جريدة الراية - الثلاثاء 10يوليو 2018 ‫

في لقاء مع الصحفيين ..
السفير اريك شوفالييه:زيارة صاحب السمو عمّقت العلاقات القطرية الفرنسية
سموه اطلع على جاهزية الأطقم القطرية لقيادة وصيانة الرافال
تسليم الدفعة الأولى من الرافال بداية العام القادم
تسليم 36 طائرة رافال بطاقم قطري 100% قبل عام 2022

كتب - إبراهيم بدوي:
أكد إريك شوفالييه السفير الفرنسي لدى الدوحة، على أهمية الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى فرنسا مؤخراً لافتاً إلى تعميق الزيارة للعلاقات الوثيقة بين البلدين.
ونوه السفير الفرنسي في لقاء مع الصحفيين بمقر السفارة الفرنسية بالدوحة أمس بأن صاحب السمو شهد خلال الزيارة المراحل المتقدمة التي وصل إليها مشروع طائرات الرافال سواء على مستوى التصنيع أو تدريب وتأهيل الكوادر القطرية من طيارين وفنيين على القيادة والصيانة لافتاً إلى أنه من المقرر تسليم جميع طائرات الرافال التي تعاقدت عليها دولة قطر والبالغ عددها 36 طائرة مع طاقم تشغيل قطري 100? مكون من حوالي 400 فرد من طيارين وفنيين وميكانيكيين قبل عام 2022.
وأشار السفير شوفالييه إلى دخول أكثر من 10 شركات فرنسية جديدة إلى السوق القطري، وتضاعف حجم التبادل التجاري بين البلدين في الأشهر القليلة الماضية فيما بلغ حجم العقود التجارية بين البلدين 25 مليار يورو خلال الأربع سنوات الأخيرة وبينها عقود تستمر لما يزيد على 25 عاماً مثل عقد تشغيل وصيانة مترو الدوحة، ما يؤشر على قوة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
خيارات متعددة لاستكمال دراسة الفرنسية
رداً على سؤال حول إمكانية إقامة جامعة فرنسية في قطر لاستكمال طلاب مدارس فولتير وبونابرت دراستهم الجامعية بها قال السفير الفرنسي إنه لا توجد أي خطط لذلك في الوقت الحالي ولكن هناك 3 خيارات أمام هؤلاء الطلاب باستكمال دراستهم في جامعة قطر أو مؤسسة قطر حيث يمكنهم مواصلة تعليمهم للفرنسية أو مجالات أخرى بالفرنسية والحل الثالث الذهاب للدراسة في فرنسا وهناك تواصل مع وزارة التعليم والتعليم العالي في قطر لإنشاء آليات جديدة لتسهيل دراسة القطريين في الجامعات الفرنسية مثل دراسة الطب على سبيل المثال لا الحصر.
الموقف الفرنسي واضح بضرورة رفع الحصار عن قطر
قال السفير شوفالييه إن موقف فرنسا من حصار قطر واضح منذ بداية الأزمة، وكما قال فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون خلال المؤتمر الصحفي مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فإن فرنسا منذ البداية دعت لرفع الحصار عن قطر لأننا نعتبر أن العواقب الإنسانية للحصار وخيمة ويجب ألا تستمر، وهذا هو موقف فرنسا الرسمي وجاء على لسان رئيس الدولة الفرنسية.
وأضاف إن الأمن الغذائي أو الاكتفاء الغذائي أحد أهم القضايا التي تمت مناقشتها خلال زيارة سمو الأمير إلي فرنسا وهي نقطة عملية واضحة جداً ويمكن لفرنسا أن تساهم فيها بشكل جيد ويمكن أن تساعد قطر في تحقيق أمنها الغذائي، وذلك بفضل الخبرات القوية لدى فرنسا في مجال الأمن الغذائي بأنواعها المختلفة سواء كانت الزراعة أو الجوانب المرتبطة بها وفرنسا مستعدة لذلك.
وأشار إلى أن سمو الأمير خلال المؤتمر الصحفي مع الرئيس الفرنسي قدم خطابه وأجاب على الأسئلة باللغة بالفرنسية بطلاقة وبمستوى متميز، وهذا يؤكد على أهمية القيم والمبادئ التي تتشارك فيها البلدان وليست مسألة لغة فقط، وشكل ذلك نقطة مهمة خلال زيارة سمو الأمير.
وقال السفير شوفالييه إن السفارة ستحتفل يوم السبت المقبل بالعيد الوطني للجمهورية الفرنسية، لافتا إلى أنه خلال فترة عمله بالسفارة في قطر في السنوات الأربع الماضية تحقق الكثير في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين، ومن المهم أن تكون هناك علاقات قوية على كافة المستويات سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.
عمّقت العلاقات الوثيقة بين قطر وفرنسا
3 اتفاقيات .. أهم ثمار الزيارة الناجحة
قال السفير الفرنسي إن الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى فرنسا مؤخراً عمقت العلاقات الوثيقة بين قطر وفرنسا قائلاً إن الزيارة تكتسب أهمية خاصة لأهدافها المتعددة في مكافحة الإرهاب ومحاولة إيجاد حل للأزمة الخليجية الراهنة وكذلك التعاون الاقتصادي.
وقال إن الزيارة أثمرت عن توقيع 3 اتفاقيات مهمة أولها تبادل الاعتراف برخص قيادة السيارات وهي اتفاقية مهمة لأنها تمس نمط الحياة اليومية لمواطني البلدين والاتفاقية الثانية خاصة بخطاب النوايا في مجال الأمن الغذائي وفرنسا لديها خبرة في هذا المجال الذي يمثل أولوية بالنسبة لدولة قطر نتيجة الحصار الذي تمر به وتوجهها إلى تأمين الغذاء والاكتفاء الذاتي. وجاءت الاتفاقية الثالثة بين جامعة قطر وجامعة بريطانيا في الشمال الغربي الفرنسي حول الأمن السيبيراني ولدى هذه الجامعة خبرة ومشروعات مميزة في هذا القطاع ويمكن للجانبين تبادل الخبرات وتحقيق الاستفادة المتبادلة. كما كانت هناك اتفاقيات أخرى منها اتفاق بين تالاس الفرنسية والمنطقة الاقتصادية الحرة في قطر.
تعاون لتأمين مونديال قطر وأولمبياد باريس
عن التعاون في تنظيم مونديال قطر 2022، لفت السفير الفرنسي إلى أن هناك اتفاقية بين البلدين تعود لعام 2015، خاصة بتنظيم وتأمين الأحداث الرياضية الكبرى حيث تستضيف قطر مونديال 2022 لكرة القدم وتستضيف فرنسا أولمبياد 2024 وهناك تعاون كبير بين البلدين في إطار هذه الاتفاقية.
كما تشكل مسألة الإرث ما بعد البطولات الكبرى اهتماماً كبيراً في التعاون بين البلدين في هذا الصدد. وأيضا هناك تعاون في مجال الطب الرياضي بين أسباير وسبيتار ومؤسسة (إي أن سي بي) الفرنسية لتنمية الكفاءات وتبادل الخبرات في هذا المجال.
تضاعف حجم التبادل التجاري بداية العام الجاري
25 مليار يورو حجم العقود التجارية خلال 4 سنوات
أشار السفير شوفالييه إلي أن حجم التبادل التجاري بين قطر وفرنسا كبير جداً، وشهدت الفترة الأخيرة ارتفاعاً في حجم التبادل التجاري حيث تضاعف حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الأشهر الأولي من العام الحالي.
وقال شوفالييه، إن حجم عقود المشاريع بين قطر وفرنسا بلغ 25 مليار يورو خلال السنوات الأربع الماضية، والأهم في هذه العقود أنها ليست قصيرة المدى بل هي عقود على المدى الطويل وتصل مدتها أحياناً إلي 20 أو 25 سنة وهذا يعطي نظرة بأن هناك مسار شراكة استثمارية وتعاوناً استراتيجياً على المدى الطويل بين الدولتين.
وقالت إن هناك شركات نقل فرنسية مثل شركتي SNCF وشركة RTP لديها عقود تشغيل وصيانة المترو في قطر للعشرين سنة المقبلة. وهناك نحو 120 شركة فرنسية تعمل في السوق القطري.
لا صحة لشائعة إنشاء قاعدة فرنسية في قطر
فيما يتردد عن إمكانية إنشاء قاعدة عسكرية فرنسية في قطر قال السفير الفرنسي إن هذه شائعات لا يجب تصديقها.
وعن موعد تسليم طائرات الرافال إلى قطر قال السفير الفرنسي إريك شوفالييه إن عقد الرافال في مرحلة متقدمة من حيث التطبيق والتنفيذ، وشهد سمو الأمير سريان الاتفاق على أرض الواقع في قاعدة «مونت دو مارسان» الفرنسية من حيث تصنيع الطائرة وتدريب الأطقم المتخصصة لقيادتها وصيانتها حيث تم تصنيع عدد من طائرات الرافال تحمل العلم القطري بالفعل كما شهد سموه تدريب أكثر من 200 قطري من طيارين وفنيين وميكانيكيين وبينهم طيارون أنهوا تدريبهم على الطائرة وأصبحوا معلمين لغيرهم وسوف يصل العدد الإجمالي إلى 400 طيار وفني وميكانيكي جميعهم قطريون على أعلى مستوى من الكفاءة لتشغيل وصيانة طائرات الرافال بحلول العام المقبل الذي سيشهد بداية تسليم الدفعة الأولى من إجمالي 36 طائرة رافال إلى دولة قطر وسوف تستلم قطر جميع الطائرات والأطقم المؤهلة لتشغيلها قبل حلول عام 2022.
وأشار السفير الفرنسي إلى إعجاب صاحب السمو بما رآه خلال الزيارة من كفاءة الأطقم القطرية لقيادة وتشغيل الرافال وقدرتهم على شرح كافة تفاصيل الطائرة لسموه وقدرة الفنيين القطريين على رسم خرائط المهام بدقة وكفاءة عالية، ما يعني أن إنتاج الطائرة يسير جنباً إلى جنب مع برامج التدريب لتتسلم قطر طائرات الرافال بقيادة وتشغيل وصيانة قطرية 100% وهو ما يعزز قوة هذا المشروع بموازاة التصنيع مع التدريب والتأهيل حيث سيقود أول طيار قطري طائرة الرافال من فرنسا إلى قطر العام القادم وهو ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين القطري والفرنسي.
وحول مشاركة الرافال في تأمين كأس العالم قطر 2022 قال السفير الفرنسي إن تأمين الأجواء القطرية جزءٌ من تأمين البطولة وأعتقد أن الرافال سيكون لها دور بالطبع في هذا الصدد.