جريدة الوطن 17 صفر 1442هـ - 04 أكتوبر 2020م
إقناع الضحية أقوى أداة للمحتال
تعتبر الجرائم
الإلكترونية من أكثر الجرائم انتشارا في المجتمعات بصفة عامة، خاصة مع تطور وسائل
الاتصالات في العالم وأصبحت هناك العديد من الطرق التي يحاول فيها المحتالون
الاحتيال على الأشخاص حيث يستخدم المحتالون العديد من الأساليب.. الوطن نقلت العديد
من التساؤلات إلى مدير إدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية والإلكترونية العقيد علي
حسن الكبيسي للتعرف على كيفية التعامل مع بلاغات الجرائم الإلكترونية وماهية
الإدرات التي يستخدمها المحتالون إلى جانب التطور في شكل الجرائم الإلكترونية..
العقيد علي الكبيسي أجاب على العديد من التساؤلات عبر التفاصيل التالية..
{ كيف يتم التعامل مع بلاغات الجرائم الإلكترونية؟
تتبع إدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية والإلكترونية أُطر عمل منهجية ويتم تحديثها
بشكل مستمر للتعامل مع بلاغات الجرائم الإلكترونية. حيث يوجد مخطط لسير عمل البلاغ
من لحظة استلامه من المشتكي، حيث يتم تدوين أقواله وجمع المعلومات اللازمة عن
الحادثة من الأجهزة الخاصة بالشاكي بواسطة مختصين. ومن ثم تتم إحالة البلاغ لإجراء
التحقيق الرقمي حيث تتم عمليات جمع الأدلة من المصادر الرقمية على الشبكة وتحليلها
والتوصل للنتائج وتحديد المتهم أو المتهمين ثم يتم إعداد تقرير فني بنتائج جمع
الاستدلالات تمهيدا لإحالته للنيابة العامة.
{ ما هي الأدوات التي يستخدمها من يسعون للاحتيال الإلكتروني؟
يعتمد المحتالون بشكل أساسي على أساليب الهندسة الاجتماعية للسيطرة على الضحية في
حال التواصل معه، كما أنهم لا يعتمدون على أداة بعينها فهم بطبعهم يوجدون الأدوات
ويسمون أنفسهم (فناني الاحتيال Con Artists)، والمحتال يحاول تطويع الأحداث
واستخدامها لصالحه بغرض إقناع الضحية، ويمكننا القول إن أقوى أداة للمحتال هي
مقدرته على إقناع الضحية.
{ كيف تتم قرصنة الحسابات البنكية تحديداً؟ وكيف للشخص حماية حسابه؟
في معظم الحالات يتم استغلال الضحية بإرسال رسائل نصية لإيهامه بأنها من البنك أو
من إدارة أمنية وأن حسابه أو بطاقته البنكية قد تم إيقافها، ويتم تزويده أيضاً برقم
هاتف للتواصل مع الجهة المُنتحَلة صفتها. وعند تواصله مع الرقم يُطلب منه بيانات
بطاقة الصراف الآلي والرقم السري ويطلب المحتال أيضاً تزويده بالأرقام التي تصل
هاتفه، ومنها رسالة تحتوي على باسورد الاستخدام لمرة واحدة (OTP)، وبتزويد المحتال
بهذا الرقم يكون الضحية قد سلم حسابه البنكي للمحتال.
{ هل حدث تطور في شكل الجريمة الإلكترونية مؤخراً؟ وما هي أنواع تلك الجرائم؟
في مجال الجريمة الإلكترونية يحدث التطور بشكل مستمر وهي عملية مطاردة لا نهائية
بين سلطات إنفاذ القانون والمجرمين، وغالبا التطور في الأسلوب المتبع يكون لارتكاب
الجرائم نفسها. فمع التحول الرقمي الذي يشهده العالم من البيئة التقليدية للبيئة
الرقمية تنتقل وسائل ارتكاب الجرائم إلى البيئة الجديدة.
{ ماذا لو كان مرتكب الجريمة خارج قطر؟
لدولة قطر العديد من اتفاقيات وبروتوكولات التعاون في مجال مكافحة الجرائم
الإلكترونية، وفي حال كان الجناة خارج الدولة يتم تفعيل هذه البروتوكولات ومباشرة
الإجراءات القانونية اللازمة.
{ هل هناك تعاون مع الأجهزة الأمنية المعنية بالجرائم الإلكترونية في الدول الأخرى؟
بالتأكيد، فكما نعلم أن الجريمة الإلكترونية لا حدود جغرافية تحدها، لذا فإن
التعاون مع الجهات الدولية أمر ضروري للوصول لأفضل النتائج في التحقيقات.
{ كيف يختار المجرم ضحيته؟
هنالك بعض الجرائم مثل الاحتيال على سبيل المثال يتم اختيار الضحية بطريقة عشوائية،
حيث يرسل الجناة مجموعة كبيرة من الرسائل النصية للمستخدمين، ومن يستجيب منهم
لطلبات المحتال يكون الضحية.
وهناك أنواع أخرى من الجرائم مثل انتحال الشخصية والاحتيال المستهدف فيتم اختيار
الضحية بناءً على المعلومات المنشورة عنه على شبكة الإنترنت، ونود أن ننوه هنا على
ضرورة عدم نشر ومشاركة البيانات الشخصية على شبكة الانترنت ومواقع التواصل
الاجتماعي.
{ ما هي أغرب البلاغات التي وصلتكم؟
وردنا أحد البلاغات لشخص يشتبه بوجود من يراقبه ويستخدم حسابه الشخصي على برنامج
واتساب في الإساءة لآخرين ومن ضمنهم شخص تربطه به علاقة صداقة، ومن خلال التحقيق
تبين أن شريكه في السكن (والذي تربطه به علاقة الصداقة) كان قد تمكن من الوصول
لهاتف المشتكي وأعطى لجهاز الكمبيوتر الخاص به أذونات الوصول لبرنامج الواتس اب
الخاص بالمشتكي واستخدمه في الإساءة للآخرين ولشخصه.
{ مواقع التواصل الاجتماعي قد تستخدم في عمليات الابتزاز الإلكتروني – ما هي أكثر
تلك المواقع استخداما في هذا النوع من الجرائم؟
لا يفضل الجناة منصة على غيرها في عملية استدراج الضحية، ولكن في الغالب يتم
استهداف المنصة التي يكون فيها الضحية فاعلاً، ووجوده بها أكثر، حيث يقوم المجرمون
لاحقاً بتهديده بإرسال مواد الابتزاز لقائمة أصدقائه.
{ ما هي عقوبة من يتم إدانته في جريمة إلكترونية؟
تتفاوت العقوبات في قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية حسب الجرم المُرتَكب، فتصل
العقوبات في بعض الجرائم إلى السجن لمدة 10 سنوات على سبيل المثال جرائم التزوير
والاحتيال الالكتروني أو اختراق أحد أنظمة الدولة، والغرامات قد تصل في بعض الجرائم
إلى مبلغ مليون ريال قطري.
{ ماذا تم مع عصابة الاحتيال الإلكتروني التي تم القبض عليها مؤخراً في العملية
الأمنية التي أطلق عليها «كشف القناع»؟
تم إحالة المتهمين الذين تم القبض عليهم للنيابة العامة لاستكمال الإجراءات.
{ هل هناك تحديث في آليات عمل إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية؟
يتم باستمرار مراجعة الأساليب والمنهجيات والأدوات المتبعة في عمل الإدارة وذلك
بغرض تحديثها وجعلها مواكبة للتطور الذي يحدث في عالم الجريمة الرقمية كما يتم أيضاً
بناءً على نتائج هذه المراجعة تحديث وتطوير أساليب البحث وتنمية مهارات المحققين.
إصدار الدستور الدائم لدولة قطر
مرسوم رقم (36) لسنة 2012 بالتصديق على الاتفاقية العربية لمكافحة الجريمة المنظمة
عبر الحدود الوطنية