جريدة الوطن - السبت 13 يوليو
2019م
العزاب
صداع في مناطق العائلات
كتب-
حسام وهب الله ومفيد القاضى{ تصوير: ناصر حسن
قبل انتهاء دور انعقاده، ناقش مجلس الشورى ظاهرة
سكن العزاب في المناطق المخصصة للسكن العائلي، وأكد عدد كبير من أعضائه أهمية التصدي
للظاهرة، لما تسببه من إزعاج للأسر سواء من المواطنين أو المقيمين، في ظل بعض السلبيات
التي تقع نتيجة وجود العزاب في المناطق العائلية.
الوطن قامت بجولة في عدد من المناطق التي تشهد زيادة في معدلات سكن العزاب ورصدت آراء
عدد من المواطنين في سلبيات عدم تفعيل القانون على المخالفين، حيث رصدنا ازدياد معدلات
العزاب في كثير من المناطق مثل المرة والخريطيات أم صلال وأبو سدرة وغيرها، وهو ما
أدى إلى انتشار العديد من الورش التي يعمل فيها العمال الذين يقطنون تلك المناطق، إضافة
إلى احتشادهم في العديد من الشوارع في الفترة التي تعقب صلاة المغرب مسببين زحاما شديدا،
إضافة إلى الضوضاء العالية التي تصدر عنهم واحتلالهم لمداخل المنازل، وانتشار سياراتهم
بشكل عشوائي في الشوارع، بل حتى مواقف المساجد يتم استغلالها بشكل واضح.
الوطن استطلعت آراء عدد من المواطنين وبدورهم وجهوا دعوات للجهات المعنية بضرورة اتخاذ
الإجراءات التي كفلها القانون بمنتهى الحسم على المؤجرين لفئة العمال حتى يتم التصدي
للظاهرة.
عادات وتقاليد
بداية، يقول السيد إبراهيم المنصوري: مشكلة انتشار سكن العزاب أمر يؤرق الكثير من المناطق
بالفعل لدرجة أن هناك مناطق كانت تتميز بالهدوء ويقبل المواطنون القطريون على السكن
بها تحولت بمرور الوقت، وبسبب انتشار العزاب إلى منطقة طاردة للقطريين. فعلى سبيل المثال،
منطقة مثل المرة كانت تعد من أهدأ مناطق الدوحة ولكن فجأة عرف العمالة والعزاب الطريق
إليها، فانتشرت البيوت المؤجرة للعزاب بالكامل ما يضغط على مرافق المنطقة، حيث ترى
الفيلا الصغيرة يسكنها عشرات العمال وتجد أمامها كمية من السيارات تغلق الشوارع وتحتل
الأرصفة ناهيك على انتشار الكثير من الورش والمحال التي يعمل فيها هؤلاء وهكذا انتشرت
الورش مثل ورش النجارة والدهان الأمر الذي يهدد أبناء المنطقة فنشروا الورش خاصة ورش
النجارة في ربوعها لدرجة أنك تجدد عددا من الورش أمام المدرسة الموجودة بالمنطقة دون
مراعاة لتلاميذ وتلميذات المدرسة. وأضاف المنصوري أن تداعيات سكن العزاب في المناطق
المخصصة للعائلات كثيرة للغاية أهمها أنهم لا يحرصون على احترام تقاليد الشعب القطري
في ارتداء الملابس المناسبة عند خروجهم من أماكن سكنهم فهم يخرجون مرتدين ملابس غير
محتشمة، إضافة إلى أنهم بسبب كثرتهم المبالغ فيها يتسببون في ضغط على مرافق المناطق
التي يسكنونها، إضافة إلى أنهم يحتلون بسياراتهم كافة الأماكن المتاحة لصف سيارات العائلات،
ناهيك عن احتلالهم لأماكن صف السيارات للمصلين أمام المساجد، بل وتعودوا في الفترة
الأخيرة على أن يحتلوا مداخل بيوتنا دون مراعاة لحرمات المنازل وكثيرا ما اضطررنا لطردهم
من احتلال بوابات المنازل دون جدوى والطامة الكبرى أن كثيرا منهم يرتدون ملابس شبه
عارية وغير لائقة بالمجتمع القطري دون مراعاة لوجود عائلات وأسر سواء من المواطنين
أو أسر المقيمين، لهذا نحن نتمنى بالفعل أن تقوم الجهات المعنية باتخاذ اللازم وتشديد
الرقابة لمنع مثل هذه الأمور ومواجهة ظاهرة انتشار العزاب في مناطق العائلات، وإلزامهم
بشكل عام باحترام عادات وتقاليد المجتمع الذي يعيشون فيه لأن كلهم تقريبا ليسوا من
الجنسيات العربية وبالتالي لا يعرفون عن عادات وتقاليد المجتمعات العربية أو المجتمع
القطري أي شيء.
من جانبه، يقول السيد سعيد المري إن جولة بسيطة داخل المناطق التي تشهد انتشار سكن
العزاب تكشف بوضوح حجم السلبيات العديدة التي يتسبب فيها هؤلاء العمال لعل منها انتشارهم
في الفترة التي تعقب صلاة المغرب في الكثير من الشوارع ليشكلوا مظهرا غير حضاري ويتلفوا
المناطق الخضراء الموجودة ناهيك عن ارتفاع أصواتهم بشكل مزعج متسببين في ضجة عارمة
في مختلف المناطق وكثيرا ما يدخلون مع بعضهم البعض في مشادات ومشاحنات كلامية تتسبب
في قلق قائدي السيارات المارة بالقرب منهم، بالإضافة إلى عدم مراعاتهم لمداخل البيوت
فهم يقفون في أي مكان دون استئذان وكثيرا ما يسدون مداخل بيوتنا ونضطر إلى التشاجر
معهم حتى ينصرفوا من المكان، لهذا نحن نطالب بحملات من الشرطة المجتمعية وكل الأجهزة
الرقابية الأخرى لتطبيق قانون عدم تواجد العمال في الأحياء السكنية أو على الأقل تعرفهم
بالقيم الاجتماعية التي يجب عليهم أن يراعوها بداية من الملابس ووصولا للتصرفات خلال
تواجدهم في الشارع، خاصة أن معظم البيوت التي يقطنها العزاب تفتقر المناطق أمامها لعوامل
النظافة العامة نتيجة لاكتظاظها بأعداد كبيرة فاقت المتوقع. وبالرغم من صدور قانون
يمنع تواجد العمالة العازبة وسط الأحياء السكنية، فإنها في تزايد مستمر وإذا تطرقنا
للسلوك العام لهذه الفئة نجد أنه خارج عن إطار العادات والتقاليد المتعارف عليها، مما
يعني أن هذا الأمر بحاجة إلى تطبيق إجراءات صارمة على جميع المخالفين لهذا القانون.
انتشار مبالغ فيه
يقول المواطن صالح ناجي اليافعي إن انتشار العزاب في المناطق العائلية أمر يجب أن يتم
التعامل معه بمنتهى الحسم، ونحن لا نطالب إلا بتفعيل قرارات عدم تسكين العزاب في مناطق
العائلات والأسر، خاصة أنهم زادوا بشكل مبالغ فيه، وكلهم لا يعرفون عاداتنا وتقاليدنا،
وندخل كل يوم في شجار معهم حتى يبتعدوا عن مداخل بيوتنا ونفاجأ بسياراتهم تزاحمنا في
المواقف الخاصة بنا، وكثيرا ما يترك بعضهم سياراتهم تغلق أبواب منازلنا في شكل مستفز
للغاية فهم حتى لا يراعوا القوانين المعمول بها في هذا الشأن، بالإضافة إلى أن وجود
العزاب بشكل كبير ومبالغ فيه تسبب في تعدد الأنشطة الحرفية المرفوض وجودها في مناطق
العوائل، فأصبح من يدخل إلى بعض المناطق التي ينتشر فيها العزاب يتخيل أنه داخل إلى
منطقة صناعية مصغرة تتوافر فيها إطارات السيارات والميكانيكا والكهرباء واللحام والزيوت
والورش الصغيرة لأعمال النجارة، فضلا عن العمالة الآسيوية التي تشكل النسبة الأكبر
من حجم السكان، لذلك برز العديد من التأثيرات السلبية لهذه الظاهرة سواء الاجتماعية
منها أو البيئية، وهذه المنازل المشار إليها التي تجاوزت عمرها الافتراضي تستوعب أعدادا
كبيرة من العمال فوق طاقتها مما يؤثر على العديد من الخدمات ويشوه المظهر العام للمنطقة.
واختتم اليافعي حديثه قائلا: إننا في حاجة ماسة إلى تطبيق القانون بمنتهى الحسم واتخاذ
الإجراءات التي كفلها القانون على كل من يقوم بتسكين العزاب مع احترامنا وتوقيرنا لهم،
ولكن الأمور أصبحت منزعجة للغاية وتحتاج لإجراءات حاسمة للغاية حتى تتوقف تلك الظاهرة
ويتوقف استفحالها. من جهته، قال السيد عبد الله المري إن تفعيل قرارات منع سكن العزاب
في مناطق سكن العائلات أصبح في غاية الأهمية، فالعزاب اليوم انتشروا في العديد من المناطق
الخاصة بالعائلات، وكلنا نعلم أنهم لا يراعون قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا. إضافة إلى
أنهم يتسببون في إرهاق المرافق الخاصة بالمناطق التي يسكنون فيها، بسبب كثرة عددهم
بشكل مبالغ فيه، وأنا هنا لا أقصد العزاب العاديين، ولكنني أقصد العمال على اعتبار
أنهم لا يراعون تقاليد أهل قطر ولا حتى تقاليد العائلات العربية التي تسكن المناطق
التابعة للدائرة الثالثة عشرة فهؤلاء العمال مثلا يحتفلون بمناسباتهم وأعيادهم بطريقة
صاخبة للغاية، وحتى في ملابسهم لا يراعون وجود عائلات تقطن حولهم.. ناهيك عن أن ضغط
العزاب على المنطقة يشكل ضغطا بالتالي على البنية التحتية.. فعلى سبيل المثال العائلة
التي تقطن فيلا تجد أمامها أربع أو خمس سيارات أما الفيلا التي يقطنها عزاب فتجد أمامها
عشرات السيارات ومنها سيارات من المفروض ألا تكون في المناطق السكنية مثل اللودرات
والمعدات الضخمة والتريللات وغيرها وكل هذا يمثل ضغطا على البنى التحية في المنطقة،
بالإضافة إلى أنهم كما قلت لا يلتزمون بالملابس اللائقة، فيخرج العامل منهم ونصفه الأعلى
عاريا «وأهلنا رايحين جايين» وهذا أمر لا يليق. لهذا أول ما سأتعامل معه هو أزمة سكن
العزاب في المناطق العائلية، وأنا أطالب أهلنا وإخواننا وربعنا المؤجرين أن يراعوا
إخوانهم من سكان الدائرة.
قانون رقم (15) لسنة 2010 بشأن حظر سكن تجمعات العمال داخل مناطق سكن العائلات
قرار وزير البلدية والتخطيط العمراني رقم (83) لسنة 2011 بشأن تحديد مناطق سكن
العائلات
سكن العزاب والعمال
وسط العائلات مستمر بدون حلول