جريدة الراية - الأحد 4 يونيو 2017م

الخيمة الخضراء تناقش تحديات الأمن الإلكتروني..
مشاركون:غياب الاتفاقيات الدولية وراء انتشار الجرائم الإلكترونية
قطر الأولى عربياً في المكافحة.. والجريمة الإلكترونية عابرة للحدود
د. عبدالصمد سكر: مناهج كلية الشرطة تتضمن وسائل مواجهة الجرائم الإلكترونية

كتبت - هبة البيه:
ناقش عددٌ من الخبراء والمتخصصين في الأمن الإلكتروني، مفهوم الأمن الإلكتروني وتشريعاته، والجرائم الإلكترونية وكيفية مكافحتها، ومخاطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال، ومناقشة تأثير التقنيات الرقمية على حياة الإنسان. جاء ذلك خلال ندوة بعنوان «الأمن الإلكتروني للفرد والمجتمع» التي نظمها برنامج أصدقاء الطبيعة ضمن فعاليات الخيمة الخضراء، بحضور الخبراء والمتخصصين.
أكد المتخصصون ضرورة إصدار اتفاقيات دولية لمواجهة الجرائم الإلكترونية، خاصة أن الجريمة من هذا النوع باتت عابرة للحدود وهو ما يتطلب وجود قوانين لمعاقبة مرتكبيها، خاصة أن هناك بعض الدول لم تصدر قانوناً لمكافحة الجرائم الإلكترونية حتى الآن.
وأشاروا إلى أن قطر الأولى عربياً وتتصدر دول العالم في مكافحة الجرائم الإلكترونية، بالإضافة إلى أنها تُعتبر من أكثر الدول استخداماً للإنترنت بالنسبة لعدد السكان بنسبة 97%، كما أنها سارعت بإنشاء مركز بوزارة الداخلية لمكافحة هذه الجرائم ، كما تتضمن مناهج كلية الشرطة مواد تتعلق بالجرائم الإلكترونية.
قال الدكتور عبدالصمد سكر- الأستاذ بكلية الشرطة: إن دولة قطر تُعتبر من أولى الدول التي سارعت في إصدار قانون لمكافحة الجرائم الإلكترونية على مستوى الشرق الأوسط لاستشعارها بالخطر الداهم الذي يمكن أن يؤثر على الأمن القومي وأمن المجتمع جراء الجريمة الإلكترونية، وهو ما نجحت فيه بالفعل كما أنشأت مركزاً تابعاً لوزارة الداخلية لمواجهة مثل هذه الجرائم، كما أشارت أحدث الإحصاءات أن قطر الأولى عربياً في مكافحة الجرائم الإلكترونية، بالرغم من أن قطر من أكثر الدول استخداماً للإنترنت بنسبة 97% بالنسبة إلى عدد السكان.
وفي تعريفه للجريمة الإلكترونية قال: إنها تشير إلى أي جريمة تتضمن الحاسوب أو الشبكات الحاسوبية، قد يستخدم الحاسوب في ارتكاب الجريمة وقد يكون هو الهدف، أي كل الجرائم التي تقع في بيئة إلكترونية، وتُرتكب الجريمة الإلكترونية ضد أفراد أو جماعات أو حتى على مستوى الدول بدافع جرمي باستخدام وسائل الاتصالات الحديثة مثل الإنترنت.
وأضاف: أنه مع التطور المتسارع للتكنولوجيا وعالم الرقميات أصبح لها سلبيات ومخاطر عديدة بجانب إيجابياتها، فيمكن استخدام هذه التكنولوجيا الآن لارتكاب جرائم ذات دوافع سياسية على الدول، كما أنها يمكن أن تتسبب في تصدعات كبيرة في المجتمعات، فالإنترنت على سبيل المثال يحتوي على الكثير من المواد الضارة التي يتعرض لها أطفالنا يومياً، خاصة المواقع الإباحية التي تدمر عقول الشباب، فالإحصاءات تشير إلى أن 43% من مستخدمي الإنترنت يتصفحون المواقع الإباحية، وتسجل هذه المواقع 28 ألف مشاهدة في الثانية الواحدة، وأكثر الدول التي تستضيف هذه المواقع هي الولايات المتحدة.
وعن آليات المواجهة، أكد أنه لا توجد اتفاقيات دولية لمواجهة جرائم الإنترنت، بالرغم من أنها جريمة عابرة للحدود حيث يقوم شخص بالاحتيال من دولة أخرى غير التي وقعت بها الجريمة ما يجعله فوق طائلة القانون لعدم خضوعه لقوانين الدولة التي وقعت بها الجريمة، ما يستلزم وجود اتفاقية دولية تخضع لها الدول لمواجهة هذه الإشكالية. كما أن هناك بعض الدول حتى الآن لم تصدر قانوناً لمكافحة الجريمة الإلكترونية.
د. سيف الحجري:مطلوب تطوير آليات المكافحة
قال الدكتور سيف الحجري- رئيس برنامج أصدقاء الطبيعة: إن الإنترنت أصبح وسيلة تهديد عالمية لا يمكن السيطرة عليها، ووسيلة لتدمير البشر في بعض الأحيان، لذا يجب على الدول أن تكون على قدر التحدي لمواجهة ذلك التهديد القوي والمتطور بتطور أنظمة الأمن الإلكتروني، حيث تشهد التقنية والتكنولوجيا تطورات كثيرة واستحداثاً لأمور جديدة، هذا الأمر ينذر بتطور أدوات وسبل الجريمة الإلكترونية بشكل أكثر تعقيداً أو أشد ضرراً من قبل، الأمر الذي يُلزم الدول بتطوير آليات مكافحة هذه الجرائم واستحداث خطوط دفاع وسن قوانين وتوعية الناس بمستحدثات هذه الجرائم وتشجيعهم للإبلاغ عنها.
د. نبيل الصلاحي: الألعاب الإلكترونية خطر على الأطفال
قال الدكتور نبيل الصلاحي - متخصص في برامج الأطفال التعليمية: إن الألعاب الإلكترونية تُشكل خطراً كبيراً على الأطفال، فهي تُسبب لهم إدماناً، وتؤثر على الأنماط السلوكية للطفل، حيث هناك بعض الألعاب الشهيرة التي تعلم الأطفال العنف، قد يتعلق الطفل بالجهاز المستخدم ويمكث باللعب لفترة طويلة يومياً، ما يجعله منعزلاً عن محيطه، والتأثير الضار على الذاكرة على المدى الطويل، بالإضافة إلى إصابة الأطفال بالانطواء والكآبة، خاصة عند وصول الطفل لحد الإدمان.
وأشار إلى أن 15 ثانية كفيلة لإقناع الطفل برسالة معينة وكفيلة بالتأثير عليه، وهناك كثيرٌ من الألعاب الإلكترونية التي تعمل على استهداف هذه الفئة العمرية.
محمد الشريف: الضحايا يسهلون للقراصنة اختراق الحسابات
قال محمد الشريف - خبير الأمن الإلكتروني: إن الجرائم الإلكترونية تُعتبر جرائم مستحدثة، ومواجهتها تتطلب اتخاذ الحيطة والحذر واستخدام كافة الوسائل والشكل العصري لمواجهتها خاصة أنها غالباً ما تتم من جانب أشخاص متخصصين ومحترفين في مجال الاختراق للقيام بأعمال إجرامية منظمة، أو أن يكون الشخص هاوياً بهدف التسلية.
وأضاف: لابد من وجود أجهزة رقمية لكشف مثل هذه الجرائم وتحاول منع الاختراق،لافتاً إلى أن قطر تُعتبر من أولى الدول في المنطقة في مواجهة الجريمة الإلكترونية. وأشار إلى أنه في الغالب يكون المجني عليه في الجرائم الإلكترونية له دور في تسهيل عملية الاختراق عن طريق عدم حماية حسابه أو جهازه من الاختراق ما يسهل للجاني الحصول على المعلومات، مشدداً على ضرورة أخذ الحيطة والحذر، خاصة مع توالد الجيل الجديد من المخترقين.
فودافون تطلق برنامجاً للتوعية التكنولوجية.. محمد اليامي:
القراصنة يخترقون المعلومات ويبتزون المستخدمين
قال السيد محمد اليامي- الرئيس التنفيذي للشؤون الخارجية في فودافون قطر: إن العالم الافتراضي أصبح الآن أكثر خطورة من العالم الواقعي، لافتاً إلى أن التكنولوجيا يمكن أن تساعد في تحقيق مستقبل أفضل لأطفالنا في مجالات التعليم واللعب والتواصل الاجتماعي ولكن من المهم أيضاً حماية شبابنا من أخطار التكنولوجيا، لا سيما في ضوء تسارع وتيرة التغيير وسهولة العثور على المعلومات وتبادلها، وهو التحدي الأكبر.
وقال: إن شركة فودافون قامت بمحاولة رفع وعي أولياء الأمور ومواجهة هذا الأمر، حيث قامت بإطلاق برنامج «أمان تك»، بهدف تعزيز المعرفة الرقمية والتكنولوجية لدى الآباء والأمهات من أجل ضمان سلامة الأطفال والمراهقين أثناء استخدامهم للتكنولوجيا. وأضاف:«كما هو معلوم، فقد بات من الصعب على الآباء معرفة ما يفعله أبناؤهم على الإنترنت مع زيادة أعداد الأجهزة النقالة في العالم الرقمي، فمعظم الأطفال في قطر الذين تتراوح أعمارهم بين 8-15 سنة لديهم هاتف ذكي، ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، لذا يعتمد البرنامج نهجاً يتكون من ثلاثة مسارات تركز على التوعية والتثقيف والدعم التقني.
ويتضمن عدداً من الحملات التوعوية وتوفير مصدر للمعلومات والنصائح على الإنترنت للآباء والأمهات والمعلمين ومجلات ونشرات إخبارية، وحلقات نقاشية للآباء والأمهات والمعلمين يلقيها خبراء متخصصون من فودافون لتقديم المعرفة والمشورة بالإضافة إلى نشرات إرشادية وألعاب تعليمية للأطفال». وقال لـ الراية : عن الرسائل المخادعة ننصح جميع العملاء بعدم الاستجابة لكل المغريات التي تُعتبر غير منطقية، كأن يفاجئ بأن أحداً يتصل به أن هناك هدية له بمبلغ ضخم، وهي تعتبر جزءاً من الاحتيال الذي يعاقب عليه القانون.

قانون رقم (14) لسنة 2014 بإصدار قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية
أحدث التقنيات لمكافحة الجرائم الإلكترونية
د. الجابر: تنسيق الجهود لمواجهة الجريمة الإلكترونية وحماية الإقتصاد المحلي