جريدة الراية - السبت 21 مارس 2015
الزيارة علامة فارقة في تاريخ العلاقات المشتركة
الهند تستعد لاستقبال الأمير.. وقمة مرتقبة لتعزيز العلاقات
السفير سانجيف أرورا لـالراية الأسبوعية: العلاقات قوية والشراكة استراتيجية
الأمير أول زعيم عربي يزور الهند عقب تشكيل الحكومة الجديدة
المباحثات المشتركة تتناول تعزيز العلاقات والقضايا الإقليمية والدولية
الهند ثالث أكبر مستورد للغاز القطري و17 مليار دولار حجم التبادل التجاري
كتب - إبراهيم بدوي :
تحظى زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى
الهند باهتمام كبير من جانب الحكومة الهندية باعتبارها الزيارة الأولى لسموه إلى
الهند وفي ضوء علاقات قوية وشراكة استراتيجية تربط بين الدوحة ونيودلهي.
وكشف سعادة السفير الهندي لدى الدولة السيد سانجيف أرورا لـ الراية الأسبوعية عن
استعدادات كبيرة تجريها الحكومة الهندية لاستقبال تاريخي لحضرة صاحب السمو أمير
البلاد المفدى في المقر الرئاسي بالعاصمة نيودلهي مؤكدا أن زيارة سمو الأمير المفدى
تأتي تلبية لدعوة من فخامة الرئيس الهندي راناب موخرجي، وأنها تمثل علامة فارقة
ومميزة في تاريخ ومسيرة العلاقات القطرية الهندية.
وأوضح سعادته أن الزيارة تحمل طابعا خاصا كون سمو الأمير، أول زعيم عربي يزور الهند
عقب تشكيل الحكومة الهندية الجديدة وتوليها مهام عملها في مايو الماضي.
علامة مميزة
قال سعادة السفير أرورا أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير
البلاد المفدى إلى الهند، تعد الزيارة الرسمية الأولى لسموه إلى الهند وتكتسب
الزيارة أهميتها باعتبارها علامة فارقة ومميزة في تاريخ علاقات البلدين.
وأضاف: إن سمو الأمير أول زعيم عربي يزور الهند بعد انتهاء الانتخابات الأخيرة
وتولى الحكومة الهندية الجديدة مهام عملها في مايو الماضي.
اهتمام كبير
وأكد أن الحكومة الهندية لديها اهتمام وحماس كبيرين لهذه الزيارة وسوف يكون في
استقبال سمو الأمير، فخامة الرئيس الهندي راناب موخرجي ومعالي رئيس وزراء الهند
ناريندا مودي وكبار رجال الدولة من الوزراء وأعضاء الحكومة الهندية. وسيتم تنظيم
حفل استقبال على أعلى مستوى تكريما لسمو الأمير وذلك بالمقر الرسمي للرئيس الهندي
موخرجي.
وقال: من المقرر أن يتم عقد اجتماع قمة بين الزعيمان وأيضا مباحثات على مستوى وفدي
البلدين لبحث العلاقات والقضايا الإقليمية والدولية، وفي المساء سوف يقيم فخامة
الرئيس الهندي مأدبة عشاء على شرف استقبال سمو الأمير المفدى.
وأشار السفير الهندي إلى أنه من المؤكد في مثل هذه اللقاءات رفيعة المستوى أن يوقع
البلدان بعض الاتفاقيات ومذكرات التفاهم. وتابع، نتوقع أيضا زيارة وفد من رجال
الأعمال والمستثمرين القطريين للهند خلال هذه الفترة وإجراء مباحثات مع مسؤولى
التجارة والصناعة في الحكومة الهندية.
فرصة عظيمة
وأكد السفير الهندي أن الزيارة فرصة عظيمة لقيادتي البلدين للتواصل بصورة أكثر قربا
حول نطاق عريض من القضايا المتعلقة بعلاقات التعاون المتبادل. كما أنها تعطى فرصة
للجانبين لتبادل وجهات النظر حول كافة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام
المشترك.
ونوه سعادته بدور كبير في علاقات البلدين لعبته زيارات سابقة لسمو الأمير الوالد
الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى الهند ثلاث مرات أعوام 1999 ،2005، 2012 لافتا إلى
أن هذه الزيارات كان لها بالغ الأثر في تعزيز التعاون بين الدوحة ونيودلهي حتى
أصبحت بلدينا أكثر قربا وقدرة على توسيع التعاون المشترك إلى مجالات مختلفة.
علاقات قوية
وقال سفير الهند لدى الدولة: العلاقات بين قطر والهند قوية وعميقة الجذور حيث يتمتع
البلدان بعلاقات تاريخية وودية للغاية عبر قرون طويلة سواء من خلال العلاقات
التجارية أو الثقافية بين شعبي البلدين. كما تشهد العلاقات القطرية الهندية حاليا
تطورا لافتا في قطاعات متنوعة ولدينا تعاون وثيق مع قطر من أجل تحقيق المصالح
المشتركة لشعبينا.
وأشار إلى أن الجالية الهندية هي أكبر جالية في قطر وتعد رابطا قويا بين بلدينا حيث
تعمل الجالية بجد وتتمتع بكفاءة عالية وتحظى بتقدير كبير. ويربط البلدان تعاون
واتصال وثيق وهناك تقدم كبير في مناقشة كافة المسائل ذات الاهتمام المشترك.
مجالات التعاون
وعن إمكانية تطوير وتنمية هذه الزيارة لمجالات التعاون بين البلدين قال السفير
الهندى: علاقات بلدينا وثيقة للغاية، بل إنها من أكثر العلاقات قوة سواء في الماضي
أو في الوقت الراهن. وتعد العلاقات القطرية الهندية بمثابة شراكة استراتيجية وبيننا
تعاون جيد ومتنام في مجالات متنوعة ومتعددة وعلى سبيل المثال في مجال الطاقة،
تستورد الهند حوالي 7.5 مليون طن من الغاز المسال من قطر ويقدر ذلك بحوالى 60 % من
كمية الغاز المسال التي تستوردها الهند. وتمثل هذه الكمية 15% من إجمالي صادرات قطر
من الغاز المسال لذلك فإنها شراكة استراتيجية راسخة لعلاقات البلدين ونتطلع إلى
تنميتها وتطويرها.
الاستثمارات القطرية
وأعرب السفير أرورا عن ترحيبه بالاستثمارات القطرية في الهند قائلا إن هناك بالفعل
الكثير من الاستثمارات القطرية في الهند ولكن الإمكانات والفرص المتاحة كبيرة
للغاية خاصة مع صعود قطر كمستثمر عالمي كبير وأيضا مع ما اتخذته الحكومة الهندية من
مبادرات وخطوات لجعل بيئة العمل والاستثمار في الهند أكثر جاذبية للشركاء من رجال
الأعمال والمستثمرين، مشيرا إلى حملة رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي لدعوة
وتشجيع رجال الأعمال والمستثمرين من كافة أنحاء العالم للتعاون مع قطاع الاستثمار
في الهند في مجالات التصنيع والخدمات والاستثمار لتحقيق المصالح المشتركة للجانبين.
فرص في الهند
ونوه السفير الهندي إلى أن هناك الكثير من القطاعات التي يمكن أن تستثمر بها قطر في
الهند مثل قطاع البنى التحتية لافتا إلى أن الهند بها تعداد سكان حوالى 1.2 مليار
نسمة وثالث أكبر اقتصاد في العالم وتحتاج في مجال البنى التحتية والإنشاءات وحده من
طرق وكبارى واتصالات وسكك حديدية ومطارات، استثمارات بقيمة تريليون دولار خلال
الخمس سنوات القادمة. ويمكن أن تكون قطر شريك مؤثر في هذا الصدد.
اقتصاد المعرفة
وعن اهتمام قطر بالاقتصاد القائم على المعرفة والتعاون الممكن في هذا الصدد مع
الهند قال السفير أرورا أن الهند حققت تقدم لافت في مجال تكنولوجيا المعلومات وهو
أحد المجالات المهمة التي توليها قطر اهتماما كبيرا وتحقق به تقدما بارزا. كما أن
أحد مبادرات رئيس الوزراء، مودي، هي الهند الرقمية لربط كافة أجزاء الدولة
إلكترونيا ونقل تكنولوجيا المعلومات إلى كل بيت لذلك فإن قطاع البنى التحتية يحمل
الكثير من الفرص الواعده للبلدين.
وأضاف، أن قطر والهند قوتان صاعدتان في الاقتصاد القائم على المعرفة لذلك فإن
أمامنا الكثير من الفرص التي يمكن أن نتعاون بشأنها سواء بالخبرت والتجارب أو
المصادر ويمكن تحديد المشروعات ذات الاهتمام المشترك التي من شأنها تحقيق مصالح
شعبي الدولتين.
وأعرب السفير الهندي عن إعجابه بالمبادرة التي اتخذتها قطر في مجال البحوث
والابتكار وتخصيص 2.8% من الدخل القومي في قطر للبحث والتنمية قائلا إنها نسبة أعلى
من معدلات الكثير من الدول المتقدمة. كما إن قطر لديها مؤسسات تعليمية متميزة
ومتطورة مثل مؤسسة قطر وغيرها من المؤسسات التي تصب في تحقيق الرؤية القطرية.
مجالات متنوعة
وأشار إلى عديد من المجالات الواعدة لتعزيز التعاون بين البلدين قائلا إن مجال
الضيافة أحد المجالات التي استثمرت قطر فيها عبر الفنادق والسياحة في بعض الدول وهو
مجال آخر جاذب للاستثمار القطري.
وأكد أن كلا البلدين حريص على زيادة حجم التبادل التجاري بينهما ولديهما رغبة في
تعزيز التعاون في مجالات أخرى على سبيل المثال الصحة ولدى الهند عدد كبير من
الأطباء الأكفاء ومنهم من يعمل في قطر.
وأضاف، أن الرؤية القطرية لعام 2030 حول قضايا التعليم والصحة والبيئة تفتح مجالات
مهمة للتعاون بين البلدين إضافة إلى مجالات التبادل الثقافي.
تدريب مشترك
وقال سعادة سفير الهند لدى الدوحة، إن بين البلدين تعاونا جيدا في مجال الدفاع وفق
اتفاقية للتعاون الدفاعي وإن الهند تتمتع بقاعدة للتدريب على مستوى عالمي وهناك
تبادل للمتدربين وهم دائما محل ترحيب وأيضا زيارات رفيعة المستوى لسفن هندية إلى
الدوحة ونرحب بالسفن القطرية للمشاركة في الفعاليات الكبرى في الهند.
وأضاف، تحظى الهند بصناعة دفاعية متطورة للغاية وهناك إمكانات جيدة إذا أرادت قطر
استيراد أى معدات كما حررت الحكومة الهندية قانون الاستثمار الأجنبي للاستثمار في
المجال الدفاعي وكان الحد المسموح به 26 % ولكن الآن أصبح 49 % وبإمكان قطر أن تفكر
في هذا الأمر.
التبادل التجاري
وبلغ حجم التبادل التجاري بين قطر والهند حوالى 17 مليار دولار أمريكي عام 2014
وتشكل الصادرات الهندية إلى الدوحة مليار دولار بينما الصادرات القطرية إلى الهند
تبلغ 16 مليار دولار أمريكي ووفقا لإحصائيات عام 2013 تعد الهند ثالث أكبر مستورد
للغاز المسال من قطر بعد اليابان وكوريا الجنوبية.
مرسوم رقم (22) لسنة 1986 بالتصديق على اتفاقية تنظيم استخدام العمال الهنود بدولة
قطر بين حكومة دولة قطر وحكومة الجمهورية الهندية
مرسوم رقم (67) لسنة 2010 بالتصديق على اتفاقية إطارية للتعاون الاقتصادي بين دول
مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية الهند
قطر والهند تبحثان تطوير العلاقات الثنائية