جريدة العرب - الأحد 22 سبتمبر 2013م – الموافق 16 ذو القعدة 1434هـ- العدد: 9233
الباحثة خلود الخزاعي لـ «العرب»:قانون الموارد البشرية لا يعطي اعتباراً للتدريب
أكدت الباحثة القطرية خلود الخزاعي رئيس قسم اللغات بمعهد تدريب الشرطة سابقًا، والخبير
الإداري حاليا بالمكتب الفني بإدارة التخطيط الاستراتيجي في وزارة الداخلية، والحاصلة
مؤخرا على درجة الماجستير من كلية التجارة بجامعة عين شمس بالقاهرة، أن المرأة القطرية
تتحدى الصعاب لتصل لأعلى المناصب وحققت طموحات كثيرة ووصلت لمناصب قيادية بقطر.
وأشادت الخزاعي في حوار خاص مع «العرب» بالدور الكبير الذي تقوم به صاحبة السمو الشيخة
موزا بنت ناصر في تطوير ودعم المرأة القطرية وتشجيعها للوصول لأعلى درجات العلم والتثقيف
والتطوير، مشيرة إلى ضرورة إعادة النظر في قانون الموارد البشرية الذي وضع عام 2009
والذي يطبق حاليا في جميع الوزارات لأنه لا يعطي أي اعتبار للموظفين القطريين الذين
ينالون تدريبا، بالنسبة للعلاوات والترقيات. وتحدثت عن الكثير من الموضوعات في اللقاء
التالي مع «العرب»، فإلى التفاصيل:
• حدثينا عن منصبك وطبيعة عملك بوزارة الداخلية بقطر.
- أعمل كخبير إداري، بالمكتب الفني بإدارة التخطيط الاستراتيجي ورئيس قسم اللغات بمعهد
تدريب الشرطة سابقا بوزارة الداخلية بقطر من سنة 2006، وأهتم بالموارد البشرية والتدريب
والتأهيل.
• ما سبب اختيارك للتدريب والتأهيل بوزارة الداخلية بقطر ليكون محور رسالتك؟
- لأنها مشكلة يعاني منها كل الموظفين في كل الوزارات. وهي النقطة التي تتعلق بالترقيات.
ففي قانون الموارد البشرية الحالي بقطر الترقيات ترتبط بالأقدمية فقط ولا اعتبار للكفاءة
والتأهيل والتدريب والدورات لزيادة المعرفة، فهذا من شأنه أن يعزف ويبعد الموظفين عن
الحصول على دورات تدريبية وعن الوظيفة الحكومية. واللجوء إلى القطاع الخاص، كما أن
كل الوزارات بقطر تطبق القانون وهو الترقيات تتبع الأقدمية للحصول عليها ولا عبرة للكفاءة.
ولا يوجد نص قانوني يؤكد على الاهتمام بالدورات التدريبية للحصول على الترقيات. ولا
يوجد ترقيات مرتبطة بدورات تأهيلية في الوقت نفسه، ويقوم البحث والرسالة على الكفاءة
ولا يمكن مساواة من اجتهد وحصل على دورات تأهيلية وتدريبية بغيره ممن لم يحصل على شيء
ويعتمد فقط على الترقية بالأقدمية في العمل.
• كم استغرقت من الوقت في دراسة الرسالة؟ وأي عينات استخدمت ومن وقف بجانبك في الدراسة؟
- استغرقت في دراسة الماجستير ثلاث سنوات تقريبا وكانت العينات من وزارة الداخلية،
وقام رؤسائي بالعمل بمساعدتي في توزيع الاستبيان وجمع البيانات والمعلومات، وأشكر وزير
الداخلية سعادة رئيس الوزراء الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني على دعمه للموظفين
وتشجيعه لهم لاستكمال مراحلهم التعليمية، كما أشكر سيادة العميد حسين الجابر مدير إدارة
الموارد البشرية لدعمه ومساعدته في توزيع وجمع الاستبيان وتسهيل الدراسة الاستقصائية
والحصول على البرامج الخاصة من حيث التطوير والتدريب بالوزارة ومن خلال توجيهاتهما
المستمرة للارتقاء بمستويات العاملين بالوزارة من جميع الاتجاهات.
• هل البحث الذي تناولته دراستك جديد من نوعه في قطر أم تمت دراسته وبحثه قبل ذلك؟
- البحث الخاص بي هو أثر التدريب والتأهيل على أداء الموظفين ومستوى الأداء المؤسسي،
وهو جديد ولكن هناك أبحاث أخرى في دراسة الموارد البشرية تناولت وبحثت في هذا المجال.
ولكن أنا أتحدث عن القانون في مجال الدورات التأهيلية والتدريب والتطوير.
البحث تناول عينات من وزارة الداخلية وغالبية الوزارات السيادية تكون خطا أحمر، ومع
ذلك الدراسة والعينات كانت من داخل الوزارة بقطر.
• هل وجدتي صعوبة في ذلك؟
- على العكس أعمل بوزارة الداخلية بقطر، واخترت مشكلة من صميم عملي ولم أجد أي صعوبة
في البحث بل وجدت كل تعاون من المسؤولين، كما أن القطاع الخاص والقطاع شبه الخاص بقطر
يضم نظام دورات. بمعنى إذا حصل الشخص على دورات تدريبية يحصل على ترقيات ومركز مرموق
بعمله، بخلاف القطاع الحكومي الذي يعتمد على الأقدمية في الترقيات فقط. فقانون الموارد
البشرية بقطر قانون موحد يطبق بالدولة كلها وبكل الوزارات وليس فقط بوزارة الداخلية.
• التدريب والتأهيل هو عنوان الرسالة فما أهم نقطة أردتِ أن تلقي الضوء عليها؟
- أردت أن أقوم ببحث يستفيد منه المسؤولون بالدولة ويعود بالنفع على الموظفين بها،
ووزارة الداخلية بدولة قطر لا تواجه مشاكل مالية في هذا الصدد ولكن قانون الموارد البشرية
2009 والذي يطبق حاليا في جميع الوزارات لا يعطي أي اعتبار للموظفين القطريين الذين
ينالون تدريبا بالنسبة للعلاوات أو الترقيات، الأمر الذي سيؤدي مستقبلا إلى تحول عدد
من هؤلاء الموظفين من الوزارة إلى العمل في القطاع الخاص أو شبه الحكومي، وقطر من البلدان
النامية اقتصاديا بسرعة نسبة لإمكاناتها الهائلة في مجال البترول والغاز، ما يعني أنها
في حاجة إلى برامج تدريبية في مختلف المجالات وتقوم الدولة بتخصيص ميزانية كافية للتدريب
في وزارة الداخلية حتى تتمكن من أداء مهامها بفعالية رغم تزايد تكلفة التدريب يوما
بعد يوم.
• ما خطواتك القادمة؟
- التحضير لدراسة الدكتوراه وأمامي أكثر من بحث وقريبا أستقر على واحد منهم وأستكمل
التسجيل لدراسة الدكتوراه إن شاء الله.
• لماذا اخترتِ جامعة عين شمس لتنال منها درجة الماجستير وهي معروفة بصعوبتها؟
- لأنها من الجامعات المصرية العريقة ومن أقدم الجامعات ولها مكانة كبيرة عند العرب
والخليجيين، وأردت أيضا أن أستفيد من خبرات الأساتذة بجامعة عين شمس لأنها معروفة أنها
من الكليات الصعبة والذي يحصل على شهادة من جامعة عين شمس يكون حصل عليها بعد تعب وجهد
كبير جدا. ويستحق الوصل لهذه المكانة بتعبه ومجهوده والتوفيق أولا وأخيرا من عند الله.
• وماذا عن وضع المرأة بقطر؟ والتحديات التي تواجهها؟
- وضع المرأة بقطر الآن ممتاز وفتح لها مجال العمل بصورة واسعة وكبيرة. فالمرأة القطرية
أصبحت وزيرة مثل وزيرة التربية والتعليم شيخة آل محمود سابقا. ومديرة الجامعة شيخة
مسند حاليا، فالمرأة القطرية تحصل على رتبة عسكرية إذا أرادت أن تلتحق بالعسكرية. فمجال
المرأة مفتوح. والمرأة القطرية معروفة بالتحدي، وتقلدت %50 من المناصب القيادية بقطر.
• ما دور صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في تطور المرأة بقطر؟
- لها دور كبير في تشجيع وتطوير المرأة القطرية، ولها الفضل في تقدمها، وعلى المرأة
العربية أن تتمسك بحقوقها ولن تتراجع عن المطالبة بحقوقها المشروعة، ففي ظل وجود الشيخة
موزا خاضت المرأة كل المجالات وتقلدت المناصب القيادية خاصة في ظل الانفتاح الذي تعيشه
البلاد الذي جعل قطر في الصفوف الأولى للدول المتقدمة، فالدول المتقدمة تقاس بتقدم
وتطور المرأة بها، كما أن المرأة القطرية في كل مكان لا بد أن تحصل على حقوقها كاملة
خاصة أن المرأة العربية في بعض الدول لم تنصف وتظلم ويسلب حقها في التعليم والعمل ويقتصر
دورها على الخدمة فقط وهذا لم تقره الشريعة، بل المرأة في كل الأديان السماوية محفوظة
ومكرمة، خاصة الإسلام على الأخص حفظ المرأة وأعطى لها المساواة بينها وبين الرجل في
الحقوق والواجبات. وأيضا القوانين والمواثيق الدولية تتفق على ذلك وجميع الدول العربية
موقعة عليها ولذلك يجب على المرأة أن تتحدى حتى تحصل على حقوقها المشروعة التي كرمها
الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات بها. ولم تستسلم وتخضع للأمر الواقع وترضى أن
تكون مجرد شيء يتحكم فيها من يشاء من دون إرادتها، وإذا نظرنا إلى المرأة القطرية نجدها
امرأة قوية صلبة صبورة تتحدى الصعاب تقوم بتحصيل العلم والشهادات العليا وتقوم بتطوير
نفسها وثقف نفسها أيضا حتى تنفع وطنها وبلادها، وهذا يؤكد نضج المرأة القطرية.
قانون
رقم (8) لسنة 2009 بإصدار قانون إدارة الموارد البشرية
مرسوم رقم (21) لسنة 2008 بالتصديق على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال تنمية
الموارد البشرية بين حكومة دولة قطر وحكومة مملكة البحرين
خطة استراتيجية عامة للموارد البشرية مرتبطة بخطة التنمية الشاملة
تعريف القانونيين الجدد بإدارة الموارد البشرية الحكومية