الراية - الثلاثاء26/8/2008
م
مؤتمر الآثار والمتاحف
يناقش 18 قراراً للتعاون الخليجي
خلال الاجتماع التاسع في الدوحة أمس
بحث تطوير القوانين والأنظمة وتوحيد التشريعات والتوثيق
دعوة لتأهيل الكوادر الخليجية في مجال التنقيب والمعرفة
خارطة أثرية شاملة لدول التعاون وقوانين صارمة لمنع تهريب الآثار
الدوحة - قنا :
بدأت بالدوحة أمس اعمال الاجتماع التاسع للوكلاء المسؤولين عن الاثار والمتاحف بدول
مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تنظمه هيئة متاحف قطر علي مدي ثلاثة ايام .
ويشارك في الاجتماع الذي تستضيفه قطر للمرة الثانية ممثلون من الامارات والكويت، والبحرين،
وسلطنة عمان، والسعودية وممثلون عن اللجنة المنظمة في دول مجلس التعاون بالاضافة الي
خبراء قطريين مميزين.
ويبحث الاجتماع عددا من القرارات المهمة المتعلقة بالتعاون في مجال المسح والتنقيب
وتطوير القوانين والأنظمة وتوحيدها واقامة الندوات والملتقيات والتدريب وتنظيم الزيارات
المتبادلة واقامة المعارض المشتركة وغيرها.
ولدي افتتاحه اعمال الاجتماع أكد الدكتور محمد عبد الرحيم كافود مستشار هيئة متاحف
قطر في كلمة في بداية الاجتماع اهمية هذا الاجتماع كونه يعزز العمل الخليجي المشترك
في مجال المتاحف والاثار.. مشيرا الي الجهود الحثيثة والرائدة لدولة قطر في هذا المجال.
ومن جانبه اوضح سعادة الدكتور عبدالله بن عقله الهاشم الأمين العام المساعد لشؤون الانسان
والبيئة بالامانة العامة لمجلس التعاون في كلمة مماثلة ان الاجتماع سيبحث 18 قرارا
تتعلق بموضوعات وقضايا متصلة بالتعاون بين دول المجلس في مجال المسح والتنقيب واقامة
الندوات والملتقيات والتدريب والزيارات المتبادلة واقامة المعارض المشتركة والتوثيق
عبر الاصدارات المتنوعة كدليل المتخصصين والنشرة الدورية ودليل المتاحف الحكومية وتطوير
القوانين والأنظمة وتوحيدها واصدار كشف شامل بالبحوث والدراسات.
واضاف ان الاجتماع سيتطرق الي موضوع الاستفادة المشتركة من المنظمات الدولية والتقدم
اليها بصيغ موحدة وجماعية بالاضافة الي مسألة تكريم العاملين والمتخصصين في مجال الاثار
والمتاحف.
ونوه الهاشم باهتمام دول مجلس التعاون بموضوع الاثار والمتاحف وبالجهد الذي يبذله المسؤولون
عن هذا القطاع الحيوي بما يتضمنه من عناصر ذات شأن بالغ لبلورة ثقافة المنطقة وتأكيد
ثوابتها.. مشددا علي اهمية التعاون في مجال الاثار والحفاظ عليها والتصدي لاعمال التخريب
والتغريب التي تتعرض لها الاثار العربية.
ونبه الأمين العام المساعد لشؤون الانسان والبيئة في الامانة العامة في هذا السياق
الي ما تتعرض له الاثار العربية من تخريب وتغريب..وقال ان هذه الاعمال تمثل اعتداء
علي وحدة التاريخ والمصير..لافتا في هذا السياق الي المحاولات المتكررة فيما يتعلق
بالحفريات التي تقوم بها اسرائيل في محيط المسجد الاقصي اولي القبلتين وثالث الحرمين
الشريفين.
ودعا الي تضافر جميع الجهود وتسخير جميع الامكانات لحماية الاثار واثراء الاجتماعات
واللقاءات بالرؤي والافكار الجديدة لاغناء هذا الجانب الحيوي و"حتي لاتظل الاثار حبيسة
المكاتب والمتاحف او عرضة للتخريب والتشويه".
وأعرب الدكتور عبدالله بن عقله الهاشم عن شكره لدولة قطر لجهودها الكبيرة للحفاظ علي
تاريخ المنطقة..مثمنا في هذا السياق جهود هيئة متاحف قطر وعلي رأسها سعادة الشيخة المياسة
بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس امناء هيئة متاحف قطر. ومن المقرر ان يختتم الاجتماع اعماله
غداً الاربعاء باعلان عدد من القرارات والتوصيات الهامة التي تعزز العمل الخليجي المشترك
في مجال المتاحف والاثار.
خلال النصف الثاني من القرن العشرين واجهت بعثات التنقيب الأثري الأولي التي وصلت الي
منطقة الخليج وجل عناصرها من الآثاريين الأجانب متاعب كثيرة فقد وصلت في اغلب الأحيان
بدعوة من شركات النفط الأولي وبالتنسيق مع شيوخ القبائل والأسر الحاكمة في دول المنطقة
وفي مواقع اعتبرت نائية قياسا بالخارطة الديمغرافية، تلك الفترة وقفت معوقات امام هذه
البعثات تمثلت في صعوبات لغوية افقدتها وسيلة التفاهم مع السكان المحيطة بمواقع التنقيب
لتبيان اهمية وتفاصيل عملها واهميته لأنهم اي السكان لم يتقبلوا فكرة نبش القبور حسب
المنقبين الأوائل مثل فيليبي وغيره .
اليوم وبمرور اربعة عقود من الزمن تلتئم ادارات المتاحف والآثار للمرة التاسعة للبحث
وتبادل الأفكار والخبرات في اجتماع مهم علي ارض الدوحة وبدعوة من هيئة متاحف قطر التي
تسابق الوقت في انجاز متحف متخصص هو الأول من نوعه في منطقة الخليج يفتتح رسميا نوفمبر
القادم في الوقت الذي تستعد فيه دولة قطر لإعادة افتتاح اكثر من متحف وفي اكثر من موقع
من الدولة.
رئيس مجلس أمناء هيئة قطر للمتاحف سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني انابت
الدكتور محمد عبد الرحيم كافود لإلقاء كلمة الإفتتاح وضمنتها اشارة واضحة الي ضرورة
ربط المتاحف بقطاع التربية والتعليم لتعميم ثقافة ومعرفة مطلوبة في هذا المجال لافتة
الي الأهمية الملموسة التي توليها دول مجلس التعاون الخليجي الآن لهذا القطاع بتنوع
اهتماماته كذلك دعت كلمة الافتتاح الي تكريم كل من ساهم وما يزال في هذا المجال وتأهيل
كوادر خليجية للعمل في هذه المواقع الحضارية ووضعها علي الخارطة السياحية العالمية.
عشرات المتاحف في دول التعاون
نشرت الأمانة العامة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتزامن مع اعمال هذا المؤتمر
كتابا احصائيا وتعريفيا حول عدد المتاحف في دول المجلس وهويتها ما بين متاحف تراثية
وأثارية ومتاحف خاصة بالأسلحة وفي كلمة خص بها سعادة امين عام المجلس سعادة عبد الرحمن
بن حمد العطية، الكتاب قال بان هذه الأرض التي قام عليها مجلس التعاون قد حظيت بتاريخ
تليد يعود الي ما قبل الميلاد والمكتشفات في ام النار وجلفار ودلمون والربذة والبليدة
والمرابيب وام سمنان وفيلكا وراس الحد وراس الجتر والسويح والدعسة والخور والصيبة وتيماء
والعسيلة والجساسية والزبارة وغيرها الكثير، كلها شواهد علي ان باطن الأرض في منطقتنا
لا يحتوي النفط وحسب بل التاريخ العريق والثقافات المختلفة التي احتضنتها منطقتنا عبر
عصور زاهرة قديمة واهتمامنا بالتنقيب عن الآثار في المنطقة ليس امرا ترفيا ولا طارئا
بل هو لزوم ما يلزم .
ويستعرض الكتاب بيانات توثيقية حول اكثر من سبعين متحفا في دول المنطقة 15 منها فقط
في المملكة العربية السعودية تنتشر علي امتداد خارطة المملكة ويعود تاريخ تشغيل معظمها
الي العام 1987م في حين تتنوع اهتمامات سلطنة عمان في عالم المتاحف الواسع الأفق الآن
فنجد لديها اول متحف للطفل تخصصه السلطنة للوسائل التعليمية المميزة وتعرض فيه اجهزة
علمية حيوية وتنظم زيارات دائمة للمدارس لتقريب المسائل العلمية من عقول الطلبة بالإضافة
الي ريادتها باقامة متحف التاريخ الطبيعي الأول في المنطقة ويقدم معرفة علمية دقيقة
بالمحيط الحيوي في سلطنة عمان وسائر مناطق الجزيرة العربية الجيولوجية والطبيعية وفي
الإمارات يتم تخصيص المزيد من المتاحف بعضها لتاريخ الطيران والبعض الآخر للنقود الي
جانب متاحف الآثار وقد اكدت امارة الشارقة حضورها العالمي علي هذا الصعيد بإقامتها
اول متحف اثري متخصص في المنطقة منتصف الثمانينات ووضع جدول التبادل مع مراكز ومختبرات
عالمية وجامعات لها تاريخها في تأهيل ودراسة اللقي الأثرية وتمتلك المختبرات التعليمية
الجيدة كذلك تستعد امارة ابوظبي لإقامة اكثر من متحف اولها متحف بحري اعلن عنه في جزيرة
السعديات بالإضافة الي متاحف للفنون بانواعها ومدارسها واستضافة فروع لمتاحف عالمية
مثل اللوفر والمتروبوليتان وجوجنهايم وغيرها ومما تقدم نلحظ الجدية، العالية في التعامل
مع المتاحف في دول الخليج فلا تقتير في المباني ولا احجام عن مدها باغلي المقتنيات
جمعت عن طريق شخصيات مهتمة من ابناء المنطقة ومنهم هواة وملمون راجت بينهم هواية اقامة
متاحف خاصة وبادر البعض منهم بتسليم ما لديهم الي الجهات المختصة من ادارات المتاحف
لتصبح ارثا وطنيا متاحاً عرضه للجميع في حين يفضل البعض الآخر تخصيص مبني خاصاً بها
يفتح امام المهتمين وزوار المتاحف في اوقات محددة ..
تحديات أمام اجتماع الآثاريين في الدوحة
تفتقر دول مجلس التعاون الي الأطر القانونية والتنظيمية التي تعزز حضورها الدولي علي
مستوي المشاركة في مؤتمرات علمية كثيرة تعقد في الخارج وقد يبحث اجتماع الدوحة في مسألة
الخارطة الأثرية الشاملة لدول المجلس تلك الخارطة التي تحدد مواقعها المهمة بعد المسح
الأثري الشامل وتبين اولويات الكشف عنها بعد ان داهمت مشاريع التوسع العمراني والتمدد
الديمغرافي مواقع كثيرة وتسببت باضرار كبيرة فيها وقد حاولت اكثر من دولة خليجية ربط
خرائط التخطيط المدني وشبكات البني التحتية بعمل بعثات التنقيب ولم تنجح وفقدت دول
اخري الكثير من اللقي الأثرية بفعل عمليات تنقيب غير مشروعة واخراجها الي مناطق اخري
من العالم وبعد حروب متتالية من حول المنطقة تحولت بعض الموانيء الخليجية خاصة البحرية
منها مستودعات ومحطات عبور ترانزيت للكثير من القطع الأثرية المهربة لغياب قوانين صارمة
تطبق من هذه الدول وقلة خبرة اجهزة الجمارك والتفتيش في الكشف عن القطع الأثرية المهربة
ومن جهة اخري ينظر العارفون بشؤون تنظيم المتاحف وطرق عرضها باهتمام الي المجموعات
الشخصية التي يمتلكها اشخاص من ابناء دول الخليج ويتحدثون عن ضرورة تسجيلها كذلك وضع
صيغة جيدة للتعامل مع اصحابها اما المتاحف القائمة فان وضعها علي خارطة السياحة المحلية
والإقليمية والدولية اصبح من الأولويات القصوي في السنوات القادمة وقد علمنا ان السعودية
تولي اهمية خاصة لمتاحفها الآن باشراف الهيئة العامة للسياحة والآثار فيها بعد تسجيل
مواقع عدة من المملكة ضمن لوائح اليونسكو وتسعي لوضع برنامج للتنقيب للسنوات القادمة.
اخيرا يتم تكريم بعض من عملوا في قطاع الآثار والمتاحف غدا مع اختتام اعمال المؤتمر
الذي تحول سريا بعد جلسة الإفتتاح لأهمية ما سيناقشه اعضاء الوفود المشاركة من اوراق
عمل ستحول اجتماع الدوحة الآثاري الي تاريخ مفصلي في قطاع المتاحف وما يتبعها من أنشطة
التنقيب والإدارة والتسويق والترويج عالميا لها.
قانون
رقم (2) لسنة 1980 بشأن الآثار
قانون
رقم (40) لسنة 2002 بإصدار قانون الجمارك