جريدة العرب - الإثنين 4 فبراير
2019م
صاحب
السمو يلتقي أمير الإنسانية في الكويت اليوم
قطر والكويت.. نحو شراكة اقتصادية ترتقي لعلاقات البلدين
العرب-
إسماعيل طلاي
يحلّ حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني
أمير البلاد المفدى، بالكويت في زيارة رسمية على رأس وفد مهم، يلتقي خلالها صاحب السمو
الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، في محطة جديدة من شأنها
الانتقال بالعلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين إلى مزيد من التطور، لا سيما في المجال
الاقتصادي، في ظل رغبة البلدين في الارتقاء بحجم الاستثمارات والمبادلات التجارية،
بما يتماشى ومستوى العلاقات السياسية بين البلدين الشقيقين.
الوساطة الكويتية سدّ منيع في مواجهة تعنّت دول الحصار
ستبقى الوساطة الكويتية علامة فارقة في علاقات البلدين، وشاهدة على حرص دولة الكويت
على حل الخلاف الخليجي، وإصرارها على مكانة دولة قطر في البيت الخليجي، رغم تعنّت دول
الحصار، وبالرغم من كل الضغوطات ومنطق «حوار الطرشان» الذي تنتهجه دول الحصار، ظلّت
الكويت متفائلة ومتمسكة بجهود الوساطة لمحاولة حلحلة الأزمة الخليجية، ووضع حدٍّ للحصار
الجائر المفروض على قطر.
وفي خطابه في افتتاح دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي الـ «15» لمجلس الأمة الكويتي،
حذّر صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، من أن «انهيار
مجلس التعاون الخليجي سيكون انهياراً لآخر معاقل التعاون العربي، وعلينا أن نعي مخاطر
التصعيد في الأزمة الخليجية»، مؤكداً أن «الكويت ليست طرفاً ثالثاً، بل هي طرف واحد
بين شقيقين هدفه إصلاح ذات البين، وأن الأزمة الخليجية هي الشغل الشاغل لسموه -رعاه
الله- ولبلاده، لحماية مجلس التعاون من التصدع والانهيار».
وفي شهر ديسمبر الماضي، دعا صاحب السمو أمير دولة الكويت، خلال افتتاح القمة الخليجية
الأخيرة بالرياض، إلى وقف الحملات الإعلامية بين دول الأزمة الخليجية، لتهيئة الأجواء
لاحتواء الخلاف الذي نشب قبل عام ونصف العام، مرجعاً ذلك إلى «الحرص على الحفاظ على
وحدة الموقف الخليجي، ووضع حد للتدهور وحدّة الموقف، وتجنّباً لمصير مجهول لمستقبل
العمل الخليجي»، وأكّد صاحب السمو أهمية «وقف الحملات الإعلامية التي بلغت حدوداً مسّت
القيم والمبادئ، وزرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف الأبناء، وستدمر كل بناء أقمناه
وكل صرح شيّدناه».
من جانبه، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير
الخارجية في تصريحات سابقة، إن مبادرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح
أمير دولة الكويت الشقيقة، للوساطة بين الفرقاء الخليجيين لم تجد النور حتى الآن، بسبب
السلوك المتعنت لدول الحصار.
الكويت تقاسم قطر أفراحها بالكأس الآسيوية
كانت الكويت إلى جانب سلطنة عُمان، في مقدمة الدول التي سارعت لتهنئة قطر قيادة وشعباً
على فوز أسود العنابي بكأس آسيا، وازدانت أبراج الكويت بـ «الأدعم»، وعمّت الفرحة شوارع
الكويت، بل إن مواطنين كويتيين جاءوا لمشاركة إخوانهم القطريين فرحتهم، كإخوة خليجيين
تربطهم أواصر الأخوة الصادقة والمصير المشترك، تعبيراً عما يكنّه الشعب الكويتي للأشقاء
في قطر من محبة وتقدير واعتزاز.
أيادي الخير القطرية والكويتية ممتدة للعمل الإنساني
لا يتوقف التناغم القطري الكويتي عند حدود العلاقات السياسية والاقتصادية، بل امتد
إلى دعم العمل الإنساني بالعالم، وليس أدلّ على ذلك من توجيه حضرة صاحب السمو الشيخ
تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بمساهمة دولة قطر بمبلغ 50 مليون دولار في
مبادرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، بإنشاء
صندوق عربي للاستثمار في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي.
علاقات أخوية متجذّرة
أكد المسؤولون القطريون والكويتيون في مختلف المناسبات، تميّز العلاقات القطرية الأخوية
والوثيقة القائمة بين دولة الكويت وشقيقتها قطر، الأمر الذي أكّد عليه سعادة حفيظ محمد
العجمي سفير دولة الكويت لدى قطر، في آخر تصريح له بمناسبة اليوم الوطني لبلاده، لافتاً
إلى أن العلاقات الثنائية متينة ومتجذرة وامتدادها كبير لأبعد الحدود، وإقامتها تسبق
سبعينيات القرن الماضي -أي قبل تاريخ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين- وهناك
ارتباط مصيري وأسري وفي العادات والتقاليد إلى أبعد الحدود.
ونوّه سعادته بأنه «منذ نشأة البلدين الشقيقين، وهناك جهود متواصلة شملت جميع المجالات
السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والتعاون في المجال العسكري والأمني،
والتعليم، والسياحة، والفن».
وقد أسس البلدان اللجنة العليا المشتركة في 18 يونيو 2002، واجتمعت في أربع دورات،
وأنجزت العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج المشتركة، وكان آخر اجتماع لها
في دولة قطر في شهر يناير 2016، ومن المقرر أن تعقد اللجنة دورتها المقبلة في دولة
الكويت لاستكمال ومتابعة الجهود المبذولة، وهناك اتفاقيات ومذكرات تفاهم من المتوقع
التوقيع عليها بين الجانبين.
«الخفجي» شاهد على وحدة المصير
جسّدت معركة الخفجي تلاحم الشعبين القطري والكويتي، واعتزازهما وفخرهما بالتكاتف ووحدة
المصير خلال الفترة العصيبة التي مرّت بها دولة الكويت، ولعبت القوات المسلحة القطرية
دوراً محورياً في معركة الخفجي، التي يعتبرها الكويتيون ملحمة وطنية للكفاح وإعادة
الحق لأهله، وأحد أوجه التعاون العسكري بين البلدين، يعكسه تواجد طلبة كويتيين منتسبين
للدورات من ضباط وضباط صف، ومرشحين منتسبين لكلية محمد بن أحمد، وآخرين ضمن كلية الزعيم
الجوية، بالإضافة إلى مشاركة أعداد كبيرة من مختلف قطاعات القوات المسلحة القطرية في
التمارين المشتركة التي تقام في دولة الكويت، وبالمثل، تشارك أعداد كبيرة من القوات
المسلحة الكويتية في التمارين التي تقام في قطر، وهو ما أكده في وقت سابق سعادة حفيظ
محمد العجمي سفير دولة الكويت لدى قطر.
2.8 مليار دولار مبادلات تجارية بـ 2018
في الشق الاقتصادي، تجاوزت الاستثمارات المشتركة بين البلدين 7 مليارات دولار أميركي
في كل من القطاع العام والخاص في كلا البلدين، فضلاً عن الإقبال المتزايد من رجال وسيدات
الأعمال الكويتيين على الاستثمار في دولة قطر.
وشهدت العلاقات بين قطر والكويت مزيداً من النمو والتطور على مدى السنوات الماضية،
حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 2.8 مليار ريال خلال الأشهر التسعة الأولى
من عام 2018 الماضي، وهي تزيد بنسبة 12% عما حققته التبادلات التجارية لعام 2017 كاملاً،
مما يؤكد نمو التجارة البينية مستفيدة من هذا التقارب الكبير بين قطاعات الأعمال في
البلدين.
وبلغت صادرات قطر إلى الكويت ما قيمته نصف مليار دولار خلال عام 2017، في حين بلغت
وارداتها من الكويت نحو 220 مليون دولار، كما تتواجد 140 شركة كويتية مملوكة بنسبة
100% لمستثمرين كويتيين في دولة قطر بنهاية العام الماضي، في حين، يبلغ عدد الشركات
القطرية الكويتية المشتركة العاملة في قطر نحو 261 شركة، ليصبح إجمالي عدد الشركات
الكويتية، والقطرية الكويتية المشتركة نحو 400 شركة بإجمالي رأسمال يبلغ أكثر من 700
مليون دولار.
أشاد سعادة السيد محمد بن أحمد بن طوار الكواري النائب الأول لرئيس غرفة قطر -في تصريحات
سابقة- بدور القطاع الخاص الكويتي المهم في مساعدة نظيره القطري على تجاوز تداعيات
الحصار الجائر، الذي تتعرض له دولة قطر منذ الخامس من يونيو 2017، حيث ساهمت الشركات
الكويتية في مدّ السوق القطري بالعديد من المنتجات والسلع منذ بداية الأزمة الخليجية،
مما ساهم في استقرار السوق المحلي.
ولفت ابن طوار إلى أن عدد الشركات الكويتية المملوكة بنسبة 100% لمستثمرين كويتيين
في دولة قطر قد بلغ نحو 194 شركة في 2018، في حين بلغ عدد الشركات القطرية الكويتية
المشتركة نحو 332 شركة، ليصبح إجمالي عدد الشركات الكويتية والقطرية الكويتية المشتركة
العاملة في السوق القطري بنهاية العام 2018 نحو 526 شركة، مقابل 393 شركة بنهاية العام
2017، وبنمو في عدد الشركات نسبته 34%.
مرسوم رقم (29) لسنة 1979 بالتصديق على اتفاق التعاون الاقتصادي والتربوي والإعلامي
بين حكومة دولة قطر وحكومة دولة الكويت
مرسوم رقم (14) لسنة 2011 بالتصديق على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال المعارض
والمؤتمرات بين حكومة دولة قطر وحكومة دولة الكويت