جريدة الشرق -
الثلاثاء 5 ذو القعدة 1442هـ -
15 يونيو 2021
مقترحات بعقوبات مغلظة للقيادة تحت تأثير الهاتف
وليد الدرعي – نشوى فكري
شدد مختصون ومواطنون على الخطورة الكبيرة التي تنتج عن السرعة الزائدة وتؤدي في
أغلب الأحيان إلى حوادث مميتة تخلف الألم والحسرة في قلوب آباء وأمهات يفقدون فلذات
أكبادهم نتيجة لسلوكيات خاطئة، تاركة هذه الحوادث جروحا نفسية يصعب تضميدها بمرور
الزمن.
ولفتوا في استطلاع لـ"الشرق" إلى أن احتمالات وقوع الحوادث خطيرة وتزيد عندما يكون
السائق شابا وتحت تأثير استعمال وسائل التواصل الاجتماعي والانشغال بالهاتف أثناء
القيادة، مقترحين رفع سن الحصول على رخصة السياقة إلى ما فوق 20 سنة ليكون قائد
المركبة أكثر نضجا.
وشددوا التأكيد على محورية دور أولياء الأمور في تنشئة الشباب على سلوكيات ايجابية
وهادئة في التعامل مع المركبات خاصة وان الحلبات المختصة بإفراغ طاقاتهم في هذا
المجال متوفرة، لافتين إلى أهمية تكثيف التوعية المرورية وسط الشباب.
المقدم جابر عضيبة: تم وضع التشريعات وإرساء البنية التحتية اللازمة لتحقيق السلامة
المرورية
أكد المقدم جابر عضيبة مساعد مدير إدارة التوعية المرورية أن السرعة الزائدة من
أبرز أسباب الحوادث، داعيا فئة الشباب وغيرهم من قائدي المركبات إلى تجنب هذه
السلوكيات الخاطئة التي تؤدي إلى حوادث مميتة.
وقال المقدم عضيبة إن احتمالات وقوع الحوادث وخطورته تزيد عندما يكون السائق شابا
وتحت تأثير استعمال وسائل التواصل الاجتماعي والانشغال بالهاتف أثناء القيادة،
قائلا:"ما يلاحظ على المستوى الدولي أن حوادث الطرق السبب الأول للوفيات بين الشباب
الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والتاسعة والعشرين ".
ولفت إلى أن السرعة عامل خطر رئيسي لحوادث الطرقات، قائلا:" إذا صـُدم أحد المشاة
بسيارة سرعتها 50 كيلومترا في الساعة على سبيل المثال، فإن احتمال وقوع الحادث يقدر
بعشرين في المئة، ولكن إذا كانت سرعتها ثمانين كيلومترا في الساعة فإن النسبة تزيد
إلى 60%. إننا نقوم بما يجب ان نقوم به على مختلف المستويات سواء من كثافة تواجد
الدوريات في مختلف المناطق والطرقات المدارية والرئيسية وغيرها، كما تم وضع
التشريعات الملائمة لردع السلوكيات الخاطئة وتنظيم حركة المرور، بالإضافة إلى
الاستثمارات الضخمة التي قامت بها الدولة في مجال البنية التحتية لتحقيق السلامة
المرورية، لذلك يبقى دور سائق المركبة رئيسيا ومحددا في الحفاظ على الأرواح
والممتلكات وعليه تقع المسؤولية في صورة حصول الحادث".
وحول مسؤولية أولياء الأمور في الحوادث التي يتعرض إليها الشباب، أوضح المقدم عضيبة
أن الشاب الذي يتحصل على رخصة السياقة والبالغ من العمر أكثر من 18 سنة يعتبر من
وجهة نظر القانون مؤهلا وله من الوعي ما يجعله قادرا على قيادة المركبة وفق
القوانين والاجراءات التي وضعتها الجهة المختصة، داعيا هذه الفئة من الشباب إلى
المزيد من اليقظة على الطرقات والالتزام الصارم بالقوانين.
د. محمد العنزي: توفير فضاءات آمنة للشباب لتفريغ طاقاتهم
قال الدكتور محمد العنزي إن مسألة قيادة الشباب المتهورة للمركبات يعود في الكثير
من الأحيان إلى طبيعة هذه الفئة العمرية والمتميزة بالحركة الزائدة واللعب واللهو،
مشيرا إلى أن السلوك الى حد ما مقبول اذا كانت اضراره محدودة أما اذا تعلقت بسرعة
زائدة في قيادة سيارة وما ينجر عنها من سلامة لأرواح بشرية فإن الموضوع يجب ان
يعالج ويضبط أولا من الناحية القانونية خاصة في قوانين صارمة في هذا المجال سواء
تعلقت بالمخالفات ودفع الغرامات وحجز السيارة والإحالة للنيابة العامة وغيرها من
الاجراءات القانونية. أما الشق الثاني فيخص الانسان نفسه والشاب وطريقة تنشئته من
قبل أبويه، قائلا:" إذا لاحظ الابوان انحراف الشاب نحو سلوك الرعونة فهناك دور أكبر
من قبلهما للاحاطة والتوجيه ".
ودعا الدكتور العنزي إلى ضرورة توعية الشباب بالعواقب السلبية لهذه السلوكيات على
عديد المستويات منها الصحية والضرر البدني الذي قد يحصل وفق درجة خطورة الحادث او
الانعكاس على مستوى الوظيفية في صورة صدور أحكام، وهي مسائل يجب ان يأخذها الشباب
في الحسبان ويعدل بالتالي من بعض التصرفات الخاطئة..
وأشار الدكتور العنزي إلى ضرورة تأسيس تفكير ايجابي للأبناء وتوجيههم نحو الفضاءات
المختصة بافراغ طاقاتهم بكل أمان على غرار الحلبات الخاصة بالاستعراض، قائلا: لا
يمكن ان تكون الطرقات بحال من الاحوال فضاء للهو والقيادة بسرعة فائقة، حيث يؤكد
الشرع على أهمية اعطاء الطريق حقه"..
أحمد كافود: فقدان ثروة الوطن بسبب الاندفاع والتهور
أكد أحمد كافود أن السرعة الزائدة تعد ترجمة لثقافة الشخص الذي يوجد خلف مقود
المركبة مشيرا إلى أن هذه الظاهرة أي تجاوز معدل السرعات المقررة أثناء القيادة
تعتبر العامل المشترك بين الحوادث جميعها حيث ان سرعة بـ100 ك/ س ستؤدي إلى حوادث
قاتلة في صورة الاصطدام بأي جسم، ليكون بالتالي الاندفاع والتهور وعدم القدرة على
تحمل المسؤولية سببا مباشرا في فقدان ثروة الوطن وأهم مدخراته، وهم الشباب.
وقال كافود ان الفئة العمرية من 18 إلى 26 سنة هم من أكثر الفئات التي ترتكب
مخالفات السرعة الزائدة ويكون ذلك بدافع نفسي، لإظهار التفوق والقدرة العالية على
التحكم وإثبات السيطرة، وهي في الأصل عوامل نفسية ما يؤدي إلى ارتكاب حوادث نتيجة
الضغط الزائد على المكابح أو الاحتكاك العالي وارتفاع حرارة المحرك، عدا عن حالة
عدم التركيز على الطريق، وما يحدث عليها من مفاجآت يصعب عليه تداركها بالوقت
المناسب.
ولفت كافود إلى الجهود التي بذلتها الجهات المعنية من أجل الحد من هذه الحوادث حيث
تقوم إدارة التوعية المرورية بأنشطة متعددة ومختلفة تلامس فيها جميع شرائح المجتمع
من أجل الحفاظ على سلامة الارواح والممتلكات، بالإضافة إلى التحسن الكبير للبنية
التحتية للطرقات والتي تستجيب لأرقى المعايير العالمية.
جاسم درويش: تغليظ عقوبات استخدام الجوال أثناء القيادة
طالب جاسم درويش برفع السن القانونية للحصول على رخصة القيادة في الدولة إلى ما فوق
الـ 20 سنة، بهدف التقليل من الحوادث القاتلة التي تتعرض لها فئة الشباب نتيجة
سلوكياتهم المفرطة فيما يتعلق بالسرعة والتي تتجاوز في غالب الأحيان تلك المسموح
بها قانونا وتؤدي إلى حوادث قاتلة..
وشدد درويش على الدور الذي يلعبه اولياء الامور في توعية ابنائهم ودعوتهم للإنضباط
على شبكة الطرقات، داعيا إلى تغليظ العقوبات والغرامات المتعلقة باستعمال الهاتف
الجوال والانشغال به عند القيادة، مشيرا إلى أن سن الشباب، يتصف عادة بالاندفاع
والطيش في سلوكه وتصرفاته، وتعد السرعة سمة غالبة له في الكثير من التصرفات، ومنها
أيضا التعامل مع الآخرين والحكم عليهم.. ويظهر ذلك جليا في القرارات الخطأ، التي
تتخذ في المواقف الحاسمة.
وأضاف أن الشباب في هذه السن، ليس لديهم مانع من ارتكاب المخالفات المرورية عشرات
المرات، بمبالغ كبيرة، مقابل إثبات قدرتهم على القيادة بمهارة وحذق وإثبات رجولتهم
وقوة شخصيتهم، أمام الأقران وحتى لا يوصف بأنه لا يرقى إلى تطلعات أقرانه..
أمير الباكر: الحلبات لها دور كبير في تخفيف الحوادث
يرى أمير الباكر – ولي أمر، ان الحوادث المرورية تحدث احيانا إما عن طريق الخطأ، او
بسبب الاستعراض والتهور وعدم الانتباه للطريق وللقوانين المرورية، مشيرا إلى ان
اهمية انتباه الاهل للأبناء واصدقائهم والبيئة المحيطة بهم، خاصة وان الشباب يؤثرون
على بعضهم البعض بشكل كبير، لذلك فإن الامر بحاجة إلى تكثيف الحملات التوعوية بهدف
ردع الشباب عن ارتكاب المخالفات المرورية وتعريض حياتهم للخطر.. وقال ان الأسرة يقع
على عاتقها دور كبير في تحذير ابنائهم ومتابعتهم وايضا مراقبتهم حرصا على حياتهم،
موضحا ان الدولة لم تقصر ووفرت العديد من البدائل الآمنة، ليمارس فيها الشباب هواية
الاستعراض بالسيارات، وبطريقة آمنة تجنبهم وقوع الحوادث، مثل حلبة لوسيل وحلبة
الصناعية، ولكن بسبب جائحة كورونا، فقد تم إغلاقهم منذ عام ونصف، خاصة وان الشباب
بحاجة لمكان آمن لممارسة هوايتهم في سباق السيارات، مما يضطرهم لممارسته في
الشوارع.
وأشار إلى ان الحلبات لها دور كبير في تخفيف الحوادث، وايضا توعية الأسرة وكذلك
للاعلام دور في تكثيف التوعية المرورية، الامر الذي يساهم في التغيير من افكار
الشباب بأهمية توخي الحيطة والحذر واتباع الارشادات المرورية حرصا على حياتهم،
مؤكدا على اهمية دور الأسرة ليس فقط في التوعية والتثقيف، وإنما ايضا الدور الرقابي
على الابناء، خاصة وانهم يقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في ذلك الأمر.
إبراهيم الجابر: على أولياء الأمور متابعة ومراقبة أبنائهم
قال إبراهيم الجابر- ولي أمر، انه بالفعل قد زادت في الأيام الأخيرة الحوادث
المرورية، التي ينتج عنها ضحايا في أرواح شبابنا، موضحا ان السبب الرئيسي لتلك
الحوادث هو الانشغال بالهاتف، لمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي والذي يعد امرا
كارثيا، خاصة للسائقين على الطرق السريعة، ومنها طريق الشمال، وذلك رغم انتشار
الدوريات المرورية بكثرة.. ولفت إلى انه للاسف ضحية الحوادث والمتسبب بها من الشباب
صغار السن، لذلك يجب على الأهل محاولة متابعة ابنائهم ومراقبتهم، مشددا على الاب
يعتبر قدوة للأبناء، وعليه أن يلتزم بالإرشادات المرورية، خاصةً أمام الأبناء، ممن
يترسخ لديهم سلوكياته، ويقلدونه في هذه الأمور، لذلك على ولي الأمر أن يلتزم بحزام
الأمان والسير بسرعات مناسبة وعدم التهور في القيادة، وعدم الانشغال بالهاتف.
ونوه إلى أن إدارة المرور قاموا بالدور المنوط بهم على اكمل وجه، حيث انهم قاموا
بالتوعية المستمرة، وانتشار الدوريات في كل مكان، إلا المخالفات لم تعد رادعا لتلك
الحوادث، موضحا انه يجب تكثيف التوعية من خلال مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي
للقيام بدورهم في توعية الشباب، وكذلك قيام الأسرة بدورها في مراقبة الأبناء
وتعريفهم بخطورة الحوادث المرورية، خاصة واننا اصبحنا نرى الحوادث المميتة،
بالإضافة إلى التعريف بأسباب الحوادث ونشرها باستمرار، حتى يتم توعية الشباب
والتأثير عليهم، حيث إن للأسرة دورا كبيرا في التوعية والتثقيف.
زيد الحمدان: تكثيف توعية الشباب والتقارب معهم
أكد زيد الحمدان – ناشط في مجال السلامة المرورية، انه من الملاحظ ازدياد الحوادث
المروية والوفيات الناتجة عن هذه الحوادث بشكل كبير، موضحا ان هناك اكثر من سبب من
وجهة نظره لزيادة الحوادث، حيث يرجع السبب الأول إلى تراجع بعض الانشطة التوعوية من
الجهات الحكومية والخاصة، وقد لاحظنا في الفترة السابقة ان هناك تكثيفا للجهود من
قبل الإدارة العامة للمرور والمدارس، في دعم كل ما يتعلق بالسلامة المرورية، مما
يزيد من وعي كل فرد والاحساس بالمسؤولية المشتركة لتحقيق السلامة المرورية.
ولفت إلى ضرورة عدم القاء اللوم على جهة او شخص واحد، بعد وقوع الحوادث، فالتوعية
المرورية هي مسؤولية المجتمع بالكامل، موضحا ان اولياء الامور عليهم تعويد ابنائهم
على القيادة بشكل صحيح، والالتزام بسرعة الطريق، ويقع ايضا المسؤولية على عاتق
المعلمين، لذلك يجب ان نرجع لتكثيف التوعية المرورية بحيث تتكاتف الجهود بين جميع
الجهات لتوعية المجتمع.. وتابع قائلا: الوفيات تكون لشباب اعمارهم صغيرة، لذلك يجب
توعيتهم ومتابعتهم، ايضا مراقبة الشوارع عن طريق الكاميرات والتأكد من وجود المطبات
في الاماكن العرضة للاسراع، كما يجب على المرور التقارب اكثر مع فئة الشباب الناشئ
والبحث عن سبل تربطهم بالفئات المستهدفة.
محمد شاهين: الحوادث المرورية تؤثر على مسيرة التنمية
قال محمد شاهين - احد الشباب الذين انتجوا فيلما توعويا حول الحوادث المروية، ان
هدفهم توصيل التوعية بشكل شبابي وشكل مؤثر، وايصال هذه الرسالة لأكبر شريحة من
الشباب، مشيرا إلى ان الفيلم يعد جانبا من المسؤولية المجتمعية، للتوعية عن خطورة
الحوادث المرورية.. ولفت إلى ان مثل هذه الحوادث المرورية قد تؤثر على مسيرة
التنمية، حيث انها قد تسبب عجزا للشباب والذي لن يمكنهم من المشاركة في مسيرة
التنمية بالدولة، وتوقف هواياتهم وحياتهم وهذه احدى الرسائل التي رغبوا في توصيلها
لفئة الشباب، مبينا أن الفيلم عن قصة واقعية حقيقية وهو اللاعب جاسم المهيزع، وبه
رسائل محددة لإيصالها للشباب، في صورة بسيطة ومعبرة في نفس الوقت.. واستطرد قائلا:
المواد الاعلامية البصرية ترسخ في الذهن، وهذه هي احدى وسائل توعية المجتمع بخطورة
الحوادث المرورية، بحيث تكون مكملة للتوعية الأسرية، كما يجب أن تكون هناك حملات
عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون عبر بث مقاطع فيديو توضح مخاطر الحوادث على
أرواح الشباب، وتأثيرها على حياتهم المستقبلية.
ناصر العبيدلي: الانشغال بالهاتف أحد أسباب الحوادث
أرجع ناصر العبيدلي، ازدياد الحوادث المرورية إلى الانشغال بالهاتف، موضحا ان
الاغلبية عندما يقود السيارة دائما ممسك ويطالع الهاتف، دون الانتباه للطريق، وجزء
كبير من الحوادث المرورية يحدث بسبب عدم الانتباه للطريق، مما قد يؤدي إلى الاصطدام
بالشخص الذي امامه، سواء سيارة او احد الاشخاص المارين بالطريق.. ولفت إلى جهود
ومحاولات ادارة المرور في تكثيف التوعية للتقليل من الحوادث، سواء من خلال التوعية
او فرض المخالفات المرورية على المخالفين، الذين يستخدمون الهاتف اثناء القيادة إلا
ان الوضع مازال مستمرا.. وتابع قائلا: ارى ان فئة الجيل الحالي من الشباب اغلبهم
مثقف ومطلع، وواع ويتقبلون الرأي والرأي الآخر، لذلك يجب تكثيف التوعية عن طريق
مقاطع الفيديو والإرشادات التوعوية، خاصة ان رؤية الحوادث الواقعية وتأثيرها يمكن
ان يعيد تفكيره افضل من اسلوب الكلام المباشر، مما يعيد أفكاره وقد يتذكر تجارب
الآخرين وينبه للطريق، خاصة وانه يجب عليه أن يفكر الشباب في والديهم وأسرتهم قبل
أن يتهوروا.
إصدار الدستور الدائم لدولة قطر
المرسوم بقانون وفقا لاخر تعديل - مرسوم بقانون رقم (19) لسنة 2007 بإصدار قانون
المرور
قرار وزير الداخلية رقم (6) لسنة 2010 بإصدار اللائحة التنفيذية
لقانون المرور الصادر بالمرسوم بقانون رقم (19) لسنة 2007