جريدة الراية 6 / جمادى
الآخرة / 1439 هـ 22 فبراير 2018
حماية الأقليات والمستضعفين مسؤولية القانون الدولي
ناقش المُشاركون في
مؤتمر الدوحة الدولي الثالث عشر لحوار الأديان في الجلسة العامة الثالثة التي عقدت
أمس «قضايا حقوق الإنسان بين الشرائع السماوية والمواثيق الدولية»، منبهين إلى
التحديات الراهنة التي تُواجه تعزيز تلك الحقوق في العالم.
وتطرّق المشاركون إلى المنظور الديني لحقوق الإنسان في أوقات السلم والنزاعات،
وموقف الشرائع السماوية والقوانين الدولية من حصار الدول، وحماية المدنيين من أخطار
العمليات العسكرية وكذلك الموقف الديني والقانوني تجاه ضحايا الحروب والنزاعات.
وعرض المُشاركون تجارب ناجحة من الأرجنتين والبرتغال والنيبال وكرواتيا، لإدماج
القيم الدينية في قوانين حقوق الإنسان ومن ذلك التشريعات الدستورية المستمدة من
شرائع الأديان.
وأشاروا إلى مسؤولية القانون الدولي في حماية الفئات الدينية المستضعفة والأقليات،
ومحاربة الإرهاب الديني والتطهير العرقي ومناهضة التمييز على أساس ديني.
د. نوزاد الهيتي:
تفاقم الأوضاع في ظل ركود اقتصادي يجتاح العالم
قال الدكتور نوزاد الهيتي أستاذ التنمية المستدامة والعلاقات الاقتصادية الدولية
بالمعهد الدبلوماسي العراقي حول «التعاون الدولي وخفض مستويات الفقر»، إنه على
الرغم من النجاحات التي تحققت خلال الألفية الجديدة والتي تمثلت بانخفاض نسبة سكان
العالم الذين يعيشون دون خط الفقر إلى النصف بين عامي 2002 و2012 من (26.3%) إلى
(12.7%)، غير أن الأوضاع يمكن أن تتفاقم في ظل أزمة الركود الاقتصادي وبطء النمو
الاقتصادي التي تجتاح أغلب دول العالم، لاسيما في وقت الأزمات المالية، فكما أنه
بالرغم من تخفيض عدد الفقراء تحت خط الفقر المدقع إلى حوالي (880) مليون شخص خلال
السنوات العشر الماضية، إلا أن معدلات الفقر النسبي بدأت ترتفع في أغلب الاقتصادات
المقدمة والناشئة نتيجة فقدان الملايين من الأشخاص فرص العمل نتيجة تصاعد حدّة
الانكماش الاقتصادي، وتجاوزت البطالة في بعض دول اليورو 10%، ووصلت في بعض مناطق
العالم إلى أكثر من 15%، لاسيّما في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
د. ماهر خضير:
القدس تعاني التهويد والتمييز والاضطهاد الديني
سلّط الدكتور ماهر خضير عضو المحكمة العليا الشرعية في فلسطين الضوء على موقف
المجتمع الدولي مما يحصل من استهداف لمدينة القدس وأماكن العبادة فيها وموقف الدين
الإسلامي والشرائع الدينية الأخرى من ذلك أيضاً، موضحاً أن القدس هي مدينة مقدّسة
تحوي دور عبادة لعقائد مختلفة، وهي اليوم تعاني في ظل الاحتلال الصهيوني من التهويد
والتمييز والاضطهاد الديني والتزوير التاريخي والحضاري والهدم والحفريات تحت أساسات
المسجد الأقصى، وأخيراً الغطرسة الأمريكية التي منحت القدس ـ وهي لاتملكهاـ لمن لا
يستحقها وهو منح باطل.
وأشار إلى الواقع المرير الذي وصلت إليه الأوضاع من الاعتداء على القيم الروحية
والدينية والوطنية، ومحاولة بعض ما تسمى بالدول العظمى إعطاء ما لا تملك لمن لا
يستحق ليس في الأرض فقط، وإنما في المقدسات ودور العبادة، ونموذجها القدس الشريف،
في قرار باطل بضم القدس ومقدساتها كعاصمة لدولة الاحتلال في انتهاك صارخ لقواعد
القانون الدولي وأحكامه وقرارات الأمم المتحدة واتفاقيات السلام التي لم تتمكّن من
تحقيق الحماية لمدينة القدس.
خديجة جوادة: الحرية الدينية حق من حقوق الإنسان الطبيعية
أكّدت الأستاذة خديجة جوادة (الجزائر) في ورقة عمل حول حرية الاعتقاد الجذور
النظرية والقانونية، أن الحرية الدينية حقّ من حقوق الإنسان الطبيعية التي تضمن له
اختيار المعتقد الذي يريده، والحرية في ممارسة شعائر ذلك الدّين في السّر والعلانية،
وقد أعلن عن حرّية الدين والمعتقد في ميثاق الأمم المتحدة وفي الإعلان العالميّ
لحقوق الإنسان، والعديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإقليمية، التي تضمنت
أحكاماً تتعلّق بحق كل شخص في إظهار أو ممارسة دينه أو معتقده، وحرية إقامة وصيانة
المؤسسات الخيرية والإنسانية، وحرية التعليم الدّيني، وممارسة الطقوس وغير ذلك،
وعلى هذا الأساس يأتي هذا البحث كمحاولة لحل إشكالية حرية المعتقد في جذورها
النظرية والقانونية، وهي إشكالية جمعت بين الشقّ الفكري النظري الديني والشقّ
القانونيّ.
حقوق الإنسان تحتل موقعاً مركزياً في التشريعات الدولية
قال السيد محمد رضوان أنصاري، من النيبال، إن حقوق الإنسان تحتل موقعاً مركزياً في
التشريعات الدولية.. منوهاً بمُؤتمر الدوحة لحوار الأديان لاهتمامه بهذا الموضوع
الحيوي. وأكّد أن الأديان عامل للاستقرار والسلام في العالم وليست مصدراً للعنف
والإرهاب، داعياً إلى بسط الحريات الدينية وحماية حقوق الأقليات في العالم.
بدوره، شدّد كلاوديو بريسمان المحامي والسياسي بالمعهد الوطني لمكافحة التمييز
وكراهية الأجانب بالأرجنتين على أهمية تأطير الممارسات الدينية والحريات العقدية في
القوانين والمحلية وفي التشريعات الدستورية.. مشيراً إلى تجربة الأرجنتين في هذا
السياق. وتطرق البروفيسور جورجي باسيلار غوفيا من جامعة لشبونة (البرتغال) إلى
القوانين المحلية البرتغالية التي عزّزت الحريات الدينية ومُمارسة الشعائر في
البلاد، ومنحت مختلف الأقليات حقوقها الدينية كاملة. في السياق ذاته، تحدث الدكتور
سوتيروس روسوس أستاذ مشارك في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة
بيلوبونيز باليونان، عن وضع الأقليات في الشرق الأوسط في ظل الأوضاع السياسية
الراهنة. ودعا إلى تعزيز دور القادة الدينيين لإدماج اللاجئين في المجتمع، ووضع
قوانين تشريعية للمصالحة بعد الصراعات، وإقامة شبكات للحوار بين الأديان في البلد
والإقليم الواحد.
الإسلام رسّخ المواثيق المناصرة للمظلومين
ركّز سعادة السيد مصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان بالمغرب على
مقاربة حقوق الإنسان في الإسلام وعلاقتها بالشرعية الدولية. وقال إنّ التجربة
النبوية في الحوار مع الآخر المختلف وعقد المعاهدات معه، على غرار صلح الحديبية،
وحلف الفضول، تجعل من الأحلاف والمواثيق والاتفاقيات التي تنصر المظلوم مطلوبة في
الإسلام بغضّ النظر عن أطرافها وسياقاتها وظروف إبرامها.
وأشار الوزير المغربي، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه السيد عبدالواحد الأثير رئيس
الديوان بالوزارة المكلفة بحقوق الإنسان، إلى بعض التلاقي والتقاطعات بين بعض
الصياغات في الشرعية الدولية لحقوق الإنسان والآيات القرآنية، لا سيما ما يتعلق
بتفضيل الله للإنسان بالعلم، فضلاً عن التأكيد على المبادئ المركزية وهي الحرية
والعدالة والمساواة.
القرار
وفقًا لآخر تعديل - قرار مجلس الوزراء رقم (27) لسنة 2012 بإنشاء اللجنة الوطنية
للقانون الدولي الإنساني
قطر تواصل
دعم جهود تعزيز سيادة القانون الدولي