جريدة الراية السبت 21 من مارس 2009م

خطة لتطوير الدفاع المدني تتضمن 32 مشروعاً وتنتهي العام المقبل..

العميد عبدالله السويدي:
هيكل تنظيمي وإدارة للأزمات ونظام صيانة جديد للآليات والمعدات عمليات الإخلاء الوهمي ساهمت في تأهيل العاملين لمواجهة الطوارىء افتتاح المبنى الجديد للإدارة العام المقبل وزيادة أسطول السيارات قريباً نسعى للارتقاء بمستوى الكوادر البشرية وابتعاث الطلاب للخارج حماية الأرواح والممتلكات هي واحدة من أبرز مهام الأجهزة الأمنية على وجه العموم ولكنها تعد المهمة الأساسية لأجهزة الحماية المدنية والدفاع المدني على وجه الخصوص، الذي يبذل رجاله كل غال وثمين من أجل الوفاء بتلك المهام الإنسانية في المقام الأول، ويعد تطور أجهزة الدفاع المدني ومستوى أدائها ونجاحها في تحقيق أهدافها معيارا لمستوى تقدم الدول، وخلال السنوات الأخيرة شهد الدفاع المدني القطري تطورا غير مسبوق من أجل الوصول به إلى أفضل المستويات العالمية.
العميد الركن عبد الله محمد السويدي مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني، الذي يتابع خطة تطوير الإدارة التي عايشها لحظة بلحظة ويتابع كل صغيرة وكبيرة من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة، وتناولنا خلال هذا اللقاء العديد من المحاور المتعلقة بالدفاع المدني وخطط التطوير والتنفيذ قال لمجلة المرور:
 السيد العميد .. بعد مرور ثلاث سنوات على البدء في تنفيذ خطة تطوير الدفاع المدني إلى أين وصلت مراحل التنفيذ وما الذي تبقى؟
- كما تعلمون، تحتوي خطة تطوير الدفاع المدني على (32) مشروعا أو محورا يتم تنفيذها على مدى خمس سنوات بدأت من 1/1/2006م لتنتهي في 31/12/2010م، وهو الوصول بالدفاع المدني القطري إلى مستوى الدفاع المدني البريطاني من حيث الخبرة والكفاءة والتنظيم والسمعة على المستوى الدولي لأن الدفاع المدني البريطاني يصنف على أنه الأفضل في العالم من حيث الخبرة والكفاءة في الأداء والتنظيم، وهذا ما نسعى لتحقيقه.
ومن خلال الدعم غير المحدود من سعادة وزير الدولة للشؤون الداخلية وسعادة مدير عام الأمن العام لمشروع تطوير الدفاع المدني وتعاون العديد من المؤسسات والهيئات في الدولة وإدارات وزارة الداخلية، خاصة إدارة الإمداد والتجهيز وإدارة الموارد البشرية وإدارة الجودة الشاملة وإدارة الشؤون المالية، وبحمد الله تم الانتهاء من العديد من مشاريع أو محاور خطة التطوير وإذا استمر التقدم على المستوى الحالي سنصل إلى الهدف المنشود في الجدول الزمني الموضوع وهو 31/12/2010م.
  ما هي أبرز المشاريع التي تم تنفيذها ؟
- لقد تم تنفيذ العديد من المشاريع منها الهيكل التنظيمي والوصف الوظيفي وإدارة الأزمات وإعداد المواصفات الفنية وشراء الآليات والمعدات الحديثة ونظام صيانة الآليات والمعدات ونظام الميزانية والموارد المالية ومراقبة المصروفات، وكذلك مياه الإطفاء ونظام إنشاء المراكز الجديدة وتحديد عدد العاملين وأسلوب العمل وخطط التنبيه والاستجابة للحالات الطارئة وفنيات البحث والإنقاذ (التدريب على عمليات البحث والإنقاذ)، وتأهيل وتطوير الموظفين وكود إرشادات البناء والكادر الوظيفي لإدارة الوقاية والنظام الإداري لإدارة الوقاية، أما بقية المشاريع أو المحاور فإن تنفيذها يسير وفقاً للبرنامج الموضوع ولا نتوقع أي عقبات أو تأخير في التنفيذ إن شاء الله.
  كان هناك حديث عن قانون جديد للدفاع المدني يتناسب مع المتغيرات التي حدثت في المجتمع، فهل ترون بالفعل أن الأمر يتطلب قانونا جديدا أو تعديلا للقانون الحالي ؟
- إن الأمور الحالية لا تتطلب قانونا جديدا، فقانون الدفاع المدني رقم (13) لعام 1997 والقرارات الوزارية المتعلقة بتنفيذ بعض بنود القانون تغطي حوالي 97% من متطلبات الدفاع المدني، ونحن بصدد اقتراح بعض اللوائح والقرارات الوزارية لتتناسب مع المتغيرات الحديثة في المجتمع والتي نتج عنها مهام ومسؤوليات إضافية للدفاع المدني.
  هناك اهتمام من قبلكم بعمليات الإخلاء الوهمي فإلى أي مدى تحقق عمليات الإخلاء أهدافها؟
- عمليات الإخلاء الوهمي التي يتم تنفيذها منذ فترة في الأبراج والفنادق والبنوك والمجمعات التجارية وغيرها هي من المحاور المهمة في برنامج التعليم والتدريب والتثقيف الوقائي، وقد حقق برنامج الإخلاء الوهمي العديد من الأهداف المهمة منها على سبيل المثال:
بالنسبة للدفاع المدني ساعد هذا البرنامج فرق البحث والإنقاذ ومكافحة الحرائق في إدارة العمليات على التعرف على أنظمة السلامة والإطفاء ومداخل ومخارج الطوارىء ونقاط التجمع وعدد ونوعية القاطنين في المبنى أو المنشأة، هذا من ناحية كما ساعدهم على تحسين وتطوير الأساليب المتبعة في التعامل مع الناس وخاصة في حالات الهلع والفزع.
من ناحية أخرى وبالنسبة للقاطنين في المبنى أو المنشأة كان لهذا البرنامج الفضل في تدريبهم على عمليات الإخلاء بصورة منظمة في الحالات الطارئة وكيفية التصرف في حال مشاهدة دخان أو حريق، أما بالنسبة للقائمين على إدارة المبنى أو المنشأة فساعدهم البرنامج ومن خلال تجربة جميع أنظمة السلامة والإطفاء في المبنى أو المنشأة على التأكد من جاهزية هذه الأنظمة.
  ما هي آخر التطورات في مشروع المبنى الجديد للإدارة العامة للدفاع المدني؟
- يسير المشروع حسب الخطة الموضوعة فقد تم اعتماد التصميم النهائي وهو حالياً في مرحلة إعداد وطرح المناقصة للإنشاء وفترة الإنشاء والتجهيز حوالي 22 شهرا أي أن المبنى سيكون جاهزاً مع جميع تجهيزاته في نهاية عام 2010م أو في الربع الأول من عام 2011م.
من مزايا المبنى الجديد بناء منشأة حديثة وعصرية للإدارة مع مركز رئيسي يحوي جميع المنشآت الخدمية اللازمة، بالإضافة إلى مسجد يتسع للموظفين والزوار ومواقف للسيارات فوق الأرض وتحت الأرض وأيضاً ناد للضباط يحتوي على قاعات كبيرة للعديد من النشاطات ومسبح وكافتريا وغيرها، أي أن هذا المبنى سيكون معلماً من المعالم الحضارية في الدولة.
  يمتلك الدفاع المدني حالياً أسطولاً مميزاً من السيارات والمعدات المتطورة، نود التعرف على أبرزها وإلى أي مدى ساهمت هذه المعدات المتطورة في رفع مستوى الأداء؟
- يحوي أسطول الدفاع المدني الحديث العديد من أنواع السيارات المجهزة بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة للتعامل مع جميع أنواع الحوادث أو المخاطر المتوقعة، ومن أبرز هذه السيارات:
- سيارات إطفاء وإنقاذ مع سلم ومصعد بارتفاع (55م) مخصصة للأبراج.
- سيارات إطفاء وإنقاذ مع سلم ومصعد بارتفاع (32م) مخصصة للأبنية والمنشآت حتى ارتفاع (10) طوابق، بالإضافة إلى سيارات إطفاء وإنقاذ متوسطة وإطفاء وإنقاذ ثقيل وإنقاذ من المباني والمنشآت المنهارة وسيارة تطهير من التلوث الكيماوي والبيولوجي والأشعة.
وكذلك سيارة إطفاء بواسطة الفوم (الرغوة) مع برج بارتفاع (22م) وسيارة إطفاء مع برج بارتفاع (27م) وسيارة تدخل سريع، بالإضافة إلى دراجات نارية مجهزة بمعدات إطفاء وسيارة صهريج قاطرة ومقطورة (36.000 لتر ماء) وسيارة لأجهزة التنفس.
ووفقاً للبرنامج الحالي ستدخل الخدمة العديد من السيارات خلال عام 2009 م منها على سبيل المثال 20 سيارة تدخل سريع، 21 صهريج ماء  ستقوم بتصنيعه شركات متخصصة بتصنيع سيارات إطفاء ، و20 سيارة إطفاء وإنقاذ من أنواع مختلفة.
وقد كان للتجهيزات الحديثة والمتنوعة في أسطول الدفاع المدني الأثر البالغ في السيطرة على العديد من الحوادث الكبيرة والخطرة في مدة زمنية قياسية، كما كان لها أثر بالغ في تطوير مهارات وكفاءات رجال الدفاع المدني في التعامل مع أي نوع من أنواع الأحداث أو المخاطر، وقد أدى ذلك إلى إنقاذ العديد من الأرواح وتقليل الخسائر الناتجة عن الحرائق وهذا ما لمسه وشاهده الجميع في قطر.
  ماذا عن العملية التدريبية للعناصر البشرية وخطة الابتعاث للخارج؟
- تسير العملية التدريبية وفق الخطط الموضوعة وهي باختصار تدريب الكادر الوظيفي الجديد على الأساسيات، وبعد اكتساب الخبرة اللازمة في العمليات يتم عقد دورات تخصصية داخلية وخارجية خاصة في كلية الإطفاء في سنغافورة، وهناك العديد من الدورات التدريبية للضباط في المعاهد الداخلية والخارجية خاصة كلية خدمات الإطفاء البريطانية وكلية الإطفاء في سنغافورة. أما بالنسبة لخطة الابتعاث للخارج فهي أيضاً تسير وفقاً للخطط الموضوعة وهي أيضاً باختصار ابتعاث (36) طالبا من خريجي الثانوية العامة - علمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة هندسة الإطفاء والسلامة، وابتعاث العديد من الرتب الأخرى للحصول على دبلوم تخصصي في بريطانيا، ونقوم حالياً بتنفيذ خطط إرسال رتب أخرى للحصول على دورات تخصصية في مختلف مجالات الدفاع المدني.
  ماذا عن جهود الإدارة العامة للدفاع المدني في مجالات التوعية الوقائية؟
- يقوم قسم الإعلام والتثقيف الوقائي في الدفاع المدني بإعداد وتنفيذ برامج عديدة تهدف إلى نشر الوعي بإجراءات السلامة منها مثلا: برنامج لطلبة وطالبات المدارس الابتدائية لتوعية الطفل بالسلامة وتجنب الأعمال التي تؤدي إلى المخاطر، برنامج تثقيف وتدريب عمال وموظفي المؤسسات والورش الصناعية والحرفية على استعمال أجهزة الإطفاء، وأيضاً تجنب وقوع الحوادث وسبل التعاون مع الدفاع المدني والأجهزة المعنية الأخرى بكل ما يتعلق بالسلامة وتجنب المخاطر، برنامج وعظ ديني عن الأمن والأمان والسلامة ومكانتها في الدين الإسلامي، وهناك العديد من البرامج الأخرى هذا طبعاً مع إقامة ندوات ومعارض وطبع وتوزيع كتيبات وملصقات وغيرها، ويتم تنفيذ هذه البرامج عن طريق الاتصال المباشر بالجمهور وعن طريق وسائل الإعلام المتعددة.
  بعد نجاح تجربة التمرين الوهمي الثالث مع مملكة البحرين.. ما هي الجهود المبذولة لتدريب رجال الدفاع المدني للتعامل مع مثل هذه الأحداث والظروف؟
- إن عملية إدارة الأزمات والكوارث هي ركن أساسي من مهام ومسؤوليات الدفاع المدني ونحن نولي هذه العملية أهمية كبيرة، وذلك من خلال تأهيل ضباط الإدارة في دورات متقدمة في إدارة الأزمات والمشاركة في تمارين داخلية مشتركة مع مختلف الجهات بالدولة، لزيادة الخبرة الميدانية ورفع مستوى الأداء وتحسين الوسائل والنظم والإجراءات والخطط ذات العلاقة بهذا الموضوع.
  ما الاستفادة التي تحققت للإدارة العامة للدفاع المدني بالمشاركة في التمرين الوهمي مع مملكة البحرين؟
- أهم جوانب الاستفادة هو اطلاعنا على مدى جاهزية الدفاع المدني في التعامل مع الكوارث فقد أتاح لنا هذا التدريب التعرف على مدى ملاءمة خطط الطوارىء الموضوعة من حيث عمليات الاتصال والاستجابة والقيادة والتعاون والتنسيق والدعم والسيطرة، وأيضاً خبرات وكفاءات القادة والضباط وضباط الصف والأفراد في التعامل مع الكوارث وصلاحية وجاهزية آليات ومعدات وأجهزة الدفاع المدني، وقد أظهرت الدراسة التقييمية لهذا التدريب أن الإيجابيات كانت كثيرة والسلبيات كانت قليلة وبدأنا بتنفيذ برنامج لسد الثغرات وتلافي السلبيات.
  خلال الفترة الماضية نظمتم عدة ندوات ولقاءات حول الأمن والسلامة في المباني والمنشآت، فلماذا توقفت هذه الندوات وهل حققت الهدف منها؟
- استكمالاً لهذه الندوات واللقاءات قمنا وبالاشتراك مع شركة محلية لمعدات وأجهزة الإطفاء بتنظيم دورة تدريبية بواسطة خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية حضرها عدد كبير من مهندسي المكاتب الاستشارية وشركات المقاولات وموضوع الدورات الدراسية هو كيفية تطبيق كود البناء المعتمد في قطر وكان من نتيجة الندوات واللقاءات والدورات الدراسية التحسن الكبير الذي طرأ على المخططات والخرائط والتصاميم وأنظمة السلامة والإطفاء في الأبنية والمنشآت، وسنقوم مستقبلاً بعقد ندوات وتنظيم دورات تدريبية كلما ارتأينا ذلك ضرورياً.
  كيف تقيمون استجابة أصحاب الأبراج والمشروعات الكبيرة مع الدفاع المدني بشأن متطلبات السلامة بعد تطبيق كود البناء المعتمد في قطر؟
- لم نكن نتوقع أن تكون استجابة أصحاب الأبراج والمشروعات الكبيرة مع الدفاع المدني بهذا المستوى العالي، فسرعة استجابتهم لمتطلبات الدفاع المدني والتعاون الذي أبدوه في هذا المجال مبشرة بالخير ونحن في الدفاع المدني سعداء بهذا التعاون المثمر بيننا وبينهم، وهذا بالتأكيد يعود بالفائدة الجمة عليهم وعلينا وعلى المجتمع وسمعة الوطن.

قانون رقم (13) لسنة 1997 بشأن الدفاع المدني
مرسوم بقانون رقم (35) لسنة 2005 بتعديل بعض أحكام القانون رقم (13) لسنة 1997 بشأن الدفاع المدني