جريدة الوطن - الخميس 13 رجب
1442هـ - 25 فبراير 2021م
العلاقات
الكويتية ـــ القطرية وطيدة ومتجذرة
كتب - كرم الحليوي
احتفلت سفارة دولة الكويت في الدوحة بالذكرى
الـ 60 لليوم الوطني والذي يوافق الخامس والعشرين من فبراير من كل عام والذكرى الـ
30 للتحرير، حيث أقيم احتفال مصغر بالمقر المؤقت الجديد للسفارة تماشيا مع تطبيق الإجراءات
الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وحضر الاحتفال سعادة السفير حفيظ
محمد العجمي سفير دولة الكويت لدى قطر وعدد من الدبلوماسيين والمسؤولين في السفارة.
وقال سعادة سفير الكويت: أود ومن خلال وسائل إعلام دولة قطر الشقيقة أن أرفع التهنئة
بهذه المناسبة الوطنية الغالية إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد
الجابر الصباح، وإلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح (حفظهما الله ورعاهما)
وإلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح خالد الحمد الصباح - حفظه الله- وإلى الشعب
الكويتي الكريم داعيا المولى عز وجل أن يديم على الكويت نعمة الأمن والتقدم والازدهار.
وأضاف السفير العجمي خلال كلمته بهذه المناسبة إن الاحتفالات الوطنية هذا العام باليوم
الوطني الـ 60 والذكرى الـ 30 للتحرير لها طابع خاص ومميز، هذه الذكرى بأرقامها الجميلة
الـ 60 و30 تختلف عن غيرها من الاحتفالات السابقة، لأنها تقام للمرة الأولى بالعهد
الميمون للبلاد تحت قيادة أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد
الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح (حفظهما الله ورعاهما )، وبإذن الله سنشهد تحت ظل
قيادتنا الحكيمة امتداد عصر آخر من التقدم والازدهار والأمن والرفاه واستمرار العلاقات
الحميدة، ومزيدا من السياسات المشهود لها في مد جسور الأخوة والصداقة مع جميع دول المنطقة
والعالم.
وقال: لم يكن شهر فبراير شهرا عاديا في تاريخ دولة الكويت، لأن المناسبات الوطنية التي
تقام فيه تشكل علامة فارقة يجب الوقوف عندها كل عام والتذكير بأحداثها ودور رجالات
الكويت الأولين وتضحياتهم من أجل استقلال دولة الكويت وبنائها فهو تاريخ مشرف لا ينسى،
الذي رسمه الآباء والأجداد ويواصل مسيرته الأبناء جيلا بعد جيل، هذا الشهر الذي يجمع
عيدين عزيزين على قلوب الكويتيين، الأول: هو ذكرى استقلال دولة الكويت في عهد الشيخ
/ عبد الله السالم الصباح، أما العيد الثاني فهو عيد التحرير الثلاثين لدولة الكويت
من قبل الاحتلال العراقي عام 1990، حيث تؤكد المناسبتان على استقلال دولة الكويت ووحدة
وتضامن الشعب الكويتي في وجه التحديات المختلفة.
كما نستذكر البسالة التي اتسم بها ليس فقط شعب الكويت في أحلك الظروف، ولكنها ذكرى
تجعلنا نعتز بالمواقف النبيلة لأشقائنا في دول مجلس التعاون والدول العربية والأصدقاء
من مختلف دول التحالف، الذين لم يهدأ لهم بال حتى عادت دولة الكويت والشرعية لحكم أسرة
آل صباح الكرام والى الشعب الكويتي، وفي هذه المناسبة نجدد اعتزازنا وفخرنا بالتكاتف
ووحدة المصير الذي شهدناه في الأيام العصيبة، والتضحيات الكبيرة حيث رأينا قوات وجنود
أشقائنا وأصدقائنا، خاصة من دول مجلس التعاون في مقدمة المحاربين لتحرير البلاد، وكان
لدولة قطر الشقيقة أيضاً دور بارز في هذه الملحمة «ملحمة إعادة الحق لأهله والكفاح
ضد أطماع الطامعين».
مكانة سياسية واقتصادية للكويت
وأضاف السفير حفيظ محمد العجمي: بفضل من الله، وحكمة ورشد الحكام والحكومات في بلادنا،
تتمتع دولة الكويت بمكانة متميزة وسمعة طيبة إقليميا ودوليا، فمنذ أن تأسست دولة الكويت
وحصولها على استقلالها في عام 1961م، أقامت العلاقات على أساس الانفتاح وتوثيق العلاقات
مع كافة دول العالم وفق مبادئ ترتكز على السلم وحسن الجوار، وبناء أذرع الخير للدول
والمجتمعات المحتاجة، كما ساهمت في توثيق أواصر هذه العلاقات من خلال تعزيز اقتصادها
وتنوع استثماراتها في الداخل والخارج.
وقد سعت دولة الكويت جاهدة من خلال معرفتها وبصيرتها بالمخاطر والتحديات المحيطة في
توحيد جهود وتأمين ومصير دول الخليج العربي، حيث ساهمت في إنشاء منظمة مجلس التعاون
لدول الخليج العربية في عام 1981م، وما بذلته من جهود وحرصها للم الشمل الخليجي وحل
الأزمة الخليجية، والتي بدأها طيب الذكر المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ /
صباح الأحمد الجابر الصباح وأسكنه فسيح جناته، وجهوده للتقارب والتفاهم بين الدول الخليجية،
ثم تواصلت على يد حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ / نواف الأحمد الجابر الصباح، والحمد
الله تكللت الجهود بالنجاح وعودة العلاقات بين الأشقاء.
والكويت على امتداد تاريخها كانت بمثابة حمامة السلام ويد الخير والسخاء للعديد من
دول وشعوب العالم المحتاجة، وساهمت بجهود كبيرة، وبشكل فعال في تخفيف معاناة الشعوب
المنكوبة، حيث حرصت خلال السنوات الماضية على زيادة حجم التبرعات في الدول التي تصيبها
كوارث وأزمات.
العلاقات الكويتية – القطرية
وأكد السفير العجمي أن العلاقات الكويتية ـ القطرية علاقات وطيدة ومتجذرة على المستويات
كافة، حيث ترتبط دولة الكويت مع دولة قطر الشقيقة بعلاقات ذات خصوصية متميزة تحمل سمات
مشتركة مبنية على وحدة المصير والهدف وتسعى الدولتين إلى تحقيق التكامل والترابط في
جميع المجالات الحيوية التي تحقق آمال شعوبها وتعكس هذه العلاقات إصرارا من القيادتين
السياسيتين الحكيمتين في البلدين على الدفع والارتقاء بها لمستويات أعلى وأكثر تكاملا،
وفي هذا الإطار نستذكر ببالغ العرفان والامتنان تدشين دولة قطر الشقيقة لمحور طريق
أمير دولة الكويت الراحل سيدي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -
طيب الله ثراه، تقديرا لمواقف سموه وجهوده التي تواصلت حفاظا على أمن واستقرار المنطقة
ولم الشمل الخليجي، فالعلاقات الكويتية ـ القطرية امتدت تاريخيا وترسخت عبر سنوات طويلة
ومرت بمحطات بارزة أسهمت في ترسيخ التواصل سواء على المستوى الثنائي أو من خلال المنظمات
الإقليمية والدولية ولاسيما عبر مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وبهذه المناسبة نشيد بالتعاون الكبير والجهود المشكورة والمقدرة للسلطات بدولة قطر
الشقيقة حيال استضافة المواطنين الكويتيين خلال جائحة فيروس كورونا كوفيد - 19 وتسهيل
إجراءات عودتهم لدولة الكويت وتذليل أية عقبات أمامهم مؤكدين أن تلك الجهود حظيت بتقدير
القيادة والشعب في الكويت.
وأضاف سعادة سفير الكويت أنه منذ أن تأسس البلدان الشقيقان، وهناك جهود متواصلة شملت
جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعاون في المجال العسكري
والأمني والتعليم والسياحة والفن، وتم تأسيس لجنة عليا مشتركة في 18 يونيو عام 2002م
من أجل خلق توأمة بين البلدين الشقيقين تغطي كافة مناحي التعاون والبحث عن آفاق ارحب
للتآخي بين كل من دولة الكويت ودولة قطر.
وأشار إلى أن اللجنة العليا المشتركة قد اجتمعت في خمس دورات، وأنجزت العديد من الاتفاقات
ومذكرات التفاهم والبرامج المشتركة، وكان آخر اجتماع عبر تقنية الاتصال المرئي (اجتماع
افتراضي) في شهر نوفمبر العام الماضي 2020 وتم التوقيع على 5 مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون
المشترك، وتضمّنت مذكرات التفاهم التعاون في مجال تشجيع الاستثمار المُباشر، وفي مجال
شؤون الخدمة المدنية والتنمية الإدارية، وفي مجال الشؤون الإسلامية بين البلدين، ومُذكرة
تفاهم للتعاون في المجالات الزراعية المختلفة، وأخرى بشأن التعاون في مجالات تحسين
أعمال تنفيذ، وإنشاء وصيانة الطرق، بالإضافة إلى محضر اجتماع الدورة الخامسة للجنة
العليا المُشتركة للتعاون بين الدولتين.
كما أن انعقاد هذه الدورة في هذا الوقت الذي يشهد ظروفًا إقليمية ودولية بالغة الدقة
يأتي تجسيدًا للإرادة السياسية الحكيمة لقائدي البلدين، حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ
نواف الأحمد الجابر الصباح وأخيه حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ / تميم بن حمد آل
ثاني، (حفظهما الله ورعاهما)، وهذه العلاقة انعكست على تعزيز حجم التبادل التجاري بين
البلدين وزيادة وتيرة التعاون الاقتصادي بشكل غير مسبوق بين البلدين الشقيقين.
وقال سعادة السفير حفيظ محمد العجمي إن التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين الكويت
وقطر حقق نموا كبيرا في السنوات الأخيرة خصوصا في السنوات الثلاث الماضية، حيث بلغ
حجم التبادل التجاري في العام 2019 نحو 4.02 مليار ريال مقابل نحو 2.32 مليار ريال
في عام 2016 وكان الخط الملاحي الذي كان قد تم تدشينه بين ميناء حمد وميناء الشويخ
الكويتي في اغسطس من عام 2017 لعب هذا الخط دورا محوريا في مضاعفة حجم التبادل التجاري،
ووفر خدمة مثالية في نقل البضائع، خاصة المواد الغذائية وغيرها من وإلى قطر بشكل منتظم،
مشيرا إلى أن عدد الشركات الكويتية التي دخلت السوق القطري بملكية 100% خلال عام 2019
قد بلغت نحو 57 شركة، ليرتفع عدد الشركات الكويتية إلى 170 شركة مقابل 113 شركة في
عام 2018 بينما بلغ عدد الشركات القطرية الكويتية المشتركة العاملة في السوق القطري
نحو 656 شركة، وأهم الصادرات القطرية إلى الكويت خلال عام 2019 تمثلت في غازات ونفط
وهيدروكربونات غازية أخرى.
وأضاف السفير العجمي: لعل من المهم الإشارة إلى دور القطاع الخاص الكويتي في اقتصاد
دولة قطر الشقيقة والاستثمارات وحجم التبادل التجاري، والذي يعكس طبيعة العلاقات المتميزة
بين البلدين، وما حركة الطيران بين البلدين إلا أحد هذه الشواهد على تطور هذه العلاقات
التي تحرص دولة الكويت على تعزيزها وتطويرها حيث بلغ عدد الرحلات التي سيرتها الشركات
الوطنية الكويتية وشركة الخطوط الجوية القطرية خلال الفترة من شهر يناير 2019 ولغاية
شهر مارس 2020 قبل تفشي جائحة كورونا 13487 رحلة بواقع عدد 237 رحلة أسبوعيا وعدد المسافرين
في كلا البلدين بلغ 1886460 مسافرا حتى مارس 2020.
وقال سعادة سفير الكويت إنه على مستوى التعاون القائم في مجال التعليم العالي بين البلدين
الشقيقين وتحقيقا للتعاون الدائم مع دولة قطر الشقيقة، تم تجديد اتفاقية التعاون في
مجال التعليم العالي والبحث العلمي فقد صدر قرار من وزارة التعليم العالي في دولة الكويت
تضمن الموافقة على إيفاد أي طالب كويتي حصل على قبول من إحدى جامعات مؤسسة قطر التعليمية
تقديرا لتميز هذه الجامعات بدولة قطر الشقيقة.
ونسجل اعتزازنا بتواجد العديد من أبنائنا الكويتيين الذين يتلقون التعليم في مختلف
المراحل التعليمية، وخاصة طلبة البكالوريوس والدراسات العليا في مختلف التخصصات والجامعات
في دولة قطر، كما نحث أبناءنا وبناتنا من كلا البلدين على الدراسة في البلد الآخر.
وأضاف انه يوجد تعاون عسكري كبير بين البلدين الشقيقين، حيث بلغ عدد المنتسبين من الطلبة
الضباط الدارسين بكلية احمد بن محمد (41) طالب ضابط منتسبي الرئاسة العامة للحرس الوطني،
والمنتسبين في الدورات عددهم (8) من مرتب الجيش الكويتي، حيث تخريج عدد (16) مرشح ضابط
من منتسبي الرئاسة العامة الحرس الوطني من كلية احمد بن محمد العسكرية وذلك يوم الخميس
الموافق 28/1/2021، كما تم تخريج عدد (4) مرشح ضابط من منتسبي الجيش الكويتي وعدد
(6) من منتسبي الرئاسة العامة للحرس الوطني من كلية الزعيم محمد بن عبدالله العطية
الجوية، وذلك يوم الاربعاء الموافق 27/1/2021
هذا بالإضافة إلى مشاركة أعداد كبيرة من مختلف قطاعات القوات العسكرية القطرية في التمارين
المشتركة التي تقام في دولة الكويت، وبالمثل تشارك أعداد كبيرة من القوات المسلحة الكويتية
في التمارين التي تقام في دولة قطر الشقيقة.
جائحة كورونا
وقال سعادة السفير حفيظ محمد العجمي: لا يخفى علينا أن هذا العام تسوده أجواء عالمية
مضطربة، حيث ألقى تفشي فيروس كورونا المستجد بظلاله على جميع مناحي الحياة خاصة الاقتصادية
والاجتماعية ولكن دولة الكويت بحكمة قيادتها وجهود شعبها وعلاقاتها مع الأشقاء والأصدقاء،
تمكنت من عبور الأزمات بسلام بل وتعاونت مع العالم لدرء الخطر ومواجهة الفيروس من خلال
مساهماتها الطبية والإنسانية في عدة بلدان بالإضافة لدعمها للأبحاث، كما بذلت جهدا
مقدرا للسيطرة على تلك التداعيات حتى بلغ العالم مرحلة الاستبشار بنجاح اللقاحات ضد
الفيروس وهنا نأمل ان تكتمل فرحة العالم كله باختفاء الوباء وعودة الحياة لطبيعتها.
كما نود الإشارة إلى انه التزاما بالاشتراطات الصحية التي فرضتها جائحة كورونا فإن
السفارة لن تتمكن من إقامة حفل اليوم الوطني الذي اعتدنا على إقامته في بلدنا الثاني
(قطر) وكانت تميزه المشاركة الأخوية الصادقة من الأشقاء بدولة قطر الشقيقة والتي تدل
على ما يحمله الشعبان لبعضهما من مشاعر الود والمحبة المتبادلة، ولذا لزم الاعتذار
سائلين العلي القدير ان يرفع البلاء وتعود الأفراح الوطنية. وفي الختام ومن خلال هذه
المناسبة العزيزة نتمنى دوام الاستقرار والرفاه ووافر الخير لشعبي البلدين الشقيقين
والسداد، تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح،
وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظهما الله ورعاهما، حفظ الله دولة
الكويت ودولة قطر الشقيقة من كل مكروه ورفع البلاء والوباء عن بلادنا وكل العالم.
إصدار الدستور الدائم لدولة قطر
مرسوم رقم (29) لسنة 1979 بالتصديق على اتفاق التعاون الاقتصادي والتربوي والإعلامي
بين حكومة دولة قطر وحكومة دولة الكويت
مرسوم رقم (14) لسنة 2011 بالتصديق على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال المعارض
والمؤتمرات بين حكومة دولة قطر وحكومة دولة الكويت