جريدة الشرق الخميس
03-08-20171
الأسر المشتركة .. وصمة في نسيج العلاقات الإجتماعية الخليجية
أسرة قطرية إماراتية
يلتقون في الكويت هرباً من قانون منع التعاطف
يحزم راشد سعيد حقائبه، ليلحق بطائرته المتجهة إلى عاصمة الإنسانية الكويت، ساعات
ليلتقي بأخواله وخالاته، الذين غادروا الإمارات للالتقاء بذويهم القطريين على أرض
محايدة، هبطت طائرة الخطوط القطرية في المطار، ونزل راشد سعيد يحث خطاه نحو صالة
القادمين.
لحظات، هبطت طائرة الإمارات، ونزلت أسرة راشد سعيد، التأم شمل الأسرة الممزقة، وسط
لقاء الفرحة يشوبه حزن من قرارات جائرة من السعودية والإمارات والبحرين، كانت في
يوم مضى تحمل شعار خليجنا واحد.
قال راشد سعيد لـ"الشرق": أنا مواطن، وأهلي من أخوالي وخالاتي يعيشون في الإمارات،
لم يرضهم قرار بلادهم السياسي بقطع العلاقات مع دولة شقيقة.
بين فترة وأخرى، نسافر كلنا إلى الكويت لنلتقي على شوق وأمان، خوفاً من أي إجراء
عقابي قد تتخذه الإمارات بحقهم.
هذا حال الأسر الممزقة بين دول الحصار، والتي تسميها البيانات الرسمية للدول الأربع
الأسر المشتركة، فهم قطريون متزوجون من خليجيات، أو قطريات تزوجن من خليجيين، أو
أبناء يحملون جنسية أب قطري أو أب خليجي.
تشير البيانات الصادرة من الجهات المعنية بقطر أن 6474 انتهاكاً تمّ رصدها بحق أسر
تعرضت لتشتيت شملها، وتشير إحصائية لجنة المطالبة بالتعويضات أنه تمّ رصد حالات
عديدة تصل لحوالي 200 حالة أسرية تقدمت بطلبها للم الشمل.
مواطنة تقدم شكواها
الحصار شتت أسرة قطرية
هذه القصة، لأسرة قطرية مكونة من أم قطرية متزوجة من بحريني يعمل موظفا، ولديها 6
أبناء يحملون جنسية أبيهم، عاشت في ظل الأمان على أرض الدوحة، ترعرعوا وشبوا على
الولاء والإخلاص لقطر، التي أعطتهم كل شي، تعلموا وتخرج بعضهم، وآخرون ما زالوا على
مقاعد الدراسة.
فاجأهم الحصار، حوّل حياة أسرة مستقرة إلى قلق وتوتر وعدم استقرار وهواجس هنا
وهناك، بدأت الأم تقلق على مصير أبنائها، هل يجبرون على العودة إلى البحرين أم
يبقون في قطر، وهنا قد يتعرضون للمساءلة القانونية من حكومة بلدهم، وهم لا يعرفون
بلدا وأرضا وديرة وشعباً إلا قطر وأهلها.
قالت السيدة أم فهد لـ"الشرق": لقد أثر قرار المقاطعة على أحوالي النفسية كثيراً،
وبت في قلق مستمر من أن أبنائي سيفترقون عني في أي لحظة، وزوجي بحريني يعيش ويعمل
في الدوحة، ولا يريد أن يغير حياته التي عاشها في ظل الاستقرار.
وصفت أم فهد الحصار بأنه جائر وعشوائي، لم يأخذ في الاعتبار أحوال الأسر المشتركة
التي تجمعها أواصر الدم والقرابة والمصير الواحد.
وقالت: إنني أعيش في مسكن بسيط، وأحلم كأيّ قطرية بمنحي أرضا وقرضا حتى أتمكن من
بناء بيتي الذي يضم أسرتي الصغيرة بعيداً عن الأحداث المؤلمة، كما أنّ أبنائي درسوا
ويعملون في قطر، ويحتاج كل منهم لبيت يجمعه بأسرته الصغيرة، وأنا بدوري أحلم ببيت
لأبنائي يكون قريباً مني.
وتمنت أن تنتهي الأمور على خير، وألا تدفع الحكومات بالشعوب الخليجية في الخلافات
السياسية التي تعود بأضرار لا حصر لها على الأفراد والعائلات.
الجدير ذكره أنّ الحالات الإنسانية هي الأشد إيلاماً في المجتمع المحلي، لكونها
تمزق أواصر عائلات قطرية متشابكة بعلاقات دم ونسب مع مجتمعات خليجية، وهي التي
تعرضت للاضطرابات كثيرة نتيجة القرارات الجائرة للحصار.
أضف إلى ذلك أنّ لجنة المطالبة بالتعويضات، وهي اللجنة المركزية لدراسة حالات الأسر
الممزقة، تعكف على تصنيف حالات تلك الأسر بهدف وضع آليات قانونية لإنصافها أمام
الجهات المعنية، والسعي لأخذ حقوقها.
دعوى قضائية ضد وزارة خدمية بتعويض 650 مليون ريال
"التخطيط التنموي" تطور نظام تعويضات موحد للجهات الحكومية
لجنة التعويضات استقبلت 35
شكوى واتصالاً أمس