جريدة الشرق - الأربعاء 5
رمضان 1443هـ -
6 أبريل 2022
المحامي عبدالله الهاجري لـ الشرق: سلوكيات في رمضان تعرض صاحبها للعقوبات
وفاء زايد
حذر المحامي عبدالله نويمي الهاجري عضو
مجلس إدارة جمعية المحامين القطرية من التجاوزات التي يرتكبها البعض في الشهر
الفضيل مثل القيادة بسرعة متهورة والتجاوز من اليمين والصراخ على السائقين
والمشادات الكلامية في المطاعم وفي الأسواق والتي تسيء لروحانية الشهر وتعرض
أصحابها للمساءلة القانونية.
ونوه في حوار لـ الشرق أنّ تردد البعض على البيوت وزيارة الأسر لطلب مساعدات
وإعانات وجمع تبرعات مخالف لقانون العمل الخيري في الدولة، وأنّ المشرع حرص كل
الحرص على إيلاء الاهتمام بالأسر المحتاجة ووضع لها تشريعاً منظماً وآلية مقننة
لجمع التبرعات والصدقات من جهات ذات اختصاص قانوني.
وقال إنّ قيام البعض بمهمة جمع المساعدات تحت أيّ مسمى يعتبر مخالفة للقانون
وعقوبتها الحبس والغرامة والإبعاد والمصادرة، منوهاً أنّ الجهات الخيرية والإنسانية
هي المخولة وفق القانون بهذه الأعمال.
وأضاف أنّ أغلب المشادات والخلافات التي تنشب بين أفراد وأسر في رمضان بسبب السهر
طوال الليل وإدمان الإنترنت والجلوس الطويل أمام الفضائيات وعدم ترك الفرد لنفسه
مساحة روحانية ونفسية مما يجعله عرضة للقلق والتوتر والأزمات بحيث يثور ويغضب
لأسباب واهية، منوهاً انّ الشهر الفضيل فرصة لتجنب الخلافات الاجتماعية، وأنّ
اللجوء لرمضان فرصة مثالية ليكون مساحة روحانية هادئة من ضغوط الحياة العملية.
فإلى الحوار:
ـ يرتكب البعض مخالفات أو تجاوزات غير محمودة خلال الشهر.. ما هي عقوبتها؟
* بالفعل، يرتكب البعض مخالفات أو يقدم على سلوكيات غير مقبولة تتنافى مع الشهر
الفضيل، وهو بذلك يعرض نفسه والآخرين للأذى والمساءلة، أبرزها تجاوزات قانون المرور
مثل السرعة قبل الإفطار، والقيادة المتهورة بعد صلاة التراويح وبالقرب من المجمعات
الاستهلاكية والمساجد والمطاعم، وتجاوزات أخرى يعاقب عليها القانون مثل التجاوز من
اليمين وخرق الإشارة الضوئية للوصول إلى المنزل قبل موعد الإفطار، والتي تؤدي في
الكثير منها إلى مشاحنات ومشادات كلامية بين الأفراد واعتداءات أو مشادات عبر مواقع
التواصل الاجتماعي والتي تضر جميعها بروحانية رمضان.
عقوبة الفعل العمد
ـ ما هي عقوبة الفعل العمد في الشهر الفضيل؟
نعني بالفعل العمد في الشهر كل ما يخالف روحانية رمضان الفضيل، وارتكاب مخالفات
تسيء للقيم الدينية والروحية والأخلاقية للشهر، وهذه الأفعال شدد القانون عقوبتها.
وتنص المادة 32 من قانون العقوبات أنّ الركن المعنوي للجريمة وهو العمد بتوافر
إرادة الجاني إلى ارتكاب فعل او امتناع عن فعل بقصد إحداث نتيجة يعاقب عليها
القانون، كما يعاقب أيضاً على الخطأ إذا كان ناتجاً عن إهمال أو عدم انتباه أو طيش
أو رعونة أو عدم مراعاة للقوانين أو اللوائح.
وأنصح الجميع بضرورة مراعاة حرمة الشهر في كل الأفعال والأقوال وتجنب مخالفة
القوانين والإجراءات المنظمة لذلك.
وقد شددت القوانين عقوبة مخالفة الشهر الفضيل، وهي الحبس والغرامة والمصادرة أو
إغلاق المحل أو سحب الترخيص أو عقوبات تشغيلية اجتماعية.
جمع تبرعات حسب القانون
ـ يقوم البعض بجهود فردية بجمع أموال لتوزيعها على المحتاجين.. ما هو الوضع
القانوني لذلك؟
* لقد رسم القانون طريقاً للتبرعات وتوزيعها، وهناك جهات متخصصة بدراسة حالات
المحتاجين وتقييم أوضاعهم وهي المخولة بجمع التبرعات وتوجيهها لمستحقيها.
وأنّ قيام البعض بجمع أموال بشكل عشوائي تحت مسمى صدقات وتبرعات داعمة للمحتاجين أو
للأسر المحتاجة يعتبر مخالفة قانونية صريحة تصل عقوبتها للحبس والغرامة والإبعاد.
وبدوري أنصح الجميع بضرورة الالتزام التام بقانون تنظيم الأعمال الخيرية وعدم الزج
بأنفسهم في مخالفات قانونية تعرضهم للمساءلة وتلحق بهم الضرر.
وأؤكد أنّ الدولة بكل أجهزتها الخدمية والإنسانية ومراكزها الاجتماعية والخيرية
تحرص كل الحرص على إيلاء ذوي الحاجة أهمية قصوى وفق منظومة قانونية تقوم عليها
مراكز وجمعيات إنسانية وخيرية متخصصة ولا تتم الأمور بشكل عشوائي.
ومن المهم أيضاً عدم الانسياق وراء أشخاص يضعون أنفسهم في اختصاصات ليست لهم
وينتحلون مهمات من اختصاص جهات مختصة ويرتادون المنازل أو الطرقات أو الأماكن
العامة أو يقومون بالترويج عبر التكنولوجيا، وهم بذلك يرتكبون جرم انتحال صفة.
والمادة 278 من قانون العقوبات تنص أنه يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة، وبالغرامة
التي لا تزيد على (50,000) خمسين ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من يقوم
بجمع تبرعات بنفسه أو عن طريق الأفراد أو الصحف أو الشركات أو أي وسيلة أخرى، في
غير الأحوال المصرح بها قانوناً.
وتُعاقب الصحيفة أو المنشأة التي تقوم بالإعلان أو تسهيل الجريمة المنصوص عليها في
الفقرة السابقة، بالغرامة التي لا تزيد على (100,000) مائة ألف ريال، كما يُحكم
بإغلاق الصحيفة أو المنشأة أو إيقافها عن العمل لمدة لا تزيد على سنة.
وفي جميع الأحوال، يُحكم، فضلاً عن العقوبات المنصوص عليها في الفقرتين السابقتين،
بمصادرة الأموال المتحصلة من الجريمة.
طلب الإعانات وفق النظم
ـ وما هي عقوبة طلب إعانة أو تسول البعض على البيوت؟
* الحمد لله إنّ التسول لا يشكل ظاهرة بسبب كفاءة الأجهزة الأمنية، كما أنّ
الجمعيات الخيرية والإنسانية في الدولة لا تألو جهداً في توفير كافة سبل استقرار
الحياة المعيشية اليومية للأسر.
وأنّ البعض يتعمد طرق الأبواب على الأسر والتردد على البيوت خلال الشهر يعتبر جريمة
جنائية، لأنّ هؤلاء يجمعون التبرعات والصدقات والإعانات بدون ترخيص من الجهات
المختصة أو للأسر المحتاجة وهذا يتنافى مع قانون العمل الخيري الذي وضعت له الدولة
اشتراطات وضوابط محددة، وأنّ التسول بطريقة مختلفة سواء بزيارة البيوت أو عن طريق
الإنترنت أو عن طريق المحادثات الإلكترونية بالواتساب أو الفيسبوك أو المجموعات
(الجروبات) يعتبر مخالفة يعاقب عليها القانون بالحبس والغرامة والإبعاد ومصادرة ما
تمّ تحصيله من التبرعات.
تنص المادة 278 من القانون أنه يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة، كل من يتسول في
الطرقات، أو الأماكن العامة، أو يقود حدثاً للتسول، أو يشجعه على ذلك.
ويجوز بدلاً من الحكم بالعقوبة المتقدمة، الحكم بإيداع المتسول إحدى المؤسسات
الإصلاحية التي تخصص لذلك، وفي جميع الأحوال، يحكم فضلاً عن العقوبة المقررة،
بمصادرة الأموال المضبوطة المتحصلة من الجريمة.
وأنوه هنا أنّ الدولة بكل أجهزتها الأمنية والوطنية تشدد على ضرورة مراعاة القوانين
والإجراءات في جميع الأعمال وعدم مخالفتها تحت أيّ سبب.
وبالتالي فإنّ المجتمع مطالب بضرورة مساعدة الأجهزة المختصة في مكافحة الظواهر
السلبية ومحاربتها والتخلص منها وتوجيه الأسر بضرورة التوجه للجهات الخيرية المختصة
لتقديم مساعدات أو معونات وفق نظام قانوني محدد ومعلوم للجميع.
كما يتطلب من الأفراد والأسر أن يقوموا بالإبلاغ عن أية مخالفات قد تحدث أمامهم.
نصائح قانونية للأسر
ـ هل هناك نصائح قانونية توجهها للأسر؟
* أنصح الجميع بضرورة الالتزام بالتعليمات التي تحددها جهات الاختصاص من أجل الحفاظ
على الكيان الاجتماعي واستقراره، وضرورة مراعاة حرمة الشهر الفضيل ومكانته وعدم
ارتكاب أية أفعال أو سلوكيات تسيء للشهر وتعرض أصحابها للمساءلة.
وأحث الأسر على ضرورة إرشاد أبنائها بأهمية الالتزام بتعليمات وزارة الداخلية
وإدارة المرور وأيضاً الضوابط التي تضعها الجهات الخيرية والإنسانية في الحفاظ على
الاستقرار في الطريق وعدم التجاوز أو القيادة بسرعة أو إلقاء اللوم والعتاب على
الآخرين.
وأدعو الشباب إلى اقتناص فرص الشهر الفضيل في اكتساب الأجر واغتنامه وتجنب الإساءة
للشهر في أيّ موقف وعدم نشر سلوكيات مسيئة عن البعض في رمضان عبر مواقع التواصل
الاجتماعي لأنها تسبب الخلافات والمشاحنات.
إصدار الدستور الدائم لدولة قطر
القانون وفقا لأخر تعديل - قانون رقم (11) لسنة 2004 بإصدار قانون العقوبات
قانون رقم (15)
لسنة 2014 بشأن تنظيم الأعمال الخيرية