جريدة العرب - الأحد 9 أبريل 2017م

خلال معرض الخط العربي للثقافة الإسلامية بتونس
المري: حريصون على توثيق التعاون في مجالات حقوق الإنسان

الدوحة - العرب
نظمت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، بالتعاون مع الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس، معرض الخط العربي حول (حقوق الإنسان في الثقافة الإسلامية)، بحضور سعادة السيد عبدالعزيز محمد الشيخ الوزير المفوض بسفارة دولة قطر في تونس، وسعادة السيد أحمد عظوم، وزير الشؤون الدينية، إلى جانب عدد من المثقفين والفنانين، وممثلي وسائل الإعلام.
وأوضح سعادة الدكتور علي بن صميخ المري رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن المعرض يضم لوحات فنية إبداعية بأنواع الخط العربي، تشمل آيات قرآنية، وأحاديث نبوية، لها علاقة مباشرة مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، وذلك في إطار الحرص على توثيق التعاون المشترك في كافة مجالات حقوق الإنسان، والتعريف بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف عن طريق الفن، لافتاً إلى أن اللجنة قد أقامت هذا المعرض في العام الماضي بمقر الأمم المتحدة بجنيف، وذلك أثناء انعقاد دورة مجلس حقوق الإنسان، كما أقامته أيضاً بالعاصمة الفرنسية باريس، وكان لهما مردود وصدى طيب لدى جميع الحاضرين. وقال المري: «لقد حرص الدين الإسلامي على حقوق الإنسان، ودعا إلى احترام كرامته وحرياته، حيث جاءت رسالته السامية لترسخ مبادئ العدل والمساواة بين بني البشر أجمعين، وتنهي عن الظلم والاستبداد والعنصرية والاضطهاد. وقد كفل الإسلام الحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية قبل تقنينها بمئات السنين»، وأضاف: «كذلك دعا الإسلام إلى العيش المشترك بين مختلف الديانات والطوائف والأعراق والأجناس، فعاشت الأقليات الدينية والعرقية في الدولة الإسلامية ما يزيد عن 14 قرناً من الزمان، وهي تنعم بالأمان والحرية في ممارسة طقوسها وشعائرها، ودون أن تهدم أو تزال دور عبادتها».
وأشار إلى أن الحضارة الإسلامية تحتضن الفن الراقي والذوق الرفيع والتراث البديع في الفنون والعمارة،وقال:» حافظ الإسلام على الآثار والإرث البشري للحضارات السابقة في البلاد التي دخلها إلى يومنا هذا، وذلك إيماناً بأن التنوع الثقافي والحضاري هو مكسب للإنسانية، وإرثٌ لها لا يجوز أبداً تشويهه أو تدميره».
وتوجه سعادة رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالشكر إلى الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية بالجمهورية التونسية الشقيقة على التسهيلات التي قدمتها في سبيل تنظيم معرض الخط العربي حول حقوق الإنسان في الثقافة الإسلامية الذي تقيمه اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر.
خلال معرض الخط العربي للثقافة الإسلامية بتونس
قال سعادة السيد توفيق أبو دربالة رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية: نحن نجتمع اليوم للتعرف والتحدث حول حقوق الإنسان في الحضارة الإسلامية، وهو ربط لماضينا المجيد وما قمنا به في حاضرنا في المنظومة الكونية لحقوق الإنسان. وأضاف: «هذا ما يؤكد أن الديانات السماوية، وخاصة الإسلامية، كرمت الإنسان واعترفت بحقوقه ومنحها إياه». مؤكداً على انطلاقة الدول العربية الإسلامية من جذورها، وبالتعاون مع كل الدول التي انصهرت في المنظومة الكونية لحقوق الإنسان التي تشكلت منها مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وقال: ربما تخلفنا عن هذا الركب بسبب الاستعمار وتاريخنا الحافل بالاعتداءات مما جعلنا نتقوقع على أنفسنا، ولكن بعد ذلك لحقنا بالركب، ونحن الآن في نفس المستوى العالمي، ونقبل بكل هذه المبادئ الكونية بما لدينا من ثقافة إسلامية، وما ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، موضحاً أن ما عرفته الدول العربية في ثقافها الإسلامية وجدته في كل المبادئ الموجودة في الشرعة الدولية لحقوق الإنسان. وقال: نحن أعطينا في ماضينا ونأخذ في حاضرنا، فهذه الحقوق ليست مبادئ وأهدافاً فقط، وإنما إيمان وعقيدة وتطبيق، لأن الصراع مع حقوق الإنسان هو صراع مع الذات. وأضاف: الدول الإسلامية الآن ليست متأخرة في مجال حقوق الإنسان، ولكننا موجودون ونافذون مع كافة دول العالم.
يذكر أن هذا المعرض جاء عقب المعرض الذي أقامته اللجنة على هامش أعمال اجتماعات الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، بمقر الأمانة العامة للمجلس بتونس.;