قطر-جريدة الشرق- الأربعاء
١٣ مارس ٢٠١٣ م، الموافق ١ جمادى الأولى ١٤٣٤ هـ-
عبيدان يؤكد على العلاقة بين الإعلام وحقوق الإنسان
الدوحة ـ قنا
بدأت هنا اليوم الثلاثاء، دورة تدريبية بعنوان "تعزيز وحماية حقوق الإنسان في
اتفاقيتي القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة والأشخاص ذوي الإعاقة" وتنظمها
على مدى يومين، اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بالتعاون مع المجلس الاعلى لشئون
الأسرة .
وقال الدكتور يوسف عبيدان ، نائب رئيس اللجنة في الكلمة التي افتتح بها الدورة ان
هذه الفعالية ، تأتي تجسيداً لاهتمام اللجنة البالغ بحقوق الإنسان بصفة عامة وحقوق
المرأة والاشخاص ذوي العاقة بصفة خاصة .. مشيرا الى ان الاهتمام بدأ يتزايد على
كافة المستويات الدولية والإقليمية والمحلية بحقوق الانسان من جانب الباحثين
والخبراء.
واضاف إن العديد من الدراسات والبحوث العلمية ركزت على الجوانب المختلفة لهذه
القضايا خاصة القانونية والسياسية ، لكنه أوضح أن علاقه وسائل الإعلام بقضايا حقوق
الإنسان لم تأخذ درجة الاهتمام الكافي حتى الآن من المتخصصين، مبينا فى سياق ذي صلة
ان هذه الدورة تجيء لتفتح المجال أمام الباحثين والخبراء والإعلاميين لإجراء المزيد
من الدراسات والمناقشات حول علاقة وسائل الإعلام بحقوق الإنسان، وأيضاً الجوانب
التشريعية والقانونية التي تعمل في إطارها وسائل الإعلام .
وأكد الدكتور عبيدان أن موضوع العلاقة بين الإعلام وحقوق الإنسان يكتسب أهمية
متزايدة في عالم اليوم لاسيما مع دخول العديد من المجتمعات مرحلة التحول نحو
الديمقراطية والتنافس السياسي السليم حيث يقع على عاتق الإعلام دور أساسي وهام في
نشر المعرفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمكن المواطن من تحديد خياراته
في الحياة وأداء دوره المنشود في بناء دولته.. مشيرا في هذا السياق إلى ان الأعلام
لن يتأتى له القيام بدوره على الوجه الأمثل إلا إذا كان واقعياً يرسم صورة الواقع
بإيجابياته وسلبياته بقوته وضعفه دون أن يكون موجهاً.
وشدد على الارتباط الوثيق والعضوي بين الإعلام وحقوق الإنسان بحيث يؤثر كل منهما في
الآخر ويتأثر به , ليس فقط لتمتع الإعلام بموقع مركزي في منظومة الحريات العامة
التي تشكل جوهر حقوق الإنسان, ولكن أيضاً بتأثيره الكبير في بناء الوعي وتشكيل
الرأي العام والوجدان, ودوره الراقي, وقدرته على توفير المعلومات وإثارة القضايا،
على حد قوله .
وقال إن تأثير هذا الدور قد تضاعف في السنوات الأخيرة بالتطور السريع في تقنيات
الاتصال,مبينا ان أفق هذا التطور لا يزال مفتوحاً بغير حدود.
وأشار الى ما يتمتع به الإعلام من تأثير بالغ على تشكيل الافكار والمفاهيم والنظرة
إلى العالم من حولنا ، مما يجعل له دورا حيويا في تشكيل الصورة الذهنية نحو نشر
اتفاقيتي مناهضة كافة اشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" واتفاقية الاشخاص ذوي
الإعاقة.. مشيرا الى ان أهمية موقف وسائط الأعلام تكمن في قدرتها على فتح باب
النقاش من ناحية، وفي توفير منبر للمرأة وللأشخاص ذوي الاعاقة يمكن من خلاله
التعبير عن آرائهم، من ناحية أخرى .
وقال الدكتور يوسف عبيدان ، نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في الكلمة التي
افتتح بها الدورة التدريبية، ان هذه الفعالية تهدف بصورة مباشرة لتعريف العاملين في
المجال الإعلامي بمفاهيم حقوق الإنسان بشكل عام ومضامين ومصطلحات اتفاقيتي مناهضة
كافة أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" واتفاقية الاشخاص ذوي الإعاقة ورفع الوعي
بالحقوق الواردة بهما والالتزامات الملقاة على عاتق الدول .
واستطرد قائلا ان دور الإعلام في نشر المفاهيم المرتبطة بقضايا حقوق الإنسان
المختلفة وبشتى أنواعها ، أصبح ضرورة ملحة في هذا العصر وذلك في ضوء المتغيرات التي
تشهدها الساحة المحلية والإقليمية ، مما يجعل وعي الإنسان بحقوقه أمرا ضروريا .
ولفت الى انه من هذا المنطلق تكتسب الدورة أهمية خاصه كونها تسعى إلى التعرف على
أهمية دور وسائل الإعلام في تشكيل اتجاهات الفرد نحو قضايا حقوق الإنسان سواء
محلياً أو إقليمياً أو دولياً " وهي بالتالي ترصد الدور الذي يمكن أن تقوم به هذه
الوسائل في خلق الوعي بتلك القضايا وايضا تعميق إدارك الجمهور بها .
ونوه الدكتور عبيدان في كلمته بأن اهتمام المجتمع الدولي بقضايا حقوق الإنسان يبرر
ما يتردد اليوم من مفاهيم وأفكار حول حقوق الإنسان وحرياته المختلفة، لافتا إلى أن
هذا الاهتمام بدأ بالإعلان عن وثائق دولية عديدة تتعلق بحماية تلك الحقوق وضماناتها
وآخرها ظهور قانون دولي لحقوق الإنسان ، يضمن القواعد الخاصة بكفالة تلك الحقوق
وحمايتها وكيفية تطبيق هذه القواعد بصورة تضمن عدم المساس بالحقوق والحريات المعترف
بهما بموجب القوانين الداخلية أو بموجب الاتفاقيات الدولية التي تكون الدولة أحد
أطرافها .
وأشار إلى أن العالم شهد في السنوات الأخيرة تحولات سياسية وثقافية من بينها إبراز
قيمة حقوق الإنسان التي حصلت على حيز متزايد من الاهتمام العالمي" فقد أثبتت تجربة
سقوط بعض الأنظمة أن حرية الإنسان في التعبير والاختيار الحر ، وهي من صميم مبادئ
الوثيقة الدولية لحقوق الإنسان التي صدرت عام 1948 ، لا تقل أهمية عن حاجاته
الأساسية " .
وتابع ان الثورة التكنولوجية في مجال الاتصالات وظهور وسائل اتصال حديثة مثل
الإنترنت وما توفره من كم هائل من المعلومات أدت إلى تنامي حركة حقوق الإنسان على
امتداد العالم متخطية كل الحواجز لتضع الإنسان أمام تحديات جديده تعرفه على حقوقه
المختلفة وتضع العالم كله أمام تحديات تواجهه مثل مخاطر التسليح والحروب وغيرها .
وتشمل الدورة التي تعقد بفندق هيلتون ، عدة محاور تتضمن التعريف باتفاقية الأشخاص
ذوي الإعاقة وباتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) ودور
الإعلام في تعزيز وحماية حقوق الإنسان والمواثيق الدولية .
ويتم خلال الدورة كذلك عرض ومناقشة نماذج للدراما العربية من حيث دورها في تعزيز
ثقافة حقوق الانسان ونشر اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة واتفاقية
الأشخاص ذوي الإعاقة ، فضلا عن محور حول إشكاليات تطبيق الاتفاقيتين المذكورتين على
المستوى الإعلامي وموضوع اخر بشأن "المفاهيم الخاصة بالمرأة في وسائط الاعلام في
ميزان النقد " والواقع والمأمول من وسائل الإعلام المختلفة فيما يتعلق بعنوان
الدورة .
كما تخصص الدورة جلسة حوارية لتقييم المبادرات الاعلامية المتخذة من أجل
نشراتفاقيتي " سيداو " والأشخاص ذوي الإعاقة .
سيتم في ختام الدورة التي يقدم محاضراتها خبراء واساتذة ومستشارون في القانون وكتاب
صحفيون ومختصون في مجال حقوق الانسان ، تسليم الشهادات للمشاركين فيها .
مرسوم بقانون رقم (١٧) لسنة ٢٠١٠ بتنظيم اللجنة
الوطنية لحقوق الإنسان