جريدة الراية - الأحد 31 مارس
2019م
تشاور
دائم وحرص متبادل على تعزيز التعاون
قطر وتونس نموذج يُحتذى في علاقات العروبة الأصيلة
قطر استمرت في دعمها مسيرة النهضة التونسية رغم تعاقب الحكومات
تونس دعمت حل الأزمة الخليجية عبر الحوار ورفضت ابتزاز دول الحصار
مساعٍ تونسية لتلطيف الأجواء وتقريب وجهات النظر في القمة العربية
قطر أكبر مستثمر عربي وثاني أكبر مستثمر خارجي في تونس
نمو الاستثمارات القطرية في قطاعات البنوك والسياحة والعقارات في تونس
قطر تفتح مكتباً لتسهيل استخراج تأشيرات العمل في تونس قريباً
تضاعف حجم المبادلات التجارية خلال السنتين الأخيرتين
كتب - إبراهيم بدوي:
شهدت العلاقات القطرية التونسية تطوراً لافتاً
في السنوات القليلة الماضية، ورغم تعاقب الحكومات التونسية منذ ثورة الياسمين المجيدة
عام ٢٠١١، أعطت قطر وتونس نموذجاً يُحتذى به لما يجب أن تكون عليه علاقات الأخوة والعروبة
الأصيلة.
وتجسدت قيم ومعاني العروبة في حفاظ البلدين على علاقات وثيقة متطورة، رغم اختلاف الخلفيات
والتوجهات السياسية للحكومات التونسية المتعاقبة. وأثبتت الدوحة دعمها تطلعات الشعب
التونسي واختياراته، بغض النظر عن الخلفية السياسية، أو التوجه الأيديولوجي، للأطراف
التي تحكم البلاد، لتبقى قطر الداعم الدائم لمسيرة تونس الشعب والدولة.
كما تجسدت أصالة وقوة العلاقات القطرية التونسية، في موقف تونس من الأزمة الخليجية
والحصار الجائر على دولة قطر، حيث كان موقفها واضحاً وقوياً، بعدم الرضوخ لابتزاز بعض
دول الحصار. ورفضت تونس الضغوط عليها من بعض تلك الدول للتماهي مع موقفها، وأكدت ضرورة
تجاوز الخلافات بين الأشقاء والحل عبر الحوار. ويبرز التوجه العام للرئيس التونسي،
قائد السبسي، برفض الضغوط والنأي بالنفس وعدم الانخراط في الأزمة الخليجية، بدعم طرف
على حساب طرف آخر.
زيارات متبادلة
عكس الحرص الشخصي لقيادتي البلدين، على تعزيز العلاقات على أساس الاحترام المتبادل
والمصلحة المشتركة، ما تتمتع به العلاقات القطرية التونسية من عمق وتنوع وتطور مستمر.
وتجسد ذلك في زيارات متبادلة رفيعة المستوى، أبرزها زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم
بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى تونس في نوفمبر عام ٢٠١٦، وزيارة رئيس الجمهورية
التونسية، الباجي قائد السبسي، إلى الدوحة في شهر مايو من نفس العام.
الدعم القطري
دعمت قطر ولا تزال، صمود الشعب التونسي في مواجهة تحديات التحول الديمقراطي عبر حزمة
من برامج التعاون المشترك والاستثمارات النوعية في القطاع المالي والاستثماري. وتعد
قطر أكبر مستثمر عربي وثاني أكبر مستثمر خارجي في تونس بعد فرنسا، حيث يشهد التعاون
القطري التونسي نمواً مستمراً وتنوعاً شمل عديد المجالات.
وكان الحضور الشخصي لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى،
وافتتاح سموه، برفقة الرئيس السبسي، أعمال المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد والاستثمار
بتونس عام ٢٠١٦ نتائج مهمة من حيث الحضور ومن حيث الوعود الاستثمارية.
وأعلن صاحب السمو عن توجيه مبلغ مليار و 250 مليون دولار أمريكي لفائدة الاقتصاد التونسي
وكان لذلك التوجيه السامي بالغ الأثر في تحفيز الفاعلين الاقتصاديين على العودة للاستثمار
في تونس. وعزز الدعم القطري صمود الاقتصاد والاستثمار التونسي، وشكل دفعة قوية للتعاون
المالي والاستثماري بين البلدين فيما أعاد تونس إلى خريطة الاستثمارات العالمية، وبما
يساعدها على تحقيق التطور الاقتصادي المنشود.
كما قدمت قطر وديعة بقيمة 500 مليون دولار لدعم احتياطيات تونس من العملة الصعبة، سبقها
قرض بقيمة 500 مليون دولار، من خلال الاكتتاب في سندات لمساعدة الحكومة على تحقيق التنمية
في المناطق الداخلية.
وشكلت زيارة معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير
الداخلية، إلى تونس يوم 2 مارس الجاري وترؤس معاليه للجانب القطري في أشغال الدورة
السابعة للجنة العليا التونسية القطرية المشتركة، مناسبة متجددة لتأكيد معاني الالتزام
بالدفع بالعلاقات الثنائية وتجديد روح التضامن الأخوي.
وتوجت أعمال اللجنة بإبرام عشر اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية للتعاون في مجالات
متعددة. وبلا شك ستعود هذه الاتفاقيات بالفائدة على البلدين والشعبين الشقيقين وتفتح
آفاقاً أرحب لفائدة المؤسسات ورجال الأعمال والمستثمرين في البلدين.
تطور العلاقات
ويبرز بين مؤشرات تطور العلاقات القطرية التونسية، استعداد صندوق قطر للتنمية لفتح
فرع له في تونس كأول مكتب خارج دولة قطر. وسوف يساهم في جهود التعاون المالي من خلال
توقيع اتفاقيات شراكة مع مؤسسات بنكية ومالية تونسية لتمويل مشاريع موجهة للشباب لا
سيما ذات القدرة التشغيلية.
كما تعمل قطر على فتح مكتب بتونس لتسهيل عمليات استخراج تأشيرات العمل وغيرها من أنواع
التأشيرات، خلال الأسابيع القليلة القادمة. ومن المقرر أن تشارك قطر كضيف شرف في الصالون
الدولي للفلاحة والآلات الفلاحية والصيد البحري «سيماب 2019» الذي سيُقام بتونس من
24 إلى 29 سبتمبر القادم.
الاستثمارات القطرية
في أحدث فصول تنامي العلاقات بين قطر وتونس، سجلت السنة الماضية مزيداً من الاستثمارات
القطرية في قطاعات البنوك والسياحة والعقارات، وكان أهمها بالخصوص اقتناء شركة الماجدة
القطرية لحصة الدولة التونسية في كل من «مصرف الزيتونة» وشركة التأمين «الزيتونة تكافل».
وحافظت قطر بذلك على مكانتها كأحد أهم الشركاء الدوليين لتونس في المجالين المالي والاستثماري،
وتحققت طفرة نوعية في حجم المبادلات التجارية خلال السنتين الأخيرتين. كما شهدت هذه
الفترة حركة استثنائية من حيث تنظيم اللقاءات والزيارات الاقتصادية الثنائية وكذلك
المشاركة في المعارض التجارية المتخصصة.
وتجاوزت الاستثمارات القطرية في تونس خلال السنوات الأخيرة مبلغ المليار دولار وأهمها
شراء مجموعة أوريدو لشركة اتصالات في تونس واستثمارات بنك قطر الوطني الذي فتح عدة
فروع في تونس بالإضافة إلى استثمارات مجموعة الديار القطرية لإنشاء منتجع سياحي بمدينة
توزر في الجنوب التونسي. كما عرف التعاون المالي أيضاً مستويات متميزة، حيث تجاوز المبلغ
الإجمالي لهذا التعاون مبلغ المليار دولار توزع بين سندات خزينة ووديعة وقروض وهبات.
تشغيل الشباب
يتواصل الدعم القطري للشعب التونسي حيث يلعب كل من صندوق الصداقة القطري ومؤسسة «صلتك»
إضافة إلى الجمعيات الخيرية القطرية دوراً رائداً في إسناد المشاريع التنموية في تونس
ومساعدة الباحثين عن فرص عمل.
وقد وفر صندوق الصداقة القطري في تونس -تأسس عام 2013 كإحدى المؤسسات الداعمة للاقتصاد
التونسي - أكثر من 900 مشروع مع مختلف الجهات التونسية، كما ساهم في خلق نحو 6 آلاف
فرصة عمل للشباب، بالمشاريع الصغرى والمتوسطة لا سيما في المناطق الداخلية.
الجالية التونسية
في أحد دلائل تطور العلاقات القطرية التونسية، زاد عدد أفراد الجالية التونسية في قطر
بشكل لافت. ومنذ عام 2011 تضاعف عدد أفراد الجالية ٦ مرات ليتجاوز حالياً ٢٧ ألفاً.
ويشهد التعاون الفني بين قطر وتونس تنامياً كبيراً من خلال استقطاب وتشغيل الكفاءات
التونسية ويحظى أبناء الجالية التونسية بتقدير لدى كل الأوساط القطرية، لتفانيهم وانضباطهم
ولمساهمتهم القيمة في تنفيذ مختلف المشاريع التي تنجزها دولة قطر في إطار رؤيتها المستقبلية
«قطر 2030».
مساندة مطلقة
على مستوى التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، هناك مساندة مطلقة من قطر لتونس في كافة
المحافل الإقليمية والدولية، وفي الترشحات للهيئات والمنظمات العالمية.
وتتطلع تونس خلال استضافتها الدورة الثلاثين لقمة جامعة الدول العربية، اليوم، إلى
أن تكون هذه القمة مناسبة لتلطيف الأجواء وتقريب وجهات النظر بين كل الأشقاء العرب
وأن تتوج أعمالها بقرارات هامة في صالح العمل العربي المشترك وخدمة الشعوب العربية.
كما تستعد تونس إلى احتضان أشغال القمة الخمسين للفرانكوفونية خلال سنة 2020، وقطر
إحدى أهم الدول الفاعلة في المجموعة الفرانكوفونية.
من جهة أخرى، تسعى تونس للفوز (للمرة الرابعة) في الانتخابات التي ستعقد في يونيو 2019
في الجمعية العامة للأمم المتحدة لنيل عضوية غير دائمة في مجلس الأمن للفترة 2020-2021،
وذلك بفضل ما تحظى به من دعم قوي من المجموعات الإقليمية التي تنتمي إليها خاصة مجموعة
الدول العربية ومجموعة الدول الإفريقية ومن بقية الدول الصديقة.
مرسوم رقم (2) لسنة 2013 بالتصديق على مذكرة تفاهم بين حكومة دولة قطر وحكومة
الجمهورية التونسية في مجالات التكوين المهني
مرسوم رقم (14) لسنة 1996 بالموافقة على اتفاقية إنشاء لجنة عليا مشتركة لتنمية
العلاقات بين حكومة دولة قطر وحكومة الجمهورية التونسية
العلاقات القطرية التونسية نموذج في التكامل الدائم
رئيس الوزراء والرئيس التونسي
يستعرضان العلاقات