جريدة العرب - السبت
30 مارس 2019م
قطر
وتونس.. شراكة استراتيجية ودعم لمسيرة التنمية
الدوحة
- العرب
تربط قطر بتونس علاقات سياسية واقتصادية عريقة،
وتدعّمت هذه العلاقة خلال السنوات الأخيرة مع وقوف قطر إلى جانب شقيقتها تونس لمساعدتها
في الخروج من الركود الاقتصادي الذي مرت به عقب قيام ثورة 2011، والتي أدت إلى عزل
الحكومة آنذاك ووضعت تونس على مسار الديمقراطية؛ حيث كانت قطر ولا تزال الشريك الاستراتيجي
لتونس في مسيرتها لإصلاح ودفع عجلة نمو اقتصادها.
سخرت قطر جميع إمكانياتها لدعم الشعب التونسي بغض النظر عن التوجه السياسي للواقفين
على الحكم. فقد بقيت يد قطر ممدودة لمساندة التونسيين في تحسين ظروفهم المعيشية ووضع
اقتصاد بلادهم على المسار الصحيح نحو تحقيق الازدهار والنمو.
ومن بين المواقف التي تحسب لدولة قطر في سياق دعم الشعب التونسي الشقيق، رعايتها ودعمها
اللامحدود لـ «المؤتمر الدولي للاستثمار- تونس 2020» الذي تم تنظيمه نهاية 2016، حيث
تولت قطر تغطية تكاليف التنظيم والترويج للمؤتمر.
وفاقت نتائج المؤتمر -الذي بلغت تكاليف تنظيمه 2.4 مليون يورو- كل التوقعات، وكانت
مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في المؤتمر،
أكبر دعم لذلك الحدث.
وأعلن حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في افتتاح المؤتمر أن قطر تقدم 1.25 مليار
دولار إسهاماً منها في دعم اقتصاد تونس وتعزيز مسيرتها التنموية.
وشهد المؤتمر نجاحاً منقطع النظير بفضل جهود الدبلوماسية القطرية التي أخذت على عاتقها
الترويج للمؤتمر على الصعيد الدولي، وقد شهد مؤتمر الاستثمار إقبالاً كبيراً من المستثمرين
الأجانب، وقدمت خلاله ندوات وورش عن القطاعات وفرص الاستثمار الواعدة في تونس.
الأولى عربياً
حافظت دولة قطر على موقعها الريادي كأول مستثمر عربي في تونس محتلة المرتبة الأولى
من حيث تدفقات الاستثمارات العربية المباشرة نحو تونس سنة 2018، حسبما كشفت «هيئة الاستثمار
الخارجي» الحكومية الأسبوع الماضي.
وناهزت الاستثمارات القطرية المباشرة 479 مليون دينار، أي نحو 159 مليون دولار، صعوداً
من 83.18 مليون دينار، أي زهاء 27 مليون دولار سنة 2017.
والعام الماضي تضاعفت الاستثمارات القطرية في تونس أكثر من 5 مرات مقارنة بعام 2017،
بفضل الشراكات الاقتصادية المتقدمة التي يعمل البلدان على تنميتها عبر مشاريع مشتركة
في القطاع السياحي عبر مشروع الديار القطرية واقتناء مجموعة الماجدة لحصة الدولة في
مصرف الزيتونة الإسلامي المصادر.
وفي أكتوبر الماضي، تمكنت شركة ‹›ماجدة تونس››، الفرع التونسي لمجموعة ‹›ماجدة» القطرية،
من الفوز بصفقة اقتناء حصّة الدولة التونسية من «بنك الزيتونة» المقدرة بنسبة %67 وحصتها
من شركة التأمين الزيتونة «تكافل» بنسبة 70 %.
وحصلت مجموعة الماجدة على الصفقة بعد تقدمها بأعلى عرض مالي، ما مكنها من الحصول على
حصة الدولة في المؤسستين المذكورتين بمبلغ 370 مليون دينار أي ما يعادل 137 مليون دولار.
التبادل التجاري
سجلت المبادلات التجارية بين قطر وتونس خلال العام الماضي بنسبة 19.23 %، مقارنة بالعام
2018، لتصل إلى نحو 114.45 مليون دينار تونسي، أي ما يعادل 140.8 مليون ريال تقريباً.
ويعود هذا الارتفاع بالأساس إلى نمو واردات قطر من السلع التونسية بنسبة 30.14 % خلال
العام 2018 مقارنة بسابقه، لتصل إلى نحو 54.3 مليون دينار، أي ما يعادل 66.8 مليون
ريال، وذلك بتوريد 9.03 ألف طن من السلع. بحسب الأرقام الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء
التابع لوزارة التخطيط والتعاون الدولي التونسية.
فيما ارتفعت الصادرات القطرية نحو السوق التونسي بنسبة 10.83 % إلى نحو 73.9 مليون
ريال، بعد تصدير أكثر من 16.35 ألف طن من السلع، وقد نتج عن ذلك فائض تجاري لصالح الدوحة
بقيمة 7.1 مليون ريال، مقابل فائض بـ 15.4 مليون ريال في 2017.
وتستورد الدوحة من تونس: التمور، وزيت الزيتون، والغلال، والخضراوات، والحوامض، والمنتجات
البحرية، ومواد البناء، والمعدّات الكهربائية، والكوابل، والألومنيوم، في حين تصدّر
قطر إلى تونس: المواد الأولية البلاستيكية، وزيت البترول، والألومنيوم، والألواح، والصفائح،
واللفات، والأشرطة.
وانفتح السوق القطري على نظيره التونسي أكثر منذ بداية الحصار الجائر الذي أقدمت عليه
4 دول عربية ضد قطر في 5 يونيو 2017، حيث شهد قطاع الأعمال القطري عدة زيارات لوفود
أعمال تونسية، من أجل بحث سبل تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
وتصل السلع التونسية إلى السوق القطري بشكل يومي عبر الجو، في ظل غياب لخط بحري مباشر
بين قطر وتونس، ما يرفع من تكلفة النقل بين البلدين، وتستغرق السلع التونسية القادمة
عبر البحر ما بين 40-45 يوماً للوصول إلى الدوحة، حيث تعمل الشركات التونسية على خفض
تلك المدة إلى نحو 30 يوماً، بهدف دعم وجود السلع التونسية في السوق القطري.
صندوق الصداقة
ومن بين أبرز ملامح الشراكة القطرية - التونسية تأسيس صندوق الصداقة القطري التونسي
عام 2013 والذي يهدف إلى مساعدة مختلف شرائح المجتمع التونسي على تحقيق طموحاتهم، من
خلال خلق فرص عمل للشباب تلبي احتياجاته وتطلعاته، حيث يقوم صندوق الصداقة القطري وبالتنسيق
الوثيق مع شركائه المحليين والشباب التونسي على مواجهة تحديات البطالة وندرة العمل.
وقد وقع صندوق قطر للتنمية 5 اتفاقيات شراكة جديدة بالعاصمة التونسية في ديسمبر الماضي
بقيمة 15 مليون دولار، مع مؤسسات بنكية ومالية تونسية، من خلال صندوق الصداقة القطري
- التونسي. وتشمل المؤسسة كلاً من «الزيتونة تمكين» و»ايندا تمويل» و»أسد تمويل» و»ميكروكراد»
و»بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة».
وستعمل الاتفاقيات التي تمتد من 3 إلى 10 سنوات على المساهمة في مكافحة البطالة من
خلال فرص عمل وتوفير تمكين اقتصادي للفئات المهمشة عبر إتاحة فرص التمويل لها وتعزيز
العدالة الاجتماعية لفائدة القطاعات والمناطق المحتاجة. ويحرص القائمون على الصندوق
على جعل الشباب أكثر وعياً ودراية بمهارات العمل الريادي والدعم وتوفير مرافق العيش
وتحسينها وذلك من خلال تعزيز وتنمية المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر.
وتشمل القروض الممنوحة من طرف صندوق قطر للتنمية عن طريق صندوق الصداقة القطري - التونسي
عبر المؤسسات المالية والبنكية المذكورة، الشباب من 18 إلى 40 سنة الذين سيتمتعون بالخدمات
بشكل مباشر وغير مباشر بعدد يبلغ 90 ألف شاب وشابة.
مرسوم رقم (2) لسنة 2013 بالتصديق على مذكرة تفاهم بين حكومة دولة قطر وحكومة
الجمهورية التونسية في مجالات التكوين المهني
مرسوم رقم (14) لسنة 1996 بالموافقة على اتفاقية إنشاء لجنة عليا مشتركة لتنمية
العلاقات بين حكومة دولة قطر وحكومة الجمهورية التونسية
العلاقات القطرية التونسية نموذج في التكامل الدائم
رئيس الوزراء والرئيس التونسي
يستعرضان العلاقات