جريدة الراية - الثلاثاء 17 فبراير 2015
الدعم الكبير من الدولة أعطاها الثقة في النفس .. مواطنات:
توقعات بزيادة تمثيل المرأة في المجلس البلدي
إقبال النساء على القيد يؤكد حرصهن على المشاركة بفعالية
عدم تأييد الرجال للنساء والقبلية .. أبرز التحديات
صعوبة مهام أعضاء البلدي تصرف بعض النساء عن الترشح
كتبت - رشا عرفة:
توقعت مواطنات ارتفاع حظوظ المرأة في الترشح ثم الفوز بمقاعد في انتخابات المجلس
البلدي المركزي المقبلة بخلاف الانتخابات السابقة، مشيرات إلى أن الإقبال الكبير
للمرأة خلال عملية التسجيل والحذف والإضافة في قوائم الناخبين يؤكد حرص المرأة على
المشاركة بفعالية في العملية الانتخابية، حيث بلغت نسبة النساء في عملية التسجيل
حوالي 50 % من الناخبين. وقلن لـ الراية : إن الدعم الكبير الذي تحظى به المرأة من
الدولة جعلها تتميز ونجحت في إثبات جدارتها في المناصب التي تقلدتها وأعطاها الثقة
في نفسها، ما سيدفعها إلى الترشح بنسبة أكبر في الانتخابات ويرفع حظوظها في الفوز
بعدد من مقاعد البلدي.
وفيما رأت مواطنات أن العادات والتقاليد ما زالت تقف أمام المرأة وستؤثر على نسبة
ترشحها في الانتخابات وأن المجتمع ما زال يرفض عمل المرأة في مكان مختلط وعدم
اقتناع البعض بدور المرأة وأن الرجل هو الأجدر بتولي المهام، قالت أخريات إن
العادات والتقاليد لن تؤثر على نسبة ترشح المرأة في الانتخابات، وأن تأثيرها ضعيف
جدا، والمجتمع صار لديه وعي كبير بأهمية الدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع، وأنها
جزء أساسي من عملية التنمية.
في البداية، توقعت د. مي المريسي اختصاصية العلاج النفسي ومستشار نفسي بجمعية
أصدقاء الصحة النفسية وياك أن يكون للإقبال الكبير للمرأة على التسجيل والقيد في
جداول الناخبين لانتخابات الدورة الخامسة للمجلس البلدي المركزي تأثيرا إيجابيا على
نسبة ترشح المرأة للفوز بأكثر من مقعد في انتخابات المجلس البلدي، موضحة أن خروج
المرأة في حد ذاته يعكس مدى اهتمامها بالمشاركة في العملية الانتخابية، ووعيها أنها
جزء لا يتجزأ من العملية الانتخابية، وبأهمية دورها في صنع القرار.
ونوهت بالدور الهام الذي لطالما لعبته القيادة الحكيمة لدعم المرأة القطرية في
العديد من المجالات لكي تحصل على كافة حقوقها ويتعزز دورها في المجتمع، فضلا عن
الاهتمام البالغ بكافة الجوانب الهادفة لإبراز دور المرأة وتحفيزها للنهوض بدورها
في الحياة الاجتماعية والعامة بل ومساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات، ما أعطى
للمرأة الثقة في نفسها وسيدفعها لترشيح نفسها في الانتخابات في أكثر من دائرة.
وأكدت أن العادات والتقاليد لا تقف عائقا أمام ترشح المرأة وفوزها، وأن النظرة
للمرأة تغيرت كثيرا عن السابق، وأن العادات والتقاليد إن كان لها تأثير فسيكون على
نسبة قليلة جدا، لأن الدولة في تطور مستمر.
بدورها، قالت عائشة الكواري رئيس مجلس إدارة مركز قطر للعمل التطوعي: ليس شرطا أن
يؤثر الإقبال المرتفع للسيدات على القيد في الجداول الانتخابية على ارتفاع نسبة
المرشحات في الانتخابات، لكنه إن دل فإنما يدل على وعي المرأة التام بدورها، وأهمية
صوتها في المشاركة الانتخابية وممارستها لحقها الديمقراطي وضرورة إيصال صوتها
بالشكل المناسب. وتوقعت أن يكون عدد من يقمن بالترشح في الانتخابات والفوز محدودا
.. معتبرة أن فوز المرأة بمقعد واحد في الانتخابات معقول، فأنا أرى أن اختصاصات
المجلس البلدي مناسبة أكثر للرجل وليس للمرأة، فالعمل في المجلس يتطلب احتكاكاً
متواصلا بالجمهور، كما يتطلب استقبال المرشح أبناء الدائرة في مجلسه والاستماع
لشكواهم، ومتابعة الاحتياجات اليومية لأبناء الدائرة والتواصل مع المسؤولين لحل
مشاكلهم، وهذا كله سيكون صعبا عليها، وهناك الكثير من المهن التي تستطيع المرأة
تحقيق التميز والنجاح فيها مثل إدارة حملة انتخابية أو إعلامية، أو تقوم بمساندة
مرشح ما، كما أن المرأة داعم أساسي في نجاح العمليات الانتخابية.
وقالت: بالفعل للعادات والتقاليد تأثير على ترشح المرأة في الانتخابات، ولكني أرى
أن مهام المجلس البلدي الصعبة، والتي لا تتناسب وطبيعة المرأة، وهي ما تعوق المرأة
عن الترشح أكثر.
تحديات
من جهتها بينت الدكتورة زكية مال الله أن هناك الكثير من التحديات التي تقف أمام
المرأة في الفوز بمقاعد في انتخابات المجلس البلدي القادمة، منها عدم تأييد الرجال
للنساء لعدم اقتناعهم بها وبقدرتها على العمل وخدمة الدائرة مثل المرشح الرجل وهو
ما يدفعهم لانتخاب رجل من بني جنسهم، والقبلية، حيث يحرص الرجال على انتخاب الرجل
الذي ينتمي لقبيلتهم، مؤكدة أن المرأة القوية وصاحبة الكفاءة العالية ستمكنها من
تحدي هذه الصعوبات والفوز.
وأوضحت أن العادات والتقاليد مازالت تقف عائقا أمام ترشح المرأة، فالمجتمع ما زال
يرفض عمل المرأة في المهن المختلطة، وهناك الكثير من الأسر التي ترفض التحاق بناتهن
بمجال عمل مختلط أو نشاط فيه رجال، وفي المقابل هناك عائلات لا ترى في ذلك مشكلة،
موضحة أن اهتمام الدولة المتزايد بالمرأة ودعمها غير النظرة للمرأة على أنها غير
قادرة على تحمل المسؤولية وأن هناك مهن مقتصرة على الرجال، ورفع الوعي لدى المواطن
بأهمية دور المرأة، وكذلك نظرة المرأة، وأصبح المجتمع أكثر مرونة في التعامل مع
المرأة، ولكن المجتمع مازال متمسكا بعاداته وتقاليده.
وعن ارتفاع نسبة إقبال السيدات على التسجيل في جداول قيد الناخبين ومدى تأثيره على
نسبة المرشحات، قالت: إقبال الكثير من المواطنات على التسجيل وممارسة حقهن
الانتخابي يعكس مدى اهتمام المرأة بالمشاركة الانتخابية، وهو ما سيدفع الكثيرات
للترشح، وكلما زاد دعم النساء زادت فرص المرأة في الفوز بمقاعد أكثر، شرط الكفاءة
والقدرة على تحقيق مطالب الدائرة وتقديم برنامج انتخابي جيد.
وأضافت: إذا كانت المرأة أكثر رغبة في خدمة الناس وحل مشكلات دائرتها، ستثبت ذاتها
وتنجح، وستكون المسؤولية عليها كبيرة.
صعوبة المهام
وأكدت نورة سيف المعضادي سيدة أعمال أن إقبال المرأة على التسجيل في جداول
الانتخابات سيكون له أثر إيجابي ملحوظ على نسبة ترشح السيدات، كما أن دعم الدولة
للمرأة عزز ثقتها في نفسها، وسيجعل فرصتها أكبر في الفوز في انتخابات المجلس البلدي
القادمة. وبينت أن دعم الدولة للمرأة وما حققته من إنجازات في كافة المجالات
والمناصب التي تقلدتها ساهم بشكل كبير في تغيير النظرة السابقة لها، ورفع مستوى
الوعي عند الرجل بدور المرأة، وأنها داعم أساسي في مسيرة التنمية، وأصبح الرجل الآن
هو من يساند المرأة ويدعمها، ومع التطور الكبير الذي لحق بالمجتمع القطري أصبحت
الكثير من القبائل لا تتشدد في مسألة ظهور المرأة.
وعن حظوظ المرأة في الفوز بالانتخابات، توقعت فوز المرأة بنسبة ما بين 5 و10% من
المقاعد، مرجعة ذلك إلى أن النساء أنفسهن لن يقبلن على الترشح، لصعوبة المهام
المطلوبة من عضو المجلس البلدي.
بدورها، توقعت مريم العوضي مديرة مدرسة زينب الإعدادية المستقلة للبنات أن تكون
فرصة فوز المرأة في انتخابات البلدي مرتفعة، وأن تفوز المرأة بأكثر من مقعد، ووجود
المرأة بقوة في الانتخابات سيضمن لها الفوز بأكثر من مقعد .. مشيرة إلى إقبال
المرأة المرتفع والذي فاق كل التوقعات، حيث اقتربت نسبة تسجيلها في جداول
الانتخابات إلى النصف، ما سيكون له أثر إيجابي ملحوظ على نسبة ترشح المرأة في
الانتخابات.
ونوهت إلى أن حرص المرأة على المشاركة الانتخابية دليل على وعيها بأهمية دورها في
المجتمع وأهمية إيصال صوتها. وأشارت إلى أن العادات والتقاليد لا تؤثر على ترشح
المرأة في الانتخابات، وتحقيق المرأة للتميز والنجاح في المناصب التي تقلدتها،
وتبوّئها أعلى المناصب غير نظرة الكثيرين تجاهها وجعل فرصتها أكبر في الفوز.
الثقافة الانتخابية
من جانبها توقعت الإعلامية والكاتبة خولة مرتضوي رئيس فرع الإعلام برابطة خريجي
جامعة قطر أن تحقق المرأة فوزا كبيرا في انتخابات البلدي، قائلة: أجد أن الأرضية
الحالية خصبة ومبشرة بالخير فيما يخص فوز المرأة في الترشح لمقعد في المجلس البلدي،
حيث إننا نجد الكثير ممن يعوّل على المرأة باعتبارها عنصرا متعدد المهام يستطيع
العطاء بلا حدود على أكثر من صعيد .. ولا أنكر أن العمل البلدي يحتاج لرجل أو امرأة
على حدٍ سواء يتمتع بخصائص معينة تجعله أهلاً للمسؤولية والثقة وبوقاً حقيقيا
لأصوات الدائرة التي يتطلع أن ينهض بها، وإذا كانت السوسيولوجيا التي تبحث في
المجتمع تقر أن المجتمعات تتغير كل خمس سنوات فإننا وبلا شك نحو تغير إيجابي فيما
يخص نظرة المجتمع للأدوار الوظيفية التي تتطلع المرأة لنيلها، خاصة أن الدولة دفعت
المرأة والرجل ومكنتهما من الفرص المتاحة في المجتمع ليكونا سببا في النهضة
الحضارية، وفرص بنات جيلنا أصبحت بلا شك أقوى في الفوز بمقاعد في المجلس البلدي عن
السابق، واليوم نقف أفرادا ومؤسسات عامة وخاصة لدفع عجلة التنمية البشرية
والاقتصادية والبيئية وتحقيق أهداف الرؤية الوطنية الرائدة ٢٠٣٠.
وعن تأثير العادات والتقاليد في ترشح المرأة، والنظرة للمرأة على أنها غير قادرة
على تحمل المسؤولية مثل الرجل، قالت: أجد حقا أن المجتمع خرج (أفرادا ومؤسسات) من
حقبة النظر للمرأة في إطار ضيق، بل على العكس تماما أصبح المجتمع عاملاً من عوامل
الضغط التي تحفز المرأة لخوض غمار التجربة وإثبات النفس والتفوق عليها في سباقها مع
نفسها ومع التميز، وأجد أن العمل البلدي لا يقل أهمية ودورا عن باقي المهام التي
ننتظرها من العنصر النسائي المساهم في المجتمع، وإني لا أتحيز في رأيي هذا، لكني
أشد على يد الناخبات ومثلي كثيرات، فنحن ننتظر من المرأة أن تحقق ذاتها في هذا
المضمار، ولنا في ذلك نماذج مشرفة مثل السيدة شيخة الجفيري التي أثبتت نفسها لسنوات
طوال وأعتقد أن الكثيرات يمكنهن تحقيق هذا التميز فالفرصة موجودة والأرضية العامة
مرحبة.
وعن تأثير الإقبال الكبير للمرأة على القيد في جداول الانتخابات وانعكاس ذلك على
نسبة ترشح المرأة، أعربت عن اعتقادها بأن المرأة ربما تواجه تحديات في البداية في
إثبات ذاتها أمام الناخبين باعتبار أن وجود المرأة كان ومازال خجولا في العمل
البلدي، وربما توضع المرأة في مقارنة حادة مع منافسها الرجل، وذلك في مسابقة ترتكز
على إقناع الناخبين بالملف الانتخابي وبقدرة المترشح أو المترشحة على تمثيل الدائرة
البلدية بشكل مناسب يحقق الأهداف المنوطة في دورة المنصب التي لا تتعدى 3 سنوات ،
ولا أستطيع أن أجزم أن إقبال المرأة على للترشح ربما سيؤثر سلبا على نسبة ترشيحها
من عدمه، فإن ثقافة الانتخاب وملف كل مترشح وخلفيته والوعود التي يقطع بتحقيقها
وحججه في ذلك تختلف باختلاف كل مترشح، وأعتقد أن بناء الثقافة الانتخابية التي
ترتكز على مساواة الرجل بالمرأة في حق الترشيح هي إحدى التحديات التي يواجهها
القائمون على العمل البلدي ويتطلب هذا التحدي وجود وعي من طرف الناخبين نحو الأشخاص
المنتخبين أصحاب الخبرة والكفاءة الملمين بالواقع الديموغرافي والاجتماعي والثقافي
والبيئي والاقتصادي رجلا أو امرأة، ومن هنا علينا أن نقف ونتخير الأنسب من
المرشحين (رجالا أو نساء) كي نحقق الهدف الذي نبتغيه في مناطقنا التي نسكن بها
وبالتالي في الأحياء التي حولنا.
القانون وفقا لاخر تعديل - قانون رقم (12) لسنة 1998 بتنظيم المجلس البلدي المركزي
مرسوم رقم (17) لسنة 1998 بنظام انتخاب أعضاء المجلس البلدي المركزي
قرار المجلس البلدي المركزي رقم (1) لسنة 2002 بإصدار اللائحة الداخلية للمجلس
قرار وزير الداخلية رقم (51) لسنة 2014 بتحديد الدوائر الانتخابية للمجلس البلدي
المركزي ومناطق كل دائرة وعدد الأعضاء الذين يتم انتخابهم عن كل منها
غداً بداية الطعون والتظلمات في جداول الناخبين