جريدة الراية - الأربعاء 26 يونيو 2013

أقامت العديد من التمارين المشتركة مع الدول الصديقة والشقيقة
القوات المسلحة.. درع الوطن الجاهز للحماية
الصقر الجارح وصقر الخليج وحسم العقبان.. تمارين رفعت مستوى الاستعداد

حرصت قواتنا المسلحة في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على الحفاظ على قدراتها القتالية العالية لتكون جاهزة وعلى أهبة الاستعداد للذود عن الوطن في مواجهة أية مخاطر قد يتعرّض لها، وفي هذا الإطار أولت قواتنا المسلحة اهتمامًا كبيرًا بعنصر التدريب لرفع الكفاءة القتالية لعناصرها، وقد ارتأت القيادة العامة بتوجيهات سعادة اللواء الركن حمد بن علي العطية وضع أجندة منظمة لسلسلة من التمارين المشتركة مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة بهدف تبادل الخبرات.
ومن هذه التمارين الصقر الجارح الذي نفذت القوات المسلحة القطرية نسخته الثالثة بمشاركة مختلف الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية، كما شارك فيه 34 دولة من الدول الشقيقة والصديقة كمراقبين ومشاركين.
وقد اشتمل التمرين على ثلاث مراحل، بدأت بتمارين مركز القيادة ثم مرحلة التمرين الميداني واختتم بمرحلة إيجاز القادة وتختلف النسخة الثالثة عن التمارين السابقة من حيث نوع السيناريوهات المطروحة وذلك على ضوء امتلاك قطر لأسطول نقل إستراتيجي جوي، حيث استدعى امتلاك قواتنا المسلحة لهذا الأسطول ضرورة الاستعداد والتأهيل والتدريب على كيفية الاستفادة منه، لهذا تضمنت سيناريوهات التمرين تمرينًا خاصًا بالنقل الإستراتيجي والإمداد من وإلى الدولة في الحالات الطارئة وإمداد الدول لنا بالمواد الإغاثية.
وتضمن التمرين سيناريوهات متعدّدة حيث اشتمل على: عمليات خاصة محدودة، عمليات تحرير رهائن، اختطاف طائرة، تحرير سفينة من قرصنة بحرية، حرب كيماوية وطبية، دفاع جوي، تعرّض حدود البلاد لاختراق من جانب مجموعات إرهابية بالإضافة إلى تمرين الإمداد.
وقد افترض سيناريو التمرين وجود دولة وهمية في عرض البحر بغرض تدريب المشاركين على تنفيذه ولم يركز على مدى بعد أو قرب تلك الدولة وقد تمّ الرمز لإحداهما بالدولة الحمراء والأخرى بالدولة الزرقاء، وأن بينهما خلافات سياسية واقتصادية وعسكرية.
كما نفذت قواتنا المسلحة تمرين عين القطر والذي تشارك فيه الوحدات والأفرع الإدارية بالقوات المسلحة وقد حقق التمرين النتائج التي خطط لها من حيث الوقوف على جاهزية المنظومة الإدارية بالقوات المسلحة في دعم القوات المقاتلة في عمليات الدفاع عن الدولة ضدّ أي هجوم وتقديم الدعم اللوجستي لها، كما زار مركز العمليات للاطلاع على التمرين كبار القادة والضباط بالقوات المسلحة وأبدى الجميع إعجابهم وتقديرهم للجهد المبذول في إعداد وتنفيذ التمرين وبإمكانات مركز العمليات.
كما نفذت القوات المسلحة تمرين حسم العقبان وجرى تنفيذ النسخة الأخيرة منه عام 2013 بمشاركة 2500 عنصر من 15 دولة بينها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وأستراليا والأردن ولبنان بالإضافة إلى جميع دول مجلس التعاون الخليجي وقوات درع الجزيرة.
وقد تميّز حسم العقبان 2013 بالتنوّع في المعالجة حيث تضمّن أحداثًا جرى تنفيذها في المناطق الاقتصادية والبريّة وفي عمق البحر أيضًا، كما راعى الواقعية في المعالجة وذلك في إطار الإمكانات المتاحة لدى الدولة والدعم الإستراتيجي الذي تتلقاه من الدول المشاركة.
وحظي التمرين باهتمام كبير تمثل في التنوّع الشديد في القوّات المشاركة، حيث تمّ عقد 5 اجتماعات تحضيريّة قبل الوصول إلى مرحلة البدء في التنفيذ شارك فيها ممثلون من الـ 15 دولة المشاركة ما أعطى زخمًا كبيرًا للتمرين.
وتضمنت المرحلة قبل النهائيّة من التمرين إجراء مناورة ميدانيّة بمشاركة من القوات البرية والجوية والبحرية كما تمّ تنظيم ندوة على مستوى إستراتيجي في الختام حضرها خبراء وقادة عسكريون من الداخل والخارج.
وركّز سيناريو التمرين على نقاط مهمّة، بينها التعاون في مجال التصدّي للهجمات الصاروخيّة، مقاومة التسرّب الإشعاعي وحماية الأهداف الاقتصاديّة إضافة إلى مكافحة الإرهاب بجميع أنواعه بما في ذلك القضاء على الخلايا النائمة.
وجرى تنفيذ التمرين في مختلف مناطق الدولة بما في ذلك العاصمة والمناطق القريبة من الحدود، كما أنه كانت هناك أحداث جرى تنفيذها في الجزر وعدد من الأهداف الاقتصادية.
كما نفذت القوات المسلحة تمرين (صقر الخليج 2013) بمشاركة القوات الفرنسية الصديقة، خلال الفترة من 16 فبراير 2013 حتى 7 مارس الجاري.
وقد شارك في التمرين 3 آلاف عسكري من الجانبين إضافة إلى مقاتلات رافال وميراج وألفاجيت تابعة لسلاح الجو في البلدين.
وحضر ختام التمرين الذي أقيم بميدان القلايل كل من سعادة اللواء الركن حمد بن علي العطية رئيس أركان القوات المسلحة وسعادة الأدميرال إدوارد غيو رئيس الأركان الفرنسي. والتمرين جرى الإعداد له منذ ثلاث سنوات ضمن اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين البلدين حيث يجرى في إطار هذه الاتفاقية الإعداد لتنفيذ سلسلة تمارين مشتركة بشكل سنوي إلا أنه كل ثلاثة أعوام يتم الإعداد لتنفيذ تمرين موسّع وكبير على غرار صقر الخليج 2013.
ويُعدّ صقر الخليج 2013 من أفضل التمارين التي تمّ تنفيذها على مختلف المستويات وقد نجح في تحقيق أهدافه بدرجة امتياز.
وجرى تنفيذه على عدّة مراحل وخلال هذه المراحل شاركت جميع وحدات القوات المسلحة إلا أن الختام شاركت فيه القوات البرية والجوية.
ولا شك أن مثل هذه التمارين من شأنها أن تساهم في رفع مستوى منسوبي القوات المسلحة القطرية إضافة إلى تبادل الخبرات مع القوات الصديقة لا سيما في مجال التنسيق المشترك، كما أن القوات الفرنسية هي الأخرى تستفيد من مثل هذه التمارين لأنها تحتاج إلى التدريب في البيئات الصحراوية.
وهدف التمرين إلى تسليط الضوء على الإستراتيجية الدفاعية المشتركة بين قطر وفرنسا وتعزيز إمكانية العمل المشترك بينهما وهو يساعد أيضًا على تحسين الإدراك المشترك وتبادل الخبرات العسكرية الميدانية لدى القيادتين وكذلك الوحدات المقاتلة في جميع مستوياتها الإستراتيجية، العملياتية، التيكتيكية.
وجرى تنفيذ التدريبات الخاصة بالتمرين في 5 مواقع هي: معسكرات:السيلية، الدحيلات، القلايل، قاعدة الدوحة البحرية، قاعدة الدوحة الجوية.
وهو يُعتبر فرصة للقيادة لتقييم عمل الوحدات القتالية ميدانيًا لوضع تصوّر للخُطة عند إجراء عمليات مشتركة والوقوف على المستوى العملياتي للطرفين وكذلك العمل معًا بنفس الوسائل والإجراءات والمناورة في البيئة الصحراوية
كما أن التمرين من شأنه تطوير القدرات في العمليات المشتركة مثل الدعم الجوي الوثيق، والهجمات البحرية، والعمليات الجوية المشتركة.
سيناريو التمرين
دار سيناريو التمرين على أساس نشوب أزمة بين القوات الزرقاء والقوات الحمراء، وتقوم القوات الحمراء بطلب السيادة على جزيرة الهامور.
عقب فترة طويلة من التوتّر بين الجانبين يتم تنفيذ هجمات إرهابية بإيعاز من القوات الحمراء، فيصدر المجتمع الدولي قرارًا يسمح بإنفاذ اتفاقية الدفاع المشترك بين القوات الزرقاء وحليفتها القوات البيضاء.
ورغم تحالف القوتين الزرقاء والبيضاء فإن القوات الحمراء بقيت على سياستها العدائية والاستفزازية والتي اتخذت عدّة أشكال منها الانتهاكات البحرية بادعاء أنها تمارين عسكرية.
ويتطوّر الأمر إلى حد قيامها بالاستيلاء على جزيرة الهامور وتنفيذ عدد كبير من الهجمات الإرهابية إضافة إلى تنفيذ هجمات بصواريخ سكود.
وتستمر الأعمال الحربية بين القوات الزرقاء والبيضاء لضمان سلامة حدود أراضي الدولة الزرقاء وسيادتها وينجح سلاح الجو المشترك والعمليات البرية والبحرية المشتركة التي تمّ تنفيذها في استعادة الجزيرة بالكامل.
وسائل الانتشار
تمّ خلال التمرين نشر عدد كبير من المعدّات من الجانبين القطري والفرنسي.
وقد تضمّنت المعدّات المشاركة من الجانب الفرنسي: 12 مركبة مدرعة خفيفة في بي أل، 6 مركبات قتالية مدرعة في أي بي، 20 مركبة مشاة في بي سي أي 4 كيسار مدفع عيار 155 ملم، 4 مسترال، و17 ليكيرك، 2 جسر متحرّك، 1 نظام إزالة تلوث.
وعلى صعيد المقاتلات الفرنسية شاركت في التمرين 3 طائرات رافال، 3 ميراج 2000 - 5، 1 هيليكوبتر بوما، 1 صاروخ أرض جو قصير المدى. وتكوّنت المعدّات البحرية الفرنسية من فرقاطة للدفاع الجوي جيفيلار بول.
وفيما يتعلق بالقوات القطرية فقد شلمت المعدّات المشاركة:
16 مركبة مدرعة خفيفة في بي أل، 28 مركبة قتال مدرعة في أي بي، 7 في أي بي مزوّدة بصواريخ مضادّة للدبابات، 12 دبابة أي أم أكس x 10 أرسي
8 حاملات جنود بيرانه، 4 مدافع عيار 155 ملم أي يواف 3، 1 نظام إزالة تلوث.
القوات القطرية
شملت القوات القطرية المشاركة في التمرين من القوات الجوية 4 ميراج 2000 - 5. 2 طائرة ألفا جيت، 2 طائرة هليكوبتر ملك البحر أس أتش3 - دي بالإضافة إلى 2 هليوكبتر غزال، أنظمة دفاع جوي رولاند 1 صاروخ أرض جو قصير المدى ميسترال.
وشاركت في التمرين من القوات البحرية: 2 قارب بارزان، 3 سفن دوريات، 1 بطارية دفاع ساحلي، 3 قوارب ذات سرعات عالية الإعصار قوارب خدمات خاصة.
تمرين الفجر 1
ومن التمارين الإدارية الهامة التي نفذتها القوات المسلحة تمرين الفجر 1 والذي يُعدّ أكبر تمرين إداري تمّ تنفيذه على مستوى القوات المسلحة.
وقامت بتنفيذ التمرين هيئة الإدارة بمشاركة العديد من القوات والقيادات للتأكيد على أهمية دور الإسناد الإداري أثناء العمليات وتنسيق العمل المشترك بين مختلف الوحدات في القوات المسلحة.
وسعى التمرين إلى اختبار الكفاءة الإدارية لقواتنا المسلحة في مجالات الإدارة وشؤون العلاج الطبي والإخلاء الميداني وقضايا الانضباط والسيطرة على التحرّكات الإدارية في مناطق العمليات.
وقد استهدف التمرين اختبار الكفاءة الإدارية لكافة وحدات قواتنا المسلحة في مجالات الإسناد الإداري على مستوى القيادة العامة للقوات المسلحة والإخلاء الميداني وقضايا الانضباط والسيطرة على التحرّكات الإدارية في مناطق العمليات وإجراء التعزيز والاستعراض بالأفراد وإصدار الأوامر الإدارية وتمرير المعاضل وتحليلها.

 قرار أميري رقم (6) لسنة 1999 بتخويل رئيس أركان القوات المسلحة تمثيل وزارة الدفاع