جريدة العرب - الخميس 22
أغسطس 2013م – الموافق 15 شوال 1434هـ- العدد: 9202
د.
هلا السعيد لـ «العرب»:دمج ذوي الإعاقة في سوق العمل واجب وطني
أكدت د.هلا السعيد
استشارية التوحد والتعليم الخاص ومديرة مركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة
على أهمية إدماج ذوي الإعاقة في سوق العمل، مشددة على أن ذلك يعد من الواجبات
الوطنية، لأن هذه الفئة جزء لا يتجزأ من المجتمع.
وقالت السعيد في تصريح خاص لـ«العرب»: إن الاهتمام بمحور العمل بالنسبة للمعاقين،
لا ينطلق من مفهوم المساواة وتكافؤ الفرص كأهداف مجردة، بل ينطلق من مفاهيم
اقتصادية وإنتاجية ويخفف من عبء الإعاقة على الأسرة والدولة، كما أن العمل من
الناحية النفسية والاجتماعية ليس مجرد بذل الجهد العقلي أو الجسدي لإنجازه، بل يعني
التفاعل بين الإنسان والبيئة المادية والاجتماعية التي يعيش فيها الفرد. وأشارت
السعيد إلى أن البحوث النفسية والاجتماعية بينت أن المتعطلين عن العمل، تتضاءل
نظرتهم إلى أنفسهم ويشعرون بأن حياتهم لا طائل من ورائها ولا أهداف أمامهم بالإضافة
إلى أنهم يفقدون أمنهم وثقتهم بأنفسهم وتتغلب عليهم مشاعر القلق والدونية، وهذا
سرعان ما ينعكس على سلوكهم ومشاعرهم نحو الآخرين كما ستزداد المشكلات لديهم
والظواهر المرتبطة بالإعاقة كالفقر والتسول والانحراف والتشرد فإذا كان العمل ملحاً
ولازماً لغير المعاقين من أفراد المجتمع، فهو أكثر لزوماً وأشد حاجة بالنسبة لفئات
المعوقين.
وأضافت أن «التهيئة المهنية» تركز بالدرجة الأولى في المركز على إعداد الطلاب
والطالبات للعمل مستقبلاً في أحد مجالات الحياة والوصول بهم للاستقلالية المهنية
التامة، والعمل على إعداد وتهيئة الطلبة من ذوي الإعاقة كل حسب قدراته للانخراط
بسوق العمل. ونوهت أن عملية التهيئة تتم للطلبة من ذوي الإعاقة المنتسبين بالمركز
بعد اجتياز البرامج والخدمات المهارية التي تعمل على مساعدة الطلبة لاحقاً في
استخدامها في بيئة العمل وفي الأماكن العامة، وهى مهارات ذاتية واستقلالية ووظيفية
وتعليمية. والتدريب على بعض المهن في داخل المركز وخارجه، وذلك تحت إشراف المركز عن
طريق برنامج مهني يتم من خلاله تدريب الطلبة على مختلف المهارات الفنية مثل الرسم
والأعمال اليدوية والحرفية، وتدريبهم أيضاً على كيفية التفكير السليم والمنظم قبل
تنفيذ الأعمال والتخطيط. بالإضافة لتدريبهم على المهارات النمائية الفهم والاستيعاب
والتركيز والانتباه والذاكرة الطويلة والقصيرة والإدراك. وخدمات مساندة للبرنامج
كالعلاج الطبيعي والوظيفي والحركة والتنقل والتي تلعب دوراً هاماً في إكساب الطلبة
مهارات التفاعل مع البيئة التي يعيشون فيها ومساعدتهم على الإقلال من الحركات
العشوائية أثناء الجلوس، وكذلك طرح برامج وأنشطة مختلفة مثل الرياضة والموسيقى
والحاسوب، وهناك تقييمات دورية للطلاب لمعرفة مدى تقدم الطلبة في جميع المهارات.
وفيما يتعلق بتوظيف ذوي الإعاقة في مؤسسات وشركات الدولة ذكرت السعيد أن عملية
التوظيف تتم على ستة مراحل للوصول للاستقرار والأمان الوظيفي، من خلال التهيئة
المهارية والتعليمية والفنية، وبرنامج الدمج الكلي والجزئي بالمجتمع الخارجي،
والتهيئة المهنية، وعمل زيارات لطلبة التهيئة لبعض المؤسسات في الدولة لمعرفة طبيعة
عملهم في تلك المؤسسات، والعمل من خلال المركز لفترة يتم تعويده على الالتزام
والعمل وتهيئتهم لكيفية التعامل والتكيف مع أقرانهم الأصحاء في المركز لتفادي أي
مشكلة قد تواجههم في المستقبل في النطاق العام، وإدماجهم بسوق العمل في مختلف
القطاعات بالدولة.
وبينت أن العوامل الرئيسية التي يجب مراعاتها عند القيام بعملية تشغيل المعاقين
تشمل اختيار الوظيفة أو «العمل» المناسب للمعاق وتحليل العمل كما يتناسب مع نوع
الإعاقة وشدتها، مع مراعاة التاريخ الوظيفي للفرد المعاق لمعرفة مدى إبداعه أو
إخفاقه فيها والتعرف على مستواه العملي والتعليمي، ونوع العمل والمقدرة الجسدية
للمعاق وحصر الأعمال ومتطلباتها، وموقف الأهل من عمل المعاق وإقناعهم بضرورة عمله،
والمواصلات ومدى توافرها لتسهيل عملية التشغيل، ومدى توفر السلامة العامة في مكان
العمل وإجراء أية تعديلات لازمة واتقاء أية مخاطر يمكن حدوثها له.
قانون رقم (2) لسنة 2004 بشأن ذوي الاحتياجات الخاصة
مرسوم رقم (28) لسنة 2008 بالتصديق على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
تقنيات متطورة لتأهيل ذوي الإعاقة بالرميلة
خطة لتاهيل ذوى الاعاقة قبل الحاقهم بسوق العمل