قطر-جريدة
الشرق- الثلاثاء ١ يناير ٢٠١٣
م، الموافق ١٩ صفر ١٤٣٤
متقاعدون :
نأمل أن يقدم القانون المنتظر حلولا جذرية لمشاكلنا
محمد نعمان - بوابة
الشرق:
أكد عدد من المواطنين أن غلاء المعيشة ومتطلبات الحياة المتغيرة فرضت نوعاً من
القسوة والصعوبة على شريحة المتقاعدين لافتين إلى أن المتقاعدين يعيشون معاناة
اجتماعية ونفسية سيئة بعد تركهم للخدمة خاصة أن الرواتب لاتكفي احتياجاتهم الشهرية
ما أدى إلى زيادة الأعباء وتراكمها فضلا عن الالتزامات المتلاحقة التي لاتنتهي.
وقالوا ان هناك العديد من شرائح المتقاعدين تشعر بغبن آملين في أن يقدم القانون
المنتظر حلولاً جذرية لتلك الشريحة من المجتمع مؤكدين أن تحسين أوضاعهم يعمل على
تعزيز أركان المجتمع ويحقق تطلعات هذ الفئة من الذين أمضوا حياتهم في خدمة وطنهم
"بوابة الشرق" استطلعت آراء عدد من المتقاعدين حول متطلباتهم وأمانيهم ومايمكن أن
يقدمة القانون الجديد ومحاولته وضع حلول ناجعة تحقق مطالب هؤلاء بشكل مرض ومقبول.
وفي هذا السياق قال عبد اللطيف الكواري: أن المتقاعدين يعيشون حياة مليئة بالتوتر
والقلق وبخاصة هؤلاء الذين لم يحصلوا على مستحقاتهم بشكل متساو وعادل، وأضاف أن
أغلب المتقاعدين يحملون روايات مختلفة وحقائق متنوعة حول الصعوبات التي تواجههم بعد
انتهاء الخدمة ولكنها في مجملها تتفق على أن المعيشة أصبحت صعبة خاصة في السنوات
الماضية بعد موجة ارتفاع الأسعار التي تواصل صعودها دون توقف موضحاً أن بعد انتهاء
الخدمة ينقطع عن المتقاعد الكثير من الامتيازات الوظيفية مثل بدل السكن والتنقل
وطبيعة العمل وبالتالي فإن المتقاعد يعيش في حالة توتر نتيجة عدم قدرته على مواجهة
وكفاية تلك المتطلبات ناهيك عن الالتزامات المالية الأخرى المتعلقة بعائلته وأسرته.
معاناة وصعوبة
وقال الكواري: " توظفت في عام 1967 في مؤسسة البترول وتقاعدت في 1989 ومنذ التقاعد
أعيش معاناة وصعوبة في مواجهة متطلبات الحياة وخاصة فيما يتعلق بالغلاء المعيشي
الذي أصاب المجتمع فعند مقارنة بسيطة بين المتقاعدين عام 90 — 91 نجد أن تلك
الشريحة حصلت على امتيازات أفضل من متقاعدي عام 1989 تمثلت في تعديل رواتبهم آن ذاك
والحصول على حقوقهم كاملة بالإضافة إلى مكافأة مالية منحت لمتقاعدين هذا العام 90 —
91 حوالي 200 ألف ريال
وتابع قول: " نحن لم نطالب سوى بتعديل تلك الامتيازات ومساواة متقاعدين عام 89
بمتقاعدين عام 90 - 91 إذ أنه لايوجد فرق بينهما سوى عام واحد فقط، مشيراً إلى أن
متقاعدي عام 89 كانوا من أول من ساهموا في اكتشاف واستخراج البترول وقتها.
غدر الزمن
ويتفق مع القول السابق محمد راشد المهندي الذي أشار إلى أن المتقاعد أفنى شبابه
وحياته في سبيل أن يخدم وطنه وأبناء شعبه من خلال وظيفته وسخّر وقته وصحته ونشاطه
من اجل أن يضمن بعد رحلة الوظيفة والعمر "راتباَ تقاعدياَ" يعينه على غدر الزمن
ولكن على مايبدو أن المتقاعد لم يجد ما يعينه على مصاعب الحياة ومشكلاتها العثرة
ومتطلباتها القاسية التي تفرض واقعاً مؤلما بات على المتقاعد، وأضاف أن الجميع
لايزال ينتظر قانون التقاعد وما يحمله من بنود وضمانات للمواطن القطري وما إذا كان
سيلبي حاجاتهم ويسد مطالبهم أم أنه سيزيد من معاناتهم ويقسو عليهم كما قست عليهم
متطلبات الحياة وبالرغم من هذا إلا أن الجميع متفائل ويتمنى أن يساوى القانون بين
جميع شرائح المتقاعدين وأن لا يرجح كفة على الأخرى ويضمن حقوق الموظفين مطالبا
بسرعة إصدار القانون الذي تأخر أكثر من اللازم.
القانون المنتظر
من جهته أشار "جمعة ثاني" إلى أهمية أن يشتمل القانون "المنتظر" على تحقيق مطالب
الكثير من شريحة المتقاعدين والمساواة بينهم خاصة للذين خدموا في فترة التسعينيات
لافتا ً إلى أن تلك الشريحة تم خصم الكثير من العلاوات مقارنة بشرائح أخرى، وأضاف
أن المتقاعد يتطلع إلى الكثير من الامتيازات المادية من خلال القانون الجديد وأن
يلبي حاجتهم ويحقق مصالحهم بشكل جيد، وأضاف أن المعيشة كل يوم في غلاء وتزداد مع
مرور الوقت مؤكدا ً أن الحاجة ملحة إلى إصدار قانون يحقق تلك التطلعات على النحو
الأمثل وأضاف "بالرغم من اختلاف الشرائح التقاعدية إلا أن هناك نوعا من الظلم يشعر
به أغلب هذه الفئة يتمثل في عدم وجود مساواة لافتاً أن العلاوات التي تصرف بحسب
سياسة كل وزارة أو مؤسسة أو هيئة إلا أن الكثير يطالب بتوحيد جميع الموظفين
بالتساوي كنوع من العدالة توزيع حقوق المتقاعدين بشكل منصف وعادل.
تلبية المتطلبات
أما حسن الملا: فقال "إن راتبي أثناء فترة العمل كان حوالي 46 ألف ريال وحينما
تقاعدت تم خصم مايقارب ال 13 ألف ريال وقال أن هناك نوع من الظلم يشعر به المواطن
حينما يترك العمل ويجد أن هناك نقص أو خصم أو نوع من الحرمان بعد قضاء فترة طويلة
من حياته يؤدي فيها أقصى ماعنده من جهد وتعب وتفاني وإخلاص في العمل وقال أن أكثر
المتقاعدين يجدون صعوبة في تلبية متطلباتهم اليومية خاصة نحو أسرهم وعائلاتهم مشيرا
ً إلى أن عدم وجود تجارة للكثير من المتقاعدين قد يسبب لهم مشاكل كثيرة في ظل حالة
الغلاء التي يعاني منها أغلب الجميع.
الشعور بالتميز
وأشار الملا إلى أن هناك الكثير من الشرائح الوظيفية في فترة ما قبل التقاعد يشعرون
بنوع من التمييز أو الاستثناء خاصة إذا ما وجدوا أن هناك مديراً آخر يكبره في العمر
سيتم تعيينه في موقعة في حين أنه يحيل إلى التقاعد وقال ": نتمنى أن يعمل أصحاب
القرار على إصدار قانون يلبي طلبات وطموحات الجميع لتحقيق العدالة الاجتماعية
وتوحيد "البدلات" حتى لاتحدث أي تجاوزات مالية وإدارية في حقوق الموظفين مؤكدا أن
الجميع يمرون بظروف صعبة للغاية سيما بعد معايشة واقع مختلف تماما بعد تركهم للعمل
ونهاية الخدمة.