جريدة الوطن - الثلاثاء
21 رجب 1443هـ - 22 فبراير 2022
العلاقات الكويتية ـــ القطرية ذات خصوصية
كتب كرم الحليوي
أكد سعادة السفير حفيظ محمد العجمي، سفير
دولة الكويت لدى الدوحة، أن العلاقات الكويتية ـ القطرية علاقات وطيدة ومتجذرة على
كافة المستويات حيث ترتبط دولة الكويت مع دولة قطر الشقيقة بعلاقات ذات خصوصية
متميزة تحمل سمات مشتركة مبنية على وحدة المصير والهدف وتسعى الدولتان إلى تحقيق
التكامل والترابط في جميع المجالات الحيوية التي تحقق آمال شعوبها وتعكس هذه
العلاقات إصرارا من القيادتين السياسيتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين على الدفع
والارتقاء بها لمستويات أعلى وأكثر تكاملا.
وقال السفير الكويتي خلال مؤتمر صحفي بمناسبة الذكرى الـ 61 لليوم الوطني لدولة
الكويت والذكرى الـ 31 للتحرير:
يسعدني بهذه المناسبة الوطنية الغالية أن أرفع أسمى وأصدق آيات التهاني والتبريكات
إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وإلى سمو
ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح (حفظهما الله ورعاهما) وإلى سمو رئيس
مجلس الوزراء الشيخ صباح خالد الحمد الصباح - حفظه الله، وإلى الشعب الكويتي الكريم
والمقيمين على أرض الكويت الطيبة داعيا المولى عز وجل أن يديم على الكويت نعمة
الأمن والتقدم والازدهار.
وأضاف: تحتفل دولة الكويت هذا العام، بيومها الوطني الـ61، في ظل العهد الميمون
للبلاد تحت قيادة أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد الشيخ
مشعل الأحمد الجابر الصباح (حفظهما الله ورعاهما) وعلى الرغم من قرار الحكومة
بإلغاء مظاهر الاحتفال بسبب الاشتراطات والاحترازات الصحية لجائحة كورونا فإن
المناسبة تستعيد أجواء الاستقلال عن المملكة المتحدة وتجمع الاحتفال بالذكرى الـ31
للتحرير، إبان حرب الخليج الثانية، حيث تؤكد المناسبتان على استقلال دولة الكويت
ووحدة وتضامن الشعب الكويتي في وجه التحديات المختلفة.
كما نستذكر البسالة التي اتسم بها ليس فقط شعب الكويت ولكنها ذكرى تجعلنا نعتز
بالمواقف النبيلة لأشقائنا في دول مجلس التعاون والدول العربية والأصدقاء من مختلف
دول التحالف، الذين لم يهدأ لهم بال حتى عادت دولة الكويت والشرعية لحكم أسرة آل
صباح الكرام وإلى الشعب الكويتي وفي هذه المناسبة نجدد اعتزازنا وفخرنا بالتكاتف
ووحدة المصير الذي شهدناه في الأيام العصيبة والتضحيات الكبيرة حيث رأينا قوات
وجنود أشقائنا وأصدقائنا، خاصة من دول مجلس التعاون في مقدمة المحاربين لتحرير
البلاد، وكان لدولة قطر الشقيقة أيضاً دور بارز في هذه الملحمة «ملحمة إعادة الحق
لأهله والكفاح ضد أطماع الطامعين».
وقال سعادة السفير حفيظ العجمي: هذه المناسبة السنوية التي عندما تأتي تجعلنا نتذكر
بكل فخر وحب كفاح الأجداد، الذين كان لهم الفضل العظيم، والجهد الكبير فيما نحن فيه
من سلام ووئام ورفاه، فقد تركوا لنا إرثاً ضخماً من الأمجاد، يتطلب منا أن نبذل
جهوداً كبيرة في سبيل تنميته، وتطويره والمحافظة علي، مؤكدا: بفضل الله وبعد نظر
القيادة واجهت دولة الكويت تحديات جائحة كورونا بكل اقتدار ونجاح في التصدي لهذا
الوباء، والكويت مستمرة بإنجازات التنمية بكافة أشكالها، كما أثبتت الأيام أن دولة
الكويت ستظل مصدر ثقة للعالم في نشر ثقافة السلام والمحبة والتعاون وتوحيد الكلمة
لما يخدم أمن واستقرار وازدهار المنطقة ودول العالم.
المكانة السياسية والاقتصادية للكويت
وأضاف: بفضل من الله، وحكمة ورشد الحكام والحكومات في بلادنا، تتمتع دولة الكويت
بمكانة متميزة وسمعة طيبة إقليميا ودوليا، فمنذ أن تأسست دولة الكويت وحصولها على
استقلالها في عام 1961م، أقامت العلاقات على أساس الانفتاح وتوثيق العلاقات مع كافة
دول العالم وفق مبادئ ترتكز على السلم وحسن الجوار وبناء أذرع الخير للدول
والمجتمعات المحتاجة، كما ساهمت في توثيق أواصر هذه العلاقات من خلال تعزيز
اقتصادها وتنوع استثماراتها في الداخل والخارج فقد سعت دولة الكويت جاهدة من خلال
معرفتها وبصيرتها بالمخاطر والتحديات المحيطة في توحيد جهود وتأمين ومصير دول
الخليج العربي، حيث ساهمت في إنشاء منظمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عام
1981م، وما بذلته من جهود وحرصها للم الشمل الخليجي وحل الأزمة الخليجية، والتي
بدأها طيب الذكر المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح
وأسكنه فسيح جناته، وجهوده للتقارب والتفاهم بين الدول الخليجية، ثم تواصلت على يد
حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح والحمد الله تكللت الجهود
بالنجاح وعودة العلاقات بين الأشقاء.
والكويت على امتداد تاريخها كانت بمثابة حمامة السلام ويد الخير والسخاء للعديد من
دول وشعوب العالم المحتاجة، وساهمت بجهود كبيرة وبشكل فعال في تخفيف معاناة الشعوب
المنكوبة، حيث حرصت خلال السنوات الماضية على زيادة حجم التبرعات في الدول التي
تصيبها كوارث وأزمات.
محور صباح الأحمد
وأضاف السفير العجمي: بمناسبة الذكرى الـ 61 لليوم الوطني لدولة الكويت والذكرى الـ
31 للتحرير إننا نستذكر ببالغ العرفان والامتنان تدشين دولة قطر الشقيقة لمحور طريق
أمير دولة الكويت الراحل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - طيب
الله ثراه- تقديرا لمواقف سموه وجهوده التي تواصلت حفاظا على أمن واستقرار المنطقة
ولم الشمل الخليجي، فالعلاقات الكويتية ـ القطرية امتدت تاريخيا وترسخت عبر سنوات
طويلة ومرت بمحطات بارزة أسهمت في ترسيخ التواصل سواء على المستوى الثنائي أو من
خلال المنظمات الإقليمية والدولية ولاسيما عبر مجلس التعاون لدول الخليج العربية،
مشيرا إلى أن البلدين الشقيقين حققا طفرات واسعة في النمو والتطور في ظل قيادتهما
الحكيمة، مؤكدا أن نجاح دولة الكويت ونموها يمثل نجاحاً ونماء لدولة قطر وسعادة شعب
قطر ورفاهيته تسعد شعب الكويت كما أن أمنهما واستقرارهما هم مشترك. وأضاف: نحن نقدر
عاليا لدولة قطر إسهاماتها في حل النزاعات الإقليمية وجهودها لتقريب وجهات النظر،
وأن ما نجده من تعاون ومحبة صادقة في دولة قطر يساهم في إضفاء روح الأخوة ويساعد
على إنجاز مهمتنا الهادفة لتطوير العلاقات وتوحيد المواقف على أكمل وجه.
وفي ختام كلمته نوه السفير الكويتي إلى أنه التزاما بالاشتراطات الصحية التي فرضتها
جائحة كورونا فإن السفارة لن تتمكن من إقامة حفل اليوم الوطني الذي اعتدنا على
إقامته في بلدنا الثاني (قطر) وكانت تميزه المشاركة الأخوية الصادقة من الأشقاء
بدولة قطر الشقيقة والتي تدل على ما يحمله الشعبان لبعضهما البعض من مشاعر الود
والمحبة المتبادلة ولذا لزم الاعتذار، سائلين العلي القدير أن يرفع البلاء وتعود
الأفراح الوطنية.
وقال: من خلال هذه المناسبة العزيزة نتمنى دوام الاستقرار والرفاه ووافر الخير
لشعبي البلدين الشقيقين والسداد، تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ
نواف الأحمد الجابر الصباح، وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني –
حفظهما الله ورعاهم- وحفظ الله دولة الكويت ودولة قطر الشقيقة من كل مكروه ورفع
البلاء والوباء عن بلادنا وكل بلاد العالم.
وبحسب بيان صحفي صادر عن السفارة الكويتية بالدوحة فإنه منذ أن تأسس البلدين
الشقيقين قطر والكويت وهناك جهود متواصلة شملت جميع المجالات السياسية والاقتصادية
والتجارية والاستثمارية والتعاون في المجال العسكري والأمني والتعليم والسياحة
والفن، وتم تأسيس لجنة عليا مشتركة في 18 يونيو عام 2002م من أجل خلق توأمة بين
البلدين الشقيقين تغطي كافة مناحي التعاون والبحث عن آفاق أرحب للتآخي بين كل من
دولة الكويت ودولة قطر.
وقد اجتمعت اللجنة العليا المشتركة في خمس دورات، وأنجزت العديد من الاتفاقات
ومذكرات التفاهم والبرامج المشتركة، وكان آخر اجتماع عبر تقنية الاتصال المرئي (
اجتماع افتراضي) في شهر نوفمبر عام 2020 وتم التوقيع على 5 مذكرات تفاهم لتعزيز
التعاون المشترك، وتضمّنت مذكرات التفاهم التعاون في مجال تشجيع الاستثمار
المُباشر، وفي مجال شؤون الخدمة المدنية والتنمية الإدارية، وفي مجال الشؤون
الإسلامية بين البلدين، ومُذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الزراعية المختلفة،
وأخرى بشأن التعاون في مجالات تحسين أعمال تنفيذ وإنشاء وصيانة الطرق، بالإضافة إلى
محضر اجتماع الدورة الخامسة للجنة العليا المُشتركة للتعاون بين الدولتين.
كما أن انعقاد هذه الدورة والعالم يشهد ظروفًا إقليمية ودولية بالغة الدقة، يأتي
تجسيدًا للإرادة السياسية الحكيمة لقائدي البلدين، حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ
نواف الأحمد الجابر الصباح وأخيه حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل
ثاني، (حفظهما الله ورعاهما)، وهذه العلاقة انعكست على تعزيز حجم التبادل التجاري
بين البلدين وزيادة وتيرة التعاون الاقتصادي بشكل غير مسبوق بين البلدين الشقيقين.
حجم التبادل التجاري
ووفقا للجهاز المركزي للإحصاء الكويتي، فإن الأرقام الأولية لحجم التبادل التجاري
لأول تسعة أشهر من عام 2019 بين الكويت وقطر تقدر بـ 293 مليون دولار، وكان الخط
الملاحي الذي تم تدشينه بين ميناء حمد وميناء الشويخ الكويتي في أغسطس من عام 2017،
لعب هذا الخط دورا محوريا في مضاعفة حجم التبادل التجاري، ووفر خدمة مثالية في نقل
البضائع، خاصة المواد الغذائية وغيرها من وإلى دولة قطر بشكل منتظم.
ويوجد هناك عدد من الشركات القطرية التي تعمل بدولة الكويت ومنها شركات كبيرة
مساهمة مدرجة بسوق الكويت للأوراق المالية.
فيما يبلغ عدد الشركات الكويتية التي دخلت السوق القطري بملكية 100 % خلال عام 2019
قد بلغت نحو 57 شركة، ليرتفع عدد الشركات الكويتية إلى 170 شركة مقابل 113 شركة في
عام 2018 بينما بلغ عدد الشركات القطرية الكويتية المشتركة العاملة في السوق القطري
نحو 656 شركة، وأهم الصادرات القطرية إلى الكويت خلال عام 2019 تمثلت في غازات نفط
وهيدروكربونات غازية أخرى.
ولعل من المهم الإشارة إلى دور القطاع الخاص الكويتي في اقتصاد دولة قطر الشقيقة
والاستثمارات وحجم التبادل التجاري والذي يعكس طبيعة العلاقات المتميزة بين
البلدين. وما حركة الطيران بين البلدين إلا أحد هذه الشواهد على تطور هذه العلاقات
التي تحرص دولة الكويت على تعزيزها وتطويرها حيث بلغ عدد الرحلات التي سيرتها
الشركات الوطنية الكويتية وشركة الخطوط الجوية القطرية خلال الفترة من شهر يناير
2019 ولغاية شهر مارس 2020 قبل تفشي جائحة كورونا 13487 رحلة بواقع عدد 237 رحلة
اسبوعيا وعدد المسافرين في كلا البلدين بلغ 1886460 مسافرا حتى مارس 2020.
الطلبة الكويتيون بالجامعات القطرية
في مجال التعليم العالي القائم بين البلدين الشقيقين وتحقيقا للتعاون الدائم مع
دولة قطر الشقيقة تم تجديد اتفاقية التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي
فقد صدر قرار من وزارة التعليم العالي في دولة الكويت تضمن الموافقة على ايفاد أي
طالب كويتي حصل على قبول من إحدى جامعات مؤسسة قطر التعليمية تقديرا لتميز هذه
الجامعات بدولة قطر الشقيقة.
ونسجل اعتزازنا بتواجد العديد من أبنائنا الكويتيين الذين يتلقون التعليم في مختلف
المراحل التعليمية، وخاصة طلبة البكالوريوس والدراسات العليا في مختلف التخصصات
والجامعات في دولة قطر، كما نحث أبناءنا وبناتنا من كلا البلدين على الدراسة في
البلد الآخر.
عدد الكويتيين بالكليات العسكرية في قطر
يوجد تعاون عسكري كبير بين البلدين الشقيقين، حيث بلغ عدد المنتسبين من مرتب الجيش
الكويتي (18) ضابطا في كافة الدورات العسكرية منهم (8) ضباط بكلية جوعان بن جاسم
للقيادة والأركان المشتركة وعدد (8) ضباط بكلية الزعيم محمد بن عبد الله العطية
الجوية وعدد (2) ضابط تفرغ دراسي بجامعة قطـر وبلغ عدد الطلبة الضباط من مرتب
منتسبي وزارة الداخلية (15) ضابطا منهم (10) بكلية الشرطة وعدد (5) في أكاديمية
محمد بن غانم البحرية، وبلغ المنتسبين من الرئاسة العامة للحرس الوطني عدد (36)
منهم (2) ضابط بكلية جوعان بن جاسم للقيادة والاركان المشتركة وعدد (34) ضابطا
بكلية احمد بن محمد العسكرية.
هذا بالإضافة إلى مشاركة أعداد كبيرة من مختلف قطاعات القوات العسكرية القطرية في
التمارين المشتركة التي تقام في دولة الكويت، وبالمثل تشارك أعداد كبيرة من القوات
المسلحة الكويتية في التمارين التي تقام في دولة قطر الشقيقة.
إصدار الدستور الدائم لدولة قطر
مرسوم رقم (29) لسنة 1979 بالتصديق على اتفاق التعاون الاقتصادي والتربوي والإعلامي
بين حكومة دولة قطر وحكومة دولة الكويت
مرسوم رقم (14) لسنة 2011 بالتصديق على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال المعارض
والمؤتمرات بين حكومة دولة قطر وحكومة دولة الكويت