جريدة الشرق - الأربعاء 4 جمادي الاولى 1443هـ -
8
ديسمبر 2021
قطر والسعودية..
رغبة مشتركة في تعميق علاقات التعاون
هاجر العرفاوي
تعكس زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس
مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، للدوحة في اطار جولته
الخليجية التي بدأها الإثنين، رغبة دولة قطر والمملكة السعودية العربية في دعم
العلاقات الأخوية والتاريخية وتطوير سبل التعاون المشترك في كافة المجالات. وتعد
زيارة ولي العهد السعودي إلى قطر الأولى له بعد المصالحة الخليجية في يناير الماضي
خلال قمة العلا، بينما تستعد الرياض لاستضافة القمة الخليجية الثانية والأربعين
المقررة الثلاثاء المقبل.
واستهل سمو الأمير محمد بن سلمان جولته الخليجية بزيارة الى سلطنة عمان التقى
خلالها بالسلطان هيثم بن طارق، حيث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها ومناقشة القضايا
ذات الاهتمام المشترك. وذكرت وسائل اعلام عمانية، أن قصر العلم في العاصمة العمانية
مسقط، شهد أمس، مراسم الاستقبال الرسمي لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان،
في إطار الجولة الخليجية التي يجريها، وتم خلال جلسة المباحثات استعراض العلاقات
الأخوية بين البلدين سلطنة عمان والمملكة، وأوجه التعاون الثنائي في مختلف
المجالات. كما جرى بحث مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
وعلى إثر مغادرته للسلطنة في اتجاه دولة الإمارات العربية المتحدة، بعث ولي العهد
السعودي، برقية للسلطان هيثم بن طارق، أكد خلالها أن المباحثات التي أجراها في مسقط
تؤكد متانة العلاقات مع عمان والرغبة المشتركة بتعميق التعاون. وأعرب عن امتنانه
وتقديره لما لقيه والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. واضاف سموه في
رسالته، "صاحب الجلالة، لقد أكدت المباحثات التي أجريناها مع جلالتكم متانة
العلاقات الأخوية بين بلدينا، والرغبة المشتركة في تعميق التعاون بينهما في
المجالات كافة، في ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز
آل سعود وجلالتكم، والتي تهدف إلى تحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وتعزيز
الأمن والاستقرار في المنطقة."
وفي وقت سابق، أعلن ديوان البلاط السلطاني العماني، أن زيارة ولي العهد السعودي إلى
مسقط تأتي انطلاقا من العلاقات التاريخية الممتدة التي تربط السلطنة والسعودية،
وتعزيزاً لأواصر المودة التي تجمع شعبي البلدين، واستكمالا لما أسفر عنه لقاء
السلطان هيثم بن طارق، وخادم الحرمين الشريفين أثناء زيارة المملكة في يوليو
الماضي.
*اتفاقيات سعودية - عمانية
وعلى هامش زيارة محمد بن سلمان للسلطنة، ذكرت وكالة الأنباء السعودية، أن شركات
سعودية وعددا من الشركات المملوكة لجهاز الاستثمار العُماني والقطاع الخاص، وقعت 13
مذكرة تفاهم بقيمة استثمارات تبلغ 30 مليار دولار، في قطاعات تشمل الطاقة والطاقة
المتجددة والصناعات الدوائية والاستثمارات في منطقة الدقم بالسلطنة. وأكد وزير
الاستثمار السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح، أن المملكة والسلطنة تزخران بفرص
استثمارية واعدة، توفر أرضية خصبة لإقامة شراكات استثمارية متنوعة بين قطاعي
الأعمال في البلدين.
وأشارت صحيفة الوطن العمانية، إلى أن قطاعي البتروكيماويات والطاقة المتجددة
والهيدروجين الأخضر، شهد توقيع عدد من مذكرات تفاهم، شملت مجموعة أوكيو العمانية
التي وقعت ثلاث مذكرات مع شركة أكوا باور السعودية وشركة أبر برودكت، والثانية في
مجال تخزين النفط مع شركة آرامكو للتجارة في مجال تقييم ملاءمة تخزين والمتاجرة في
المواد البترولية، والثالثة مع شركة سابك بهدف تطوير مشروع مجمَّع الدقم
للبتروكيماويات. وفي مجال الحوض الجاف والخدمات اللوجستية والنقل البحري، قالت
الصحيفة، إن مجموعة أسياد وقعت مذكرة تفاهم مع شركة النقل البحري السعودية، كما
وقَّعت شركة تنمية معادن عُمان، مذكرة تفاهم مع شركة معادن السعودية لتقييم فرص
الاستكشاف والتطوير في قطاع التعدين، ووقَّعت مذكرة تفاهم في مجال الاستثمار
السياحي.
*تعزيز التعاون والتنسيق
وتأتي الجولة الخليجية لـ بن سلمان قبل أيام من استضافة الرياض للقمة الخليجية
الثانية والأربعين في 14 من الشهر الجاري، في حين استبق العاهل السعودي الملك سلمان
بن عبد العزيز آل سعود زيارات ولي العهد، بإرسال رسائل خطية إلى عدد من زعماء دول
الخليج، ونقلها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان.
ونقلت وكالة الانباء الألمانية، في وقت سابق عن مصادر من الرياض، أن الجولة
الخليجية لولي العهد، ستسلط الضوء على تعزيز التعاون والتنسيق بين دول مجلس التعاون
الخليجي في جميع المجالات. وقالت المصادر إن من أبرز الموضوعات في جدول أعمال جولة
ولي العهد السعودي في دول الخليج هي "التعامل بشكلٍ جديٍ وفعّال مع الملف النووي
والصاروخي الإيراني بكافة مكوناته وتداعياته وبما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار
الإقليمي والدولي". كما ستركز الجولة على مبادئ حسن الجوار واحترام القرارات
الأممية والشرعية الدولية وتجنيب المنطقة كافة الأنشطة المزعزعة للاستقرار، إضافة
إلى إيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية قائم على المبادرة الخليجية وآليتها
التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي رقم
2216.
وأوضح مصدر، أنه سيتم التأكيد على أهمية رفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني
والتطورات على الساحة العراقية في ضوء نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة والوضع في
سوريا وليبيا ومستجدات القضية الفلسطينية. فيما قال مصدر آخر، إن زيارة الأمير محمد
سلمان، ستتناول كافة المجالات ورفع وتيرة التعاون ومنها الأمن والدفاع والاقتصاد
والتجارة والاستثمار والطاقة والاتصالات بين دول المجلس الست. وأشار مصدر ثالث إلى
أنه "ينتظر أن يتم خلال زيارة سلطنة عمان إطلاق مجموعة من المبادرات المشتركة تشمل
مجالات تعاون رئيسية منها الاستثمارات في مشروع إقامة منطقة صناعية في المنطقة
الاقتصادية الخاصة في الدقم والتعاون في مجال الطاقة، بالإضافة إلى الشراكة في مجال
الأمن الغذائي والتعاون في الأنشطة الثقافية والرياضية والسياحية المختلفة".
الدستور الدائم لدولة قطر
مرسوم رقم (24) لسنة 2013 بالتصديق على اتفاقية التعاون الدبلوماسي والقنصلي بين
دولة قطر والمملكة العربية السعودية،
وملحقها التنفيذي
توقيع محضر تبادل وثائق مذكرتين مع السعودية