جريدة
الشرق 12 ذو
القعدة 1442هـ - 23 يونيو 2021م
محمد
العبيدلي: الحماية والدعم لأصحاب العمل والعمال
انطلقت أمس أعمال
المؤتمر السنوي السابع حول العمل والعمال والذي تنظمه دار ((الشرق)) برعاية وزارة
التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية تحت شعار ((الاهتمام برعاية العمال
واجب أخلاقي والتزام قانوني)) وقد أثرى محاور النقاش نخبة من المتحدثين الذين
استعرضوا أفضل الممارسات في سبيل رعاية العمال وحمايتهم.. وقد سلط المؤتمر الضوء
على جهود الدولة في الحفاظ على حقوق العمال وبين تجارب الجهات والشركات في سبيل
رعاية العمالة الوافدة وألقى المتحدثون الضوء على التشريعات والقوانين التي قامت
دولة قطر بسنها للحفاظ على العمال ورعاية مصالحهم وضمان حقوقهم. كما عرج المتحدثون
على التشريعات القطرية لحماية العمال وجهود القطاع الخاص في هذا المجال..
وخلال الجلسة الافتتاحية تم الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة رعاية العمل والعمال،
حيث حصلت شركة أورباكون للتجارة والمقاولات على جائزة أفضل شركة في رعاية العمال
خلال جائحة كورونا للعام 2020 كما نالت شركة تحالف هندسة الجابر وتكفين جائزة أفضل
شركة للسلامة والصحة المهنية للعام 2020. وقد حصلت شركة حمد بن خالد للمقاولات HBK
على جائزة أفضل شركة لسكن العمال، كما حصل الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي عميد
كلية القانون ورئيس العيادة القانونية بجامعة قطر على جائزة أفضل شخصية في رعاية
العمال للعام 2020. وتم تقديم جائزة أفضل شخصية عمالية للسيد عبد الله رياض، حارس
أمني.
تطوير قطاع العمل
وخلال الجلسة الأولى للمؤتمر تحدث سعادة السيد محمد بن حسن العبيدلي الوكيل المساعد
لشؤون العمل بوزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية والذي أكد أن هذا
المؤتمر يعتبر مناسبة لإبراز جهود الدولة وأصحاب العمل والقطاع الخاص في رعاية
العمال في ظل أزمة كورونا والتطورات التي تشهدها ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ والتي تتوافق مع
ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، وانعكاساً لما تضمنته رؤية قطر
الوطنية 2030.
لافتا إلى أن دولة قطر تشهد نموا اقتصاديا وتنمويا ملحوظا يستدعي الاستعانة بأعداد
هائلة من العمالة الماهرة في شتى المجالات، خاصة أن الدولة أخذت على عاتقها
الالتزام بأعلى مقاييس الجودة في الإنتاج، وتقديم الخدمات وفقاً لمعايير العمل
الدولية، وقد كان لزاما على الدولة رعاية العمال وحمايتهم وذلك تقديرا لمساهمتهم
الإيجابية في تحقيق التنمية الشاملة بدولة قطر.
وأضاف العبيدلي: يأتي مؤتمر هذا العام تزامنا مع تنفيذ التشريعات الجديدة التي
تعتبر تتويجا لبرنامج إصلاح وتطوير قطاع العمل الذي تم تنفيذه خلال السنوات الأخيرة
من أجل دعم العمل اللائق وبناء سوق عمل حديث وتنافسي يساهم في توفير بيئة عمل جاذبة
للعمالة الماهرة ويعمل على تحفيز الاستثمار.
وقال: تعمل الوزارة على تنفيذ هذه التشريعات الجديدة بما يساهم في حفز الاستثمارات
وتنمية القطاع الخاص وتوفير المناخ المناسب لتشجيع الشركات على الاستثمار في دولة
قطر. لافتا إلى أن هذه الإنجازات تأتي استجابة لتعهدات الحكومة القطرية بتطوير
قوانينها للتوافق أكثر مع معايير العمل الدولية، بما يعود بالفائدة على أصحاب العمل
والعمال على حد سواء، ولغاية بناء سوق عمل يتسم بالحداثة والديناميكية تماشيا مع
إستراتيجيات التنمية الوطنية المنبثقة عن رؤية قطر الوطنية 2030 في ظل مجتمع يعزز
قيم العدل والمساواة. مؤكدا أنه قد تم الحرص على مراعاة مصالح جميع الأطراف
والتوازن بين حقوق أصحاب العمل والعمال، كما تلتزم وزارة التنمية الإدارية والعمل
والشؤون الاجتماعية بتنفيذ هذه التشريعات ضمن معايير العمل اللائق في إطار منظومة
النمو المستدام لكافة القطاعات في دولة قطر وبرفع كفاءة خدمات الوزارة من أجل حفز
الاستثمار وزيادة مساهمة شركات القطاع الخاص في الاقتصاد.
وأكد العبيدلي أن الدولة حرصت على توفير الرعاية والحماية الاجتماعية والدعم لأصحاب
العمل والعمال خلال أزمة فيروس كوفيد 19، وتستمر الدولة في تنفيذ تدابير الاستجابة
للتداعيات الاقتصادية للأزمة من خلال حزمة الحوافز المالية والتمديد في برنامج
الضمانات الوطني حرصا على استدامة الأعمال والوظائف.
مشيرا إلى أهمية الحوار الاجتماعي والدور الذي يقوم به أصحاب العمل ومسؤولو الشركات
القطرية وتعاونهم مع الوزارة لضمان تطبيق القوانين الجديدة والتدابير الاحترازية
للوقاية من فيروس كوفيد 19، مؤكدا أن مؤسسات القطاع الخاص القطري قد نجحت في تطبيق
اشتراطات السلامة والصحة المهنية داخل أماكن العمل وسكن العمال، والتي يعد الالتزام
بها أحد الأسس الجوهرية لتخطي أزمة كوفيد 19 وتحقيق التنمية ورفع القدرات الإنتاجية
في القطاع الخاص. كما أشاد بدور أصحاب العمل القطريين والشركات القطرية لحرصهم على
تطبيق القوانين والتعاون البناء مع الوزارة. وتقدم بخالص الشكر لدار الشرق على
تنظيمها هذا المؤتمر.
ضمان حقوق العمال
ثم تحدث السيد محمد بن طوار نائب رئيس غرفة قطر ورئيس لجنة جائزة رعاية العمال
متقدما بخالص الشكر لدار الشرق ووزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية
على تنظيم هذا المؤتمر الذي له تأثير هام في عكس صورة حقيقية لوضع العمال في قطر
حيث انتظمت بالتوازي مع جهود حقيقية لترقية معيشتهم وضمان سلامتهم خلال العمل
وتسهيل إجراءات تنقلهم من شركة إلى أخرى بسهولة ويسر، مؤكدا أن استمرار الشركات في
المشاركة في هذه المؤتمرات ودعمها يعكس حقيقة رغبة رجال الأعمال في رؤية أوضاع
عمالتهم وهي تتمتع بكافة الحقوق التي كفلها لهم القانون.
كما أشاد بلجنة جوائز رعاية العمال، لافتا إلى أنها مبادرة أخرى رائدة من دار الشرق
لتكريم الشركات ذات الأداء الممتاز في رعاية العمال خلال جائحة كورونا وفي السلامة
والصحة المهنية وسكن العمال وأفضل شخصية للعام وكذلك أفضل عامل متميز وتضم هذه
اللجنة أعضاء من وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية واللجنة العليا
للمشاريع والإرث وهيئة الأشغال العامة واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وجامعة قطر
وكذلك العيادة القانونية بكلية القانون بجامعة قطر وغرفة قطر وشخصيات عامة أخرى،
مشيرا إلى أن هذه الجهات لديها علاقة مباشرة بأوضاع العمال ومراقبة أحوالهم ومن هنا
جاءت أهمية ومصداقية القرارات التي تتخذها اللجنة بشأن الجهات الفائزة بجوائزها.
وقام السيد بن طوار بالإعلان عن الشركات والشخصيات الفائزة بجوائز اللجنة لعام 2021
وهي شركة أورباكون كأفضل شركة في رعاية العمال خلال جائحة كورونا أما أفضل شركة في
سكن العمال هي شركة حمد بن خالد للمقاولات وأفضل شركة في السلامة والصحة المهنية هي
تحالف هندسة الجابر وتكفين وأفضل شخصية لعام 2020 في رعاية العمال الدكتور محمد بن
عبد العزيز الخليفي عميد كلية القانون بجامعة قطر ورئيس العيادة القانونية وأفضل
عامل متميز لعام 2020 هو السيد عبد الله رياض.
رصد أوضاع العمال
ومن جهته تحدث السيد سلطان بن حسن الجمالي الأمين العام المساعد للجنة الوطنية
لحقوق الإنسان قائلا إن حماية حقوق العمال واحدة من المحاور الجوهرية التي تسعى إلى
الارتقاء بالمستوى الوطني إلى جانب كافة الحقوق الأساسية التي تضمنتها المواثيق
والاتفاقيات الدولية والتشريعات الوطنية.
مشيرا إلى أن لجنة جائزة رعاية العمال قد تم تشكيلها بمبادرة كريمة من دار الشرق
ضمن مسؤولياتها تجاه كافة الشرائح المجتمعية في الدولة. كما سلط الضوء على بعض
الجهود التي تقوم بها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في سبيل رعاية حقوق العمال
وخاصة خلال أزمة كورونا العالمية مشيرا إلى أن الجائحة ألقت بظلالها على مختلف أوجه
النشاط الإنساني الأمر الذي يعيد التأكيد على ضرورة عدم التميز في كل المجالات
المحلية والإقليمية والدولية كما أن شريحة العمال ضمن الفئات الأولى بالرعاية التي
يجب أن نوليها اهتمامنا الزائد في مثل هذه الأزمات وقد قامت اللجنة الوطنية لحقوق
الإنسان منذ بدء جائحة كورونا بتشكيل فريق للزيارات والرصد للوقوف على أوضاع العمال
في خضم الجائحة كما قامت بتفعيل الخط الساخن لتلقي الشكاوى وقد شملت زيارات الفريق
الذي شكلته اللجنة زيارة المحاجر الصحية وزيارات عمال المنطقة الصناعية.
وبالرغم من ارتفاع الإصابات بين العمال في الموجة الأولى من انتشار الفيروس فقد
تبين من خلال تقارير فريق الزيارات والرصد وهي تقارير تم إعدادها بشفافية عدد
العمال الموجودين في بعض أجزاء المنطقة الصناعية التي خضعت للحجر الصحي ومساحة
الإقامة السكنية وظروف إقامة العمال وسكنهم وخدمات الإيواء وحصلنا على نوعية
الأغذية الصحية المقدمة للعمال الموجودين في الحجر الصحي في المنطقة الصناعية وخلال
زيارة الفريق تبين أنه قد كان يتم توزيع غذاء للعمال وبعض المستلزمات الصحية
الضرورية والسلال الغذائية إلى جانب أكياس المعقمات والكمامات مجانا للوقاية من
الفيروس.
وتابع الجمالي حديثه مؤكدا أن الطواقم الطبية قدمت معلومات وافية حول الإجراءات
المتبعة للوقاية من الفيروس التي تم توفيرها للعمال لحمايتهم من خطر الفيروس، حيث
كانت رعاية جيدة وقد تمت متابعة الخطط المتبعة لعلاج المصابين وضمان عدم انتشار
العدوى وحماية المخالطين إلى جانب ذلك قامت اللجنة الوطنية بعمل حملة توعية واسعة
داخل مساكن العمال وتم إصدار تقرير مفصل حول كافة الملاحظات التي خرج بها الفريق
الميداني بكل حيادية وشفافية وتم رفع الملاحظات للجهات المختصة داخل الدولة
والمنظمات الخارجية ذات الصلة.
كما أشاد بالحملات التوعوية المنفذة بالدولة تمهيدا للقرار الوزاري بتحديد ساعات
العمل في الأماكن المكشوفة خلال الصيف بهدف حماية العمال من الحرارة في جميع قطاعات
الدولة وأكد أن هذا القرار من شأنه تحقيق الحماية المطلوبة للعمال. كما طالب الجهات
المختصة بإنزال عقوبات رادعة لكل الجهات التي تتهاون في تنفيذ القرار ودعا لتقديم
المزيد من الحماية والرعاية للعمال في قطر.
صحة العمالة من أولوياتنا
ومن جانبه أكد السيد مشعل سلطان الهتمي مدير الخدمات المشتركة بهيئة الأشغال العامة
أن أشغال تقوم بإنشاء أفضل مشاريع البنية التحتية على مستوى العالم وقال إن قطر
لديها واحدة من أفضل البنى التحتية في العالم وأكد أنها تعمل مع مئات الآلاف من
العمال في مشاريع البنى التحتية وقال: في العام المقبل عندما يجتمع العالم في
الدوحة لحضور كأس العالم لكرة القدم سوف يسعد الضيوف بالخدمة التي توفرها البنية
التحتية وقد أصبحت أشغال رائدة في تطبيق أحدث التقنيات بمهنية عالية، لافتا إلى أن
أشغال تهتم بصحة وسلامة العمال الذين يعملون على إنجاح رؤية قطر وقد حرصنا على
إرساء المبادرات الصحية والتوعية وقد استفاد من الرعاية الصحية حوالي 82 ألفا من
العاملين وفي كل مشروع نقوم به نشرع بالكشف الدقيق على العمال للتأكد من السلامة
البدنية والذهنية وقدمنا خطط معالجة فردية لبعض العمال، لافتا إلى أن مبادرات الصحة
والسلامة التي تبتنها أشغال هي الأفضل عالميا وقد حصلنا على عدة جوائز عالمية في
هذا المجال.
ويشكل العاملون رأس مالنا البشري وأثمن موجوداتنا وبالتالي تأتي صحة وسلامة العمال
وموظفينا على قمة أولوياتنا وقال إن قطر أنشأت مقاييس عالية يحذو حذوها الآخرون
وقال: خلال جائحة كورونا حافظنا على صحة العاملين.
بيئة عمل مثالية
وعلى صعيد آخر قال المهندس عيسى محمد علي كلداري الرئيس التنفيذي لشركة قطر للمواد
الأولية: لقد حرصت الشركة منذ انطلاقتها على أن تضع في أولوياتها القوة العاملة
بوصفها أساس النجاح. وأضاف: لقد نجحت الشركة باجتياز أهم الاختبارات منذ تأسيسها
أولها تلبية احتياجات السوق المحلة من المواد الأولية خلال فترة الأزمات وقد تمكنت
الشركة من توفير كل المواد الأولية المطلوبة في السوق المحلي لاستمرار إنجاز مشاريع
الدولة والقطاع الخاص.
وأكد أن شركة قطر للمواد الأولية كانت سباقة في اتخاذ الإجراءات الاحترازية التي
أعلنتها الدولة لمكافحة تفشي فيروس كورونا، لاسيما بين العاملين في مواقع الأرصفة
التي نستقبل ونورد من خلالها مواد البناء الأولية، وكانت أولى مهامنا هي الحفاظ على
سلامة وصحة العاملين في كل المواقع كما اتخذنا عددا من الإجراءات ومنها ارتداء
الكمامات وتقليص عدد العاملين في المكتب الرئيسي والتباعد الاجتماعي بين الموظفين
في المكاتب والمواقع وعمل اجتماعات عن بعد وقمنا بتوفير المعقمات والماسك وقفازات
اليد للموظفين وإيقاف خدمات الضيافة إلى جانب تنظيم جلسات توعية حول طرق الوقاية من
كوفيد– 19 ثلاث مرات أسبوعيا تغطي جميع موظفي الشركة في المكتب الرئيسي والمصانع
وسكن العمال وفي سكن العمّال لتحقيق التباعد حيث تم تجهيز وجبات غذائية مُنفصلة لكل
عامل لمنع التجمعات وتجهيز فريق عمل لا يُخالط العاملين الآخرين سواء في السكن أو
مكان العمل.
كما تم فصل مجموعة خاصة من العمال في الميناء عن باقي العمال ووضعهم في سكن واحد
والعمل في وقت معين بشكل فقاعة لضمان استمرار العمل وعدم التأثر بجائحة كوفيد- 19.
ورغم ظهور عدد من الحالات القليلة المُصابة، التي بلغت 93 حالة في عام 2020 و20
حالة في عام 2021 تم التحكم في انتشار الفيروس، بالتنسيق مع قطر للبترول التي أعدت
بروتوكولًا معيناً لمنع انتشار الفيروس في مدينة مسيعيد،.
وقال: لقد تلقى 95% من موظفي الشركة جرعتين من اللقاح و3% تلقوا الجرعة الأولى من
اللقاح و2% فقط لم يتلقوا اللقاح لحد الآن.
من هذا المنطلق وفرت الشركة أفضل بيئة عمل لتمكين العاملين من أداء عملهم وذلك من
خلال تطبيق أعلى معدلات الجودة والأمن والسلامة في كافة مواقع العمل، ولذلك نجحت
الشركة في 29 أبريل 2020 بتحقيق مليون ساعة عمل بدون إصابات أو حوادث وأكد حرص
الشركة على توفير بيئة عمل نموذجية.
إصدار الدستور الدائم
لدولة قطر
القانون وفقاً لآخر تعديل - قانون رقم (14) لسنة 2004 بإصدار قانون العمل