جريدة
الشرق - السبت 9 فبراير 2019م
تخطين
الصعوبات وأثبتن كفاءتهن في ساحات القضاء
المحاميات القطريات بين مطرقة المجتمع وسندان المهنة
* عدم ثقة المتقاضين بالمرأة المحامية من أبرز التحديات التي واجهتهن
* غياب دور جمعية المحامين القطرية بنشر الوعي بأهمية مهنة المحاماة
استطاعت المرأة القطرية
أن تثبت وجودها في جميع مجالات الحياة بل واستطاعت أن تضع بصمتها المشرفة في أي درب
تسلكه ومن هذه المجالات المحاماة، حيث ظلت مهنة المحاماة لسنوات حكراً على الرجال دون
أن ينافسه فيه أحد إلى أن اقتحمت المرأة القطرية المجال ونافست شقيقها الرجل وأكدت
المحاميات لـ الشرق أن نظرة المجتمع للمهنة وعدم ثقة المتقاضين بالمرأة المحامية من
ابرز التحديات التي واجهتهن في السابق وتغلبن عليها.
وأشرن إلى أهمية دور جمعية المحامين القطرية بنشر الوعي بين طالبات المدارس بأهمية
هذه المهنة حتى يزيد الإقبال المنشود على مهنة المحاماة والتي لا تزال تعاني ضعفا من
الإقبال.
واشتكت المحاميات من تفرق المحاكم في أماكن عديدة ما يشكل صعوبة بالغة على جميع المحامين
سواء من الرجال أو النساء في متابعة قضايا موكليهم في هذه المحاكم داعيات إلى إحياء
المشروع الخاص بتجميع جميع المحاكم في مكان واحد.
أسماء جاسم: التنقل بين المحاكم يتطلب جهداً كبيراً
تقول المحامية أسماء علي جاسم: تخرجت سنه 2003 من جامعه بيروت ثم عملت رئيس الشؤون
القانونية بالمؤسسة العامة للبريد حتى افتتاح مكتبي الخاص في عام 2007، ولله الحمد
لم تواجهني أي صعوبات تذكر خلال دراستي الجامعية بل كانت متعه حقيقية لي ان ادرس التخصص
الذي تمنيته .
وتحدثت أسماء عن ابرز التحديات التي تواجه المرأة المحامية قائلة : مهنه المحاماة من
المهن التي تتطلب جهدا كبيرا وذلك في التنقل بين المحاكم ، والوقوف لساعات طويلة كذلك
أسلوب العمل الذي يتطلب الدخول في جدال ونقاشات طويلة بعضها قد يتخلله العنف في الكلام
مع رجال الشرطة والنيابة والقضاء للحصول على حق الموكلين. أيضاً يتعرض العاملون في
مجال المحاماة لصعوبة في بعض الإجراءات حيث يتعين عليهم الاطلاع الدائم على المستجدات
والسوابق القضائية .
وأردفت قائلة: المرأة التي تسلك المحاماة تضع في حسبانها انها قد تتغيب عن بيتها لساعات
طويلة غير محددة وهذا قد يأتي أحيانا على حساب بيتها وعائلتها بل وراحتها النفسية والجسمانية
حيث تتعرض لضغوط نفسية كبيرة .
وقالت: رغم جل التحديات والصعوبات التي تواجه المحامية القطرية الا أنها استطاعت اثبات
نفسها وكفاءتها في المهنة ، بل وكان لها بصمه واضحة ومشرفة في مجال المحاماة حيث يعتقد
الكثيرون ان المحاماة مهنه مقتصرة على الرجال ولن يبدع بها الا الرجل وهو ما نفته المحامية
القطرية من خلال تفوقها . وبالنظر إلى مجتمعنا الشرقي فقد تغيرت نظرته القديمة من عدم
إمكانية المرأة منافسة الرجل في الخوض في عالم المحاماة وعدم صلاحيتها لامتهان تلك
المهنة المتعبة والشاقة، وبأنه لا يقدر على ولوجها إلا الرجل، وكان السبب في تغير تلك
النظرة العقيمة هو الانفتاح الذي شهدته مجتمعاتنا العربية من تولي المرأة أهم وأرفع
المناصب القيادية العامة وقدرتها الهائلة على تحمل الصعاب للوصول إلى هدفها المنشود
وهو ما نجحت فيه الكثير من أخواتنا من النساء في عالمنا العربي والشرقي
كما أن المرأة في مهنة المحاماة قامت بوضع هدف نصب عينيها وهو إثبات قدرتها على امتهان
تلك المهنة وزرع أساسات صلبة لكفاءتها في المحاماة لا تنكسر ولا تلين مهما تعرضت إليه
من رياح عاصفة أو أعاصير، وإنما هي كالوتد في الأرض تزيد مقاومته كلما زاد الضغط عليه،
وهو ما نجحت فيه المرأة في الخوض في معترك القضاء والمحاماة وأثبتت كفاءة تحسد عليها
.
ونوهت إلى ان المحاماة تكسب المحامي ايجابيات عدة كإلمامه بمجالات مختلفة نتيجة بحثه
واطلاعه الدائم كما تصقل المحاماة شخصية المحامي بشكل مثالي .
وأشارت إلى أن الفترة الأخيرة تشهد ازدياد واقبال اعداد كبيرة من الفتيات القطريات
على دراسة القانون في الجامعات المختلفة ولكن ليست بالنسبة التي نتمناها ، وهذا دليل
على ثقتها بنفسها وإيمانها الكبير بطموحاتها وبأنها قادرة على التغلب على كافة التحديات
والمصاعب التي قد تواجهها في حياتها العملية فتحية تقدير لكل محامية قطرية وعربية.
مريم السويدي: إقبال الفتيات على مهنة المحاماة ضعيف
تقول المحامية مريم ماجد السويدي: تواجه المرأة القطرية في شتى المجالات عدة تحديات
والتي بدورها استطاعت التغلب عليها بالعمل الدءوب والصبر في ميدان العمل وهو ما حدث
لي في المحاماة ، حيث تعرضت لعدة مضايقات من بعض المحامين والافراد ولكنني لم أبال
بها ومضيت في طريقي لم اكترث لتعليقات احد ، فاستمررت لحضوري للجلسات والانتدابات ،وعندما
حلفت اليمين كنت مقتنعة تماما بأنه ستواجهني تحديات جمة ولله الحمد تغلبت عليها .
واستطردت قائلة : للأسف مازال اقبال الفتاة القطرية من الطالبات على مهنة المحاماة
ضئيلا للغاية ونتمنى ان تزيد النسبة الإقبال من قبل الفتيات خاصة ان المرأة القطرية
أضحت تنافس الرجل في كثير من المجالات ومنها مجال القضاء الذي برعت ايضا فيه ، واشارت
السويدي الى ان جمعية المحامين القطرية لم تتفق على الاهتمام بالمحامي القطري بل وتقاعست
كثيرا عن اداء دورها حيث يقع على عاتقها تذليل الصعوبات للمحامي القطري وتغيير النظرة
السلبية تجاه المهنة ونشر التوعية بين طلاب وطالبات الثانوية بأهمية تلك المهنة ولكن
للأسف هذه المهام لا تقوم بها الجمعية.
هند الصفار: المحاميات القطريات حققن نجاحات ملحوظة
أكدت المحامية هند إبراهيم الصفار على أن العنصر النسائي بدأ يزاحم الرجال بشكل كبير
في مهنة المحاماة لا سيما خلال السنوات القليلة الماضية وذلك بالتزامن مع النهضة الكبيرة
التي تشهدها قطر في مختلف المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية والرياضية .وتابعت
: إن المرأة القطرية منذ أن دخلت العمل في مجال المحاماة وهي تحقق نجاحات كبيرة وأصبحت
منافسا وندا قويا في مجال كان يسيطر عليه الرجال وليس أدل على نجاح المرأة في هذا المجال
من هذا العدد من الزميلات المحاميات اللائي يشهد لهن الكافة سواء من القضاة أو المتقاضين
بالكفاءة والمهنية . فالمرأة القطرية تتمتع بذات المقدرة التي يتمتع بها شقيقها الرجل
وهو ما يتجلى بوضوح في النجاحات الكبيرة التي حققتها في مختلف المجالات التي عملت بها،
مضيفة أن المرأة القطرية حظيت برعاية ودعم كبيرين من جانب جميع أجهزة الدولة من اهتمام
وتحفيز على المشاركة الفعالة في المجتمع وتنميته، موضحة أنها ارتبطت بعشق مهنة المحاماة
من والدها الذي لاقت منه تشجيعا كبيرا لدخول مهنه المحاماة.
وقالت إنها في البداية واجهت بعض التحديات في مقدمتها نظرة بعض أفراد المجتمع لعمل
المرأة في مجال المحاماة حيث كانوا يستنكرون عملها كمحامية ويعتبرون أن دورها يجب أن
يقتصر على القيام بالأعمال الاستشارية داخل المكاتب، لافتة إلى أنها تعمل في جميع القضايا
ولكن ينصب عملها بالأساس على القضايا الجنائية مشيرة الى ان رغبتها في تحقيق العدالة
دفعها الى امتهان هذه المهنة الفريدة .
وأوضحت أن هذه النظرة السلبية بدأت تتلاشى في الوقت الحالي وبات أفراد المجتمع على
قناعة كبيرة وثقة في قدرات المحامية وأنها إن لم تكن تتفوق على أقرانها من الكثير من
الرجال فإنها تقف معهم على قدم المساواة حتى أصبحت ومنافسا قويا لهم في جميع أعمال
المحاماة بما في ذلك المرافعات الشفوية أمام القضاة والدليل على حب القطريات لهذا المجال
هو وجود الآن ما لا يقل عن 20 محامية قطرية على الساحة وكلهن أبدعن في المجال ولفتت
إلى أن عمل المحاميات في الوقت الحالي لم يعد قاصراً على مباشرة قضايا الأسرة والأحوال
الشخصية وإنما أصبح يشمل جميع أنواع القضايا الجنائي والمدني والتجاري . كما ان المرأة
هي الافضل لقضايا الاسرة فهناك من النساء القطريات اللاتي يستحين أن يتحدثن في أمورهن
الشخصية وقضاياهن إلا مع امرأة، ويتعين وجود محامية تستمع إليها في شكواها ، وتوجهت
الصفار في ختام حديثها بنصيحة إلى المحاميات المبتدئات بالمثابرة والصبر على التحديات
لأن المحاماة من اجل المهن حيث يكفيكن شرفا ان تكن سببا في رد الحقوق لأصحابها ورفع
الظلم عن المكلومين.
وأشارت إلى أن مهنة المحاماة منذ أن بدأت في قطر والرجال هم المسيطرون عليها بشكل تام
وكانوا يكادون هم الوحيدون الذي يعملون بها عاما باستثناء بعض المحاميات غير أن السنوات
الأخيرة شهدت زيادة تدريجية في أعداد المحاميات وسوف تشهد الأعوام القادمة المزيد من
المحاميات .
سعيدة محمد: بعض المتقاضين لا يثقون بالمرأة المحامية
تقول المحامية سعيدة محمد كاش: إن المرأة القطرية أثبتت كفاءتها واستطاعت أن تشق طريقها
في مجالات عديدة ومنها بالطبع مهنة المحاماة ، حيث كانت بداياتها عام 2002 كمتدربة
وما ان لبثت حتى اصبح لها مكتبها الخاص وتابعت : إن اختياري لشعبة القانون للدراسة
في الجامعة جاء لاعتقادي الراسخ أن هذه الشعبة تعتبر من أهم الدراسات في عالمنا المعاصر
الذي أصبح كالقرية الصغيرة نظرا لتقارب الأفكار والمعارف بين شتى بقاع العالم بصفة
عامة وبين مواطني دول العالم بصفة خاصة.
وقد جذبني الانتباه أثناء دراستي بالثانوية إلى أن القانون بكافة أنواعه هو الحاكم
الفعلي لكافة شؤون المجتمع الذي أعيش فيه وكذا المواطنون الذين يعتبر القانون هو البوصلة
التي تحرك قراراتهم وتوجهها، ذلك أن القانون هو الذي يرسم إطار الحياة الذي لا يتعين
على المرء تجاوزه، كما أن القانون هو الذي يبني ويرسخ مبادئ التشريع الذي لا يجوز تخطيها
بأي حال من الأحوال وهو الذي يحمي المجتمع من شرور الماكرين ويعطي الحقوق لأصحابها
عند اختصامهم أمام القاضي المختص، وهذا هو ما شدني وجذبني إلى دراسة شعبة القانون مشيرة
إلى أن نظرة المجتمع الشرقي القديمة تغيرت من عدم إمكانية المرأة من منافسة الرجل في
الخوض في عالم المحاماة وعدم صلاحيتها لامتهان تلك المهنة المتعبة والشاقة، مؤكدة أن
السبب في ذلك الانفتاح الذي شهدته مجتمعاتنا العربية من تولي المرأة أهم وأرفع المناصب.
ونوهت إلى أن اغلب التحديات التي واجهت المحامين هو التدرب لمدة عامين بدون مقابل وهو
ما تغير الآن فالمحاميين له عامين من التدريب بمقابل وهو ما أدى بطبيعة الحال إلى زيادة
معقولة في نسبة المقبلين على دراسة المحاماة. أيضاً ثقة المتقاضين كانت معدومة في المرأة
المحامية ولكنها تغيرت كثيرا عندما أثبتت المرأة قوتها وذاتها في المحاكم.
محمد الهاجري: المحاميات أقدر من الرجل في قضايا الأسرة
يقول المحامي محمد الهاجري: هناك الكثير من السيدات القطريات، اللاتي اثبتن نجاحهن
بتفوق، ونجحن أيضا في خلق الثقة الكبيرة بينهن وبين الموكلين، وأصبحن ينافسن الرجال
بقوة، مما يؤكد نجاحهن وتفوقهن في مجالات العمل الصعبة مثل المحاماة والقانون، لافتا
إلى أنه توجد بعض الخطوات المتبعة لتصبح المرأة محامية في قطر، والتي من الممكن أن
تكون من أسباب عدم استمرار الخريجات في المهنة، مثل التدريب لفترة عام ونصف العام عند
مكتب محام، بالإضافة إلى 6 أشهر تدريباً في مركز الدراسات القضائية بوزارة العدل، حيث
يتم تحضيرهن وتأهيلهن.
ويضيف أنه من الممكن لخريجة القانون إذا عملت لمدة سنتين في أي دائرة من دوائر الدولة،
الانتقال تلقائيا إذا أرادت العمل بمجال المحاماة، وفي هذه الحالة تستطيع الحصول على
الرخصة، وذلك سواء كان رجلا أو فتاة فالقانون لا يفرق بينهما .
إلا أن القطريات يحتجن إلى دعم ومساعدة من قبل المؤسسات العامة والخاصة، مؤكدا أهمية
عمل المرأة بالمهنة، لاسيما في ما يتعلق بقضايا المنازعات المتعلقة بقانون الأسرة،
فالمحامية أقدر من المحامي الرجل، في معرفة القضايا والمشكلات التي تتعرض لها المرأة
والنساء بصفة عامة.
ودعا الهاجري :جميع خريجات القانون لمحاولة الدخول في هذه المهنة الحرة، منوها الى
أن الفتاة القطرية قادرة على ذلك، ولكن مسألة القدرة تتوقف على شخصية الإنسان، ومدى
ثقته بنفسه، مع ضرورة اهتمامه بالثقافة القانونية .
قانون رقم (23) لسنة 2006
بإصدار قانون المحاماة
المحاميات القطريات
يكسرن احتكار الرجال
خبراء قانون: المحاميات أفضل
لقضايا الأسرة من الرجال
المحامية سعيدة كاش لـ «العرب»:المرأة القطرية أثبتت كفاءتها في المحاماة