد من إيجاد طرق
حقيقية للترفيه عن المتقاعدين من خلال انشاء نواد لهم يقضون فيها ساعات اليوم.
ليس بالمال وحده
وأبدى علي الحبابي استغرابه من عدم قيام المسؤولين بمنح قروض للمتقاعدين لمساعدتهم
في تحمل أعباء الحياة، فضلا عن الخبرات الكثيرة التي يتمتعون بها وكان من المفترض
أن تتم الاستفادة من خبراتهم في المجالات المختلفة التي كانوا يعملون بها اثناء
تأدية الوظيفة وتعيينهم في وظائف مختلفة ترجع بالفائدة على هذه الجهة من خلال
خبراتهم الكبيرة، ويقول المواطن انه للاسف الشديد لا نرى كل هذه الأمور حيث ان
المشكلات الحقيقية ما زالت تحاصر المتقاعدين حتى هذه اللحظات حتى اصبح المتقاعد
يشعر بأنه قد حكم عليه بالموت البطيء بعد حصوله على التقاعد واصبح بلا فائدة والسبب
في ذلك يرجع إلى عدم الاهتمام به من خلال توفير الوسائل التي تساعده على قضاء باقي
سنوات عمره دون مشاكل وهناك الكثير من هذه الوسائل التي لا تكلف الكثير من المال،
لذلك فنحن بالفعل في حاجة إلى إعادة النظر تجاه المتقاعدين ومشكلاتهم والعمل على
حلها بشكل فعلي وليس بمجرد تصريحات إعلامية فقط من قبل البعض من المسؤولين
والمختصين.
إعادة النظرواضاف مفرح الحبابي أن هناك عددا من المتقاعدين يتقاضون معاشا لا يكفي
لمتطلبات الحياة اليومية فضلا عن انهم يعيشون في منازل إيجار فهناك معاش قيمته 8
آلاف ريال فقط ومطالب المواطن من خلال هذا المعاش أن يسدد إيجار المنزل الذي يجلس
فيه مع زوجته وابنائه وأن يلبي متطلبات المنزل من مأكل ومشرب وملابس وسيارة وغيرها
من مستلزمات الحياة المختلفة لذلك يجب مراجعة أسلوب التعامل مع أصحاب التقاعد لأن
خدماتهم كثيرة وقدموا كل ما هو غال في سبيل العطاء لوظائفهم وانه يجب النظر إلى
المتقاعدين اصحاب الرواتب الضعيفة والعمل على زيادتها حتى يتم تمليكهم بيوتا من
الدولة.
عذاب المتقاعد
أما أمير الباكر فيرى أن هناك الكثير من الامتيازات المختلفة التي يحرم منها
المتقاعد بعد حصوله على التقاعد وأول هذه الامتيازات هو بدل السكن الذي يعتبر عنصرا
ماديا مهما في الحياة المعيشية بالنسبة للمتقاعد ثم بعد ذلك حرمان المتقاعد من
التامين الصحي وفور حصوله على التقاعد يتم سحب الكارت الخاص بالتامين الصحي له
بالاضافة إلى سحب عضويته من النادي الذي كان مشتركا فيه اثناء الخدمة وغيرها من
الامتيازات الضرورية الأخرى حتى ان المتقاعد يشعر وكأنه بالفعل قد أصبح بلا قيمة
ومهمشا في الحياة نتيجة هذه التصرفات المؤلمة التي تتبع مع المتقاعد، ويضيف الباكر
قائلا: وبدلا من تكريم المتقاعد على الجهود الطويلة التي بذلها طيلة حياته في مجال
عمله يتم حرمانه من الكثير من الامتيازات الضرورية المختلفة حتى يصاب بحالة نفسية
سيئة، ويشير الباكر الى أن هناك معاناة حقيقية يعيشها الموظف حينما يرغب في
الاستفسار عن اية معلومات خاصة بالتقاعد من هيئة التقاعد وللاسف الشديد يحصل الموظف
على العشرات من الاجابات بدلا من أن يحصل على إجابة شافية وهناك العديد من الاسئلة
المختلفة التي يرغب الموظف في الاستفسار عنها متعلقة بأمور التقاعد ولا يجد إجابات
عنها وهناك من يبرر بأن بعض القوانين لم تصدر بعد بشأن هذه التساؤلات حتى أصبح
الموظف أو المتقاعد يعيش في دوامة بالنسبة لأمور التقاعد بشكل عام.