قطر-جريدة الشرق- الثلاثاء
٢٩ يناير ٢٠١٣ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٣٤ هـ
"الدراسات الأسرية والتنمية" يستعرض قضايا الأسرة العربية
الدوحة - الشرق
اختتم معهد الدوحة الدولي للدراسات الأسرية والتنمية عضو مؤسسة قطر اليوم سلسلة
المحاضرات التي أقامها حول بعض أبرز القضايا التي تهمّ الأسرة في الوطن العربي.
وأشرف على المحاضرات الدكتور نيكولاس أبرشتاد، الخبير في الاقتصاد السياسي وفي علم
السكان، والذي يعمل كذلك مستشاراً في معهد أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت وفي المكتب
الوطني للبحوث الآسيوية. وقد ناقشت المحاضرات التي أقيمت على مدى يومين مشكلة
العزوف عن الزواج وكيفية تحسين مستويات الخصوبة للأسرة في الوطن العربي وفي الدول
الإسلامية بشكل عام.
حضر الفعاليات ممثلون عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والأمانة العامة للتخطيط
التنموي، ومركز التأهيل الاجتماعي (العوين)، وجهاز الإحصاء، وأيضاً ممثّلون عن
وسائل الإعلام المحلية، بالإضافة إلى عدد من الضيوف الآخرين.
وتطرق الدكتور أبرشتاد خلال المحاضرة لمشكلة انخفاض الخصوبة لدى الرجال والنساء في
الوطن العربي، كما قام بإبراز إحصاءات وحقائق تثبت تدني مستوى الخصوبة بشكل كبير في
الدول الإسلامية بشكل عام، مشيراً إلى أنّ أنماط الزواج التقليدي وأسلوب الحياة
باتت تشهد تغيرا هائلا في أيامنا الحاضرة.
وعرض الدكتور أبرشتاد لبعض الإحصاءات حول الخصوبة عالميا، حيث أظهرت النتائج أن
أربعة دول عربية من أصل عشر دول في العالم سجّلت أكبر نسبة انخفاض في مستوى الخصوبة
بين الأسر خلال العشرين سنة الفائتة، وهذه الدول هي: الكويت، وسلطنة عمان، وليبيا،
والجزائر.
وتتركّز النسب المتدنيّة للخصوبة بين الطبقات التي تتميّز بمستوى تعليمي ومادي
منخفضين نسبيّاً في الدول الإسلامية. وقد أوضح الدكتور أبرشتاد أن إتباع أنماط
وأساليب الحياة الحديثة والتلوّث واستخدام وسائل منع الحمل المتطوّرة، كلّها عوامل
أسهمت في انخفاض معدل الخصوبة لدى النساء.
وكانت محاضرة يوم أمس قد ركزت على الأنماط الجديدة التي تندرج تحت مسمّى "العزوف عن
الزواج" في المجتمع العربي حيث تضمنت هذه الأنماط ما يلي: إرتفاع معدّل سنّ الزواج
لدى الفتيات (أي السنّ الذي تتزوّج فيه الإناث اللواتي لم يبلغن 50 عاماً)؛ وإنخفاض
المعدّل الكلي للزواج الأوّل (أي النسبة الإجمالية للمتزوّجين الذين يتزوّجون وهم
دون سنّ 50 عاماً) وارتفاع معدلات الطلاق الإجمالية.
وأبرز الدكتور أبرشتاد مشكلة الانتشار السريع والمتزايد لظاهرة العزوف عن الزواج في
العالم العربي. وفي ضوء المعطيات التي أوردها، خلص الدكتور أبرشتاد إلى القول بأنّ
مشكلة العزوف عن الزواج في العالم العربي تحدث إلى حد كبير في أوساط الفئات منخفضة
الدخل وبين الأفراد الأقل تعليماً في المجتمع وخصوصا النساء.
وأشار الدكتور أبرشتاد إلى الإحصائيات الرسمية التي أجراها جهاز الإحصاء في دولة
قطر، والتي تشير إلى ارتفاع متوسط عمر الزواج بين القطريات من 19.2 عاما في سنة
1986 الى 23.5 عاما في سنة 2010. كما ارتفع متوسط عمر الزواج بالنسبة للقطريين لأول
مرة من 24.8 في سنة 1986 الى 26.7 في سنة 2010.
وتعليقاً على هذا الحدث، قالت سعادة الفاضلة نور المالكي الجهني المدير التنفيذي
لمعهد الدوحة الدولي للدراسات الأسرية والتنمية: " تُعدّالسنوات الطويلة التي
يقضيها الطلاب في التعليم أحد العوامل الرئيسية التي تقف وراء ظاهرة العزوف عن
الزواج وتدني مستويات الخصوبة في العالم العربي، لكنّ هذه الظاهرة لا تشمل المرأة
وحدها فقط. ولهذا السبب، نحن بأمسّ الحاجة لدراسة كل المعلومات ذات الصلة المتعلّقة
بالرجل في الوطن العربي، وذلك سيُمكّننا من إيجاد حلول ناجحة للمسائل التي تواجه
الأسرة العربية في مجتمعنا اليوم".
وتُعدّ سلسلة المحاضرات وورش العمل التي ينظّمها معهد الدوحة الدولي للدراسات
الأسرية والتنمية دليلاً ساطعاً على التزام المعهد ببناء مجتمع عربي سليم وصحّي،
وبنهاية المطاف مجتمع أكثر استدامة. وتماشياً مع رؤيته الهادفة ليكون المرجع
الأساسي في القضايا التي تواجه الأسرة العربية، يمّهد المعهد الطريق لتحقيق هذا
الأمر من خلال إجراء البحوث، واتباع سياسات معيّنة، وتنظيم برامج توعية تعالج شؤون
الأسرة والمشكلات الهاّمة التي تتعرّض لها في واقع الحياة اليومية.
والجدير بالذكر أن للدكتور أبرشتاد العديد من المقالات العلمية والمؤلفات حول
العديد من القضايا الإجتماعية التي تواجه الأسرة في دول كثيرة مثل الكوريتين
الشمالية والجنوبية، وبلدان شرق آسيا، وجمهوريات الاتحاد السوفيتي الأسبق. كما ساهم
الدكتور أبرشتاد في تأليف كتاب نشره معهد الدوحة الدولي للدراسات الأسرية والتنمية
بعنوان "ديناميكية السكان في العالم الاسلامي".
قرار
أميري رقم (23) لسنة 2002 بشأن المجلس الأعلى لشؤون الأسرة
الدراسات
الأسرية ينظم ورشة لحماية الأطفال من العنف
الخلافات
واعتداء الأزواج أبرز الدعاوى الأسرية أمام القضاء