جريدة الراية - الأحد  25 مارس 2018

صاحب السمو يبدأ اليوم زيارة عمل إلى روسيا تلبية لدعوة من الرئيس بوتين
قمة قطـرية روسـية غـداً
سموه وبوتين يبحثان علاقات البلدين في الطاقة والاقتصاد والتجارة
الزعيمان يستعرضان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك
تنامي العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين البلدين
أهمية بالغة لزيارة صاحب السمو في ظل التحديات بالمنطقة والعالم
دفعة قوية لعلاقات البلدين بما يعزز الأمن والسلم العالميين
تعزيز ملفات التعاون في القطاعات الدفاعية والاقتصادية والاستثمارية
شراكات استراتيجية بين أكبر شريانين لإمدادات الغاز الطبيعي بالعالم
تشاور دائم بين قيادتي البلدين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية
روسيا انتصرت للرؤية القطرية القائمة على حل الأزمة الخليجية بالحوار
تعزيز التعاون بين البلدين في مجال تصنيع الغاز الطبيعي المسال
تبادل الخبرات في مجال أمن المناسبات والأحداث الرياضية الكبرى

الدوحة - إبراهيم بدوي وقنا:
يقوم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بزيارة عمل إلى روسيا الاتحادية اليوم «الأحد»، بدعوة من فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتستمر لمدة يومين.
وسيجري سمو أمير البلاد المفدى مع فخامة الرئيس الروسي، مباحثات غداً «الاثنين»، تتناول سبل تعزيز وتنمية العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات لاسيما في الطاقة والاقتصاد والتجارة، إضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتشهد العلاقات القطرية الروسية تطوراً على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية خلال السنوات الأخيرة، فيما تتنامى علاقات التعاون والتشاور الدائم بين الدوحة وموسكو حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتكتسب زيارة صاحب السمو إلى روسيا أهمية بالغة في ظل ما تموج به منطقة الشرق الأوسط والعالم من قضايا وتحديات تستوجب التشاور المباشر بين الدوحة وموسكو لدورهما المحوري على المستويين الإقليمي والدولي من جهة وأيضاً لتعزيز التعاون على المستوى الثنائي في ظل شراكات استراتيجية تربطهما باعتبارهما أكبر شريانين لإمدادات الغاز الطبيعي في العالم.
وأعطت زيارة صاحب السمو إلى روسيا في يناير ٢٠١٦، دفعة قوية لتطوير العلاقات الثنائية، فيما تكتسب الزيارة الحالية أهمية بالغة للطرفين، انطلاقاً من حرص قطر على تنويع تحالفاتها الإقليمية والدولية، بما يعزز الأمن والسلم العالميين من جهة ويحمي منجزاتها الوطنية ضد أي أطماع خارجية من جهة أخرى.. بينما تهتم موسكو بالتشاور المباشر مع القيادة القطرية حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك من ناحية وأيضاً بحث تعزيز ملفات التعاون الثنائي في كافة القطاعات الدفاعية والاقتصادية والاستثمارية والتجارية بما يعود بالنفع على شعبي البلدين.
وتشهد السنوات الأخيرة تنامياً للعلاقات القطرية الروسية التي تجسدت في زيارات رفيعة المستوى بين الدوحة وموسكو وتواصل دائم للمشاورات السياسية حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، ولعل أبرزها المسألة السورية ومكافحة الإرهاب وغيرها من الملفات الساخنة التي تستدعي التواصل الدائم بين البلدين لما يضطلعان به من أدوار مهمة في هذه القضايا.
وقام سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية بزيارتين إلى روسيا، التقى خلالهما نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو، كما زار الوزير الروسي الدوحة في أغسطس العام الماضي في إطار تواصل منتظم بين وزيري الخارجية للتنسيق في القضايا الإقليمية بهدف تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة والعالم.
وشهدت العلاقات القطرية الروسية إبرام عدد من اتفاقيات التعاون المهمة في مختلف المجالات الدفاعية والاقتصادية والتجارية وفي مجال الطاقة، كان أبرزها في أكتوبر الماضي خلال زيارة وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إلى الدوحة وتوقيع اتفاقية للتعاون العسكري التقني، ومذكرة تفاهم بين وزارة الدفاع القطرية وشركة «روسو بورن إكسبورت» الروسية، حيث شكل هذا التعاون أهمية كبيرة في ظل الحصار الجائر المفروض على قطر ومحاولات دول الحصار العبثية لعزل قطر عن محيطها الإقليمي والدولي دون جدوى.
وفى الأزمة الخليجية، انتصرت روسيا للرؤية القطرية القائمة على ضرورة الحل القائم على الحوار بين الدول أطراف الأزمة وتضامنت مع دولة قطر في هذا الإطار منذ اندلاع الأزمة في مايو الماضي.
وعلى المستوى الاقتصادي والتجاري، يشكل البلدان كبرى إمبراطوريات تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى جميع أنحاء العالم، فضلاً عن امتلاكهما معاً لخبرات وكفاءات في مجال تصنيع الغاز المسال تستوجب استمرار التواصل لتبادل الخبرات والتجارب بما يصب في صالح صناعة الطاقة في البلدين ومنها إلى العالم .. وتوجد مشاريع استثمارية جاذبة في روسيا للجانب القطري، وهناك اهتمام من المستثمرين القطريين بالمشاركة في مجال المشاريع الواعدة في البنية التحتية.
وتبرز أهمية التقارب القطري الروسي في المجال الرياضي، حيث إن قطر وروسيا تستضيفان نسختي كأس العالم (2018) و(2022)، وهناك تعاون مكثَّف بين لجنتَي تنظيم مونديالي «روسيا 2018» و«قطر 2022» وهناك تبادل للخبرات في مجال أمن المناسبات الرياضية وغيرها من الأمور ذات الصلة بتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى .. وفي الجانب الثقافي يشهد العام الحالي حدثاً هاماً ورمزياً، يتمثل في عام الثقافة القطرية - الروسية، حيث أشاد السفير الروسي بتجربة دولة قطر في تنظيم الأعوام الثقافية، وقال إنها اكتسبت خبرة ملموسة في هذا المجال.
أكد تنامي علاقات البلدين في السنوات الأخيرة .. السفير نور خولوف:
قطـــر وروســيا عـلى المســار الصحــيح
موسكو شريك موثوق للدوحة على المستويين الثنائي والدولي
الدوحة - الراية : أكد سعادة السيد نور محمد خولوف سفير جمهورية روسيا الاتحادية لدى الدولة أن قطر وروسيا تمضيان قدماً على المسار الصحيح لتعزيز علاقاتهما في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك.
ونوه خولوف، في تصريحات صحفية بمناسبة زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى روسيا اليوم، بتنامي علاقات التعاون بين قطر وروسيا على أعلى مستوى خلال السنوات الأخيرة وفي كافة المجالات .. مشدداً على أن روسيا شريك موثوق لقطر، وأن البلدين عازمان على الحفاظ على المستوى الذي تم تحقيقه لتطوير علاقاتهما الثنائية، والانطلاق بها إلى آفاق واعدة. وأضاف أن السنوات الأخيرة شهدت تطور علاقات التعاون بين قطر وروسيا على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية والإنسانية والعلمية، وهو ما تؤكده الاتصالات المستمرة لقيادتي البلدين، منوهاً كذلك بعمل اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني. وتابع السفير الروسي «نحن الآن على المسار الصحيح .. نقيم ونطور الاتصالات في مختلف المجالات .. عام 2018 هو عام الثقافة بين قطر وروسيا، وسوف يوفر لنا فرصة ليس فقط لتكثيف التعاون الإنساني، لكن سيزيد أيضاً تدفق السياح إلى بلدينا وتعزيز الروابط الاقتصادية وفتح فرص جديدة للتعاون في اتجاهات جديدة». وأضاف: خلال العامين الماضيين، قمنا بتكثيف الاتصالات بشكل ملحوظ من خلال وزارتي الدفاع في البلدين، وتم توقيع اتفاقية حول التعاون العسكري، وزار سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع روسيا مرتين بدعوة من نظيره الروسي للمشاركة في المعرض العسكري - التقني «الجيش»، وفي أكتوبر من العام الماضي، قام وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو بزيارة رسمية إلى قطر، تم خلالها توقيع اتفاقية للتعاون العسكري التقني. وقال السفير الروسي: روسيا وقطر هما الدولتان اللتان تستضيفان نهائيات كأس العالم لكرة القدم عامي 2018 و2022، وفي هذا المجال، هناك تفاعل وثيق بين اللجان المنظمة «روسيا 2018» و«قطر 2022»، ونحن سعداء بالتعاون المثمر مع شركائنا القطريين من خلال اتحادات كرة القدم الوطنية، وتبادل خبرتنا في مجال ضمان سلامة الأحداث الرياضية، وكذلك في تدريب الرياضيين وتطوير الطب الرياضي. وحول الأزمة الخليجية الراهنة، قال السفير خولوف: يمكننا القول إن روسيا شريك موثوق ويعتمد عليه للدوحة في كل من التعاون الثنائي والدولي. وأكد السفير الروسي عزم البلدين تعزيز علاقاتهما، قائلاً: نحن نعتزم الحفاظ على المستوى الذي تم تحقيقه لتطوير علاقاتنا الثنائية، وملئها بمحتوى جديد.