جريدة الراية - السبت29مارس2014
الدرديري محمد أحمد لـالراية الأسبوعية :
العلاقات القطرية
- السودانية..الأفضل عربيا
قطر تسعى دائما لإيجاد حلول لمشاكل المنطقة العربية
الدوحة
ساهمت في تحسين صورة المسلمين بعد أحداث سبتمبر حلايب.. قنبلة موقوتة في العلاقات السودانية
المصرية التشاور مستمر مع مصر وإثيوبيا بخصوص سد النهضة الخرطوم - الراية:
أشاد سعادة السفير الدرديري محمد أحمد، أمين قطاع العلاقات الخارجية بالحزب الحاكم
في السودان، بمواقف قطر الداعمة لقضايا الأمة، وحرصها على تعزيز التضامن العربى المشترك،
لافتا إلى دورها الريادي وسعيها الحثيث والدائم لإيجاد حلول لمشاكل المنطقة العربية.
وقال في حوار مع الراية الأسبوعية، إن قطر أسهمت في تحسين صورة المسلمين والعرب في
الغرب بعد أحداث 11 سبتمبر2001، وشكلت حضورا من حيث قيامها بوساطات عربية لحل النزاعات
بين الفرقاء العرب.
ونوه إلى تميز وتطور العلاقات القطرية السودانية في كافة المحاور، معتبراً إياها من
أفضل العلاقات العربية- العربية، مشيرا إلى دور قطر ومساهمتها في التوصل لوثيقة الدوحة
لسلام دارفور، التي تعد إنجازا سياسيا غير مسبوق، وتمثل سقفا لايمكن بأي حال من الأحوال
تجاوزه، كما أنها تصلح لاستيعاب الحركات التي لازالت تحمل السلاح في دارفور.
وتطرق الدرديري، الذي يعد أحد مهندسي اتفاق نيفاشا بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية
والمتمردين الجنوبيين السابقين، إلى علاقات السودان مع دولة جنوب السودان والجهود المبذولة
لدفعها وتعزيزها..كما تناول الحوار العلاقات السودانية المصرية وكيفية تجاوز مشكلتي
حلايب وبناء سد النهضة الإثيوبي لتطوير العلاقات.. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
بداية.. حدثنا عن مستوى العلاقات التي تربط بين قطر والسودان؟
- مما لاشك فيه أن العلاقات السودانية القطرية تعد من أفضل العلاقات العربية - العربية،
وقطر أسهمت بشكل كبير في التوصل لوثيقة الدوحة لسلام دارفور وكان ذلك نتاجا لمجهود
كبير بذلته القيادة القطرية مع الوساطة وكافة الفرقاء من حكومة وحركات مسلحة وأفضى
للتوصل إلى اتفاقية أقر بها المجتمع الدولي كحل لمشكلة دارفور ورحب بها مجلس الأمن
في قرار مشهود، ما يعد إنجازا سياسيا غير مسبوق، ونحن نعتقد أنه إذا ما تضاعفت الجهود
فإنه يمكن بالفعل أن يترجم ذلك الإنجاز إلى واقع ملموس على الأرض في دارفور. وصاحب
ذلك مجهود كبير في المجال الاقتصادي مثل دعم صندوق إعمار دارفور والصيرفة والإنشاء
والتعمير والزراعة والتعدين، يعتبر جهدا مقدرا في إطار التعاون بين البلدين.
إلى أي حد يمكن إقناع الحركات التي لم توقع على وثيقة الدوحة وإلحاقها بالاتفاقية ؟
- وثيقة الدوحة تمثل سقفا لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوزه، وإذا ما وضعت الحركات
السلاح فإنه سيتم إلحاقها بالتسوية السياسية التي تم التوصل إليها في وثيقة الدوحة
ويتم التفاوض معها حول ما يليها من ترتيبات مثل الوضع العسكري والترتيبات الإنسانية
وتسليم السلاح والانتقال من الحرب إلى السلم.
قطر تقوم بجهود دبلوماسية وسياسية لإيجاد حلول لمشاكل المنطقة العربية، ما تقييمكم
لهذا الدور والموقف العربي منه؟
- بالطبع هناك حاجة ماسة لتحسين صورة المواطن العربي والمسلم بشكل عام في المجتمع الدولي،
هناك تشوهات حدثت لهذه الصورة بعد أحداث 11 سبتمبر، ومن ثم فإن أي مجهود في هذا المجال
يكون مطلوبا، وما تقوم به قطر من وساطة لحل النزاعات العربية الداخلية واستضافة مفاوضات
ذات وزن دولي وهناك حضور لقطر في المجال الثقافي والرياضي وفوزها استضافة مونديال 2022م
كلها أمور تصب في إطار إدماج المواطن العربي في المجتمع الدولي.
كيف تقرأ لقاء الرئيس البشير مع الرئيس التشادي إدريس دبي وإلى أي مدى يصب في صالح
استقرار المنطقة ؟
- حدود السودان مع ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى تشهد حراكا كثيفا هذه الأيام يرتبط
في معظمه بالنزاعات المسلحة في المنطقة. ونخشى أن تكون الحدود معبرا للأسلحة وغيرها
من المحرمات بطريقة غير قانونية، ومن ثم فإن التفاكر بين قيادات هذه الدول على مستوى
الرؤساء أمر في غاية الأهمية، والتنسيق الذي صار ممكنا بعد زوال حكم القذافي والتصافي
بين السودان وتشاد أعاد التنسيق إلى أولويات اهتمامنا بحل قضايا المنطقة.
السودان يواجه مشاكل بسبب الحرب الداخلية في دولة جنوب السودان..حدثنا عن انعكاسات
ذلك على الوضع داخل السودان؟
- حدودنا مع دولة الجنوب هي أطول حدود، ولذلك فإننا نتأثر سلبا أو إيجابا بما يحدث
هناك. ونحن نسعى جاهدين لمنع انتقال مظاهر وسلبيات الحروب التي تدور هناك إلى السودان،
وحرصنا في التعامل مع لاجئي دولة جنوب السودان على حسب استضافتهم لاستئناف حياتهم المدنية
في السودان الذي ألفوا العيش فيه قبل الانفصال والعمل في القطاع الخاص للدولة.
وما دور السودان في إيجاد حل للمشكلة ؟
- نحن نسهم في تسوية ذلك الصراع باعتبار أن الرابح فيه مغلوب وهو صراع بين أشقاء لا
يرجى أبدا أن يتعافى منه جنوب السودان إلا بجلوس الفرقاء على طاولة التفاوض وحل قضاياهم
عبر الحوار، والسودان ينشط في إطار تحرك دول إيجاد وعلى المستوى الثنائي لإنهاء الصراع
في دولة جنوب السودان بين الحكومة ومتمردين يقودهم نائب الرئيس الجنوبي دكتور رياك
مشار من أجل استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وماهي تأثيرات وجود القوات الأوغندية في دولة جنوب السودان؟
- السودان ينظر للوجود الأوغندي في دولة جنوب السودان بحذر شديد، بالرغم من أننا نرحب
بأي جهد يبذله الإخوة من دول الجوار والإقليم في إطار إعادة الاستقرار لدولة جنوب السودان
إلا أننا نتحفظ بشكل رئيسي على مساعدة طرف ضد آخر. واستدعاء الجيش الأوغندي إلى جنوب
السودان تم بواسطة دولة ذات سيادة ومن ثم هذا الأمر يعنيهم هم بالدرجة الأولى، والقانون
الدولي يعطيهم ذلك الحق، وكل ما نرجوه ألا يكون ذلك بداية لحرب طويلة يخسر فيها الفرقاء
في دولة الجنوب، ولدينا في القارة تجارب كثيرة في دخول دول مختلفة إلى مناطق النزاعات
والصراعات وينبغي أن نستفيد من الدروس التي استقيناها منها.
خلال الأيام الماضية زار وزيرا الدفاع والخارجية مصر، ما الملفات التي يجري بحثها بين
البلدين؟
- نحن نعتقد أن ما يحدث في مصر هو شأن داخلي وقد أعلنا ذلك منذ اليوم الأول، ما يعنينا
هو استقرار مصر وعودة الأمور فيها إلى سابق عهدها من حيث الطمأنينة والاستقرار الداخلي..زيارة
وزيري الخارجية والدفاع وقبلهما وزير الري تصب في ذلك الاتجاه وتؤكد أهمية استمرار
حسن العلاقات في مختلف الظروف وأن ما يعنينا هو استمرار التواصل بين شعبي وادي النيل.
قضية حلايب والموقف من بناء سد النهضة الإثيوبي هل يشكلان عائقا في استقرار العلاقات
مع مصر؟
- حلايب ظلت تشكل باستمرار قنبلة موقوتة يسعى البعض إلى إشعالها في الوقت الذي يخدم
مصالحه، لكنني على ثقة أن قيادات البلدين على وعي تام وإدراك لذلك، وأعتقد أن هذه القيادات
قادرة على تجاوز مثل هذه القضايا على النحو الذي يحقق مصالح البلدين، وفي ذات الوقت
فإن سد النهضة تم الاتفاق عليه مؤخرا خلال زيارة وزير الخارجية السوداني الأخيرة لمصر،
وسيستمر التشاور والحوار حوله ليس بين السودان ومصر وانما مع إثيوبيا كذلك بهدف التوصل
إلى رؤية مشتركة باعتبار أن الموضوع حيوي ويهم الجميع، ومن ثم لابد من التوصل فيه إلى
رؤية مشتركة وحل توافقي.
حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان كان لديه مكتب في القاهرة قبل الانقلاب على الرئيس
المعزول محمد مرسي..ماهو مصير هذا المكتب في ظل الحكومة الجديدة في مصر ؟
- الأهم بالنسبة لنا في هذه المرحلة هو أن يظل تمثيلنا الرسمي عبر السفارة بالقاهرة
فعالا في تطوير العلاقات بين السودان ومصر.. والقوى السياسية بالتأكيد تنشط في البلدين
في الإطار القومي ونحن نعتقد في الوقت الراهن أنه يجب أن ينظر إلى أولوية التأكيد على
معاني التكامل بين الشعبين.
لكن هناك وجودا فعالا للحركة الشعبية والاتحاد الديمقراطي وبعض الأحزاب الأخرى في مصر..كيف
تصف وضعية المؤتمر الوطني بين هذه الأحزاب؟
- ليس هناك ما يمنع وجود مكتب لأحزاب غير المؤتمر الوطني في مصر ما دامت هذه الأحزاب
تمارس نشاطها في السودان وهناك تقليد قديم في هذا المجال.
بوصفك عضوا في لجنة مفاوضات نيفاشا بين الحكومة والحركة الشعبية الأم، كيف تنظر لمستقبل
التفاوض الذي يجري في أديس أبابا بين الحكومة والحركة قطاع الشمال؟
- كما هو معروف تم تعليق التفاوض بعد الجولة الأخيرة وفشلها ورفع الأمر إلى مجلس السلم
والأمن الأفريقي، وحتى الآن لا يوجد في أجندة الوسطاء حديث عن جولة جديدة، ومن المهم
استئناف التفاوض بأسرع ما يمكن ومحاولة تذليل الصعاب التي ظهرت في الجولة الماضية والتوصل
إلى تسوية تنهي الصراع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وما المطلوب من مجلس السلم والأمن الأفريقي في هذه المرحلة؟
- نحن نعتقد أن الحديث عن دور مجلس السلم والأمن في هذه المرحلة سابق لأوانه وكان من
المهم للوساطة إتاحة الفرصة للطرفين للذهاب إلى الجولة القادمة بأسرع فرصة ممكنة، ومعروف
أن التفاوض مع الحركة الشعبية - قطاع الشمال ظل يتعرض إلى انتكاسات، وتجولنا في تفاوضنا
مع جنوب السودان قبل الانفصال في العديد من عواصم الدول وبعد كل انتكاسة تتحقق نتائج
إيجابية، وهذا التفاوض بطبيعته يستغرق وقتا وفي مرات كثيرة يكون مرآة لما يحدث على
الأرض وفي الميدان من مسائل عسكرية وحوار وطني يؤثر على التفاوض سلبا وإيجابا، ومن
ثم لابد أن يوضع ذلك في الاعتبار ولا ينظر للعملية التفاوضية باعتبارها عملية ميكانيكية،
عندما ندخلها بمعطيات معينة لابد من أن تفضي إلى مخرجات محددة، وبافتراض ذلك أمرا غير
صحيح والأمر يحتاج إلى إعادة قراءة للمستجدات في الساحة.
وما متطلبات التوقيع على اتفاق سلام ينهي الحرب بين الحكومة والحركة الشعبية؟
- نعتقد أن أول المطالب أن تكون الحركة واقعية في طرحها ومطالبها وأن تخرج من عباءة
الدكتور جون قرنق أو محاولة تقمص دوره وأن تسعى قدر المستطاع إلى مخاطبة انشغالات ولايتي
جنوب كردفان والنيل الأزرق ومن ثم تحاول الالتزام بالمرجعيات الرئيسية والقرار الصادر
من مجلس الأمن، وأن تعمل جادة للتوصل إلى سلام واتفاق حول القضايا المطروحة للتفاوض
في المسألة الأمنية والسياسية والإنسانية باعتبارها حزمة متكاملة وأي حديث أو محاولة
للتجزئة ينظر إليها باعتبارها رغبة في إطالة أمد الحرب واستنساخ تجارب فاشلة وينبغي
لنا أن ننأى بأنفسنا عنها.
ما موقف المؤتمر الوطني من تكوين حكومة انتقالية ؟
- الحكومة الانتقالية كما هو معروف هي حكومة ذات برنامج غير دستوري يهدف إلى تصفية
الحكومة القائمة، ولا تستند إلى الدورة الرئاسية للرئيس البشير من خلال الانتخابات
التي جرت عام 2010م ولا تستند إلى نهاية الفترة الرئاسية في العام 2015م وإقامة الانتخابات
المقررة دستوريا . وبالنسبة لنا في المؤتمر الوطني فهي غير واردة لأننا نبني انتقالنا
السياسي على هذا الدستور القائم ولا يمكن بأي حال تجاوزه، وفي المقابل فالحكومة القومية
هي حكومة دستورية وتعتمد على ولاية الرئيس الحالية وتسعى لتحقيق برنامج توافقي للقوى
السياسية، والفرق بين الحكومتين عندنا هو كالفرق بين الحكومة الشرعية والانقلاب عليها.
المعارضة تقول إن السودان يعيش حاليا عزلة خارجية.. بوصفك ممسكاً بملف العلاقات الخارجية
في الحزب الحاكم ما مدى صحة هذا الحديث ؟
- ليس في هذا الاتهام جديد وظل هذا الحال منذ العام 1989م عند اندلاع ثورة الإنقاذ
الوطني ولدينا مشاكل مع الغرب لا ننكرها وكل مرحلة تلبس ثوبا جديدا وتمكن أن تستمر
طوال هذه الفترة..
لماذا لا تتصالحون مع المجتمع الدولي؟
- السؤال هو لماذا يرفض المجتمع الدولي التصالح معنا بعد أن أوفينا بكل المستحقات وطلب
منا التوقيع على اتفاق مع الحركة التي تتفاوض مع الحكومة وتوصلنا إلى اتفاق ولم ترفع
العقوبات ووقعنا اتفاق الدوحة لسلام دارفور وكذلك لم ترفع هذه العقوبات الجائرة.
هل لك أن تحدثنا عن مستوى العلاقة حاليا بين السودان والولايات المتحدة؟
- ليس هناك من جديد هذه الأيام مطلقا، والحديث في هذا الاتجاه توقف منذ انفصال جنوب
السودان، وأمريكا تحرص على ربط التطبيع بأجندة غير ثنائية وتلجأ إلى اشتراطات السلام
في أبيي ودارفور والعلاقة مع دولة جنوب السودان. ونحن نرى ضرورة حصر الحوار في إطار
العلاقات الثنائية بين البلدين، بعيدا عن التدخل في الشأن الداخلي للسودان وهو غير
محايد في التوسط لإنهاء الصراعات في السودان بحسب زعمه، ونحن وفاؤنا بالعهود ليس طلبا
في ثواب من أمريكا وإنما يمليه علينا الواجب والأخلاق ونحن لسنا نادمين على عدم التطبيع.
أمريكا تقول إنها تربط تطبيعها مع الحكومة بتسوية مشاكلها الداخلية مع معارضيها ؟
- هذه آخر تقليعات أمريكا بعد أن كان الحديث عن التوقيع على السلام ونتائج الاستفتاء
ثم تطبيق الانفصال وتوقيع سلام الدوحة وكل مرة يأتون بأحندة جديدة والآن بسبب إطلاق
الحوار الوطني وكيفية إدارته وتعامل السودان مع القوى السياسية الأخرى.
مرسوم رقم (39) لسنة 2011 بالتصديق على مذكرة تفاهم بتعديل بعض أحكام مذكرة تفاهم
للتعاون في المجالات الأمنية بين حكومة دولة قطر وحكومة جمهورية السودان
مرسوم رقم (17) لسنة 1992 بالتصديق على اتفاقية إنشاء لجنة عليا مشتركة لتنمية
العلاقات بين حكومة دولة قطر وجمهورية مصر العربية
مرسوم رقم (15) لسنة 2011 بالتصديق على اتفاقية بشأن تجنب الازدواج الضريبي بين
حكومة دولة قطر وحكومة جمهورية السودان
قرار أميري رقم (42) لسنة 2013 بتعيين سفير فوق العادة مفوض
لدى جمهورية أثيوبيا الديموقراطية الفيدرالية
تعاون قانوني وقضائي بين قطر والسودان