قطر-جريدة الشرق- الأربعاء ٢٣ يناير ٢٠١٣ م، الموافق ١١ ربيع الأول ١٤٣٤ هـ-
"دريمة"
تسعى لسن قوانين جديدة لحماية حقوق مجهولي الأبوين
بوابة
الشرق - سمية تيشة
كشف السيد خال كمال –المدير العام للمؤسسة القطرية لرعاية الأيتام (دريمة)- أنّه
يجرى الإعداد حاليا لسن قوانين جديدة لحماية حقوق الأيتام في المؤسسة، بما فيهم فئة
مجهولي الأبوين، لافتاً إلى أنّ الدولة قد كفلت جميع حقوق الأيتام ومن في حكمهم، من
خلال توفير نظام متكامل لرعايتهم واحتضانهم، وذلك وفق المنهج الإسلامي، موضحاً أنّ
المؤسسة القطرية لرعاية الأيتام هي دار ممر وليس مقر، وأن عدد كبير من الأسر
القطرية لاتزال على قائمة الانتظار لاحتضان هذه الفئة ..
وأوضح كمال إلى أن "دريمة" تعمل على توعية وتثقيف المجتمع بقضايا هذه الفئة وتصحيح
المفاهيم الخاطئة عنهم ونظرتهم لذاتهم ولمجتمعهم، والمساهمة في دمج الاطفال الايتام
بالمجتمع، من خلال الأسرة التي تعتبر البيئة الأمثل والأفضل لتنشئة الطفل، مشيراً
إلى أنه قد تم التنسيق مع القضاة، بحيث يتم منح الطفل المحتضن الأسم المناسب له،
حسب رغبة الأسرة الحاضنة، وأنّ الشريعة الاسلامية حثت على ان لايحمل الطفل المحتضن
اسم العائلة التي احتضنته لحكمة شرعية وهي حفظ الانساب والميراث والمحارم، في حين
أن الاسلام حض على الاحتضان باعتباره احد ابواب البر والاحسان..
جاء ذلك خلال ورشة نظمتها المؤسسة القطرية لرعاية الايتام "دريمة" صباح اليوم ،
بعنوان "الإعلام والوصمة الاجتماعية لمجهولي الوالدين"، بهدف تحسين صورة اليتيم
مجهول الوالدين لدى المجتمع، وبيان أثر الدراما في خلق صوره نمطيه سواء كانت
ايجابيه او سلبيه لليتيم مجهول الوالدين أو مجهول الاب، فضلاً عن تبصير وتوعيه
وسائل الاعلام بأن اليتيم مجهول الوالدين ليس فقط نتيجة علاقة غير شرعية، بفندق
لاسيجال..
(الرعاية والأهتمام)
وأكد كمال خلال كلمة ألقاها بداية الحفل أنّ ورشة (الاعلام والوصمة الاجتماعية لفئة
الايتام مجهولي الأبوين ) تأتي في إطار خطة دريمة الاستراتيجية الهادفة إلى تقديم
افضل رعاية للايتام وتوعية المجتمع حول حقوقهم وخاصة فئة الايتام مجهولي الابوين،
موضحاً أن اختيار الاعلام كعنوان لموضوع هذه الورشة اعترافا بدوره الهام الذى لم
يعد كالسابق يكتفي بمجرد ملاحقة الاخبار وعرضها إنما اصبح اليوم يصنع الاحداث ويوجه
الراي العام بل ويشعل الثورات وقال "نريد من هذا الاعلام أن يسخر هذه القوة
والتأثير الكبير في المساهمة في أزاله الوصمة عن فئة الايتام مجهولي الوالدين
وتوعية المجتمع حول حقوق هذه الشرائح الضعيفة في المجتمع والتي تستحق الرعاية
والاهتمام.
(عدم تقبل مجهولي النسب)
الدكتور خليفة المحرزي -اختصاصي في مجال التدريب الاسري وتنمية الموارد البشرية-
أوضح أن المجتمعات العربية لاتزال تنظر لفئة مجهولي الأبوين نظرة دونية وسلبية جداً
مقارنة بالمجتمعات الغربية، لافتاً إلى أن هناك 44 مليون طفل عربي مجهول النسب في
العالم، بينما يصل عددهم سنويا حوالي 140 طفل في العالم وقال" يعيش بيننا الالاف من
مجهولي النسب في دور الحضانة وفي المجتمع، نقابلهم ونتحدث معهم، قد لا نعلم عنهم
شيئاً، لا نلاحظهم ولا نكترث لنظراتهم لنا، لكنهم يرصدون كل لفتة وكل نظرة وكل همسة
تصدر منا، يتشبثون بمن يظهر لهم العطف والحنان، وعلى الرغم من الصلابة والقوة التي
تكسبهم إياها معاناتهم، إلا أن إحساسهم بالدونية والنبذ والخوف من اكتشاف الآخرين
لواقعهم المرير ، يظل هاجساً يؤرق حياتهم، حتى من يحظى منهم بأسرة تحتضنه منذ
الولادة لا يُستثنى من هذا الإحساس المؤلم، حيث يعتبر موضوع "اللقطاء" في المجتمع
العربي موضوعا حساسا من النادر أن تتناوله وسائل الإعلام أو الندوات والأنشطة
الاجتماعية بصورة إيجابية أو انسانية ، وذلك على أساس أن هؤلاء اللقطاء نتاج أخطاء
مرفوضة في مجتمع محافظ والمراعي لتعاليم الشريعة الإسلامية".
(أبرز التحديات)
وأوضح المحرزي أن ابرز التحديات التي تواجه هذه الفئة تمثل في العزلة داخل تلك
المؤسسات وصعوبة اندماج أفرادها مع باقي المجتمع فالعاملون في تلك المؤسسات هم في
النهاية موظفون يقومون بعمل مهن، بينما الأفراد المقيمون في دور الرعاية لديهم
احتياجات نفسية مهمة تتطلب اشباعات إنسانية كالحب والعطف والحنان والمشاركة
الوجدانية والتشجيع مما قد لا تتأتى عبر الموظفين أو المشرفين في تلك القطاعات، قد
ينتج عن نقص تلك الاشباعات ظهور بعض الاضطرابات في تكوين الشخصية كالانحرافات
السلوكية ، والنفسية ، والإجتماعية، فضلاً عن المشكلة الأساسية بالنسبة له بسبب
غياب مكونات الأسرة الكاملة، إضافة إلى نظرة المجتمع السلبية لهم رغم سعي المبرة
لتوفير كافة مقومات السعادة والرفاهية لهم، وتنتفي هذه المشكلة في حال وجود مجهول
النسب في أسرة حاضنة تعوضه بعضا مما يفقده، في حين ان أهم المشكلات النفسية
والاجتماعية التي يواجهها الأيتام عند معرفة واقعهم الاجتماعي عدم تقبلهم لهذا
الواقع، ويظلون في حيرة وتساؤل على الرغم من تأكدهم في قرارة أنفسهم بأنه صحيح،
ولكنهم يعيشون على أمل أن هذا الواقع سيتغير يوماً ما، كما يمرّون بحالة من عدم
الاتزان العاطفي والانفعالي، وإحساسهم بأنهم غير مقبولين اجتماعياً في محيط الجيران،
المدرسة، وغيرها من مؤسسات المجتمع.
(دور الإعلام)
الدكتور عادل الزايد – استشاري الطب النفسي- تحدث عن دور الإعلام في السلوك
الإنساني، مبيناً إن الرسالة الإعلامية هي مادة فكرية تدفع الإنسان نحو الاستبصار
في الثقافة والحياة اليومية، لافتاً إلى دور "النظرية الترميزية" وهي عبارة عن
استخدام الإعلام للرموز والإحاءات المعروفة لدى المجتمع لإيصال رسالة جديدة، في أكد
على دور "النظرية التحليلية" والتي تعتمد على على تحليل نفسية المستقبل والإستفادة
من الحالة النفسية للتوجيه الإجتماعي، أما "نظرية التأثير المباشر" هي التي تفترض
بأن المستقبل يتأثر وفق توجيه الرسالة الإعلامية وليس له ردود فعل إيجابية اتجاه
الرسالة الإعلامية..
(اليتيم في الأدب)
أما الكاتب الادبي والدرامي هيثم بودي أشار في ورقة عمل له حول "اليتيم في الادب
والدراما التلفزيونية" إلى أن لا يختلف اثنان على دور الآداب والفنون على ثقافة
المجتمعات والتاثير عليها وتمايزها عن باقي المجتمعات وتنقل الاداب والفنون هذه
الثقافة عبر الاجيال لتصوغ هوية المجتمعات وتمايزها عن المجتمعات الاخرى قائلا"
ساهمت الدراما التلفزيونيه والسينمائية بالكثير من القصص لتاثير هاجس فقد الابوين
الفطري لدى الجميع مهما تباينت اعمارهم، الا ان اليتيم قد مر بالمرحلة مبكرا، كفيلم
ليلة غرام لمريم فخر الدين عن رواية لقيطة لمحمد عبدالله والتي اكتسبت فيها الممثلة
الكثير من الشهرة دفع المجلات الفنية اطلاق لقب القديسة عليها لما كان من دورها
المؤثر في رواية اللقيطة، اما في التلفزيون الخليجي فنجد الدراما قد قدمت الكثير من
ادوار الايتام خاصة في الادوار التراجيدية الا انها تعبر عبور الكرام، ولا نجد ان
فكرة اليتم وفقد الابوين قد قصد منها بشكل واضح ، الا ان هذه المحاولات ايضا جديرة
بالانتباه والتقدير"، موضحا ان المشكلة الحقيقية هي ليست اهمية استعراض الكاتب
لحالة اليتيم، وانما معاجة المشكلة التي تسبق ظهور اليتيم او مجهول الابوين ، وان
للاعلام دور مهم في ايجاد منبع المشكلة.
مرسوم
رقم (54) لسنة 1995 بالموافقة على انضمام دولة قطر إلى اتفاقية حقوق الطفل
لا
يجوز تسمية مجهول الأبوين باسم عائلة قطرية