قطر -جريدة الشرق-
الأربعاء ٦ مارس ٢٠١٣ م، الموافق ٢٤ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ
2013
والاختراقات الإلكترونية
انتشرت حالات الاختراق
بشكل غير مسبوق فأصبحت ظاهرة تشكل مستوى عالياً من الخطورة، فكثير من الشخصيات
المعروفة والمواقع العلمية والفكرية والاقتصادية تعرضت للاختراق، ولقد تطرقت
بالحديث بمقال 2012 /12/ سابق بعنوان (سيبر وور) بتاريخ 19 وتحدثت عن الحروب
الفضائية التي شهدها العالم 2012 ، والآن تتواصل سلسلة — عام 201011 الحروب، حيث
شهد بداية عام 2013 عدة اختراقات الكترونية لأكبر المؤسسات والشركات العالمية،
كمؤسسة قطر، حيث تم اختراق حساب مؤسسة قطر في عدد من مواقع التواصل الاجتماعي على
شبكة الانترنت، فقامت المؤسسة بإغلاق باقي الحسابات ذات الصلة بصورة مؤقتة، كما
كشفت أيضاً شركة أبل للكمبيوتر والبرمجيات والأجهزة الجوالة عن اختراق قراصنة
لكمبيوترات موظفيها معتمدين على ثغرة أمنية استخدمت لاختراق فيسبوك وتويتر، وإضافة
إلى اختراق مؤسسات إعلامية أمريكية. قد يتساءل البعض ماهي دوافع الاختراقات
الالكترونية الحاصلة بعالمنا اليوم هل هي دوافع سياسية، او خلافات ايدلوجية،
وتجارية، او هي ممارسات فردية، فكلها تحظى بنسبة عالية جداً من روح الانتقام
وابتزاز الآخرين. فالعالم اليوم يعيش عصراً إلكترونيّاً 100 في المائة، مما أدى الى
انتشار القرصنة والاختراقات الإلكترونية، وأن الأجهزة الرقابية دورها مقصور ومحدود،
ويستوجب من الدول كافة أن تضع في حسبانها الاهتمام بالجهود الوقائية لتعزيز أمن هذه
المواقع وتحصينها مقابل أية هجمات محتملة عليها، تستهدف التشويش او سرقة المعلومات،
ويجب زيادة جرعة الوعي التقني، لاجتناب المخاطر فكل الجهات المختصة في نظام مكافحة
الجرائم الإلكترونية مطالبة برفع الوعي التقني داخل المجتمع، وباستحداث وتفعيل
القوانين المختصة بذلك. وأخيراً: تجب مواجهة هذه القرصنة بضوابط قانونية رادعة،
فنحن أمام تحديات جديدة ومعقدة في ظل الثورة التقنية، والوعي التقني هو المدخل
الرئيسي لتكوين حصانة نموذجية تحد من جرائم العالم الإلكتروني، والتسلح بجيل
إلكتروني ذي مهارة فنية عالية المستوى لتفادي مخاطر الاختراقات.
