جريدة الراية - الأربعاء  9 يناير 2019م

صاحب السمو والرئيس برهم صالح يستعرضان القضايا ذات الاهتمام المشترك
قمة قطرية عراقية تبحث تعزيز العلاقات غداً
حرص قيادتي البلدين على فتح آفاق جديدة للتعاون لخدمة مصالح الشعبين
تعزيز العلاقات في مجالات الاقتصاد والتجارة والنقل البحري والموانئ والطيران
تدشين الخط الملاحي المباشر بين ميناءي حمد وأم قصر يتوّج التعاون المتنامي
قطر تدعم عودة العراق كقوة إقليمية مهمة وعامل توازن بين الدول الكبيرة بالمنطقة

الدوحة - ممدوح عبدالعظيم وقنا:
يستقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى غداً الخميس بالديوان الأميري، أخاه فخامة الرئيس الدكتور برهم صالح رئيس جمهورية العراق الشقيق، الذي يزور الدوحة اليوم الأربعاء في زيارة رسمية للبلاد.
وسيُجري سمو أمير البلاد المفدى وفخامة الرئيس العراقي مُباحثات تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وعدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتشهد العلاقات القطرية العراقية تطوراً كبيراً وتدخل مرحلة مهمة من التعاون الثنائي الأخوي على صعيد مختلف المجالات، بما يعكس حرص القيادة الحكيمة في كلا البلدين على التطلع إلى المستقبل وفتح صفحات جديدة في تطوير العلاقات بينهما بما يعود بالنفع على شعبي البلدين الشقيقين.
وفي مطلع نوفمبر من العام الماضي أجرى سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مباحثات مع المسؤولين العراقيين، وذلك خلال زيارته إلى بغداد على رأس وفد رفيع المستوى. وعقب لقائه سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أن العراق يولي العلاقات مع قطر أهمية، وأنه يتطلع لتوسيعها لتشمل مجالات أخرى. وقال عبد المهدي في بيان: إن تطوير الاقتصاد والاستثمار وتوفير فرص العمل من أولويات منهاج حكومته، و»لذلك فنحن نعمل من أجل علاقات جيدة بالدول وتسهيل إجراءات الاستثمار والتي ستساهم بتنمية الاقتصاد».
ومن جانبها، قالت وزارة التجارة العراقية إن العراق وقطر اتفقا على تفعيل العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما، وإعادة قنوات الاتصال في جميع المجالات، والبدء بعقد اجتماعات اللجنة العراقية القطرية.
وأضافت الوزارة - في بيانها - : إن هذا الاتفاق جاء على خلفية اجتماع جرى في بغداد وضم وزير التجارة العراقي محمد هاشم ونظيره القطري علي بن أحمد الكواري.
ونقل البيان عن الوزير العراقي قوله: إن العلاقات العراقية القطرية ستشهد مزيداً من التقدم لرغبة البلدين في تطوير آفاق التعاون بينهما وإيجاد منافذ جديدة لتطويرها والارتقاء بها، من خلال تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين وعقد اللجنة العراقية القطرية اجتماعاتها بشكل منتظم.
وأشار البيان إلى تأكيد الوزير العراقي أن العراق حريص على إعادة علاقاته مع قطر وإعادة العمل بالاتفاقية المشتركة الموقّعة بين البلدين وتفعيلها، في ضوء المستجدات الاقتصادية التي تحصل في العالم ودور العراق الاقتصادي.
وشدّد على رغبة العراق في تطوير علاقاته الاقتصادية والتجارية مع قطر، وإمكانية مساهمة الشركات القطرية في الفرص الاستثمارية التي يشهدها العراق لإعادة بناه التحتية.
ونقل البيان عن سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «سعادته لزيارة العراق وهو يشهد استقراراً واضحاً»، مؤكداً رغبة قطر في تفعيل مذكرة التفاهم بين البلدين وتطوير مجالات العمل الاقتصادي والاستثماري.
التعاون المثمر
وقد تجلّت مظاهر التعاون المثمر بين البلدين في مجالات المواصلات خاصة عقب زيارة سعادة السيد كاظم فنجان الحمامي وزير النقل بجمهورية العراق والوفد المرافق له لدولة قطر في أبريل من العام الماضي واجتماعه مع سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات، والذي أسفر عن تعاون مثمر ونوايا مشتركة لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات النقل البحري والموانئ والطيران، خاصةً أن الجانبين يتقاسمان نفس النوايا الهادفة إلى تطوير هذه العلاقات لأفضل صيغة.
الخط الملاحي
واستناداً إلى وشائج القربى والعلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين الشقيقين، تبلورت نتائج هذا الاجتماع بشكل سريع في تدشين الخط الملاحي البحري المباشر الجديد بين ميناء حمد وميناء أم قصر في 7 مايو من العام الماضي وهو الخط الذي كان قد تم الإعلان عنه خلال اجتماع وزير المواصلات والاتصالات ونظيره العراقي، ليساهم في فتح آفاق رحبة من التعاون المشترك وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية المتنامية بين البلدين الشقيقين، فضلاً عن توفير المزيد من المرونة للعملاء والشركاء العراقيين من خلال تقديم تغطية أكبر للموانئ وتخفيض أوقات الإبحار.
الطيران المدني
وعلى صعيد الطيران المدني، تتواصل خطوات التعاون والدعم اللازم للنهوض بقطاع الطيران المدني في جمهورية العراق الشقيقة من خلال الهيئة العامة للطيران المدني في قطر، بما ينعكس إيجاباً على واقع النقل الجوي في العراق والمنطقة، وتعزيز سبل التعاون وتبادل الخبرات في مجال الطيران المدني بين قطر والعراق.
رفض حصار قطر
وفي مطلع ديسمبر من العام الماضي أكد سعادة الدكتور عبد الستار الجنابي، القائم بأعمال سفارة العراق لدى دولة قطر، في حوار مع الراية ، رفض العراق الحصار الجائر المفروض على قطر منذ أكثر من عام ونصف العام، مؤكداً أنه ليس مجرد حصار اقتصادي أو سياسي، بل إنساني، منوهاً بأنه أدى إلى تشتيت العائلات وفرض قيود على حجاج بيت الله الحرام.
وقال: إن العراق فتح جميع الأجواء والموانئ العراقية لقطر لاستخدامها في أي وقت تشاء منذ الساعات الأولى لفرض الحصار. وأنه لمس رغبة واضحة لدى القيادة القطرية في أن يكون العراق قوياً ومستقراً، مؤكداً أن قطر تدعم عودة العراق كقوة إقليمية مهمة وعامل توازن بين الدول الكبيرة في المنطقة.
وأضاف: من خلال تواصلي مع الأشقاء في قطر، لمست لديهم التعاون والدعم لتوثيق العلاقات الثنائية بين البلدين، كما لاحظت وجود رغبة قطرية في أن يعود العراق قوة إقليمية مهمة، لأنه هو الذي يوازن الدول الكبيرة في المنطقة، وخروجه عن هذا الدور يعني زعزعة المنطقة بالأكمل.
وقال: كانت زيارات مسؤولين عراقيين بارزين إلى قطر مثل رئيس البرلمان العراقي الدكتور سليم الجبوري ووزراء الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفري والنقل الدكتور كاظم الحمامي والشباب والرياضة عبد الحسين عبطان، مهمة جداً وساعدت في تعزيز العلاقات من خلال التواصل المباشر بينهما، وتوضّحت الصورة وتوّجت بعد ذلك بزيارة وزير الداخلية العراقي، حيث تم توقيع مُذكرة تفاهم للتعاون الأمني بين البلدين، مثل أمن المطارات، ومكافحة تمويل الإرهاب، ومكافحة المخدرات.. كما ترتّبت على زيارة وزير النقل العراقي مؤخراً لقطر، فتح آفاق مهمة، حيث زار سعادته ميناء حمد، ومطار حمد الدولي، وتم الاتفاق على فتح مكاتب الخطوط الجوية العراقية في الدوحة، ومكاتب تجارية عراقية في ميناء حمد، وأخرى قطرية في الموانئ العراقية في البصرة.
وأضاف: لمست فور وصولي وتسلّمي مهامي الدبلوماسية في أبريل 2017، رغبة قطرية واضحة في توثيق العلاقات بين البلدين، وأولوية قطرية في أن يكون العراق قوياً ومستقراً، وقد نقلت ذلك إلى الحكومة العراقية.