جريدة الراية - السبت 5 أكتوبر 2013
يقدم برامج تعليمية وتوعوية مركز شامل لمكافحة المخدرات وعلاج المدمنين
د. السوسي:
المركز سيقدم أجود مستويات الرعاية بأعلى المعايير
برامج تعليمية وتوعوية لطلاب المدارس بدءًا من الصف السابع
مركز سكني للعلاج وتوفير الدعم المستمر لمنع الانتكاس
الدوحة
- الراية:
كشف المجلس الأعلى للصحة عن أنه يعكف حاليًا على تطوير أوّل مركز شامل لمكافحة تعاطي
المخدّرات في قطر، يقدّم برامج تعليميّة وتوعويّة، ومركز سكني لعلاج الإدمان وتوفير
الدعم المستمر لمنع حالات الانتكاس.
وبحسب تقرير نشرته مجلة صحة قطر التي يُصدرها المجلس، يهدف المركز إلى توفير الرعاية
الطبية والخدمات الاجتماعيّة للمدمنين، وتقديم التأهيل النفسي والاجتماعي وبرامج الرعاية
بعد العلاج الطبي، وإجراء البحوث والدراسات العلمية المتخصّصة في المجالات المتعلقة
بسوء استعمال المواد المخدّرة، وتوفير كوادر بشريّة ذات خبرة علميّة، ودعم وتشجيع المشاركة
في الندوات والمؤتمرات المتعلقة بسوء استعمال المواد المخدّرة، وتوفير التعليم ودعم
التدريب والتطوير المستمر في مجال معالجة الإدمان على المخدّرات خاصّة للموظفين القطريين.
وبسبب قلة المعلومات الدقيقة حول مشكلة تعاطي المخدّرات في قطر، باستثناء أنها قائمة
على أرض الواقع وتتطلب الاستجابة اللازمة من الخدمات الصحية، يبرز دور مركز العلاج
وإعادة التأهيل الذي يُعدّ من أبرز خطوات الاستجابة لهذه المشكلة، حيث سيوفر المركز،
الذي قام المجلس الأعلى للصحة بتأسيسه، مجموعة كاملة من الخدمات تشمل علاج ومساندة
المُدمنين للعودة إلى حياتهم الطبيعية، والتعليم ونشر التوعية لمكافحة الإدمان في المقام
الأول.
وبهذا الخصوص يُوضّح الدكتور منير السوسي المدير الطبي لمركز العلاج وإعادة التأهيل
في تصريح لمجلة صحة قطر التي يُصدرها المجلس الأعلى للصحة: نهدف إلى أن نُصبح مركزًا
عالميّاً للتميّز في مجال توفير العلاج وإعادة التأهيل والرعاية والتوعية المستمرّة
والتدريب والبحوث لصالح المرضى الذين يُعانون من اضطرابات تعاطي المخدّرات.
وسيُقدّم المركز أجود مستويات الرعاية وفقًا لأعلى المعايير المهنيّة والأخلاقيّة الوطنيّة
والدوليّة لتمكين المرضى الذين يُعانون من اضطرابات تعاطي المخدّرات في التعافي والتمتع
بنوعيّة حياة أفضل وإعادة دمجهم في أسرهم ومجتمعاتهم.
ولهذا الغرض قام المركز بتعيين فريق من الاختصاصيين الدوليين مع تركيز خاص على استقدام
الموظفين من العالم العربي والإسلامي بمن فيهم الوافدون العرب الذين سبق لهم العمل
في مرافق علاج مرموقة بالدول الغربيّة، ويجري حاليًا تطوير البرامج اللازمة بالتعاون
مع الشركاء الدوليين إضافة إلى دراسة الخدمات بدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى حيث
يُرجّح أن المجتمعات تُواجه مشاكل ثقافيّة مشابهة لما تُواجهه المجتمعات في قطر.
ويتسم الطابع الثقافي المناسب بأهمّية كبيرة لعمل مركز العلاج وإعادة التأهيل، وهناك
بعض المشكلات التي تمّ رصدها على صعيد تعاطي المخدّرات والعلاج وهي على ارتباط خاصّ
بالبيئة المحلية ومن إحدى هذه المشكلات وصمة العار القويّة المرتبطة بالإدمان التي
تدفع الأفراد والأسر إلى التردّد في طلب المساعدة، حيث دفعت، إلى جانب نقص الخدمات
المحلية، العديد من القطريين الذين يُعانون من مشاكل تعاطي المخدّرات الى عدم طلب المساعدة
أو البحث عن العلاج خارج الدولة.
ومن جهة أخرى، ينطوي العلاج في الخارج على عدد من العيوب، فالبرامج مصمّمة عمومًا بشكل
يُناسب أصحاب خلفيّات ثقافيّة مختلفة الأمر الذي قد يُقلل من فاعليتها والأهم من ذلك
أنها تعزل برنامج العلاج عن بقيّة حياة المريض إذ يتوقع المرء مغادرة قطر وهو مريض
والعودة إليها مُعافى.
لكن علاج الإدمان لا يتمّ بهذه الطريقة، ففي حين قد يتسنّى التغلب على الاعتماد الفوري
على المخدّرات من خلال برامج لإزالة السموم هناك أيضًا عامل نفسي قوي يُساهم في الإدمان
فإذا كان أحدهم يتناول نوعًا معينًا من المخدّرات فغالبًا ما يكون معتمدًا من الناحية
الحسيّة أو النفسيّة على الشعور الذي تمنحه إيّاه المخدّرات علاوة على حاجته الجسديّة
مباشرة للمخدّر وقد يستمرّ هذا الإدمان العاطفي لفترة طويلة بعد العلاج في مركز لإعادة
التأهيل ويكون المرضى فيها بحاجة إلى الدعم والمشورة المستمرّين لتجنّب الوقوع فريسة
للعادات القديمة من جديد ولكن هذا الدعم مفقود في حالة العلاج في الخارج.
ويضيف د. السوسي: يُقصد بالعلاج الشامل عدم الاكتفاء بعلاج المريض فحسب بل ومنع الانتكاس
أيضًا وتعزيز مقاومة المريض لحالات الانتكاس في المستقبل، فالعلاج الشامل عبارة عن
حزمة من أشكال العلاج الطبّية والاجتماعيّة والنفسيّة إضافة إلى متابعة الحالة.
ويعتزم مركز العلاج وإعادة التأهيل توفير هذه الحزمة الكاملة وقد أطلق بالفعل عددًا
من البرامج التعليميّة والتوعويّة لطلاب المدارس بدءًا من الصف السابع، وفي الوقت نفسه
تمّ تأسيس مركز سكني لتنقية الجسم من السموم وإعادة التأهيل في الدوحة وتوفير الرعاية
للمُدمنين وستتبع ذلك برامج الدعم التي تتضمّن برامج منتصف المرحلة للمرضى الذين أكملوا
البرنامج السكني.
ولا تزال البرامج التي سيحتاجها المركز غير مؤكّدة بعد ويُعزى ذلك جزئيًّا إلى الحجم
والطبيعة المجهولين للمشكلة فما من سجّلات تُبيّن أعداد المرضى الذين خضعوا للعلاج
في الخارج ولا تتوافر إحصاءات دقيقة لعدد المدمنين الذين لم يطلبوا المساعدة ومع مراعاة
ذلك يجري العمل على إطلاق برنامج العلاج في منشأة مؤقتة تضمّ 28 سريرًا بيْد أنه من
المُزمع افتتاح مركز دائم بقدرة استيعابيّة أعلى بكثير.
وعلى غرار ما تقدّم ليست هناك معلومات واضحة عن أنواع المخدّرات وغيرها ومن المواد
المخدّرة التي يتعاطاها المرضى المحتملون، ولكن المعلومات المجمّعة من دول مجلس التعاون
الخليجي تُوفر بعض الخطوط العريضة إذ تُشير إلى أن المخدّرات الشائعة في أجزاء أخرى
من العالم مثل الهيروين والكوكايين ليست منتشرة في دولة قطر.
ومن المتوقع أن القنب وحبوب الامفيتامين يسودان المشهد المحلي لتعاطي المخدّرات كما
أن المشروبات الكحوليّة المحضّرة منزليًّا قد تُشكّل بدورها مشكلة أخرى وعلاوة على
ذلك تُشكّل إساءة استخدام العقاقير القانونيّة مثل مسكنّات الآلام التقليديّة مسألة
أخرى تستدعي القلق.
ويُواصل الدكتور السوسي: تتضمّن قائمة أهدافنا إجراء الدراسات لاستبيان توجّهات تعاطي
المخدّرات في دولة قطر لكننا نعتمد حاليًا على الشهادات المحكيّة والتجارب في بلدان
مشابهة.
وسنُجري أيضًا استبيانًا وطنيًّا حول إساءة استعمال المواد المخدّرة، وذلك في إطار
الاستراتيجيّة الوطنيّة للصحّة النفسيّة كما أننا نعتزم الاستفادة من أفضل الخبرات
من بقاعٍ مختلفةٍ من العالم ولكننا سنتكيّف مع ما سيُواجهنا في عملنا اليومي.
القانون وفقا لأخر تعديل -
قانون رقم (9) لسنة 1987 في شأن مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية الخطرة وتنظيم
استعمالها والاتجار فيها
القانون وفقا لاخر تعديل - قانون رقم (25) لسنة 2001 بشأن التعليم الإلزامي
قانون رقم (7) لسنة 2013 بشأن نظام التأمين الصحي الاجتماعي
قانون رقم (13) لسنة 1964 بتنظيم دائرة الخدمات الطبية والصحة العامة
قرار أميري رقم (13) لسنة 2009 بإنشاء المجلس الأعلى للصحة