جريدة الشرق - الإثنين10نوفمبر2014
موظفون بعد التدريب
العسكري..
الخدمة الوطنية تجدد الطاقة لخدمة المؤسسات المدنية
محمد دفع الله
قال مجموعة من الموظفين القطريين الجامعيين في المؤسسات المختلفة بالدولة، الذين شاركوا
في أول دفعة من الخدمة الوطنية تلقت تدريبا عسكريا استمر لثلاثة شهور، إن عودتهم إلى
مهامهم في مؤسسات الخدمة المدنية بعد قضاء فترة التدريب العسكري لها نكهة خاصة ممزوجة
بالالتزام والانضباط وتقدير المسؤولية، تعلموها من الخدمة العسكرية التي صقلتهم وشبعتهم
بالروح الوطنية، الأمر الذي انعكس إيجابا على أدائهم في الخدمة المدنية بشكل شاهده
وشهد له زملاؤهم والمراجعون خاصة في المؤسسات الخدمية.
وقال موظفون عادوا إلى مواقع عملهم في المؤسسات المدنية بعد انتهاء فترة التدريب في
الاستطلاع الذي أجرته الشرق إننا بعد الخدمة الوطنية العسكرية صرنا شيئا مختلفا عنه
قبله، وأضافوا: إننا اكتسبنا المهارات العسكرية المختلفة وتعرفنا على العسكرية عن قرب
وكسبت مؤسساتنا المدنية انضابطنا والتزامنا، وكسب المراجعون طاقاتنا المتجددة.
أعطينا العمل قيمة
وقال عوض الأحبابي رئيس قسم الإعلام بإدارة العلاقات العامة والاتصال بوزارة الأوقاف
والشؤون الإسلامية، إن طبيعة التدريب العسكري وما يتطلبه من انضباط وحرس تجعل من المتدرب
يكسب صفات مهمة جدا مطلوبة لإكساب العمل قيمة إضافية، ليس فقط في المؤسسات الخدمية،
بل في جميع المؤسسات، ومن بينها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي أنتمى إليها
وأحرص على بذل قصارى جهدي لتقديم أفضل ما عندي؛ لكون الأوقاف تضطلع بمهمة عظيمة في
المجتمع وهي بناء الإنسان عبر إرشاده وتوجيهه ودعوته إلى الطريق القويم.
وقال الأحبابي إن البرامج التي تدرب عليها طلاب الخدمة الوطنية كان لها عظيم الأثر
في صقل مهاراتهم وفق روح جديدة مطلوبة لترقية الأداء وتجويد الخدمة أيا كانت، أما مسألة
المهارات العسكرية فهي حقيقة معروفة ونتيجة حتمية تجعل المتدرب جاهزا لتلبية نداء الوطن
في أي لحظة.
وقال مبارك حسين الهاجري الموظف برأس غاز، إن الانضباط الذي تعلمانه من التدريب العسكري
المكثف في الخدمة الوطنية لا بد أن ينعكس على عملنا في مؤسساتنا وتكون النتيجة في خاتمة
المطاف طيبة، وأضاف مما لا يخفى على أحد أن المتدربين زادت لياقتهم البدنية بدرجة كبيرة
نتيجة التدريبات المكثفة، وهذا – بطبيعة الحال – سينعكس على الحالة الصحية والعقلية،
الأمر الذي يحسن من الأداء العملي اليومي، وحث الهاجري زملاءه في الخدمة الوطنية على
المحافظة على حالة الانضباط هذه التي تحلو بها خلال التدريب والمحافظة على اللياقة
البدنية التي اكتسبوها.
الخدمة تتطلب الجاهزية
ومن ناحيته، قال نايف زامل الشهراني الموظف في دار الإنماء الاجتماعي، إن من مزايا
الخدمة العسكرية المختلفة أنك تكون جاهزا في أي وقت لأي طارئ، وهذه الجاهزية هي مطلوبة
أيضا للخدمة المدنية، إذ يطلب في كثير من الأحيان من الموظف عمل خارج الدوام الرسمي،
نظرا لحالات طارئة، فإذا كان الموظف مبرمج على دوام محدد وفق ظروف عمل محددة لا يكون
جاهزا لنداء الطوارئ، لكن بعد البرامج العسكرية صارت لدينا مرونة واسعة تجعلنا نستجيب
لأي نداء.
وأضاف نايف إن الخدمة المدنية تتطلب الثقة بالنفس والاعتزاز بالذات والروح الوطنية،
وهذه الجوانب يتدرب عليها الطالب العسكري من أول يوم يلج فيه بوابة المعسكر، وهذه الحقيقة
يعرفها ويعترف بها كل الطلاب الذين التحقوا بالتدريب العسكري في الخدمة الوطنية، والأمر
المهم أننا عرفنا كيف ننمي شخصياتنا خلال فترة التدريب، ولا يخفى على أحد حجم الإنتاج
الكبير الذي يقوم به الموظف.
عودة بروح المسؤولية
وقال سليم العنزي الموظف بمركز الاستشارات العائلية إن الأداء الجيد والخدمة المثلى
للمراجعين تتطلب أمرين أساسيين هما الالتزام والانضباط، وهذه أمور بدهية يتعلمها الطالب
خلال فترة التدريب العسكري، ولفت في هذه الأثناء إلى أن عدم الإنضباط يظهر بوضوح في
مستوى الخدمة المقدمة من قبل المؤسسة – أي مؤسسة – إذ لا يرضى عنها أحد.
وقال سليم إن أي عمل سواء مدنيا أو عسكريا يطلب مسؤولية عالية، وعكسها لا يكون إلا
الإهمال الذي إن حدث في أي مؤسسة مدنية، فإن نتيجتها تكون نهاية المؤسسة أو على الأقل
لا تقدم هذه المؤسسة الخدمة المطلوبة منها للمراجعين.
وزاد العنزي نحن كمدنيين اطلعنا على الجوانب العسكرية وتعرفنا على حجم المسؤولية الملقاة
على عاتق العسكريين والمتمثلة في الدفاع عن تراب الوطن والزود عنه وحمايته من كيد الأعداء،
وهذا ما يدفعنا إلى أن نقوم بواجبنا المدني علاوة على جاهزيتن، إذا طلب منا أي عمل
عسكري، والمهم في الوقت الراهن مطلوب منا أداء راق في مواقع عملنا في المؤسسات المدنية،
بموجب ما تعلمناه خلال التدريب العسكري، وهذا ما سيحصل لاحقا بعد عودتنا إلى أعمالنا.
تقدير عال لـ الذات
ومن جانبه، قال المهندس عيد الشمري الموظف بشركة المتحدة، إنه كان من بين أوائل الشباب
القطريين الذين حرصوا على الالتحاق بالخدمة الوطنية إيمانا منه بأنها دين واجب السداد
يجب أن يؤديه المواطن تجاه وطنه.
ويضيف انطلاقا من القاعدة الشهيرة التي تقول لكل فعل رد فعل فإن فعل التدريب العسكري
المنظم والمنضبط انعكس واضحا على مستوى أداء المنتسبين للخدمة الوطنية، وأنا من ناحيتي
سأكرس كافة جهودي لأستفيد من الروح العسكرية والوطنية التي اكتسبتها خلال فترة التدريب
من أجل تطوير الأداء في الشركة.
ويقول الشمري إن الخدمة الوطنية صحيح أنها تدرب المنتسب على جميع الفنون العسكرية،
وفي نهاية المطاف فهي تقوم بإعادة صياغة الفرد ويزداد تقديره لذاته بشكل كبير – وبطبيعة
الحال – فإن تقدير الذات والإحساس بالمسؤولية ينعكس إيجابا على الأداء، وهذه حقيقة
معروفة في مجال الأعمال والخدمة المدنية.
إذن – يقول الشمري - فلنستبشر بما سيتحقق من أداء عقب التدريب العالي الذي تلقيناه
في المعسكر، خاصة أن هذا التدريب معزز ببرامج ثقافية عالية المستوى تضمنت معارف في
الدفاع المدني والقوانين المختلفة وغيرها من الجوانب الثقافية التي تثري حصيلة المتدرب.
وتناول الشمري جانبا مهما يقول إنه بانتظار جني نتائجه في مجال عمله وهو مسألة الجاهزية،
التي يتمتع بها العسكري ويقول إن الجاهزية هذه تلبي أية تغييرات طارئة في مجال العمل
المدني، ويؤكد الشمري أنه جاهز الآن - وحتى من قبل التدريب - على المشاركة في العمل
الفردي والجماعي من أجل مصلحة الشركة، وعلى العمل مع أي مجموعة تقوم بعمل وطني هنا
أو هناك.
أدائي اليوم غير
وأضاف إن عملي قبل التدريب كان شيئا وأصبح الآن شيئا آخر، ويقصد أنه يقدر بحق كل تكليف
يصدر إليه من جهة عمله ويعزو هذا التطور إلى ما تلقاه من تدريب ويأمل أن يكون كل شاب
قطري شارك في التدريب على النحو ذاته، ويعرب المهندس عيد الشمري عن استعداده التام
لأن يكون أون كول يلبي النداء فورا، وبالتالي فإن أي مؤسسة يكون حال موظفيها هكذا فهي
على خير ويرجى منها الكثير.
واختتم الشمري بالقول معروف أن العمل العسكري وبيئته العسكرية القاسية أمر مختلف عن
العمل المدني، فالعسكرية تعطي الموظف نوعا من المناعة والقوة تفيده في العمل المدني.
العسكرية أس النجاح
ويقول عبدالله أحمد المسلماني، الموظف بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، إن الضبط والنظام
واحترام الوقت الذي تعلمته خلال التدريب طوال الأشهر الثلاثة كان له أثر واضح في مستوى
عملي بالأمانة لمجلس الوزراء، وأضاف مهارات الميدان وتعليم فك السلاح والتعامل معه
هذه أمور بدهية في التدريبات العسكرية، ولكن الأهم هي أنك تتعلم المرونة والصبر، وهما
أمران مهمان للخدمة المدنية، فكثير من الموظفين يضيقون من المراجعين ومن تصرفاتهم،
ولكن الذي يجرب العسكرية يجد أن كل ما يلاقيه من متاعب لا تساوي شيئا، بمعنى آخر أن
أي متاعب تكون هينة مقارنة بمتاعب الخدمة العسكرية، فهناك كثيرون يرون أنك إذا أردت
أن تنجح في الخدمة المدنية فقم بتدريب موظفيها عسكريا.
قانون رقم (5) لسنة 2014 بشأن الخدمة الوطنية
المرسوم بقانون وفقًا لأخر تعديل مرسوم بقانون رقم (31) لسنة
2006 بإصدار قانون الخدمة العسكرية
القانون وفقا لاخر تعديل - قانون رقم (13) لسنة 1997
بشأن الدفاع المدني
مركز الخدمة الوطنية يستقبل الدفعة الثانية