قطر-جريدة الشرق-الأحد 17 مارس 2013م الموافق 05 جمادى الأولى 1434هـ

مواطنون: الروتين يعطل الانتفاع بنظام الإسكان

نجاتي بدر - بوابة الشرق:

الانتفاع بنظام الإسكان والحصول على قطعة أرض حلم راود ومازال يراود غير المستفيدين من المواطنين وخاصة الشباب المتزوجين حديثاً ويقيمون داخل غرف فى بيوت عائلاتهم، أو من يرغبون فى توفير مسكن للزواج وبناء أسرة فى ظل الشعور بالاستقرار داخل مسكن يخصهم، وبما أن الانتفاع بأرض من الدولة هو حلم الأغلبية إن لم يكن الجميع فان الإقبال على التقدم بطلبات إلى إدارة الإسكان يحقق أعلى معدلاته بشكل مستمر، فعلى سبيل المثال لا الحصر، استقبلت إدارة الإسكان فى الربع الثاني (فقط) من العام المنصرم 2012 (6.800) مراجع بمعدل (105) مراجعين في اليوم الواحد، ورغم ما تؤديه إدارة الإسكان من جهود فى هذا الشأن وفق ما تملكه من اختصاصات لتنفيذ أحكام القوانين واللوائح والقرارات المتعلقة بالإسكان، فان مشكلة الانتظار الطويل من أجل الحصول على الأرض مازالت مستمرة، والعجيب أنه قد يظل البعض محروماً من تحقيق حلمه فى بناء مسكنه المستقل، حتى بعد حصوله على قطعة الأرض من الدولة، وقد تتحول فرحته بالتخصيص إلى صدمة نتيجة ما قد يتعرض له من مفاجآت منها على سبيل المثال، أن الأرض التي خصصت له فى موقع بدون خدمات، وهذا يجعله يعانى بين الجهات المختصة وعلى رأسها أشغال وقسم المساحة، أو يكتشف أن الأرض موقوفة، ليعود المستفيدون بمثل هذه الأراضي فى مثل هذه الحالات وربما (هم قلة) إلى نقطة الصفر من جديد، ليعيشوا رحلة طويلة مع البحث عن كيفية القضاء على مثل هذه التحديات التي تعوق تحقيقهم لحلم العمر.
حلم كل مواطن
يقول أحد المقاولين لـ "بوابة الشرق" ان حلم كل مواطن وخاصة الشباب سواء هؤلاء الذين تزوجوا ويقيمون داخل بيوت عائلاتهم فى غرفة أو اثنتين، أو هؤلاء الذين يرغبون فى تكوين أسرة ويؤجلون هذا إلى ما بعد الحصول على أرض وبناء مسكن، حلم الجميع هو الحصول على أرض من الدولة والبناء عليها مسكنهم الخاص، وقال: إن إدارة الإسكان تستقبل العشرات يومياً ممن يرغبون فى الحصول على أراض من الدولة، وتتعامل وفق ما لديها من صلاحيات واختصاصات لتنفيذ أحكام القوانين واللوائح والقرارات المتعلقة بالإسكان، ورغم طول انتظار الكثيرين للحصول على أراض فان عملية توزيع الأراضي مستمرة ويستفيد الأغلبية بأراضي الدولة.
صدمة بعض المستفيدين بالأرض
وأضاف: قد يظل البعض لفترات طويلة مترقباً لعملية حصوله على أرض من عدمه، وعندما يعلم باستفادته بأرض تكون فرحته كبيرة ويشعر باقتراب تحقيق حلمه فى بناء مسكن يقيم فيه هو وأسرته الصغيرة التي كونها فى مسكن والديه أو تلك التي يرغب فى تكوينها مستقبلاً داخل مسكنه الجديد، إلا أن بعض الحالات قد تصدم بواقع مرير يحول دون تحقيقهم لحلمهم ببساطة، حيث يكتشف البعض أن هناك معوقات لتحقيق هذا الحلم وأن عليهم الانتظار لسنوات أو على أقل تقدير لفترات طويلة من أجل القيام ببناء الأرض وإقامة المسكن الذي ظلوا يحلمون به من بداية تقدمهم بطلب إلى إدارة الإسكان وحتى حصولهم على الأرض.
رحلة طويلة بين المؤسسات بدون نتيجة سريعة
وأوضح المقاول أن بعض المستفيدين بالأرض يتفاجأون بأنها تقع ضمن موقع خال من الخدمات أو أن الأرض موقوفة، مما يصعب معه إنهاء الإجراءات والقيام بالبناء والاستفادة من الحصول على الأرض لبعض الوقت وهو ليس بالقليل، حيث تبدأ رحلة طويلة من التردد على أشغال وقسم المساحة (ذهاباً وإياباً) عدة مرات دون الحصول على نتيجة سريعة، ورغم أن مثل هذه الحالات قليلة فان أصحابها أو المستفيدين بالأرض فى هذه الحالة يواجهون تحدياً يحرمهم من بناء مسكنهم المستقل رغم حصولهم على أرض من الدولة.
تحقيق حلم العمر بدون معوقات
وأشار المقاول إلى أن تخصيص أراض موقوفة أو خالية من الخدمات وغير مقسمة ومخططة وخلافه من المشكلات التي تحتاج إلى بذل جهود كبيرة وإنجاز إجراءات طويلة قبل استخراج الرخص اللازمة للبناء، وربما تكون أكثر من 97 % من الأراضي التي تمنحها إدارة الإسكان للمواطنين لا تحتاج إلى هذه الإجراءات، إلا أن حصول البعض على أراض موقوفة أو خالية من الخدمات يصعب معه إنجاز مشروع وحلم العمر للمستفيدين بمثل هذه الأراضي، وهى كما أشرنا قليلة أو محدودة لكنها موجودة فعلياً وهناك من حصلوا على أراض غير قادرين على الاستفادة منها حتى الآن رغم حصولهم عليها منذ فترة، وأوضح المقاول أن حلم كل مواطن الحصول على أرض والبناء بدون مواجهة أي معوقات قد تجعله يعانى أو ينتظر لفترات طويلة من أجل إنهاء الإجراءات اللازمة للبناء عليها.
الضغط على الإسكان وانتظار طويل
وأشار المقاول إلى أن لديه وحده ما يقرب من 4 حالات استفادوا بأراض من الدولة لكنهم قد ينتظرون لفترات طويلة رغم أنهم جاهزون للبناء، إلا أن ما يصعب عليهم البدء فى التنفيذ هو أن الأراضي موقوفة أو فى مناطق خالية تماماً من الخدمات، ولزاماً عليهم انتظار إنهاء الإجراءات وهى طويلة للحصول على الموافقات والتراخيص اللازمة، وأضاف: ان جهود إدارة الإسكان عظيمة وقد يكون الضغط عليها هو ما يجعلها تخصص بعض الأراضي الموقوفة أو خالية الخدمات لقلة من المواطنين (بدون قصد طبعاً )، والمشكلة هنا تتمثل فى طول الإجراءات وهذا للأسف يحرم المستفيدين بالأراضي من بناء مسكنهم وتحقيق حلم عمرهم رغم استعدادهم للبناء وذلك لفترات قد تطول قبل إنهاء الإجراءات، وتمنى على إدارة الإسكان أن تكون الأراضي جميعها جاهزة للبناء عليها قبل تسليمها للمواطنين بنسبة 100 % للتخفيف على المواطنين وخاصة مثل هذه الحالات الفردية.
التزامات المواطنين والخلافات العائلية
وأكد المقاول أن بعض المواطنين قد تكون عليهم التزامات تثقل كاهلهم كتأجيرهم لمسكن على سبيل المثال أو الإقامة مع العائلة ومعايشتهم ما قد ينتج من مشكلات وخلافات عائلية بين الأزواج والأهل، وغير ذلك من المشكلات التي قد يتم القضاء عليها بمجرد الحصول على أرض والبناء عليها، وقال: بعض الزيجات قد تتأثر سلباً نتيجة عدم وجود بيت مستقل، وفى كل الأحوال يرغب جميع المواطنين فى تحقيق حلم بناء مسكن لهم ولأبنائهم، لذا فإن منحهم أراضى جاهزة للبناء بتسهيلات مقدمة من كافة الجهات يساعد هؤلاء على الاستقرار فى بيوتهم وتحقيق حلمهم فى توفير مسكن لأبنائهم بدون معاناة وبعيداً عن ضغوط الحياة.



قانون رقم (2) لسنة 2007 بنظام الإسكان
قرار مجلس الوزراء رقم (17) لسنة 2007 بأولويات وضوابط الانتفاع بنظام الإسكان
قانون (2) لسنة 2007 وقراراته التنفيذية يحدد إحالات الانتفاع بنظام الإسكان
حقوق الإنسان تنتقد قانون الإسكان