جريدة العرب - الخميس  11 أبريل 2019م

العلاقات القطرية البلغارية.. مصالح مشتركة وآفاق واسعة للتعاون

الدوحة - قنا
تشهد العلاقات القطرية البلغارية تعاونا مشتركا وترابطا وثيقا يجمع بين البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدوحة وصوفيا ،في السادس عشر من شهر أكتوبر عام 1990..وفي ظل هذه العلاقات المتنامية افتتحت جمهورية بلغاريا سفارتها في الدوحة عام 2009 ، وبعد ثلاثة أعوام أي في 2012 افتتحت دولة قطر سفارتها في العاصمة البلغارية صوفيا، ومنذ ذلك الوقت تطورت العلاقات بين البلدين وأصبحت أكثر قوة ومتانة.
وفي عام 2009 كانت أول زيارة رسمية لصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لبلغاريا لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.. بينما جاءت أحدث زيارة في العام الماضي وقام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وتم خلالها توقيع عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم بين البلدين في مختلف المجالات.
وفي زيارة رسمية للبلاد وصل اليوم إلى الدوحة فخامة الرئيس رومين راديف رئيس جمهورية بلغاريا، وسيعقد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس البلغاري غدا /الخميس/، مباحثات بالديوان الأميري تتناول علاقات الصداقة بين البلدين وسبل تنميتها وتطويرها، وعددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وخلال السنوات القليلة الماضية بذل كلا البلدين جهودا لوضع أسس قاعدة قانونية حديثة موجهة نحو التعاون المكثف.. وتعززت العلاقات بين البلدين من خلال الزيارات المتبادلة، والتعاون النشط في مختلف المجالات، سواء على المستوى الثنائي أو الأطر المتعددة الأطراف، وتم توقيع أكثر من 30 اتفاقية وإبرام ترتيبات استراتيجية بين حكومتي البلدين.
وبذلت في تلك الأعوام العديد من الجهود الكبيرة ذات تعاون قوي ومميز بين دولة قطر وجمهورية بلغاريا ..وفي هذا الإطار أكد سعادة السيد راشد بن علي الخاطر سفير دولة قطر لدى بلغاريا أن العلاقات القطرية البلغارية مميزة وتشهد تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة..مشيرا إلى حرص دولة قطر على تعزيزها على كافة المستويات، وفي سائر المجالات بما يخدم مصالح الشعبين القطري والبلغاري.
ولفت إلى أنه تم إنشاء اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين حكومتي دولة قطر وجمهورية بلغاريا منذ عام 2009، حيث تمكن البلدان من تعزيز علاقاتهما الاقتصادية والتجارية وهو ما يكشفه الارتفاع المستمر لمعدلات التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات الأخيرة.
وقال سعادته إن حكومتي البلدين استطاعتا دفع علاقات التعاون المشترك في مجال الاقتصاد إلى الأمام بفضل العديد من الاتفاقيات الثنائية..مشددا على أن السياسة الخارجية لدولة قطر تقوم على أسس السلام والأمن والاستقرار والتعاون والصداقة بين دول وشعوب العالم.
ورسخت قوة ومتانة العلاقات بين قطر وبلغاريا التي تمتد لأكثر من 27 عاما، التعاون بين البلدين، اللذين تربطهما علاقات وطيدة قائمة على الاحترام المتبادل والثقة حيث توفر بلغاريا أفضل الخبرات للشركات العاملة في قطر وغيرها من الأماكن، وذلك في مجالات عديدة، خاصة مع وجود أكثر من 500 بلغاري في قطر يعملون بكافة الشركات والمؤسسات.
وفي العام الماضي وخلال زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى بلغاريا تم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات الطاقة، والرياضة واتفاقية بين جامعة قطر وجامعة صوفيا وأخرى بين غرفة تجارة وصناعة قطر وغرفة تجارة بلغاريا. وتم تنظيم منتدى لرجال الأعمال القطريين ونظرائهم البلغاريين لبحث سبل تعزيز التعاون التجاري وبحث الفرص الاستثمارية في البلدين.
وشهد عام 2012 زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية، لبلغاريا برفقة ممثلين لعدد من الشركات الحكومية القطرية مثل الديار القطرية وجهاز قطر للاستثمار وشركة قطر للتعدين وشركة الريل وشركة قطر الوطنية للفنادق،وشارك من الجانب البلغاري وزير الاقتصاد والطاقة ونائب وزير السياحة وغيرهما من المسؤولين لبحث الفرص الاستثمارية في مجال البنى التحتية والمناجم والعقارات والسياحة.
كما التقى الوفد القطري مع المديرين التنفيذيين للشركة الوطنية للمناطق الصناعية والشركة القابضة البلغارية للطاقة، حيث اطلع الطرف القطري على الفرص الاستثمارية في قطاع الطاقة والمناطق الصناعية.
والاستثمارات القطرية مهمة جدا لاقتصاد بلغاريا وهناك العديد منها في القطاعات المختلفة مثل الزراعة، كما توجد شركات قطرية تعمل بشكل قوي في بلغاريا وتقوم بإنتاج وتصدير لحوم الدواجن للدوحة، بالإضافة إلى وجود اتصالات متقدمة لبحث سبل تعزيز العمل بين الشركات البلغارية والقطرية للاستثمار في قطر، حيث تعد هذه خطوة مهمة لتقوية العلاقات بين البلدين، خاصة مع وجود العديد من الشركات البلغارية التي تعمل في مجال البنية التحتية في قطر.