جريدة الراية - الثلاثاء 1 ديسمبر 2015

يتحايلون في تطبيق مواصفات واشتراطات سياج موقع العمل
مقاولون يخالفون قرارات البلدية بشأن المشاريع

كتب - محمد حافظ:
انتقد عدد من الخبراء والمهتمين باشتراطات الأمن والسلامة والبيئة تهاون شركات مقاولات في تطبيق قرارات وزارة البلدية والتخطيط العمراني الخاصة بتنظيم أعمال البناء والصيانة والهدم خاصة فيما يتعلق بسياج موقع العمل.. مشيرين إلى أن أغلب المقاولين يضربون بتلك القرارات عرض الحائط أو يتحايلون عليها من خلال عدم الالتزام بتطبيق المواصفات والاشتراطات الخاصة بسياج موقع العمل والتي تهدف لتحقيق معدلات الأمن والسلامة في المواقع الإنشائية، علاوة على ما تمثله من إضافة لمسة جمالية على الموقع.
وطالبوا بضرورة تشديد الرقابة من قبل مفتشي المباني بالبلديات وعدم التهاون في تطبيق القانون بما لا يدع مجالا للمقاولين بالتحايل على القانون من خلال بناء أسياج غير مطابقة تشوه المنظر العام ولا تؤدي الغرض منها في حماية الأرواح والممتلكات وتحقيق معدلات الأمن والسلامة.
وأكدوا أن إقامة سياج حول موقع العمل في المشروعات الإنشائية من شأنه تقليل احتمالات وقوع الحوادث التي من الممكن أن تنجم عن الإهمال أو تساقط أو تطاير أي من مواد ومعدات البناء في الشارع، ما قد يؤذي المارة.
حمد البدر:
معظم الشركات لا تلتزم بالقرار الوزاري
أكد المهندس حمد البدر أن إقامة سياج في مواقع العمل في المشروعات الإنشائية له عدة أهداف من بينها تحقيق الأمن والسلامة في مواقع العمل، حيث يسهم السياج إلى حد كبير في تقليل الحوادث التي من الممكن أن تنجم عن الإهمال أو تساقط أو تطاير أي من مواد ومعدات البناء في الشارع وفوق المارة، علاوة على أهمية السياج في إضافة لمسات جمالية على المشروع، فضلا عما يعكسه من قيمة جمالية للشوارع والطرق الرئيسية.
وأضاف: الغالبية العظمى من شركات المقاولات لا تلتزم بالشروط العامة التي حددها قرار وزير البلدية ولا تكترث بأهمية قوة ومتانة وسلامة السور الحديدي ولا بشكله العام، ما يمثل تشويها متعمدا للمنظر العام، علاوة على ما يسببه من أضرار وخسائر في الأرواح والممتلكات.
وأرجع ذلك لعدة أسباب، من بينها عدم رغبة المقاول في تحمل نفقات وتكاليف إضافية على ميزانية المشروع في إقامة السياج والعمل على تزيينه وبالتالي يلجأ الكثيرون منهم إلى التحايل على القانون باستخدام بقايا الصفيح أو الأخشاب بشكل يشوه المنظر العام ولا يؤدي الغرض الذي أنشئ السياج من أجله.. مشيرا إلى أن مثل هذه الأفعال تنم عن عدم الوعي بأهمية تطبيق معايير الأمن والسلامة في مواقع العمل والاهتمام بتجميل وتزيين الشوارع وللأسف الشديد يساعدهم في ذلك البلدية المختصة نفسها نتيجة تهاونها في تطبيق القانون والالتزام بتطبيق الاشتراطات العامة التي أقرها وزير البلدية في قراراته الخاصة بتنظيم أعمال البناء والهدم وبالتالي يجب أن يكون هناك تفتيش دوري من قبل مفتشي الشؤون الفنية بالبلديات لضمان التزام كافة شركات المقاولات بتطبيق القانون من أجل تحقيق الأمن والسلامة والاهتمام بتجميل الشوارع الرئيسية.
يستخدمون ألواح صاج متهالكة وبقايا أخشاب.. عبد الله دلول:
سياجات غير مطابقة للمواصفات لتقليل التكلفة
أكد عبد الله دلول صاحب إحدى شركات المقاولات أن الغالبية العظمى من المقاولين لا يلتزمون بالمواصفات الخاصة بسياج موقع العمل والملتزمون فقط هم الشركات الكبرى أو مشروعات الدولة، نظرا لأن ذلك يمثل عبئا وتكلفة إضافية على المقاول من الممكن أن يستغني عنها كما يعتقد البعض علاوة على عدم توافر الدوافع التي تجعله يلتزم بتلك الاشتراطات طالما غير مكترث بتطبيق اشتراطات الأمن والسلامة في موقع العمل، وهو ما يمثل ثقافة عامة لدى الكثير من المقاولين بعدم احترام القانون والرغبة في تطبيقه والعمل على التحايل عليه بشتى الأساليب، وللأسف الشديد لا يجد الرقابة الصارمة من قبل البلديات التي تجعله يلتزم بالقانون ويعمل به وبالتالي فإن الغالبية منهم يضربون بقرارات وزير البلدية وقانون تنظيم أعمال البناء عرض الحائط.
وأشار إلى أن الكثيرين يقومون بوضع سياج حول موقع العمل دون الاهتمام بمدى مطابقة هذه السياج للمواصفات والاشتراطات التي جاءت في قرارات وزير البلدية أم لا وبالتالي نجد معظم هذه الأسوار تشوه المنظر العام لكونها مبنية من ألواح صاج متهالكة أو من بقايا أخشاب مواقع العمل وللأسف الشديد يمكن القول إن هناك تهاونا كبيرا في شكل السياجات التي أصبح وجودها يشوه المظهر العام للمدينة ويعطي انطباعا سيئا عن التطور العمراني الحادث بها، وأعتقد أنه يجب أن يتم طلاء سياج موقع العمل وتوحيد لون الطلاء لكي يكون الشكل العام مرضيا ومريحا للعين وبالتالي يضفي لمسة جمالية على المشروع أثناء تنفيذه، فضلا عما يعكسه من صورة حضارية للبلاد.
وطالب بضرورة أن يكون هناك تطبيق فعلي لقرارات وزير البلدية على أرض الواقع وتوعية المقاولين بأهمية الالتزام باشتراطات ومواصفات سياج العمل بما يحققه ذلك من تطبيق معايير الأمن والسلامة في مواقع العمل بما يصون الممتلكات والأرواح وفي الوقت نفسه يضيف لمسه جمالية على الموقع والشارع الموجود به مع أهمية أن يكون مفتشو المباني ملمين بتلك الاشتراطات ويعملون بجدية على تحري الالتزام بها من عدمه.
راشد المالكي:
سياج الموقع يجب أن يكون ذا قيمة جمالية
أكد المهندس راشد المالكي مهندس السلامة والبيئة في المشروعات الإنشائية أن سياج موقع العمل أحد الإجراءات التي تقوم شركة المقاولات بتنفيذها في موقع العمل كأحد احتياطات الأمن والسلامة بموقع العمل، وبالإضافة إلى أهميته في هذا الشأن هناك توجه عام في الدولة أن يكون سياج موقع العمل ذا قيمة جمالية ولا يشوه المنظر العام، لكن مع الأسف الشديد الغالبية العظمى من الشركات تجهل ذلك أو تتعمد التغافل عنه ويشجعها على ذلك عدم وجود رقابة صارمة من قبل مفتشي المباني في البلديات وعدم تحرير مخالفات لهؤلاء المقاولين، بل إن بعض هؤلاء المفتشين يجهلون الاشتراطات الخاصة بهذه السياج وقد لا يفرق بين سياج مستوفى للاشتراطات وآخر لا يمت لتلك الاشتراطات بصلة.
وأشار إلى أن أشغال والريل وشركات المقاولات الكبرى العاملة بالدولة نموذج في الاهتمام بسياج مواقع العمل من حيث مطابقته لاشتراطات الأمن والسلامة من ناحية واستغلاله كجزء جمالي في المشروع من ناحية أخرى، بل إن أشغال على سبيل المثال استغلت هذا السياج في التوعية المرورية والريل جعلت من سياج مواقع العمل بمشروعاتها لوحات فنية رائعة وهو ما يستلزم تعميمه على كافة الشركات في مواقع العمل سواء كان مشروعا كبيرا أو حتى بناء مبنى أو فيلا صغيرة وسط الفرجان.
وأضاف أن قرار وزير البلدية حدد عددا من الاشتراطات والمواصفات الخاصة بشأن سياج موقع العمل من بينها ضرورة ألا يقل ارتفاع السور عن ٢م ولا يزيد عن ٥.٥٠ متر وأن يكون مبني بشكل متناسق ومتين بحيث يكون مغطيا الموقع من جميع جوانبه، لكن في الواقع تجد كل مقاول يصمم السياج وفقا لهواه أو المتوافر لديه من صاج أو أخشاب، كما يجب أن تكون الفتحات بين ألواح السور لا تزيد عن ٨ سنتيمترات من الأسفل ولا تزيد الفتحات عن (٣٠سم) ارتفاعا عن الأرض في الأماكن التي لا يوجد فيها تخزين لمواد متطايرة مثل الرمل أو الأوراق أو الأخشاب المقطعة الصغيرة أو الحصى وغيرها ويجب أن يكون السور بدون فتحات من جميع الأطراف في حالة وجود تخزين للمواد المذكورة أعلاه.
وحدد القرار أيضا ضرورة وضع شبك من الليف الأخضر الشفاف يكون متينا مغطيا للسقالات وللمبنى بشكل كامل وأن تكون به فتحات صغيرة لا تسمح بتطاير المواد الناتجة من جراء العمل وفي حالة وجود مواد متطايرة دقيقة مثل الرمل أو الغبار فيجب وضع خشب مقوى على السقالات من الخارج ويعتبر هذا الإجراء إلزاميا للمباني المطلة على الشوارع أو الأرصفة التي تقل عن ٥ أمتار أو إذا كانت مجاورة لمبان على مسافة تقل عن (١٠) أمتار، وهو ما لا نراه إلا فيما ندر بمواقع العمل، كما يجب ترك مسافة لا تقل عن (١.٥) متر من أرصفه المشاة لمرور المشاة إذا كان البناء مغلقا كليا ويجوز استغلال جزء من الرصيف لإقامة السور المؤقت وذلك بعد أخذ موافقة البلدية المختصة والأهم هو ضرورة أن يتم حماية المارة من أي مواد تتساقط أو تتطاير من موقع العمل وذلك من خلال إنشاء ممرات آمنة مغطاة بارتفاع لا يقل عن (٢.٤٠ متر) من الرصيف مع توفير إنارة بشكل جيد كما يجب عدم وضع السور بطريقة تعيق الحركة بالموقع أو بالممرات التي تؤدي إلى موقع العمل أو مرور الخدمات أو وصول سيارات الطوارئ أو يعيق حركتها.
وأضاف أن الأهم في تلك الاشتراطات هو الشكل الجمالي للسياج والذي يتجاهله الكثيرون من المقاولين وبالتالي فإن القانون ألزم المقاولين بضرورة أن يكون السياج مطليا باللون الذي تحدده البلدية المختصة، كما يجب الحصول على موافقة مسبقة من البلدية المختصة في حالة الرغبة بتغيير اللون وألا تتعدى العلامات الإرشادية وشعار الشركة في حالة وضعهم على السور عن نسبة ٥٪ من مساحته، كما يجب أخذ موافقة البلدية على الإعلانات والشعارات أو اللافتات التي ترغب الشركة بوضعها على السور مع تقديم مخطط (سكتش) يوضح الشكل النهائي للسياج وتقديم مخطط للبلدية يوضح شكل وتفاصيل الأسوار المؤقتة المراد بناؤها وموقعها على الأرض وتقديم رسومات تفصيلية معمارية وإنشائية للأسوار التي تتعدى ارتفاعها عن الشروط السابقة وذلك من أجل الحصول على الموافقة عليها قبل الشروع في العمل وهو ما لا يحدث على أرض الواقع نهائيا.