جريدة
الشرق 25
نوفمبر 2020 م - ٩ ربيع الثانيI ١٤٤٢ هـ
جامعة قطر تحقق نموا متسارعا في عدد الأبحاث الطبية المنشورة عالميا
حقق مركز البحوث
الحيوية الطبية بجامعة قطر نموا متسارعا في عدد الأبحاث الطبية المنشورة في دوريات
عالمية مرموقة والتي وصل عددها إلى 275 بحثا في العام الجاري، وذلك بالرغم من حداثة
المركز الذي انطلق في العام 2014 كواحد من أهم مراكز البحث في الجامعة.
وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، سجل المركز زيادة كبيرة في الأبحاث المنشورة، إذ
ارتفع العدد من 134 بحثا في العام 2018 إلى 223 في العام الذي يليه، ليصل إلى 275
في العام الجاري.
وتشير البيانات إلى أن عدد المشاريع البحثية الجديدة والجارية وصلت هذا العام إلى
72 مشروعا، من بينها مشاريع بحثية خاصة لمواجهة فيروس كوفيد-19، بالتعاون مع مراكز
بحثية أخرى بالجامعة إضافة إلى شركاء من داخل قطر وخارجها، قياسا بنحو 20 بحثا
مسجلا في العام 2017، ومثلها في العام 2018، و43 مشروعا في العام 2019.
وتأتي هذه المشاريع البحثية في إطار سعي المركز إلى توفير الإجراءات العملية
واللوجستية لدعم البحوث الطبية والحيوية متعددة التخصصات التي لا تتوفر على مستوى
كليات الجامعة، في إطار التزامه بتحسين الحياة الصحية للأفراد في دولة قطر،
والمساهمة في مواجهة التحديات الصحية المستجدة.
وأكدت الدكتورة أسماء علي آل ثاني مديرة مركز البحوث الحيوية الطبية في حوار مع
وكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن المشاريع البحثية المنفذة تعد إنجازا كبيرا للمركز
الذي لم يمض على انطلاقته الفعلية سوى ست سنوات.. مشددة على المضي قدما في مواجهة
التحديات الصحية وتحقيق أهداف وغايات واستراتيجيات البحث والابتكار في الدولة.
وذكرت أن المركز الذي تأسس وفق معايير عالمية ملتزم بتحسين الحياة الصحية للأفراد
في قطر وذلك من خلال إجراء بحوث وتدريبات وتقديم خدمات في مجال البحث الحيوي الطبي
التطبيقي والنظري في عدة مجالات مهمة.. مبينة أن هناك أبحاثا تعنى بالتشخيص المبكر
والعلاج والوقاية من الأمراض المعدية واضطرابات الأيض والتي تشمل أمراض القلب
والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني والسمنة المفرطة والسرطان، بالإضافة
إلى علم الجينوم والطب البديل بالتعاون مع المؤسسات البحثية ذات العلاقة مثل مؤسسة
حمد الطبية وكلية طب وايل كورنيل في قطر ومركز سدرة ومعهد قطر لبحوث الطب الحيوي
ومختبر مكافحة المنشطات في قطر.
وأشارت إلى أن من أهم ميزات المركز، هو إنشاء مختبر يوافق المستوى الثالث من
مستويات السلامة الأحيائية للمختبرات من قبل شركة CERTEK العالمية، والمرخص من قبل
بلد المنشأ الولايات المتحدة، والذي يتضمن وحدات جديدة ونادرة كوحدة أبحاث سمك
الزرد التي تستخدم كنموذج لدراسة العديد من الأمراض الوراثية وذلك لتطابقها مع
التركيب الجيني للإنسان بنسبة 80 بالمئة مثل الجين المسبب لأمراض تضخم القلب، إضافة
إلى اعتماده على تكنولوجيات متطورة تماثل ما هو مطبق في الدول المتقدمة لدراسة
التسلسل الجيني.
وفي هذا السياق، بينت الدكتورة أسماء آل ثاني، إلى أن المركز يسعى بالتعاون مع جهات
محلية داخل الجامعة وخارجها لفك الشفرة الجينية لمختلف أنواع الحيوانات المهددة
بالانقراض في إطار البرنامج الذي أنشئ مؤخرا لبحوث الجينوم البيئي.
وأوضحت أن هذا المشروع جاء بالنظر لاختيار دولة قطر لمتابعة مسار التنمية المستدامة،
وجعلها محور استراتيجية التنمية الوطنية وايضا لتوسع القطاع الصناعي بالدولة و إلى
محدودية توافر الأراضي.. مؤكدة أن البيئة الحضرية، في ظل هذه المعطيات، ستكون
مطالبة بالحفاظ على أنواع الكائنات المحلية.
وفيما يتعلق بأبحاث كوفيد-19، أكدت الدكتورة أسماء آل ثاني أن مركز البحوث الحيوية
الطبية حريص على تسخير كل جهوده وخبراته وامكانياته لخدمة المصلحة العامة في ظل أي
مستجدات متعلقة بالصحة والوقاية والسلامة للأفراد والمجتمع.
وأوضحت في هذا الإطار أن المركز شرع في إجراء العديد من البحوث لدراسة الفيروسات
الناشئة ومن ضمنها (COVID-19)، من بينها دراسة مفصلة عن الحالات المصابة بهذا
الفيروس، والذي يتم بالتعاون مع كلية الطب بجامعة قطر ووزارة الصحة العامة، وأخرى
ينفذها المركز حول استخدام تقنية المحاكاة الرقمية لاختبار قدرة بعض المثبطات على
إيقاف ارتباط الفيروس التاجي (كوفيد-19) بمستقبلاتها الخلوية.
كما يشمل جدول الدراسات التي ينفذها المركز، دراسة التطور الجيني للفيروسات التاجية
(كورونا) الموسمية والحيوانية التي تصيب الإنسان، بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة،
وأيضا دراسة تطور فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في الإنسان
والجِمال بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية، ووزارة الصحة العامة.
ومن الدراسات التي نفذت ونشرت على هذا الصعيد دراسة مقارنة تبحث في وجود وكمية
الأجسام المضادة للفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في الفئات
الأكثر عرضة والأقل عرضة للإصابة بالمرض في قطر، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة
وأخرى حول هيكل البروتين المسماري (الشوكة الفيروسية) للفيروس التاجي في مرحلة ما
قبل ارتباطه بالمستقبلات الخلوية، بالتعاون مع مراكز أبحاث خارجية.