جريدة العرب - الأحد 1 سبتمبر 2013م – الموافق 25 شوال 1434هـ- العدد: 9212
مدير مركز الدوحة لذوي الاحتياجات لـ «العرب»:دمج «المعاقين» بالمدارس ضرورة
أكدت د.هلا السعيد مدير مركز الدوحة لذوي الاحتياجات الخاصة في تصريح خاص لـ «العرب»
على ضرورة دمج المعاق بمدارس التعليم العام، مشيرة إلى أن الدمج سيؤدي إلى تحقيق المساواة
والمشاركة وإتاحة الفرص لذوي الاحتياجات الخاصة أسوة بأقرانهم في المجتمع، وإزالة أي
مظهر من مظاهر التمييز تجاههم والابتعاد عن أشكال الخدمات المنعزلة تحت دعوى خصوصية
حالة أولئك الأفراد.
وقالت السعيد: إن المقصود بأسلوب الدمج هو تقديم مختلف أنواع الخدمات والرعاية لذوي
الاحتياجات الخاصة في بيئة الأشخاص العاديين، وهي نفس الخدمات التربوية والتعليمية
المقدمة لهؤلاء الأشخاص، وبمعنى آخر فإن الدمج هو عدم عزل الأشخاص من ذوي الاحتياجات
الخاصة عن أقرانهم العاديين.
وأشارت إلى أن فلسفة الدمج تتمثل في الأهداف المتوقع تحقيقها نتيجة لتطبيقه بأشكاله
المختلفة، ومنها: إزالة الوصمة المرتبطة ببعض فئات التربية الخاصة، لتخفيف الآثار السلبية
الاجتماعية لتلك الفئات وأسرهم، وخلق الفرص الكافية لذوي الاحتياجات الخاصة لنمذجة
أشكال السلوك الصادر عن أقرانهم العاديين وتعديل الاتجاهات نحو فئات الأطفال من ذوي
الاحتياجات الخاصة، من خلال برامج الدمج التي تعمل على تغيير وتعديل اتجاهات الأسر
والعاملين في المدرسة والأقران من السلبية إلى الإيجابية، خاصة تلك الاتجاهات المتعلقة
بالرفض أو عدم التعاون، وتوفير خبرات التفاعل الاجتماعي بين ذوي الاحتياجات الخاصة
وأقرانهم العاديين، مما يؤدي إلى زيادة فرص التقبل الاجتماعي لهم من قبل العاديين،
وتوفير الفرص التربوية المناسبة للتعلم، بين الطلبة الأسوياء وأصحاب الاحتياجات الخاصة،
المتمثلة في أساليب التدريس المختلفة، وأساليب التقويم لينمو نمواً أكاديمياً واجتماعياً
ونفسياً سليماً، وتوفير الفرص التربوية لأكبر عدد ممكن لأصحاب الاحتياجات الخاصة وتوفير
التكلفة الاقتصادية اللازمة لفتح مراكز أو مؤسسات التربية الخاصة التي تتضمن البناء
المدرسي، إضافة إلى الهيئتين التعليمية والإدارية، وتحقيق الذات عند الأطفال من ذوي
الاحتياجات الخاصة وزيادة دافعيتهم نحو التعليم، ونحو تكوين علاقات اجتماعية سليمة
مع الغير.
وأضافت أن الدمج يشجع المجتمع على تبني نظرة إيجابية نحو الأشخاص المعاقين، وهذا الرأي
يقوم على افتراض مفاده أن عزل الأشخاص المعاقين يشجع من حيث المبدأ تطور وجهات النظر
والاتجاهات السلبية، مثل العزل والشعور بالذنب والقلق، والخجل، أما الدمج فهو يهيئ
الفرص لتطور الإدراكات الاجتماعية الواقعية، والمتمثلة في الاعتراف بوجود الأطفال من
ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرة إلى أن هؤلاء الأطفال بحاجة إلى التعامل مع الآخرين والتعامل
مع ظروف الحياة اليومية.
وبينت أن تحديات عملية الدمج بمدارسنا تتمثل في رفض بعض المدارس لدمج بعض الطلاب من
ذوي الإعاقة، وتدهور مستوى بعض الطلبة المعاقين من المدموجين فعليا في بعض الفصول الدراسية
في مدارس التعليم العام، مضيفة أن المختصين في تأهيل ودمج الطلبة المعاقين في المراكز
الخاصة، يعانون عدم تعاون بعض الإدارات المدرسية، التي ترفض بطريقة غير مباشرة استقبال
حالات الدمج، بدعوى افتقارها إلى المرافق والخدمات الخاصة بالطلبة المعاقين.
وتابعت أن مركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة يهتم بتأهيل طلابه من ذوي الإعاقة
بمختلف الإعاقات من خلال البرنامج التدريبي التعليمي الفردي الذي يتناسب مع كل طالب
بمختلف الإعاقة والمراحل التدريبية التعليمية، حيث يتم عمل لهم اختبارات كل 3 أشهر
يتبين من خلاله مدى تقدم واكتساب الطالب لجميع المهارات. ورأت السعيد أن فشل بعض الإدارات
المدرسية في التعامل مع الطلبة المعاقين ومعاملتهم بشكل طبيعي، أسوة بالطلبة في الفصل
الدراسي، سبب رئيسي في تدهور حالة الطلبة المعاقين وعدم مكوثهم فترة طويلة في الفصل
الدراسي، وتفضيلهم العودة إلى مركز تأهيل المعاقين على البقاء في الفصل الدراسي. وأوضحت
أن النقص العددي المتزايد لمعلمي التربية الخاصة في المدارس بشكل مستمر سيؤدي إلى تدهور
حالة بعض الطلبة المعاقين، بإعاقات ذهنية وسمعية، لعدم وجود مختصين لمراقبة ومتابعة
حالة المعاقين والعمل على وضع الخطط الفردية لكل طالب تساعدهم على مساعدة الطلبة على
تقبل حالة الدمج في الفصول الدراسية، وإيجاد الحلول المناسبة للطلبة المعاقين في الفصول
الدراسية، حال واجهتهم مشكلات تعليمية أو تربوية.
قانون رقم (2) لسنة 2004 بشأن ذوي الاحتياجات الخاصة
القانون وفقا لاخر تعديل - قانون رقم (25) لسنة 2001
بشأن التعليم الإلزامي
قانون رقم (6) لسنة 2000 بشأن مزاولة الخدمات التعليمية
معرض ختامي لأنشطة مراكز الجمعية القطرية لذوي
الاحتياجات الخاصة