جريدة الراية - السبت20سبتمبر2014
بعد التعميم بالمراكز الصحية..
مواطنون:مطلوب عيادات متنقلة لمكافحة التدخين
رفع مستوى الوعي بأضرار التدخين يعزز
دور العيادات
تفعيل القانون يقلل من آثار التدخين السلبي بالأماكن العامة
د.عبد الكريم:
عيادة متخصصة في أبو بكر الصديق الصحي قريبًا
د.الحمق: علاقة الظهور المبكر لمضاعفات
السكري والتدخين
كتبت - رشا عرفة:
رحب عددٌ من المواطنين والأطباء بالإعلان عن تعميم
تطبيق تجربة عيادات الإقلاع عن التدخين في المراكز الصحيّة خلال الفترة المُقبلة.
وأكدوا لـ الراية الأسبوعية أن التعميم سيكون له مردود إيجابي على الصحة العامّة، وسيشجع
من لديه الرغبة في الإقلاع عن تلك العادة السيئة، لافتين إلى العلاقة بين التدخين والعديد
من الأمراض الأخرى مثل أمراض القلب والسرطان وضغط الدم والسكري؛ ما يُقلل ميزانية العلاج
من تلك الأمراض ويُخفف الزحام على المستشفيات والعيادات المُتخصصة في علاج تلك الأمراض.
وطالبوا بتطوير إستراتيجية المكافحة والتوعية عبر اعتماد العيادات المتنقلة التي تطوف
المدارس الثانوية والجامعات والكليات والنوادي والمراكز الشبابية للتوعية بمخاطر التدخين،
والتعريف بآليّات الإقلاع.
وأشاروا إلى ضرورة مكافحة ظاهرة التدخين السلبي بالأماكن العامة، وأمام مداخل المجمعات
التجارية والجهات الحكومية، للحدّ من آثار تلك الظاهرة على غير المُدخنين، فضلاً عن
تفعيل دور وسائل الإعلام وإنتاج أفلام قصيرة ومقاطع فيديو للتوعية غير المباشرة ونقل
التجارب الشخصيّة لتوعية الشباب بمخاطر التدخين.
ويرى الأطباء أن العيادات المتنقلة يجب أن تركز على الجانب التوعوي فقط، لافتين إلى
أن الإقلاع عن التدخين يحتاج لبرنامج علاجي طويل ودعم نفسي ودوائي.
وكان مصدر بمؤسسة الرعاية الأوليّة قد أكد أن هناك خُطة مستقبليّة لتعميم تطبيق عيادات
الإقلاع عن التدخين في جميع المراكز الصحية خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن الهدف من
هذه العيادات هو مساعدة الراغبين في التوقف عن التدخين في الإقلاع عن هذه العادة السيئة
التي قد تتطلب المساعدة الطبيّة من أجل الوصول للهدف المطلوب.
وأوضح أن عيادة الإقلاع عن التدخين بدأ العمل بها بالفعل بمركز الغرافة الصحي، وأنه
من المُنتظر أن يتم التوسّع قريبًا في عدّة مراكز أخرى ومنها مركز أبو بكر الصديق الصحي.
في البداية يقول محمد الزيارة: افتتاح عيادات جديدة لمكافحة التدخين في المراكز الصحيّة
تقوم بتقديم المساعدة الطبية والنفسية للمدخنين لمساعدتهم على الإقلاع عن التدخين خطوة
إيجابيّة، وسيكون لها مردود إيجابي على الصحة العامّة، وستحدّ من الأمراض الناجمة عن
التدخين.
وأضاف: لتفعيل دور هذه العيادات، وحتى تستطيع أن تُحقق الهدف الذي تُقام من أجله لا
بدّ أن يكون هناك حملات توعويّة تبرز للجميع مخاطر التدخين على الصحة، شريطة أن تستخدم
هذه الحملات أساليب مبتكرة ومتطوّرة قادرة على جذب انتباه الجميع وخاصة الشباب، وتحثه
على الذهاب لهذه العيادات للتخلص من هذه العادة السيئة.
وأكد أن الكثير من الحملات التوعويّة التي تهدف إلى مكافحة التدخين، وهناك المحاضرات
التي تُعطى للطلاب في المدارس، وهناك الكثير من الملصقات التحذيرية، والتي تتواجد على
علب السجائر إلا أننا نجد أن عدد المدخنين في تزايد مستمرّ من الفئتين رجالاً ونساءً،
وهذا يدلّ على أن الحملات التوعويّة لم تُحقق الهدف المنشود منها.
إستراتيجية وطنية
ويقول خالد القحطاني: نحن بحاجة إلى إستراتيجية وطنية لمكافحة هذه العادة السيئة، وتكاتف
كافة مؤسسات الدولة والفرد للقضاء على هذه العادة التي تكلف الدولة الكثير من الأموال
لعلاج الأضرار الناجمة عنها.
وأشار إلى أن فتح عيادات للإقلاع عن التدخين لن يكون مجديًا إلا في حالة رفع الوعي
لدى الجميع بخطورة هذه العادة، وهو ما يجعلهم يبادرون بالعلاج، وتفعيل مواد قانون مكافحة
التدخين.
وأكد أهمية تطوير إستراتيجية التوعية بالوصول للشرائح المستهدفة وهم الشباب بالمدارس
الثانوية والجامعات والكليات العربية والأجنبية والنوادي والمراكز الشبابية والمراكز
التجارية والمقاهي العامّة، من خلال فريق متنقل للتوعية والإرشاد بمخاطر التدخين وكيفية
الإقلاع عنه.
وأشار محسن العبد الله إلى أن إنشاء عيادات للإقلاع عن التدخين في المراكز الصحية خُطوة
ممتازة ستساهم بشكل كبير في تقليل الضغط على عيادة الإقلاع عن التدخين في مستشفي حمد
العام، كما أنها ستُشجع كل من لديه الرغبة في التخلص من هذه العادة السيئة على التوجّه
إلى هذه العيادات لتلقي العلاج اللازم لأنها ستكون أمام أعينه، مبينًا أن وجود إرادة
قوية لدى المدخن بالحفاظ على صحته من الأمراض الخطيرة التي يسبّبها التدخين هي العامل
الأساسي الذي يدفع الفرد للعلاج، وهذا لن يكون إلا بمعرفة المدخن بأهمية وقيمة الصحة؛
ما يتطلب تكثيف الحملات التوعوية، مطالبًا بأن يكون هناك عيادات متنقلة للإقلاع عن
التدخين بجانب العيادات الثابتة، خاصة في أماكن التجمعات تقوم بإبراز المخاطر الصحيّة
للتدخين وتوجيه من لديه الرغبة في الإقلاع عن هذه العادة إلى المكان الصحيح.
توعية المدخنين
وطالب أحمد السيد بأن يكون هناك عيادات متنقلة تبادر بالوصول إلى المدخنين في أماكن
وجودهم وعدم الاكتفاء بالعيادات الثابتة، تقوم هذه العيادة بتقديم خدماتها للجمهور
من خلال توفير مجموعة متكاملة من الخدمات التوعويّة والاستشارات الطبيّة والخدمات العلاجية
التي تقدّم مجانًا للمدخنين من الجنسين لمساعدتهم على الإقلاع عن التدخين.
وأكد أن هذا النوع من العيادات سيكون له دور كبير في التقليل من نسبة المدخنين، لافتًا
إلى أهمية تطوير الحملات التوعوية بالتوازي مع التوسّع في افتتاح عيادات للإقلاع عن
التدخين في المراكز الصحية.
وأشار إلى أن اعتماد الحملات التوعوية على الأساليب التقليدية والرسائل المباشرة جعلها
غير قادرة على جذب الانتباه خاصة من الشباب الذين يُمثلون أغلبية المدخنين.
ويقول حاضر عيسى المريخي: أن تكون هناك عيادة متنقلة للإقلاع عن التدخين أمر جيّد،
وسيكون له دور فعّال في مكافحة هذه العادة السيئة، ولكنه سيكون مكلفًا.
وأضاف: الإقلاع عن التدخين يحتاج إلى قرار شخصي وإرادة قوية مبنيّة عن قناعة بما يمكن
أن يُشكله التدخين من مخاطر، وهذا لن يكون إلا إذا كان الشخص مقدرًا لأهميّة الصحة،
وبالتالي يجب أن تكون هناك حملات توعويّة مكثفة في كافة المؤسسات لتعريف الجميع بخطورة
هذه العادة عليهم وعلى كل المُحيطين به، والتطبيق الفعلي للتشريعات التي سنت لمنع التدخين
في الأماكن العامّة، وعلى الأهل أن يقوموا بدورهم في متابعة أبنائهم وإرشادهم إلى الطريق
السوي وإبعادهم عن رفقاء السوء، والمدخنين، إذ أن العديد ممن ينوون الإقلاع عن التدخين
أو غير المدخنين إذا اختلطوا بمدخنين آخرين، يجعل الأمر عليهم أكثر صعوبة فسيستمر المدخن
في التدخين وقد يلجأ غير المدخن إلى التدخين أيضًا، والعمل على إشغال وقت فراغ الشباب
فيما هو مفيد ونافع، وتغيير مفاهيمهم عن أن التدخين نوع من الرجولة.
النصيحة والإرشاد
وطالب غازي محمد بتفعيل دور عيادات الإقلاع عن التدخين في الوصول إلى أكبر عدد من المدخنين
خاصة الشباب لمساعدتهم على الإقلاع عن التدخين، وبأن تكون هناك عيادات متنقلة للإقلاع
عن التدخين يقدم القائمون عليها النصيحة والإرشاد إلى المدخنين، وتقوم بنشر الوعي لدى
الجميع بالبُعد عن التدخين من خلال تقديم المحاضرات وتوزيع المطويات والكتيبات على
الجميع خاصة في أماكن التجمعات، فالوقاية خير من العلاج.
غير عملية
ومن جانبه يؤكد الدكتور أحمد عبد الكريم مدير مركز أبو بكر الصديق الصحي أن التوسّع
في إنشاء عيادات الإقلاع عن التدخين سيكون له مردود إيجابي كبير على الأفراد وعلى المجتمع
ككل، لأنه إذا كان هناك عيادة فسيكون هناك فريق متكامل متخصص ومؤهل ومدرب ولديه الإمكانيات
الماديّة والعلاجيّة اللازمة لمساعدة المدخن على الإقلاع عن هذه العادة السيئة، من
خلال تقديم المشورة والنصح والإرشاد له للإقلاع عن التدخين، وتقديم بعض الأدوية التي
تساعدهم على الإقلاع، ومتابعتهم بشكل مستمر، وفي الوقت نفسه لا بد أن يكون المدخن لديه
رغبة في الإقلاع عن هذه العادة وأن يكون مقتنعًا بالعلاج وبدون ذلك لن تكون هناك فائدة.
وأكد أن التوعية هي الأساس وأن رفع مستوى التوعية لدى الأفراد بخطورة هذه العادة السيئة
هو من سيدفعهم للبحث عن العلاج، وبالتالي تستطيع العيادات تحقيق الهدف المنشود منها،
مبينًا أن المريض الذي يأتي للعيادة إما أنه أتى من قرارة نفسه أو محول من قبل أحد
الأطباء.
وشدّد على ضرورة أن يكون هناك تنوّع وتطوّر وذكاء في الأساليب التي تستخدمها الحملات
التوعويّة حتى تكون قادرة على الإقناع، وإيجاد البدائل، فمثلاً إذا كان السبب وراء
إقبال الأفراد على التدخين هو وقت الفراغ أحاول أن أجد البديل الذي يشغل له وقت فراغه،
وكذلك إذا كان السبب هو الاعتماد على النيكوتين يجب أن يكون هناك بديل، فتحليل الأسباب
ومعرفتها وتحديد الفئة المستهدفة وفهم طبيعة المجتمع خطوات أساسية للقضاء على المشكلة
والوصول للحل السليم، فالتوعية عن طريق إمام المسجد سيكون لها أثر كبير جدًا على المجتمع.
وأشار إلى أن مؤسسة الرعاية الصحية الأوليّة تقوم بالعديد من الأنشطة والفعاليّات والحملات
والتي تهدف إلى نشر الثقافة الصحيّة بين كافة شرائح المجتمع، وإبراز مخاطر استهلاك
التبغ والتدخين السلبي.
وكشف عن افتتاح عيادة متخصصة قريبًا بالمركز لمساعدة المدخنين على التخلص من هذه العادة
قريبًا.
وأضاف قائلاً: للتدخين آثار سلبيّة كثيرة على المدخن وكذلك على المُحيطين به، فالتدخين
هو أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب والشرايين والجلطة، بالإضافة إلى أمراض الجهاز
التنفسي مثل السعال المزمن وإفراز المخاط والتهاب، كما أنه يُسبب الكثير من المشاكل
الصحيّة لمريض السكري، ويؤثر على الأعصاب، والحالة النفسيّة له، ويسبب الحموضة، ويزيد
من ضربات القلب عند من لديهم القابلية لذلك.
وعن مطالبة البعض بأن تكون هناك عيادة متنقلة لمكافحة التدخين لكونها أفضل من العيادات
الثابتة للوصول إلى المدخنين في أماكن تواجدهم قال د. عبد الكريم: العيادات المتنقلة
يقتصر عملها على الجانب التوعوي، لأن العلاج يحتاج إلى برنامج وتوجيه وإرشاد ودعم نفسي
ودوائي ومتابعة مستمرّة، كما أن فترة العلاج تأخذ وقتًا، فالعلاج في زيارة واحدة، وبالتالي
المدخن بحاجة لمكان ثابت، والعيادات المتنقلة لها هدف ينتهي بمجرّد انتهاء المهمّة،
لكن من الممكن أن أقوم بالتوعية خاصة في الأماكن التي تكثر فها التجمعات.
التدخين والسكري
ووصف د.عبد الله الحمق مدير الجمعية القطرية للسكري اتجاه الدولة للتوسّع في إقامة
عيادات الإقلاع عن التدخين بالخُطوة الممتازة.
وأكد المنافع التي ستعود على المدخن الذي يُعاني من مرض السكري حيث سيؤدّي توقف مريض
السكري عن التدخين إلى تحسّن في معدّلات السكري في الدم والدورة الدمويّة، كما يزيد
من استجابتهم للعلاج بالأنسولين، ويُخفف من المضاعفات الناتجة عن مرض السكري؛ ما يساعد
مريض السكري على التحكم بمرض السكري والعيش معه بشكل أفضل.
وتابع قائلاً: العديد من الدراسات أثبتت أن هناك علاقة واضحة بين ظهور مضاعفات السكري
مبكرًا وبين التدخين، كما أن الشخص المدخن الذي يعاني من السمنة ولا يهتم بالأكل الصحي
معرّض للإصابة بمرض السكري، ناصحًا كافة المدخنين وخاصة مرضى الأمراض المزمنة بالتوجّه
لهذه العيادات للتخلص من هذه العادة السيئة التي قد تدمّر حياتهم.
قانون رقم (20) لسنة 2002 بشأن الرقابة على التبغ ومشتقاته
قرار أميري رقم (13) لسنة 2009 بإنشاء المجلس الأعلى للصحة
عيادات للإقلاع عن التدخين بالمراكز الصحية