جريدة الوطن - الخميس  29 ربيع الأول 1443هـ - 4 نوفمبر 2021

«التمييز» تؤكد صحة انتخابات «الشورى»

رفضت محكمة التمييز الطعون المقدمة من بعض المرشحين ضد انتخابات مجلس الشورى، وأقرت بصحة نتيجة الانتخابات، وبذلك وضعت محكمة التمييز مبدأ هاما وجوهريا لصحة انتخابات مجلس الشورى، ومعيار القواعد الحاكمة لصحة العملية الانتخابية. حيث أكدت المحكمة خلال حيثيات رفضها الطعون المقدمة أن المخالفات اليسيرة التي لا تؤثر في مجملها على صحة الانتخاب، أو ارادة الناخبين أو لا تتغير بها النتائج المعلنة فلا يترتب عليها إبطال الانتخاب برمته.
وحسبما أورد الحكم «فإن جوهر العملية الانتخابية هو تعبير الناخبين عن إرادتهم الحرة في اختيار من يمثلهم في المجالس النيابية، وهو الأصل العام الذي من أجله سنت القوانين المنظمة للانتخابات، وما انيط بالقائمين عليها من التحقق من حصول ذلك الجوهر، والتأكد من عدم اختراقه بأي أفعال تؤثر سلباً في حرية إرادة الناخبين في اختيار ممثليها، ومن ثم فإن المحاكم اسند اليها القانون مراقبة تحقق ذلك الفصل في صحة عملية الانتخاب، والتحقق من أي مخالفة يدعيها من يطعن في صحة الانتخاب وتؤثر على ارادة الناخبين أو صحة انتخاب الفائز، أو يكون من شأن تحققها تغيير النتائج المعلنة، أما غير ذلك من المخالفات اليسيرة التي لا تؤثر في مجملها في صحة الانتخاب أو ارادة الناخبين أو لا تتغير به النتائج المعلنة فلا يترتب عليها ابطال الانتخاب برمته».
واوضحت المحكمة ان القائمين على الانتخابات عملوا على تحقيق ذلك الجوهر من خلال العمل على عدم وجود أي أفعال من أي من أطراف العملية الانتخابية من شأنها التأثير سلبا في حرية إرادة الناخبين.
وأوضحت المحكمة أنها تأكدت من خلال واقع الحال والإطلاع على المستندات عدم تأثر النتائج بأي مخالفات، وأن ما أثاره الطاعن في العملية الانتخابية قد خلت جميعها، مما يؤثر في سلامة وصحة النتيجة المعلنة، ومن ثم تقضي المحكمة برفض الطعن وصحة النتيجة.
وأكد عدد من القانونيين أن الحكم يمثل أول سابقة قضائية لتطبيق قانون انتخاب مجلس الشورى؛ وفيه أرست المحكمة المبدأ الجوهري الحاكم لصحة الانتخاب ومعيار القواعد الحاكمة لصحة العملية وما يؤثر عليها، وصرف النظر عن المخالفات اليسيرة التي لا تتأثر بها النتيجة المعلنة حتى لو وقعت مخالفات يسيرة. وحول آلية تقديم المرشح للطعن أمام محكمة التمييز بشأن صحة الانتخاب في دائرته أكدوا ان القانون حدد طرق الطعن حيث انه بعد إعلان لجنة الانتخابات عن الفائز، على المرشح الحضور ببطاقته الشخصية وتقديم ما يراه من المستندات والإثباتات التي يرغب بإرفاقها، ويكتب التفاصيل على النموذج المعد أو ورقة يعدها بنفسه، ويقدم ذلك إلى القلم في المحكمة.
وينص الفصل السادس من قانون انتخابات الشورى الذي جاء بعنوان «الفصل في صحة الانتخاب»: لكل مرشح أن يطعن في صحة الانتخاب الذي أجري في دائرته الانتخابية أمام محكمة التمييز، وذلك خلال عشرة أيام من تاريخ إعلان نتيجة الانتخاب، وتفصل محكمة التمييز في الطعن خلال ستين يوما من تاريخ إيداعه لديها.
وإذا ثبت لمحكمة التمييز صحة الطعن، جاز لها أن تقضي بفوز المرشح الذي تبين لها صحة انتخابه، وذلك إذا لم تكن أسباب الطعن وملابساته تقتضي إعادة الانتخاب في الدائرة الانتخابية.محمد أبوحجر