جريدة العرب - الثلاثاء 30 أغسطس 2016م
سفير «منتدى التعاون الصيني – العربي»:
بكين حريصة على تعزيز الاستثمارات مع الدوحة في مختلف المجالات
الدوحة - العرب
قال سعادة السيد لي تشينغ وين سفير شؤون منتدى التعاون الصيني – العربي
بوزارة الخارجية الصينية، أن بلاده تتابع، ما تشهده دولة قطر من نهضة ملموسة،
مؤكداً حرص بكين على تعزيز الاستثمارات القطرية الصينية في مختلف المجالات من بينها
السياحة، خاصة أن الصين لديها 100 مليون سائح، ولو جعلت نصيبا لقطر من عدد السياح
الصادرين عنها لأسهم ذلك في تنشيط القطاع في الدولة.
ثمّن سعادة السفير الصيني خلال مؤتمر صحافي عقد بالدوحة أمس، استضافة قطر الاجتماع
الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي، مؤكدا أن المنتدى وهو يدخل عقده
الثاني، وفر محفلا مفيدا لدفع التعاون الثنائي في كافة المجالات، بما يرجع بالخير
على الشعبين العربي والصيني.
ولفت إلى أن الصين تتحرك بخطوات ثابتة وملموسة لدفع التعاون مع الدول العربية في
المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والتنموية.
أوضح السفير لي شينغ ون، أن قطر لعبت دورا كبيرا ومهما في إنجاح اجتماعات منتدى
التعاون العربي الصيني، متوجها بشكره وامتنانه للحكومة القطرية التي تعمل على رفع
مستويات التعاون بين الصين والدول العربية في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن كلا من
الدوحة وبكين يعملان على إنجاح ما خرج به المؤتمر الأخير بصورة شاملة، لأننا
مقتنعون بأن مشاركة قطر وحماسها لمبادرة طريق الحرير يعود بالنفع والإيجاب على كافة
الأطراف.
الدور القطري
وأشار سفير الصين لشؤون منتدى التعاون العربي الصيني إلى أن طريق الحرير حظي برد
إيجابي من الجانب القطري، فقطر من أوائل الدول التي أعلنت تأييدها لهذه لفكرة، ذلك
لأنها تقع في نقطة التلاقي بين طريقي الحرير البري والبحري، وبالتالي يجب بذل جهود
مشتركة لإحياء روح طريق الحرير القديم، بما يعود على الشعبين الصيني والقطري بمزيد
من المنافع الملموسة، والمساهمة في تعميق الحوار وتنوع الثقافات وتعزيز السلام
والاستقرار في المنطقة.
ونوه إلى أن قطر وقعت في بكين اتفاقية تأسيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية
التحتية، لتكون بذلك عضواً مؤسساً فيه، مؤكدا أن تلك الخطوة تتماشى مع رؤية قطر
وإيمانها بأهمية مد جسور الصداقة والتعاون مع المجتمع الدولي، ودعم المشاريع
التنموية ذات الانعكاسات الإيجابية على اقتصادات ومجتمعات البلدان النامية.
وحول تطبيق ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الوزاري الأخير بالدوحة في مجال الطاقة،
قال السفير الصيني: إن اجتماعا للطاقة سوف ينعقد قبل نهاية العام الجاري بين الصين
والدول العربية، وكذلك ضمن إطار منتدى التعاون العربي الصيني، حيث تسعى الصين إلى
تأمين ما أمكنها من مصادر الطاقة الضرورية لاقتصادها السريع النمو، فهي ثاني أكبر
مستهلك للنفط، وثالث أكبر مستورد، ويشكل استهلاكها المتزايد نسبة أربعين في المئة
من تزايد الاستهلاك العالمي، ويتوقع على نطاق واسع أن تتضاعف الواردات الصينية من
النفط والغاز مع نهاية العقد الحالي.
طريق الحرير
وقال سفير الصين لشؤون منتدى التعاون العربي الصيني: إنه بحث مع مسؤولين في جامعة
الدول العربية نتائج منتدى التعاون العربي الصيني الذي عقد في الدوحة، وسبل تعزيز
التعاون بين الجانبين، مؤكدا أهمية ترجمة نتائج الزيارة التاريخية للرئيس الصيني شي
جين بينج في يناير الماضي لمصر ومنطقة الشرق الأوسط، وخطابه بجامعة الدول العربية
الذي أشار إلى التعاون المشترك في إطار طريق الحرير لصالح خدمة شعوب الصين
والمنطقة، مؤكدا اعتزاز بلاده بالعلاقات التاريخية مع الدول العربية وتوسيع التعاون
معها مستقبلا.
وأوضح شونج ون أنه من أبرز نتائج الرئيس الصيني إطلاق الحوار الاستراتيجي السياسي،
العام المقبل في الصين، حيث سيتبادل كبار المسئولين من الجانبين سبل تعزيز التنسيق
والتعاون في الشؤون الإقليمية والدولية بما يخدم المصالح المشتركة بين الطرفين،
والعمل على دعم التعاون لحماية المصالح الأساسية للدول النامية إقليميا ودوليا، وتم
التوقيع على شراكة استراتيجية بين الصين و8 دول عربية، وتم التوقيع على مذكرات
للتعاون مع 5 خمس دول عربية لإقامة مشروعات مشتركة في إطار طريق الحرير.
مراكز للبحث العملي
وأضاف سفير الصين لشؤون منتدى التعاون العربي الصيني، أن بلاده وعدت بتوفير فرص
كبيرة للتدريب المهني وتبادل الفنيين والمنح الدراسية، مشيرا إلى أنه تمت إقامة 4
مراكز للبحوث العلمية المشتركة مع بعض الدول العربية، بهدف دعم البحوث العملية بين
الجانبين، وتوفير التدريب للشرطة لرفع القدرة على تنفيذ القوانين، وتنظيم 10 آليات
في مختلف مجالات التعاون في إطار منتدى التعاون الصيني العربي؛ من بينها مؤتمر رجال
الأعمال ودفع الاستثمار وآلية الصحافة والصحة والحوار بين الحضارات.
وشدد على أن السنوات الأخيرة شهدت علاقات التعاون الاستراتيجي بين الصين والدول
العربية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة تطورا مستمرا، حيث تتزايد
الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى، ويتطور التعاون العملي في مجالات الاقتصاد
والتجارة والطاقة بشكل سلس، مضيفا أن الجانبين يحافظان على التواصل الفعال في
مجالات الثقافة والإعلام والصحة والتبادل الشعبي، وقد أصبحت العلاقات الصينية
العربية نموذجا للتعاون بين بلدان الجنوب.
الاستثمارات الصينية
وأضاف أن الاستثمارات الصينية في الدول العربية تبلغ 40 مليار دولار، بينما وصل حجم
التبادل التجاري بين الصين والدول العربية إلى أكثر من 200 مليار دولار خلال السنة
الماضية.
كما أشار إلى السعي لتنشيط التعاون الاستراتيجي، عن طريق بناء طريق الحرير الجديد،
الذي تشارك فيه نحو 60 دولة، مما يؤسس لنهضة اقتصادية وزيادة في التواصل بين شعوب
المنطقة والصين، ورفع التبادل التجاري بينهما، ليمثل الطريق حزاما اقتصاديا ومشروعا
استراتيجيا كبيرا، وقد حقق السعي في إنشائه إنجازات ملموسة لحد الآن.
وأشار إلى أن الصين تنشد تحقيق التنمية الاقتصادية والتطور الصناعي في الدول
العربية، خاصة في ظل وجود إمكانيات ضخمة للتعاون المشترك لنقل التكنولوجيا ودفع
عملية التصنيع، كاشفا في هذا الصدد عن إنشاء مركز صيني عربي للبحوث بهدف إصلاح
والتنمية، حيث سيتم افتتاحه في الصين الشهر المقبل.
وقدم سفير شؤون منتدى التعاون الصيني – العربي بوزارة الخارجية الصينية، ملخصا حول
رؤية الصين لمستقبل منطقة الشرق الأوسط، ورسم خريطة لحل مشاكله الراهنة عبر حلول
اقتصادية واجتماعية، في مقدمتها مكافحة الإرهاب والبطالة والفقر. داعيا إلى تعزيز
التعاون لحماية المصالح الأساسية للدول النامية إقليميا ودوليا، مشيدا بما عرفته
الشعوب العربية والشعب الصيني من تبادل للمعرفة عبر طريق الحرير العريق، وتبادل
للدعم في قضايا التحرير الوطني والاستقلال، والآن يتبادل الجانبان التعاون
والمساعدة في مجال التنمية.
مشاريع تعاونية
وأضاف أنه من أجل تعزيز العملية الصناعية في الشرق الأوسط، ستتخذ الصين بالتعاون مع
الدول العربية إجراءات لتحقيق الالتحاق في مجال الطاقة الإنتاجية، وتشمل هذه
الإجراءات تخصيص قروض خاصة بدفع العملية الصناعية في الشرق الأوسط بقيمة 15 مليار
دولار، تستخدم في مشاريع تعاونية مع دول المنطقة في مجالات الطاقة الإنتاجية
والبنية التحتية.
ولفت إلى أن التعاون المشترك سيشمل جوانب أخرى من بينها ترجمة 100 كتاب وعمل أدبي
صيني وعربي، وتبادل الزيارات بين 100 خبير وباحث، لتعزيز الالتقاء بين المؤسسات
الفكرية، وتقديم ألف فرصة تدريب للقادة الشباب العرب لإعداد سفراء شباب ورواد
سياسيين للصداقة الصينية العربية، بالإضافة إلى تقديم 10 آلاف منحة دراسية و10 آلاف
منحة تدريبية، وتنفيذ الزيارات المتبادلة بين 10 آلاف فنان من الفنانين العرب
والصينيين.
الحل السوري
وحول الأوضاع في المنطقة خاصة الملف السوري، أوضح شونج ون أن الصين تعمل على تحقيق
الاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط، وأنها لا تسعى إلى إيجاد وكلاء لها ولا
توسيع نفوذها أو ملء الفراغ، وأنها تلعب دورا بناء لتحقيق السلام والتنمية في
المنطقة، مؤكدا على أهمية الحل السياسي للنزاع في سوريا، ولعب الأمم المتحدة دورا
هاما في هذا الشأن، لكن للأسف تحدث اختراقات لوقف إطلاق النار، مطالبا الجميع ببذل
الجهود المشتركة والتمسك بالحوار السياسي كمخرج لهذه الأزمة، وأن الشعب السوري هو
من يحدد مصيره، واستمرار المفاوضات لإيجاد حل معقول لدى الجميع، فضلا عن الاهتمام
بتوفير المساعدات الإنسانية للشعب السوري.
دعم القضية الفلسطينية
وفيما يخص الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، قال: إن الصين تدعم القضية العادلة للشعب
الفلسطيني، وسوف تستمر في هذا الدعم، مؤكدا أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة حاسمة،
مع استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات، ما يثير القلق الشديد لكثير من الدول،
منوها بأن بيان الدوحة أشار إلى مبادرة السلام العربية، وأهمية دفع عملية السلام.
وأوضح أن القضية الفلسطينية محورية في الشرق الأوسط، وأنه لن يكون هناك سلام بغير
حل هذه القضية، وهناك حاجة ملحة لكسر الجمود في هذه القضية، والعمل على تحقيق الحل
القائم على إقامة دولتين، وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى
إمكانية عقد مؤتمر دولي جديد حول هذا الملف.;
مرسوم رقم (14) لسنة 1994 بالتصديق على اتفاق التعاون التجاري بين حكومة دولة قطر
وحكومة جمهورية الصين الشعبية
مرسوم رقم (53) لسنة 2011 بالتصديق على اتفاقية بين حكومة دولة قطر وحكومة جمهورية الصين الشعبية
بشأن تنظيم استخدام العمال الصينيين
في دولة قطر
مرسوم رقم (16) لسنة 2011
بالتصديق على مذكرة تفاهم بشأن الحوار الإستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول
الخليج العربية وجمهورية الصين الشعبية