جريدة
الراية - الأحد
23 أغسطس 2015
إغلاق الحضانات الملحقة بمراكز التحفيظ يثير الانتقادات
رواتب المحفظات لا تكفي حضانات الأبناء
محفظات: الراتب لا يتجاوز 2000 ريال.. وإلغاء الحضانات أضرنا
مطلوب توفير معايير الأمن والسلامة لإعادة افتتاح الحضانات المغلقة
كتبت - سحر معن:
انتقدت مجموعة من المعلمات والموظفات
بمراكز تحفيظ القرآن الكريم النسائية قرار إغلاق حضانات الأطفال داخل مراكز التحفيظ
النسائية الذي تمّ تطبيقه الأسبوع الماضي.
وكشفن عن أن قرار الإغلاق استند على عدم توافر معايير الأمن والسلامة بتلك
الحضانات، لافتات إلى أن تلك المبرّرات تنطبق على جميع دور ومراكز التحفيظ بالدولة؛
ما يتطلب توفير تلك المعايير لضمان تواصل عمل تلك الحضانات.
وأكدن لـالراية أن القرار أضرّ بهن كثيرًا خاصة أنه لا توجد لديهن خادمات فى
منازلهن ويصطحبن أطفالهن الرضع إلى أماكن التحفيظ ووضعهن داخل الحضانات.
وناشدن الجهات المعنيّة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إيجاد حل لمشكلتهن وإعادة
فتح الحضانات داخل مراكز التحفيظ النسائية لأن الكثير منهن لن يستطعن الاستمرار في
العمل بتلك المراكز وذلك حتى لا يتركن أولادهن دون رعاية.
وأشرن إلى أن القرار سيؤثر سلبيًا على عدد كبير من محفظات ومعلمات القرآن الكريم
وكذلك عدد كبير من العاملات وسيفقدهن مصدر رزقهن الوحيد كما أنه سيؤدّي إلى قلة
أعداد المعلمات والموظفات داخل مراكز التحفيظ النسائية وبالتالي التأثير على بناتنا
وسيضعف الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الأوقاف لنشر تعليم وتحفيظ القرآن الكريم
بين الفتيات.
وقالت إحدى المحفظات إن رواتبهن لا تزيد على 2000 ريال، وأن وجود الحضانة داخل
مراكز التحفيظ كان يخفف عنهن عبء إلحاق أطفالهن بحضانات أخرى مرتفعة الثمن أو
إلحاقهن بحضانات المنازل التي تشكل خطرًا على الأطفال.
وعبرت عدّة محفظات عن استغرابهن من القرار الذي يحول دون أدائهن لرسالتهن في تحفيظ
النساء والفتيات كتاب الله تعالى..وقلن: كنا نتوقع أن تشجعنا الوزارة وتحفزنا لكي
نقوم بأداء رسالتنا على أكمل وجه بدلاً من وضع مثل هذه العقبات أمامنا.
ودعت المحفظات الوزارة إلى إعادة النظر في القرار واستكمال النواقص الموجودة بدور
التحفيظ النسائية حتى يتمكنّ من مواصلة رسالتهن لا سيما أن تكلفة أي حضانة تصل إلى
أكثر من ضعفي الراتب الذي يتقاضينه.
وأشاروا إلى أن دور ومراكز تحفيظ القرآن في دولة قطر تتميز بالكثير من الأمور من
أهمها وجود حضانه لأبناء الموظفات والمحفظات وهذا من شأنه أن يكفل للموظفة والمحفظة
راحة البال والطمأنينة لوجود ابنها بالقرب منها في مركز عملها ويساعدها على
الاستمرار بالرضاعة الطبيعية لأبنائها التي تكفل لهم بإذن الله المناعة ضد الأمراض.
وأشرن إلى أن إغلاق هذه الحضانات في جميع دور ومراكز التحفيظ في الدولة الخاصة
والعامة.. الذي أدّى إلى إحداث مشكلة كبيرة وردود فعل مدوية بالرفض وعدم قبول هذا
الأمر.
فتح الحضانات
تقول السيده عائشة. م إحدى المُحفظات: صعوبات العمل بدأت من شهر 9 لأن الإدارة
أصبحت تابعة لدار موزة ومنذ ذلك اليوم تمت مساواة المحفظات بدور الأوقاف مع
المحفظات اللاتي يعملن في دار موزة بنت محمد لكن المساواة كانت في عدد ساعات العمل
مع عدم زيادة في الراتب لأن راتب المحفظة في دار موزة 2500 ريال، أما باقي الدور
الحكومية فالراتب 2000 ريال ومع ذلك لم تعترض أي محفظة أو تتذمر؛ لأن هناك مميّزات
أخرى تحظى بها في الدور التي تعمل بها، وكل الوقت في سبيل القرآن لا يمثل لنا أذى
بل هو زيادة في الثواب،
وأشارت إلى إلغاء الحضانات التي هي بمثابة الأمان الوحيد للعاملات في تلك الدور،
لأن من ترغب في العمل في دور القرآن تعمل لتنال الثواب وفي نفس الوقت لا يتعرّض
أولادها أو بناتها لأذى؛ لأنها تكون مطمئنة عليهم بوجودهم بجوارها حيث إن مدة
الحلقة ساعتان لا تتحمّل أن تخرجي قبل الدوام بوقت كافٍ للذهاب لأي حضانة تستقبل
أطفالها، لأن الدوام يكون في أوقات العصر ولا تتوفر الحضانات في تلك الوقت.
وقالت: نحن نتحدث عن مبدأ بألا تقبل المعلمة للقرآن أن تضع أطفالها ليتربوا تربية
الخادمات أو تركهم في أماكن غير آمنة كاستقبال البيوت وغيرها ولا تقبل المعلمة
لكتاب الله أن تلقي بأطفالها وتتخلى عن مسؤوليتها الأولى في تربيتهم وتذهب لتعلم
غيرها القرآن وما نسمح به هو اعتبار الجهات المعنيّة لهذا الأمر وإعادة فتح
الحضانات قبل بدء دوام الدارسات.
مصدر رزقي
وأيضًا محفظة أخرى طلبت عدم ذكر اسمها تقول: أنا إحدی معلمات القرآن المتضرّرات من
قرار غلق حضانات دور تحفيظ القرآن التي كانت تستقبل أطفالنا وقت دوامنا، كما أن
لديّ طفلين وفی انتظار استقبال طفلی الثالث بمشيئة الله تعالی بعد أشهر قليلة ولله
الحمد، كما لدي خبرة في تعليم القرآن أكثر من اثني عشر عامًا وأعلم القرآن هنا في
قطر منذ 4 سنوات.
وأضافت: بالنسبة للقرار للأسف اضطرني لتقديم إجازة ولا أعتقد أنني سأعود ثانية إلا
إذا تمّ حل مشكلة الحضانات، فمنذ هذا القرار وأنا أبحث جاهدة عن مكان لاستقبال
أطفالي وقت الدوام والذي لا يتجاوز الساعتين دون جدوی خاصة أن دوامي يكون مساءً من
الساعة الرابعة وحتی الساعة السادسة مساءً وهذا الوقت من الصعب جدًا وجود مكان
مناسب لاستقبال الأطفال.
أطفالي في خطر
وقالت: مع بحثي وجدت حضانة مسائية مناسبة ولكن بمبلغ 1600 ريال شهريًا غير الحجز
للطفل الواحد وأنا لديّ طفلان وراتبی 2000 فلم أستطع، ثم ذهبت لأحد المنازل التي
تستقبل الأطفال وقلت أجرّب وتركت عندها الطفلين ساعتين وقت دوامي ثم ذهبت لآخذ
أطفالي فوجدت الباب مفتوحًا وعندما رآني طفلي جری مسرعًا خارج البيت قبل أن أصل
إليه ما أفزعني وأخافني وعزمت علی عدم تعريض أطفالي للأذی حتی و لو فی سبيل تعليم
القرآن ثم قدمت علی إجازة بعد ذلك وأنا فی منتهی الأسی والحزن، فبعد هذه الخبرة
وتعلقنا بتعليم الأطفال والفتيات كتاب الله عز وجل وتعلقهم بنا وتعلقنا بهم تكون
هذه هي المكافأة.
قرار صعب
محفظة أخرى طلبت عدم ذكر اسمها وتقول: لم نكن ننتظر زيادة في الراتب رغم ضآلته
ولكننا كنا ننتظر التقدير لنا، فمع صدور قرار إلغاء الحضانات سمعنا كلامًا من
رؤسائنا لم نكن نتوقعه وقدمت بعض المحفظات إجازة ومع انتهاء الإجازة سيتم سحب الرقم
الوظيفي. ولا نجد البديل.. نحن لا نريد شيئًا سوی تركنا في أماكننا لاستكمال
رسالتنا التي لا نريد تركها ولكنهم بذلك يضعون أمامنا العراقيل.
وأضافت: إن أغلب حضانات دور التحفيظ مجهزة تجهيزًا يليق بأطفالنا وتقوم المديرات
بهذه الدور جاهدات بما يوفر لأطفالنا الراحة والأمان داخل الحضانة وأيضًا تكون
مراقبة بحيث يمرّ عليها كثير من العاملات في هذه الدور وبذلك يكون أطفالنا في أمان
دائم، كما يعود سبب غلق الحضانات لقرار الدفاع المدني بتوفير الأمن والسلامة داخل
الحضانة ولو كان هذا السبب صحيحًا أو يحتمل الصحة لكان تمّ تبديله بأن يأمر الدفاع
المدني بتوفير احتياطات الأمن والسلامة بدلاً من غلق الحضانات التي كانت تمثل الأمن
للعاملات في تلك الدور، فالحضانات مهما كان مستواها تكون آمنة لأن طفلك بجوارك لا
تقلقين عليه طالما تصطحبينه معك، ونحن نوجّه شكوانا للجهات المعنيّة لأن تحقق في
هذا الأمر وتتخذ فيه القرار المناسب.
البحث عن بديل
وتقول المحفظة أم علي إنها لم تبدأ بالعمل في أحد مراكز تحفيظ القرآن إلا بعد أن
تأكدت أنه ملحق به حضانة مجانيّة لأبنائها خلال ساعات العمل، لأن لديها طفلين في سن
الحضانة، وغلق تلك الحضانات سيدفعها إلى التفكير عن التوقف عن العمل للبحث عن بديل.
قانون رقم (1) لسنة 2014 بتنظيم دور الحضانة
قانون رقم (12) لسنة 2011 بشأن إنشاء وتنظيم المراكز الدينية
المرسوم وفقًا لأخر تعديل مرسوم رقم (54) لسنة 1995 بالموافقة على انضمام دولة قطر
إلى اتفاقية حقوق الطفل