جريدة
الوطن - الأربعاء 24 محرم 1443هـ - 1 سبتمبر 2021
أهمية التعاون في مكافحة الإرهاب
قال سعادة الشيخ محمد
بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إن دولة قطر مستعدة
للتعاون في تعزيز التوافق الإقليمي والدولي بما يحقق الاستقرار في أفغانستان، مشددا
على أهمية المحافظة على مكتسبات الشعب الأفغاني والحقوق الأساسية لكافة أطياف الشعب
الأفغاني.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني في الدوحة أمس: تناقشنا حول كيفية تعاون
وتضافر الجهود لتجنب حدوث أي أزمة إنسانية في أفغانستان من خلال تقديم المساعدات
الإنسانية والتنمية وأكدنا على أهمية التعاون في مجال مكافحة الإرهاب لأن أفغانستان
تمر بمرحلة حرجة، حيث شددنا على أهمية أن تقوم طالبان أيضا بإبداء التعاون في هذا
المجال والوفاء بالتزاماتها.
وقال سعادة وزير الخارجية إن دور دولة قطر في شأن تشكيل الحكومة الجديدة في
أفغانستان هو حث طالبان على تشكيل حكومة شاملة وموسعة تشمل كافة الأطراف وعدم إقصاء
أي طرف، وأعتقد أن هذا سوف يكون مقياسا مهّما جدا للمجتمع الدولي، وفي أثناء حديثنا
مع طالبان في هذا الموضوع لم يكن هناك ردة فعل سلبية أو إيجابية حيال هذا الموضوع
وأكدوا على انفتاحهم حيال أي مقترحات، وأعتقد أن مسألة الاعتراف الدولي ليست هي
المسألة الطارئة اليوم ولكن هناك أهمية للتواصل مع طالبان، وهذه الأهمية شددت عليها
أكثر من دولة من الدول الحليفة والصديقة مع دولة قطر ونحن نتفق مع هذا الموقف.
وأضاف سعادة وزير الخارجية: نحن نعتبر أن العزل ليس هو الجواب الملائم، لأننا نعتبر
أن التفاعل مع طالبان يفضي إلى مسائل إيجابية، وكمثال على ذلك في الأيام العشرة
الأخيرة، ومنذ أن سيطرت طالبان على كابول كان هناك تفاعل كبير مع طالبان من أجل
تنظيم عمليات الإجلاء وكذلك في مكافحة الإرهاب، ولقد رأينا أن هذا التفاعل قد أفضى
إلى نتائج إيجابية، ولكن إذا بدأنا بفرض الشروط وبعرقلة هذا التفاعل سوف نترك
فراغا، والسؤال هنا هو: من سيملأ هذا الفراغ؟ وإن كان الاعتراف ليس على جدول
الأولويات بالنسبة لنا الآن.
وقال سعادته خلال المؤتمر الصحفي: بالنسبة لنا في دولة قطر دائما نحافظ على قنوات
التواصل مفتوحة مع كل طرف يريد التواصل والحوار، وكانت هذه سياستنا الخارجية منذ
عقود ونحن نشجع دولا أخرى على الاستمرار في التفاعل والتواصل مع طالبان، لأننا نؤمن
أنه بدون هذا التواصل لا يمكننا أن نتوصل إلى تقدم في الجانب السياسي أو الاقتصادي
أو الاجتماعي في أفغانستان، وهذا هو موقفنا.. وهو موقف مشترك بيننا وبين حلفائنا
وشركائنا كذلك.
وأوضح سعادة وزير الخارجية أنه بحكم الوساطة القطرية في محادثات طالبان مع الولايات
المتحدة وأيضا في تسهيل المحادثات الأفغانية- الأفغانية فإن دولة قطر سوف تستمر في
تكثيف التواصل مع جميع الأطراف في أفغانستان سواء أكان طالبان أو غير طالبان،
ونتمنى أن نجد هناك توافقا وطنيا ومحافظة على مكتسبات الشعب الأفغاني وحقوقه.
وفيما يتعلق بمطار كابول قال: فيما يخص موضوع المطار المسألة لاتزال في طور النقاش
والتقييم، وهناك الكثير من الاشياء التي تحتاج إلى التقييم سواء أكان بشقها الأمني
أو الفني، ولا نستطيع أن نحكم اليوم اذا ما كان باستطاعتنا المساعدة في هذا الشأن
أم لا، وسوف يتبين خلال الأيام القادمة.
ولكن نعتبر مسألة إعادة فتح المطار من أهم المسائل لأفغانستان لتحقيق أحد أهم
الالتزامات التي ذكرتها طالبان في السابق وهي السماح بحرية الحركة.
وأنا أعتقد أن حرية الحركة والتنقل هي من أهم الأشياء التي من الممكن أن تثبت
للمجتمع الدولي أن المسائل في أفغانستان أعيدت للاستقرار، وهذا مهم بالنسبة لنا في
دولة قطر ومهم لحلفائنا من باقي الدول.
ومن جانبه فقد وجه سعادة السيد هايكو ماس وزير خارجية ألمانيا الشكر إلى دولة قطر
على دورها في هذا الملف وقال: نحن نشكر دولة قطر ونعبر عن امتناننا لها لتوليها هذا
الدور الهام والمهم جدا، موضحا أنه فيما يخص النقل الجوي والبري نحتاج إلى تعاون
وتنسيق وثيق مع دول جوار أفغانستان ودول أخرى في المنطقة، وفيما يتعلق بالنقل الجوي
فإن دولة قطر تلعب دورا مهما جدا للمغادرين وفيما يخص وصول المساعدات الإنسانية إلى
الناس في أفغانستان.
وسوف يكون من المهم جدا اذا استطعنا ضمان تشغيل المطار في كابول للعمليات المدنية.
وأضاف الوزير الألماني أن ذلك مرتبط أيضا بالتعامل المستقبلي مع طالبان، لأن هناك
في المنطقة وخارجها داخل أوروبا وجهات نظر مختلفة، وأنا شخصيا أعتقد أنه لابد من
إجراء محادثات مع طالبان لأنه يجب أن نجد حلولا لأشياء عملية جدا منها تشغيل المطار
إلى جانب أننا لا يمكننا تحمل عدم الاستقرار في أفغانستان لأنه يخدم الإرهاب ويؤثر
بشكل كبير على دول جوار أفغانستان، كما اننا يجب أن نجري محادثات لنعبر لطالبان عن
توقعاتنا وما هي الحدود، فنحن لا نقيسهم بأقوالهم ولكن بأفعالهم، وسفيرنا لدى
أفغانستان يجري محادثات هنا في الدوحة مع طالبان وسوف يواصل هذه المناقشات.
وترون أن هناك مسائل مفتوحة وسوف نعالج هذه المسائل في الأسابيع القادمة بشكل مكثف
ولكن نحتاج إلى التعاون الدولي وسوف يكون للدوحة دور مهم في هذا.
وأضاف وزير الخارجية الألماني: لقد علمت خلال المحادثات أن جميع الأطراف يدركون
أهمية التعاون الدولي، وبدونه لا يمكننا السيطرة على هذا الوضع الصعب والمعقد
للغاية، ونحن نراهن على هذا التعاون المتميز مع دولة قطر، ونحن نشكر قطر ونعبر عن
امتناننا لها لتوليها هذا الدور الهام والمهم جدا.
ونحن نرى أن هذه المحادثات مع طالبان مهمة هنا في الدوحة ومن قبل كنا نشارك في
محادثات السلام الأفغانية هنا في الدوحة أيضا.
وبشأن مسألة الاعتراف الدولي بطالبان قال وزير خارجية ألمانيا: مسألة الاعتراف
الدولي ليست هي الأهم الآن لأنه لابد وان نتوصل إلى حلول لمسائل عملية، ونحن كنا
دائما نعبر لطالبان أن هناك حدودا ونتوقع الالتزام بها، مثل حقوق الإنسان وحقوق
النساء وتشكيل حكومة شاملة للجميع، وسوف نرى ذلك في الأيام المقبلة كيف ستتصرف
طالبان في تلك الموضوعات، ولسنا نحن فقط من يرفع تلك المطالب بل الدول الأخرى، وسوف
ننسق في ذلك مع أطراف أخرى وأنا واثق أن الموقف الدولي سوف يكون موحدا في هذا
الشأن.
وأضاف: نحن مستعدون لتقديم المساعدات الإنسانيةن وهذا مهم جدا لأنه في موسم الشتاء
سوف يكون هناك أزمة إنسانية في أفغانستان، ونحن نريد مساعدة الناس هناك الآن..
ولذلك سوف ننظر باهتمام كبير إلى تشكيل حكومة طالبان.
وقال: هناك الآلاف يريدون مغادرة أفغانستان، ومن الجيش الألماني لدينا عدد كبير
جدا، ونحن نعتبر بعض المجموعات معرضة للخطر منهم المدافعون عن حقوق الإنسان وحقوق
النساء، والصحفيون على سبيل المثال، وقد عرضنا لهم فرصة لاستقبالهم في المانيا،
ولهذه المجموعة نحاول أن نجد إمكانيات لمغادرتهم أفغانستان، ونراهن على وعد طالبان
أن تكون المغادرات بعد نهاية شهر أغسطس ونأخذ ذلك على محمل الجد، لأننا سوف نقيس
طالبان بأقوالهم وأفعالهم، ويجب أن ننظم الطرق والسبل لنقل هؤلاء الاشخاص، وقد
رأينا اليوم أن مجموعة كبيرة من الموظفين المحليين للمؤسسات الألمانية قد وجدوا
الطريق إلى باكستان ومن هناك سوف يتم نقلهم إلى ألمانيا، وبالتالي من الممكن إجلاء
أشخاص. وهذا هو سبب زيارتي لتلك البلدان حتى ننسق معهم بشكل وثيق ونتحدث عن طرق
وآليات في الأسابيع والأيام القادمة.
وبشأن التمثيل الدبلوماسي الألماني في أفغانستان قال وزير الخارجية الألماني: نحن
الآن بصدد التنسيق مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي، لأن هناك حاجة كبيرة للتمثيل
الدبلوماسي في أفغانستان، لأن هناك مسائل كثيرة منها موضوع المواطنين الألمان
والموظفين المحليين، وموضوع التمثيل الدبلوماسي وفتح سفارة لألمانيا في أفغانستان
سوف تشغلنا خلال الفترة القادمة، وقد تحدثنا في هذا الموضوع خلال محادثاتنا مع
طالبان هنا في الدوحة ومع الأطراف الآخرين وتلك المحادثات قد ساعدتنا كثيرا وكل ما
يتم في المستقبل يتعلق بسياسة طالبان في أفغانستان ويتعلق بالشروط الأمنية في
كابول، وإذا كان من الناحية السياسية والأمنية هناك إمكانية لإرسال دبلوماسيين إلى
هناك فإنه يجب أن تكون لألمانيا سفارة في كابول في المستقبل.
وقال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عبر حسابه في «تويتر» «سعدت
بالترحيب بزميلي @HeikoMaas
في الدوحة، حيث تناقشنا حول مسؤوليتنا الثنائية كشركاء فاعلين في جهود المجتمع
الدولي لحماية المدنيين وتحقيق السلم والأمن الدوليين».
الدستور الدائم لدولة قطر
القانون وفقاً لآخر تعديل- قانون رقم (3) لسنة 2004 بشأن مكافحة الإرهاب
قانون رقم (20) لسنة 2019 بإصدار قانون مكافحة غسل
الأموال وتمويل الإرهاب
القرار وفقًا لأخر تعديل قرار مجلس الوزراء رقم (7) لسنة 2007 بإنشاء اللجنة
الوطنية لمكافحة الإرهاب
استعراض تعزيز التعاون بين قطر والأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب