قطر - جريدة العرب - الإثنين 15 أبريل 2013م – الموافق 5 جمادى الآخرة 1434هـ - العدد: 9073

جودة الرعاية الصحية لا تكتمل إلا بمشروع متكامل للتأمين

أكد سعادة السيد عبدالله بن خالد القحطاني وزير الصحة العامة الأمين العام للمجلس الأعلى للصحة أن جودة الرعاية الصحية لا تكتمل إلا بمشروع متكامل للتأمين الصحي لكل فرد، مشددا على أن دولة قطر حشدت الموارد المالية والبشرية اللازمة لهذا المشروع، موضحا أن مشروع التأمين الصحي سيفيد جميع المواطنين والمقيمين بالدولة، بحيث يتمكن كل فرد من الحصول على خدمات صحية عالية الجودة بتكلفة معقولة.
وأوضح سعادته في كلمة ألقاها أمس في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي لجودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى، والذي تستضيفه الدوحة تحت شعار «شراكة من أجل رعاية صحية آمنة وسكان أصحاء» وينظمه الاعتماد الدولي الكندي بمشاركة 25 دولة من مختلف أنحاء العالم، أن قطر تسعى من خلال استضافته إلى التأكيد على ضرورة التعاون بين الدول من أجل الوصول بالرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين على حد سواء إلى أفضل مستوياتها.
ولفت سعادته إلى حرص قطر على تحقيق نظام اعتماد خدمات الرعاية الصحية، حيث حصلت مؤسسة حمد الطبية، وهي أكبر المؤسسات التي تقدم خدمات الرعاية الصحية في الدولة, على الاعتماد من اللجنة المشتركة الدولية عام 2011.
وكشف سعادته أن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في طريقها للحصول على الاعتماد الكندي لكافة المراكز الصحية في دولة قطر، وعلى صعيد القطاع الصحي الخاص هناك أربعة مستشفيات قد خطت خطى متقدمة للحصول على الاعتماد الدولي.
وأشار سعادته إلى أن قطر تسعى من خلال التعاون مع المنظمات والهيئات الدولية للاعتماد لتأسيس برنامج وطني لترخيص واعتماد المنشآت الصحية, والذي يُعد من أبرز مشروعات الاستراتيجية الوطنية للصحة التي تعمل دولة قطر على تحقيقها, ومن المتوقع أن يتم تفعليه بحلول عام 2015.
وقال سعادته: «ولقد أكد حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى -يحفظه الله- على حرص دولة قطر المتواصل على توفير رعاية صحية عالية الجودة، كما يولي سموه القطاع الصحي جلّ اهتمامه وعنايته باعتباره في قمة الأولويات الوطنية.
وتابع قائلا: «في هذا الإطار تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة للأعوام 2011-2016، والتي تهدف إلى وضع برنامج شامل للتطوير يتوافق مع الرؤية الوطنية لدولة قطر 2030. إن الاستراتيجية الوطنية للصحة تعزز رؤيتنا للرعاية الصحية الرامية إلى خلق نظام رعاية صحية عالمي وعالي المستوى يركز على الفرد».
ونوه وزير الصحة إلى أن الأعلى للصحة يسعى جاهدا إلى تنفيذ مشاريع الاستراتيجية التي تبلغ 39 برنامجاً يتم تنفيذها بالتعاون مع الجهات الحكومية والمرافق الطبية وتفعيل الدور الإيجابي للمريض.
وأشار إلى أن أبرز هذه البرامج هو برنامج «تحسين الجودة» والذي يلتزم بتعزيز جودة ونوعية الرعاية من خلال توحيد المعايير، ووضع إجراءات للاندماج، ونشر ثقافة التطوير المستمر.
وكشف سعادته عن موافقة منظمة الصحة العالمية على الطلب الذي تقدمت به دولة قطر لإضافة بند «سلامة المرضى» على جدول أعمال جمعية الصحة العالمية السادسة والستين, المقرر عقدها في مايو 2013 من هذا العام، منبها إلى أن قطر تحرص على التعاون المستمر مع منظمة الصحة العالمية، وذلك في إطار ترسيخ مبدأ الشراكة في مجال الصحة.
وتابع قائلا: «وتسعى دولة قطر ممثلة بالمجلس الأعلى للصحة إلى ترسيخ وتفعيل رأي المريض كركيزة أساسية وهامة لمبادرات وعمليات تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية، وذلك من خلال مشروع الاستبيان الوطني لمدى رضا مستخدمي خدمات الرعاية الصحية, والذي ستعتبر نتائجه قاعدة أساسية لوضع الخطط الاستراتيجية والسياسات المتعلقة بتحسين جودة خدمات الرعاية الصحية وسلامة المرضى».
وأكد سعادته أهمية المؤتمر لكونه يمثل بوتقة تنصهر فيها خبرات الشركاء الدوليين ونجاحاتهم مع تحديات الارتقاء بخدمات الرعاية الصحية في دولة قطر, والوصول بها إلى أعلى مستويات الجودة وسلامة المرضى.
وأضاف قائلا: «ومن هذا المنطلق نأمل أن يصل هذا المؤتمر إلى تحقيق نتائج وأهداف متعددة من أهمها: التركيز على المواقف العملية المختلفة، والنجاحات والتحديات التي يواجهها الخبراء الدوليون عند تطبيق أفضل ممارسات جودة خدمات الرعاية الصحية وسلامة المرضى، وتعزيز العلاقات مع الشركاء الدوليين, فيما يتعلق بمجالات الجودة وسلامة المرضى على الصعيدين الإقليمي والدولي، والوصول إلى أفضل المستويات الدولية في مجال ممارسة الرعاية الصحية وسلامة المرضى والمحافظة على هذه المستويات كركيزة من ركائز النجاح الدائم والمستمر للاستراتيجية الوطنية للصحة».
ومن جانبه، أوضح الدكتور جمال راشد الخنجي مدير إدارة جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى بالمجلس الأعلى للصحة، أن المؤتمر يعد الأول من نوعه في قطر الذي يركز على جودة الخدمات الصحية وإدارة المخاطر الصحية وسلامة المرضى, وهي من القضايا المطروحة دائما للنقاش.
وأكد أن استضافة قطر للمؤتمر الدولي لجودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى، هو تأكيد وطني على مضينا في طريق تطوير جودة الخدمات والارتقاء بها للوصول إلى مستوى عال من رضا المرضى، على الصعيد الوطني وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي بما يحقق ريادة قطر في هذا المجال الحيوي.
وأشار إلى نجاح قطر في وضع قضية سلامة المرضى على جدول أعمال اجتماع منظمة الصحة العالمية القادم في جنيف، وهو الموضوع الذي لم يناقش منذ 10 سنوات ضمن جدول أعمال اجتماعات الصحة العالمية.
وكشف الدكتور الخنجي عن فوز دولة قطر بتنظيم مؤتمر (إيسكوا) في سبتمبر 2015, وهو أكبر مؤتمر في العالم يختص بقضية الجودة وسلامة المرضى، لافتا إلى أن فوز قطر جاء بعد منافسة مع 7 دول في العالم، أبرزها اليابان المشهود لها بمستواها العالمي في مجال الرعاية الصحية والجودة، لافتا إلى أن «الإيسكوا» من المؤتمرات الضخمة التي تعقد سنويا, ويشارك به أكثر من 2500 خبير دولي متخصص في مجال الجودة وسلامة المرضى».