الراية - الأحد 17/08/2008م
طلاق مع وقف التنفيذ!
انفصال الأزواج تحت سقف واحد يهدد كيان الأسرة
أزمة السكن وراء الظاهرة والأبناء يدفعون الثمن
د. أمينة الهيل: تدخل الأهل وتقديم تنازلات من الطرفين يحفظ كيان الأسرة
الشيخ أحمد البوعينين: الطلاق أبغض الحلال وضوابط شرعية لسكن المطلقة
- تحقيق - لولوة المانع
:
تعد الأسرة هي اللبنة الأولي التي ينشأ فيها الطفل بين الأبوين ( الأب والأم ) فيقضي
مراحل حياتة الأولي إما في سعادة أو شقاء، يعيش في دفئ وحنان الأبوين طالما كان هناك
التماسك والتآلف ويشقي إذا حدث هناك من شقاقٍ وطلاق أو تعرضت الأسرة لظرف مثل وفاة
أحد الأبوين أو وقوع انفصال بينهما فيؤدي كل ذلك إلي وجود خلافات لها أثرها الواضح
علي الأبناء في حياتهم وسلوكياتهم ومستوياتهم التعليمية وكذلك المهنية، إلي جانب تعرضهم
لأزمة نفسية تترك آثارها السلبية في نفوسهم، وهناك بعض الحالات الخاصة بعد الانفصال
فيستمر أصحابها في السكن بنفس المنزل لفترة مؤقتة أو دائمة وذلك لظروف عديدة منها مراعاة
لضعف الأطفال، وظروف المساكن والإيجارات، وهو ما أثار العديد من المشاكل الاجتماعية
والنفسية وأيضاً الخلافات الفقهية حول الزواج الرسمي الذي يفتقد لأركان المودة.
يقول محمد رؤوف بخش: الأسرة يجب أن تكون متماسكة ومتحدة ومترابطة، وهذا ما يدعونا إليه
الدين الإسلامي الحنيف، وهذا الترابط يتمثل في المودة والرحمة والألفة بين الزوجين،
ومخافة الله أولاً وقبل كل شيء، ولما كان الأطفال أمانة في أعناقنا يجب علينا رعايتهم
والحفاظ عليهم، فسوف نُسأل عنهم يوم القيامة، هل حفظناهم، أم ضيعناهم، والطفل إذا عاش
بين أبوين متحابين مترابطين يعتمد عليهما يعيش سعيدا، وبالطبع إذا كان البيت مهددا
بالخصام والانفصال فسيكون مصير هذا الطفل التشرد، ومن ثم لا يعتمد عليه في الحياة.
وحول سكن وإقامة زوجين منفصلين في سكن واحد قال : هذا مستحيل، كيف لا يستطيعان أن يعيشا
معا وهما غير منفصلين، فكيف بهما يعيشان معا وهما منفصلان، طبعاً لا أتصور ذلك مهما
كانت الأسباب .
مخالفة للشرع
وتري سارة محمد : الانفصال بين الزوجين يسبب جراحاً خطيرة للأبناء، ويؤثر ذلك علي أنفسهم
وتكوين شخصياتهم ووضعهم الصحي، ويتعرضون لمظاهر السوء، اللهم إلا إذا كانت هناك من
استحالة العشرة بين الزوجين خوفاً من قتل ومصائب أشد وأكبر، فيكون الانفصال أفضل بالطبع
.
وحول إقامة زوجين معاً في مسكن واحد بعد الانفصال، وذلك لأسباب المساكن والفقر والعوز
ورعاية الأبناء فإنني أري: لامانع من الاستمرار في السكن مع مراعاة الشرع وظروف الآخر،
وظروف الأبناء، ومع الحرص علي أمل العودة والرجوع، ومعالجة المشاكل، وربما يحدث ذلك
بعدما يذوقا آلام الفراق .
ومن جانبه قال إبراهيم عبداللة : من حيث انفصال الزوجين له أثره الخطير علي حياة ومستقبل
الأبناء وهذا لاشك فيه، ولكن ما السبيل وقد استحالت العشرة بينهما، وأما من حيث الاقامة
في سكن واحد بعد انفصال فأرفض هذا الوضع المخالف للشرع والعادات والتقاليد .
وقد عبر إبراهيم عن هذا الوضع : بالرفض التام وذلك لمخالفة الشرع والعادات والتقاليد،
مهما كانت الظروف لدي الطرفين . فالإنسان ممكن أن يتغلب علي مثل هذه الظروف إن اضطر
إلي ذلك بالتدرج ولا يلقي اللوم علي الظروف لسوء الأحوال المادية أو غيرها، وتربية
الأبناء في تلك الظروف لها مردودها السيئ بل والخطير، فكان الأجدر بهما أن يتعايشا
في مودة وحب وتعاطف بدلا من الانفصال ثم التقارب بشكل غير لائق ومن ثم نقول الظروف
.
فشل الأزواج
ومن جانبها قالت حنان خالد (وهي ربة بيت) : علي الزوجين اللذين يريدان الانفصال التفكير
في هذا الأمر ألف مرة، مع النظر إلي عواقب الأمور، وخاصة علي الأبناء الذين لا ذنب
لهم في ذلك، وألا يكون ذلك علي مصلحة الأبناء، وأما من حيث الاقامة في سكن واحد، فهذا
لا يمنع وقوع المحظور، فأفضل الانفصال في السكن منعاً من وقوع ذلك المحظور.
وتضيف : إن الانفصال يعني انتهاء الحياة والعشرة بين الطرفين وضياع الأبناء، وهذا لايعني
الاستمرارفي سكن واحد مهما كانت الأسباب، ويرجع ذلك لأسباب دينية واجتماعية ونفسية.
وتقول خلود سلطان : الانفصال هو انفصال الحب والحنان بين الأبناء وبين الأب والأم،
ومعني ذلك يحل البغض والكراهية، وهذا له أثره السيئ والواضح علي نفسية الأبناء، وعلي
حياة الزوجين أيضاً حتي ولو بعد الانفصال، لأن كلا من الزوجين يحس بأنه فشل في حياته
واختياره الأول، وأن هناك الأولاد، والضريبة التي يتحملاها الأبناء كبيرة جراء انفصال
الزوجين . ومن حيث الاقامة في مسكن واحد بعد الانفصال فالامكانيات المادية هي الفاصل
في هذا الوضع بينهما، وعليهما أن يتدبرا الأمور، وأن يتصرفا بكل حنكة وروية.
وتقول سارة محمد (رئيسة قسم بإحدي المؤسسات) : انفصال الوالدين له عدة مساوئ في حال
وجود أبناء فممكن انحياز أحدهم لأحد الأبوين بشكل أكثر، وهذا له مردوده النفسي السيء
في سلوكهم وتصرفاتهم .
ومن حيث الإقامة في مسكن واحد بعد الانفصال تقول : يمكن حسب الظروف ومع التدرج علي
كيفية الانفصال مع مرور الوقت مع مراعاة الشرع في ذلك تجنباً من الوقوع في المحظور
.
وتقول خلود سلطان (مدرسة في المرحلة الاعدادية ) :
الامكانيات المادية لها أكبر الأثر قي هذا الوضع لأنه اذا كانت الام لاتعمل ولا ترغب
بالسكن لدي أسرتها لاسباب عائلية في هذه الحالة لا تجد الحل الابالسكن مع طليقها وابنائها
أما اذا كانت تعمل ولديها القدرة علي استئجار منزل انتهت المشكلة وهذا افضل .
تفاقم المشاكل
ويقول جمال نصر وهو ( مسؤول إداري في أحد الفنادق ) : الانفصال يعني نهاية حياة وبداية
حياة جديدة بعيدة عن الحياة السابقة، ووجود الأبناء لا يمكن نسيان الحياة السابقة تماماً
وهؤلاء الأبناء هم الضحية نتيجة لهذا الانفصال.
ومن حيث الاقامة فيجب أن تكون كذلك منفصلة أيضاً، حتي لا تتفاقم المشاكل وتزداد سوءاً،
وبالتالي ينعكس علي تصرفات الأبناء من سلوكيات سيئة وعدوانية تجاه أنفسهم والمجتمع،
فيفضل أن تسكن الزوجة لوحدها أو مع أسرتها، فهذا أفضل لكل من الطرفين، مع الاتفاق فيما
بينهما علي رؤية الأبناء كل يوم أو يومين أو أسبوع، حسب الاتفاق بينهما .
وتري أمل محمود ( وهي ربة بيت ) : أن الانفصال إما أن يكون مضراً، وإما أن يكون مفيداً
أيضا، فإذا استحالت العشرة بين الزوجين، وتوقع الضرر، فيكون الانفصال أنفع وأفيد تجنباً
لأضرار كبيرة يمكن ألا تحمد عقباها .
وعن مشروعية سكن الزوجين المنفصلين معا في سكن واحد تقول : نحن لا نستطيع الإفتاء في
هذا الموضوع لأن الآراء تختلف فيه، ولا يحل هذا الموضوع إلا الشرع، مهما كانت الآراء،
التي تطرح، فالكلمة الأولي والأخيرة للشرع، والأفضل التمسك بالشرع تجنباً للمحظور والبعد
عن الشبهات .
ويقول علي جابر ( مدير مبيعات في احدي الشركات ) :
الانفصال بين الزوجين له مردوده السيء، والضار اجتماعياً ونفسياً وصحياً وسلوكياً،
وتعريض هؤلاء الأبناء للكوارث التي لايحمد عقباها، وأما من حيث الاقامة معاً بعد الانفصال
فتري أن الأسرة لها الدور الكبير في احتواء الوضع، فيمكن تخفيف الآثار علي الأبناء،
لأن مدي تفهمهم يساهم مساهمة فعَّالة في التهيئة النفسية والاستقرار والثقة بالنفس
حتي تجاوز الوضع أو التعود عليه .
الاسقرار النفسي
وتقول الدكتورة أمينة الهيل (موجهة إرشاد نفسي ومعالج نفسي) : يجب الحفاظ علي وجود
الأب والأم مهم في حياة الأولاد فإذا كانت الأم المطلقة لم تستنفد مدة العدة فمن حقها
الجلوس في المنزل، ولكن إذا كان الأب مرتبطاً بالأولاد وهي لاتتوافق مع الزوج من حقها
طلب الطلاق لا تستطيع تحمل التربية لوحدها فمن الأفضل بعد الرجوع للشرع أن تستمر في
المنزل بوجود توجيهات تتقيد بها،.
وتشير د. أمينة الي ضرورة تدخل الحكماء من الطرفين لإعادة المودة بين الأزواج فضلاً
عن تقديم كل الأزواج لتنازلات من أجل الأبناء وتخطي الخلافات.
حق قانوني
وعن رأي القانون في ذلك يقول الأستاذ المحامي عبد الله المهندي :
القضية تتداول في المحكمة، واثبات السكن الممنوح من الدولة للزوج من الجلسة الأولي
بحيث تتم مخاطبة جهة عمل الزوج لمعرفة مقدار الراتب الأصلي، وهل هو منتفع أم غير منتفع
من الإسكان الشعبي، وهل مؤجر أو العكس، وهنا تكون الزوجة لا تعلم شيئاً، وفي حالة الانتفاع
يقسم قسمة انتفاع للزوجة ولمصلحة الزوجة التي هي ( الحاضنة ) ويكون الجزء الأكبر للزوجة
وفي حالة ما كان المنزل مؤجراً يستقطع 25% من الراتب للإيجار و 25% لنفقة الأولاد والزوجة
والإستشارات العائلية، وحماية المرأة والطفل، ولابد من استعجال صدورحكم كون المنزل
للأم والأولاد ؛ لأن عليها عبء الرعاية والتربية، وإذا كان المنزل ملك ينتدب خبير من
المحكمة، ويكون مهندساً، ويحدد الرسم الكروكي لتتم قسمة انتفاع وللزوجة والأولاد القسم
الأكبر من السكن، واكتفاء الزوج بجزء صغير أو إذا كان المنزل به ملحقا يكون الزوج فيه،
والسكن الرئيسي للحاضنة والأولاد، ويمكن أن يتولي ولي أمر الزوجة ( والدها ) أمر السكن،
سواء معه أو توفير سكن لها إذا كانت لا تعمل ولا توجد قدرة لديها، وأحياناً يتأخر صدور
الحكم في القضية، فيكون في هذه الحالة يصبح الأب متولياً شؤون الحاضنة حتي إنتهاء القضية.
الاستقرار العائلي
عن رأي الشرع والدين يقول فضيلة الشيخ أحمد البوعينين : إن قضية الانفصال والتي تحدث
بين الزوجين لها آثارها المدمرة علي الأبناء، وليس علي الأبناء فحسب بل وعلي الزوجين
المنفصين أيضاً، وعلي المجتمع كله ؛ لأن الأولاد في هذه الحالة افتقدوا الأمن والأمان
والاستقرار النفسي والعاطفي، والتمسك الأسري الذي يحرص عليه ديننا الحنيف، ولكن ربما
هناك من المساوئ الكبيرة والعظيمة والتي يُستحال العشرة بسببها بين الزوجين، تلك العشرةالتي
يجب أن تكون بالمعروف، فيكون الطلاق والإنفصال لابد منه لتدارك أضراراً جسيمة سوف تحدث
فيما بعد، ولكن نحرص دائماً علي السعي إلي الصلح والتقارب بينهما وهذا هو دور الأسرتين
من قبل الزوج والزوجة، طمعاً في الحفاظ علي الأبناء من الضياع والتشرد، وحرصاً علي
دوام العشرة والإستقرار العائلي .
ويري الشرع في الوضع بالنسبة لاستمرار، إن المرأة في العدة تكون في المنزل، ولكن بعد
انتهاء العدة لا يجوز، والمشرع جعل للمراة المطلقة أن تكون بمسكن مستقل أفضل لها، أما
اذا كانت لا تستطيع الاستقلال فممكن تقسيم المنزل بينها وبين طليقها، والقسمة حسب عدد
الأولاد، وأحيانا يبقي الزوج الزوجة علي ذمته فقط لتربية الاولاد، ودائماً الانفصال
بالسكن يكون الحل الجيد، منعاً من الوقوع في المحظور.
قانون
رقم (2) لسنة 2007 بنظام الإسكان
قانون
رقم (22) لسنة 2006 بإصدار قانون الأسرة
قرار
أميري رقم (23) لسنة 2002 بشأن المجلس الأعلى لشؤون الأسرة
قرار
أميري رقم (53) لسنة 1998 بإنشاء المجلس الأعلى لشؤون الأسرة
الطلاق
والخلع
الطلاق
أبغض الحلال ولكنه ضرورياً
العنف
الأسري والطلاق يهددان كيان الأسرة
أسرار
تراجع قضايا الأسرة وشؤون القاصرين
دورة
عن أحكام الطلاق بمركز الإستشارات العائلية
الانتهاء
من مشروع قانون التقاضي في قضايا الأسرة