جريدة الوطن - الأربعاء 04 ديسمبر 2019م

كلية الشرطة تحتفل باليوم العالمي للغة العربية

نظمت كلية الشرطة بالتعاون مع معهد الدوحة للدراسات العليا يوم أمس احتفالا بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.. تحت عنوان (اللغة العربية والمجتمع.. دور قطر). حضر الفعالية السيد سعد محمد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، والعميد الدكتور محمد عبد الله المحنا المري مدير عام كلية الشرطة، والدكتورة هند المفتاح نائب رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا وعدد من مسئولي المعهد بجانب العديد من الضباط وأعضاء هيئة التدريس بكلية الشرطة، وعدد من الباحثين والمهتمين باللغة العربية.
وقال العميد الدكتور محمد عبد الله المحنا المري إن كلية الشرطة تضع قضية حماية اللغة العربية وتعزيز نشرها من ضمن أولياتها، وقد أسهم القانون القطري لحماية اللغة العربية في دعم الجهود المبذولة من كل المؤسسات بالدولة لحماية وتطوير ونشر هذه اللغة العظيمة.
وأضاف أن الاحتفال هذا العام يشهد تناولاً متعمقاً لأهمية المحافظة على اللغة العربية والقدرة على نشرها، حيث تنوعت الموضوعات المطروحة ومنها الورقة المقدمة من كلية الشرطة حول تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في المجال الأمني، موضحا ان الكلية تدرس مقرر حول استخدام اللغة العربية للأغراض الأمنية، كما تضمن الاحتفال بحثا حول متانة وعلاقة اللهجة القطرية باللغة الفصيحة، وكذلك اشتمل البرنامج على استعراض أهم منجزات معجم الدوحة التاريخي ودوره المهم في المحافظة على أصول اللغة ووثائقها، بجانب التعرف على الخدمة الكبيرة التي يقدمها موقع الجزيرة لتعلم العربية، واسهامه في نشر اللغة على المستوى العالمي.
في بداية الحفل القى الاديب والشاعر عبد الله محمد الجابر قصيدة في حب اللغة العربية، ومن ثم قدم الدكتور حسن حمزة من معهد الدوحة للدراسات العليا ورقة بعنوان ( قانون حماية اللغة الغربية- خطوة في الطريق الصحيح)، وقال إن صدور القانون رقم 7 بشأن حماية اللغة العربية في دولة قطر يؤكد أننا غادرنا مرحلة الحديث إلى الفعل في ما يخص الاهتمام باللغة العربية، وأضاف إن القانون يؤكد على أن اللغة العربية أصبحت لغة الدولة والمدرسة والمجتمع بمعنى أن اللغة العربية يجب أن تكون لغة الدولة استناداً على الدستور، وبالتالي يلزم الجهات الحكومية وغيرها باستخدام اللغة العربية في كافة أنشطتها وفعالياتها، كما يلزم المؤسسات الحكومية بالتعامل باللغة العربية في الاجتماعات والقرارات والوثائق والمنشورات. وأشار إلى أن هذا القانون يجعل اللغة العربية هي الأساس في المناهج الدراسية بالمدارس الحكومية ويلزم المدارس الخاصة بتدريس اللغة العربية ضمن مقرراتها، كما يسري هذا القانون على مؤسسات التعليم العالي لكنه يمنحها استنثاء في حال اقتضت الضرورة التعامل بلغة أخرى.
وتناول الاستاذ مصطفى أبو ضاهر من كلية الشرطة موضوع تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في المجال الأمني، وتطرقت الورقة إلى تاريخ تعليم العربية للناطقين بغيرها، كما أشار إلى جهود الناطقين بغير العربية في نهضتها، وقسم تعليم العربية لأغراض خاصة للناطقين بغيرها إلى أغراض التواصل اللغوي بالعرب أو المواد العربية، والقسم الآخر هو الأغراض العلمية والاكاديمية، كما قام بتصنيف المنخرطين في تعلم العربية عمرياً، وذلك من ناحية المستوى اللغوي.. واستعرض عدة مؤتمرات دولية اهتمت بنشر وتطوير اللغة العربية.. كما استعرض جهود دولة قطر في تعليم العربية للناطقين بغيرها، كما بين جهود وزارة الداخلية القطرية في تنظيم دورات لمنتسبي الوزارة من النطقين بغير العربية، وتنظيم دورات بالتعاون مع بعض وزارت الدول غير العربية لتعليم منتسبيها اللغة العربية لأغراض أمنية.
وفي ورقته بعنوان (اللهجة القطرية.. دراسة صوتية ودلالات) قال الدكتور عبد الحي السيد من كلية المجتمع إن دراسة اللهجات في الوطن العربي حظيت باهتمام الباحثين واللغويين من عرب ومستشرقين، ومن بينها اللهجات في الخليج العربي حيث أمكنهم تحليل خصائص وسمات هذه اللهجات، ويمكن القول بأن كثيراً منها ليس وليداً لهذا العصر بل له جذور موغلة في القدم، وذات أصالة وعراقة تربطها باللغة العربية الفصحى بأوثق والروابط.. وأوضح ان اللهجة المحلية في قطر تنسب إلى مصطلح الكشكشة (قلب الكاف في المؤنث شيناً في خطاب المؤنث)، مشيراً إلى أن هذه اللهجة نسبها سبيويه إلى قبيلة تميم، بينما نسبها غيره إلى ربيعة وهوازن، ومضر، وهذا الاختلاف في نسبة هذه اللهجة إلى قبيلة معينة يفسر انتشارها الواسع في المنطقة العربية. وقدم الدكتور عبد الحي في ورقته عدة نماذج لكلمات باللهجة المحلية لها أصول راسخة في اللغة الفصحى مثل (وشو، موب، مال لول، ثنتين، يطنز)..
وتناول الدكتور محمد العبيدي نائب المدير التنفيذي بمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية أهمية المعجم وخصوصيته، وذكر أن معجم الدوحة التاريخي يعد أهم مبادرة في تاريخ اللغة العربية على الاطلاق، مضيفا أن المعجم يمثل مرصداً تاريخيا لكل مسيرة اللغة العربية منذ ولادتها.. وأوضح أن عدم النجاح في إصدار معجم تاريخي له منهج محكم رغم المحاولات الكثيرة والمؤتمرات التي عقدت من أجل هذا المعجم من قبل المؤسسات والدول يكمن في الصعوبات الكبيرة التي تعيق هذا المشروع الضخم، أهمها أنه يحتاج إلى سنوات طويلة لانجازه وموارد بشرية ومادية ضخمة، وقد تصدت دولة قطر لهذه المهمة وتمكنت من سد ثغرة كبيرة في تاريخ اللغة العربية وقدمت خدمة للأمة العربية والأجيال المتعاقبة.
كما استعراض السيد المختار أحمد من شبكة الجزيرة دور موقع الجزيرة لتعلم العربية، وعدد أنواع الخدمات التي يقدمها الموقع لمساعدة المتعلمين على تنمية معارفهم ومهاراتهم اللغوية في مجالات الأدب والنحو والصرف، وذلك عبر استخدام العديد من التقنيات والأساليب التعليمية..موضحا أن الموقع تلقى طلبات من مؤسسات على مستوى العالم تطلب الإذن لاستخدام المواد المنشورة على الموقع لتطوير استخدام اللغة العربية لدى منتسبيها.

إصدار الدستور الدائم لدولة قطر