قطر-جريدة الشرق- السبت ٩
فبراير ٢٠١٣ م، الموافق ٢٨ ربيع الأول ١٤٣٤ هـ
شكاوى من ارتفاع أسعار السلع الغذائية .. وشكوك في "العروض الترويجية"
حسن علي — نجاتي
بدر — حسام مبارك
أظهرت نتائج الاستطلاع الأسبوعي الذي تجريه "الشرق" عبر موقعها الإلكتروني بشكل
دوري، المتضمن عدة تساؤلات حول أسعار السلع الغذائية فى عام 2013 ومصداقية عروض
المجمعات التجارية والاستهلاكية وجهود حماية المستهلك فى خفض الأسعار، أظهرت
النتائج أن 78 % يرون ارتفاعاً فى أسعار المواد والسلع الغذائية من بداية العام
الجديد، حيث صوت هؤلاء على الاختيار بـ (نعم)، بينما رأت نسبة 11 % عدم حدوث ارتفاع
فى الأسعار وصوتوا على الاختيار (لا)، فى حين وقفت نسبة 11 % على الحياد بالتصويت
على الاختيار (لا أدرى)، أما فى ما يتعلق بسؤال "الشرق" عن رأى المشاركين فى
الاستطلاع بعروض المجمعات، فقد أوضحت نسبة 50 % عدم مصداقية العروض بالتصويت على
الاختيار (نعم )، بينما رأت نسبة 22 % مصداقية العروض، فى حين وقفت نسبة 28 % على
الحياد بالتصويت على الاختيار (لا أدرى )، وعن السؤال الأخير فى الاستطلاع المتعلق
برأي المشاركين فى جهود حماية المستهلك فى خفض الأسعار، فقد أكدت نسبة 77 % عدم
رضاها على هذه الجهود بالتصويت على الاختيار (ضعيفة)، بينما رأت نسبة 19 % أنها
(مناسبة )، فى حين أكدت نسبة 4 % فقط على أن الجهود (جيدة )، حول نتائج الاستطلاع
تحدثت "الشرق" إلى متخصصين ومستهلكين (مواطنين ومقيمين) لاستطلاع آرائهم بشكل مباشر
والوقوف على مدى تأييدهم لما جاء فى نتائج الاستطلاع من عدمه.
بداية قال إبراهيم ناصر: ان هناك ارتفاعا واضحا في أسعار المواد الغذائية مع بداية
هذا العام، مقارنة بأسعار العام الماضي، وأوضح ناصر أن السبب الحقيقي وراء ارتفاع
الأسعار بهذا الشكل المستمر هو زيادة رواتب المواطنين في الآونة الأخيرة، وهذا
نتيجة جشع وطمع التجار الزائد عن الحد والذي يعاني منه الجميع، "مواطنون ومقيمون"
على حد سواء، وبيّن ناصر أن أسعار السلع الغذائية بالسوق المركزي مختلفة تماماً عما
يتم إعلانه في نشرة أسعار المواد الغذائية التي تذاع كل صباح على إذاعة راديو قطر.
عروض وهمية
من جهته أكد أحمد العبيدلي أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية بدأ وبشكل ملموس منذ
الشهر الأول من بداية العام الجديد، فأغلب السلع الأساسية بالنسبة للجمهور قد زادت
أسعارها، وهذا أمر في غاية الخطورة حيث ان الزيادة إذا بدأت لا يمكن لها أن تقف،
كما أن هذه الزيادة تمس حاجة يومية لجميع الجمهور بلا استثناء، فالطعام والشراب
وقود الإنسان، وأشار العبيدلي إلى تشابه أسعار المواد الغذائية بالجمعيات التعاونية
(الميرة) بأسعار السوبر ماركت، متسائلاً كيف لـ الميرة أن تكون مدعومة من الدولة
وأسعارها هي نفس أسعار السوبر ماركت؟
وأشار العبيدلي إلى أن ساحة المزروعة لم تقم بحل مشاكل ارتفاع أسعار الخضر
والفاكهة، مؤكداً أن أسعارها هي نفس أسعار السوق المركزي، وأصبح الناس يفضلون
العودة للسوق المركزي أفضل من سلك طريق طويل دون فائدة، فارتفاع الأسعار طال ساحة
المزروعة أيضاًز
وفي ما يخص العروض الخاصة والترويجية التي تقوم بها المجمعات التجارية الكبرى على
منتجاتها الغذائية، أوضح العبيدلي أن هذه العروض وهمية والهدف من ورائها هو التخلص
من البضائع التي قاربت على الانتهاء والاستفادة منها بدلاً من إلقائها في القمامة،
حيث من النادر أن تتم إقامة هذه العروض على سلع جديدة ما زالت تحتفظ بمدة طويلة من
صلاحياتها، واعتبر العبيدلي أن جهود حماية المستهلك في إخضاع أسعار المواد الغذائية
لتسعيرتها، جهود ضعيفة جداً.
الارتفاعات عالمية
ومن جهتهم، أكد عدد من التجار المستوردين للمواد الغذائية ارتفاع الأسعار على بعض
السلع بنسبة تراوحت بين 25 و40 %، وأرجعوا السبب إلى ارتفاع المواد الخام عالمياً،
مشيرين إلى أن ارتفاع الأسعار يقتصر على المواد المستوردة فقط، ومنوهين إلى العديد
من الاسباب التي أثرت على الاسعار، منها موجات البرد التي ضربت بعض الدول المصدرة
إلى جانب العرض والطلب حيث أثرت على الأسعار العالمية بشكل مباشر، وبالتالي أثر ذلك
على ارتفاع الأسعار المحلية..
يقول هشام دهيمش، مدير مبيعات بشركة الخليجي للمواد الغذائية: ان عام 2013 شهد منذ
مطلعه ارتفاعاً ملحوظاً فى أسعار الكثير من السلع الغذائية ومنها بعض السلع
الأساسية مثل الأرز والسكر والزيوت والدجاج، وقال دهيمش: إن نسبة ارتفاع أسعار
السلع ومنها على سبيل المثال الدجاج تراوحت بين 25 و40 % ونفس النسبة على الزيوت
والأرز والسكر وغيرها من المنتجات الغذائية، وأضاف: إن ارتفاع الأسعار ليس فقط على
مستوى قطر وإنما غطى العالم كله ومنطقة الخليج، وقال: ارتفاع الأسعار عالمياً ويعود
لأسباب عديدة، منها تحكم المصدرين فى الأسعار مستغلين العرض والطلب، الى جانب سبب
آخر يعد فى غاية الأهمية وهو السبب الرئيسي فى أغلب الأحيان ويتعلق بارتفاع أسعار
المواد الأولية التي تدخل فى صناعة المواد الغذائية.
وفى ذات السياق أكد خالد أبو العلا، مدير مبيعات بشركة داندى المحدودة فى قطر على
أن ارتفاع الأسعار على المشروبات والعصائر اقتصر حتى اليوم على بعض الأصناف وجميعها
من المستوردة ومنها على سبيل المثال اللبن، حيث ارتفع سعره بنسبة تتراوح بين 15 و17
%، وأشار أبو العلا إلى أن المنتجات القطرية وتحديداً منتجات شركته لم تطرأ عليها
أي زيادة فى الأسعار وأنها تقدم منتجاتها للمستهلكين بنفس الأسعار السابقة.
ومن جانبه أكد أحمد السعيد (مدير شركة لاستيراد المواد الغذائية) ارتفاع أسعار بعض
المواد الغذائية بسبب موجات البرد التي ضربت بعض المناطق التي يتم استيراد المواد
الغذائية منها، مشيرا إلى أن المواد الغذائية الطازجة هي التي تأثرت بشكل مباشر من
موجات البرد وخاصة الدواجن والبيض التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير ولافت للنظر.
أما محمد تركماني فيؤكد استقرار أسعار الحبوب والمواد الغذائية الجافة مثل الأرز
والعدس والبهارات والحبوب بشكل عام بينما شهدت بعض الأنواع مثل الذرة الصفراء
ارتفاعا طفيفا وكذلك بعض أصناف الأرز التي ارتفعت قليلا وبنسب ضئيلة، حيث انه يتم
استيراد الأرز من المواسم السابقة وليس المواسم الجديدة وذلك لاعتبارات الجودة حيث
انه كما كان الأرز قديما كلما ارتفعت الجودة واختلاف الطعم والنكهة، وبالتالي يفضل
التجار استيراد الأرز القديم وتأجيل استيراد الجديد إلى وقت آخر بعد أن يقدم قليلا،
ولذا لا تتأثر الأسعار مباشرة عند حدوث أية تغيرات مناخية في هذه الدول لأنه يتم
الاستيراد من المخزون.
وأشار إلى أن أسعار المكسرات قد شهدت ارتفاعا، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار من الدول
المصدرة وبلغ قيمة ارتفاع اللوز والجوز 100 ريال أي بنسبة 20 % ويعتبر هذا الارتفاع
كبيرا وطارئا في بداية السنة وله علاقة مباشرة بارتفاع الأسعار عالميا.