قطر -
الراية - السبت
22 يونيو 2013م – الموافق 13
شعبان 1434هـ
سلوكيات مرفوضة لقائدي السيارات
د. عبدالحميد
الأنصاري: تعريض حياة الناس للخطر حرام شرعًا
زيادة عدد السيارات أحد أسباب بروز السلوكيات الخطأ
سلوكيات القيادة السلبية أحد إفرازات أخلاقيات الزحام
البعض تجرّأ على قانون المرور وتغليظ العقوبة وتكثيف الدوريات هما الحل
مطلوب عودة الهيبة لقانون المرورلضبط شوارعنا
رغم الحملات المرورية والتوعوية التي تقوم بها وزارة الداخلية وإدارة المرور
ومنظمات المجتمع المدني والمساجد للالتزام بفنون وآداب وأخلاق القيادة إلاّ أننا ما
زلنا نرى سلوكيات خطيرة وغاية في الغرابة على الطرق وفي شوارعنا لا يعبأ أصحابها
بضوابط وقانون المرور، وبما قد يحدث من وقوع كوارث وحودادث مرورية مروّعة تُدمي
القلوب.
سلوكيات وسلبيات مرفوضة لقائدي السيارات رصدتها عدسة " الراية " في شوارعنا وهي
بالطبع لا تعبرعن طبيعة كل قائدي السيارات وسلوكياتهم بشكل عام، ولكننا نخشى أن
تتحوّل إلى ظاهرة ثمنها سيكون فادحًا في الأرواح.
وأول هذه السلوكيات والسلبيات التي يقوم السائقون بارتكابها، القيادة بسرعة فوق
السرعة المقرّرة والتي قد تؤدي إلى إزهاق أرواح بريئة، بالإضافة عن سلوك الارتداد
للخلف في التقاطعات وكذلك السير عكس الاتجاه وهي المخالفة التي غلظ قانون المرور
عقوبتها لتصل إلى الحبس مدة لا تقلّ عن شهر ولا تتجاوز ثلاث سنوات وبالغرامة التي
لا تقل عن عشرة آلاف ريال ولا تزيد على خمسين ألف ريال.
وثاني هذه السلبيات الخطيرة صعود قائدي السيارات الرصيف والسير إلى الاتجاه المقابل
بحجّة الهروب من الزحام المروري متجاهلاً ما قد يُسبّبه هذا التصرّف في تخريب
للأرصفة والمال العام والحوادث القاتلة التي قد تنجم عن سلوكه وتجد من قائدي
السيارات من يأتيك من أقصى اليمين ليذهب إلى أقصى اليسار ليكون في المقدمة ويتخطى
حدود إشارة المرور عند اخضرارها وينتظر من يُنبّهه بالمنبه لعدم رؤيته للإشارة،
بالإضافة إلى من يقود سيارته مسرعًا في المسار الأيسر ويتخطاك وكأنه شبح ويُصيبك
بهلع لعدم معرفتك بمكانه.
وتزداد الخطورة عندما يأتيك قائد سيارة متجاوزًا السرعة القانونية ويسير في كتف
الطريق الضيّق أو بشكل موازٍ للرصيف في الحارة السريعة ما يُصيبك بالإرباك والخوف
بالإضافة إلى من يلحم صدام سيارته بمؤخّرة سيارتك لتفسح له الطريق ويستخدم الأنوار
المُبهرة والضوء العالي للمصابيح الأمامية، وآلة التنبيه بطريقة استفزازيّة، وأنت
محاصر فعن يمينك سيارة وعن يسارك كتف الطريق أو الرصيف ولا تستطيع زيادة السرعة على
الحدّ القانوني.
وما يُثيرالاستفزاز أن تجد سائقًا يقف مع سائق آخر بمنتصف الطريق يسدّان الطريق
للتحدّث وهما في سيارتيهما، وكذلك تجد من يستخدم الدوران من تقاطعات يُمنع فيها
الدوران للخلف.
كذلك تجد من قائدي السيارات من يتخذ من الأرصفة مواقف لسيارته، وآخر يقود سيارة نقل
حمولتها من أطوال قد تكون أسياخًا حديدية مخالفة للقانون وتكتمل الإثارة عندما تجد
سائق سيارة خاصّة يقف في عرض الطريق لتحميل ركاب، وشخصًا يقوم بغسيل السيارات في
الشارع.
والأسوأ من ذلك هو التحدث بالجوال أثناء القيادة والأكل والشرب أيضًا وهذا قد
يُؤدّي إلى حوادث مروّعة وآخر يقود سيارته ويفتح النافذة ويترك أبناءه يُخرجون
رؤوسهم إلى أكتافهم وهذا أمر في منتهى الخطورة على الأطفال.
وهناك من قائدي السيارات من تجده يقف بسيارته خلف سيارة أخرى ويحجزها عن الخروج من
الموقف ويغيب ربّما لأكثر من نصف ساعة في محل أو السوبر ماركت أو مطعم لشراء
احتياجاته من الأكل والمياه والعصائر ويأتي صاحب السيارة المسدود عليها ينتظر حتى
يأتي الآخر وهذا فيه تعطيل لمصالح الناس فقد يكون الشخص بحاجة إلى الذهاب إلى
الطبيب أو المستشفى أو موعد عمل.
والأكثر من ذلك تجد من قائدي السيارات من لا يحترم حق عبور المشاة للطريق رغم أنه
حق مقدم على حق مستخدمي السيارات ويعكس مدى التراحم بيننا ومدى الذوق في تعامل قائد
السيارة مع المارّة على الطريق.
والأسوأ من ذلك تجد من قائدي السيارات من يرتكب سلوكيات سلبية بإلقاء مهملاته من
ورق وأعقاب سجائر في قارعة الطريق والبعض يصل به الأمر أثناء السير بفتح زجاج
سيارته والبصق في الشارع .
كذلك تجد بعض قائدي السيارات لا يلتزمون بالسير في الحارّة المرورية، بالإضافة إلى
عدم الالتزام بالعلامات المرورية والإشارات، بالإضافة إلى سلوك الانتظار الخطأ،
أمام المحلات التجارية وتجمع سيارات يصل أحيانًا إلى ثلاثة صفوف في حين أن قدرة
الشارع لا تستوعب كل هذا الكم من السيارات الأمر الذي يؤدّي إلى حالة تكدّس رهيبة
واختناق مروري.
لكن ماهي أسباب هذه السلوكيات التي حوّلت شعارالقيادة فن وذوق وأخلاق إلى شعار
مخالفة القانون ؟
يرى الدكتور عبدالحميد الأنصاري عميد كلية الدراسات الإسلامية الأسبق بجامعة قطر أن
ازدياد عدد السيارات التي تنزل الشارع شهريًّا أحد أسباب هذه السلوكيات الخاطئة
لقائدي السيارات لأن جزءًا كبيرًا منهم لا يجيد فن القيادة.
وثاني هذه الأسباب بحسب د. الأنصاري يتلخّص في أن عدد السيارات ومنح التراخيص ضعف
القدرة الاستيعابية للشوارع وهذا الأمر خلق حالة اسمها أخلاقيات وسلوكيات الزحام
تدفع قائد السيارة إلى مخالفة قواعد المرور وهي بالطبع إفرازات سلبية لا أحد يقبل
بها على الإطلاق تحت أيّ ظرف من الظروف.
وأوضح أن ما يحدث في شوارعنا من سلوكيات مرفوضة هو نتيجة تراكمات قديمة لذلك لا بدّ
من زيادة أعداد أفراد شرطة المرور والدوريات المرورية لرصد هذا الكم الهائل من
المخالفات والأعداد الهائلة التي تقود السيارات.
ويرى د. الأنصاري أن الحلّ يكمن في دعم رجال المرور بزيادة أعدادهم وتكثيف وجودهم
في الشوارع بالإضافة إلى توسعة الشوارع التي لا تستوعب هذا العدد الهائل من
السيارات، والبحث عن حلول جذرية وعودة الهيبة لقانون المرور لأن البعض تجرّأ عليه.
وتساءل د. الأنصاري: أين أنفاق وجسور عبور المشاة ؟ فنحن البلد الوحيد الذي لا
تُوجد به جسور وأنفاق لعبور المشاة إلا القليل جدًّا منها ونجد الناس يعبرون الطرق
ويتعرّضون أنفسهم لخطرالدهس.
وقال: في بداية انطلاق تطبيق قانون المرور التزم به جميع قائدي السيارات ومع زيادة
عدد السيارات وقلة عدد أفراد شرطة المرور تجرأ بعض قائدي السيارات على القانون لذلك
مطلوب عودة الهيبة للقانون لضبط هذه السلوكيات.
ويرى د. الأنصاري أن أي إضرار بالمصلحة العامة والتعدّي على القانون وعلى حقوق
الناس وتعريض حياتهم للخطر جريمة واثم وعدوان ومعصية كبيرة وحرام شرعًا .
المرسوم
بقانون وفقا لاخر تعديل - مرسوم بقانون رقم (19) لسنة 2007 بإصدار قانون المرور
قرار
مجلس الوزراء رقم (33) لسنة 2010 بتشكيل اللجنة الوطنية للسلامة المرورية
البلدية
تدرس تحديث دليلي تصميم الطرق وتنظيم المرور
تدريس
السلامة المرورية في 8 مدارس